اعلان اعلان 1 اعلان 2

تتابَعَت كُتُب الله: أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى!

السليماني

مشرف المنتديات الإسلامية
فريق الإشراف

معلومات العضو

إنضم
2 يوليو 2023
الأوسمة
1
الإقامة
السعودية
الجنس
ذكر
نشاط السليماني:
162
0
118
  • تتابَعَت كُتُب الله: أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى!
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ...


تتابَعَت كُتُب الله: أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي

أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى قتادة -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْـحَيَاةَ 16 وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17 إنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى 18 صُحُفِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 16 - 19]؛ قال: «تَتَابَعت كُتُب الله كما تسمعون: أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى»[1].


ويُستدل له بقوله تعالى: {وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأعراف: 169]، وقوله سبحانه: {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 57]، وقوله تبارك وتعالى: {وَإن كُلُّ ذَلِكَ لَـمَّا مَتَاعُ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35].


وفي الأثر حُسْن استنباط الإمام قتادة في تقرير هذا المعنى، وأنه قد تتابعت عليه كُتُب الله -تعالى-؛ أخذًا من لحاق الآيات وسباقها في هذا المعنى؛ {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْـحَيَاةَ الدُّنْيَا 16 وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17 إنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى 18 صُحُفِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 16 - 19].


وهذه الهداية في سورة من السور التي تتكرر قراءتها؛ لمسيس الحاجة إلى تكرار هداياتها وعِظاتها على القلوب، ولذلك شُرع تلاوتها في صلاة الجمعة فيسمعها كلّ مسلم بين الفينة والأخرى، ولقد كرَّر القرآن أيضًا هذه العظة في أكثر من موضع؛ قال تعالى: {إنَّمَا مَثَلُ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].


فرونق الأثر هو في بيانه أن هذا المعنى الإيماني مُكرَّر ومُقرَّر ليس في القرآن فحسْب، بل في كُتب الله -تعالى- كلها؛ أنَّ الآخرة خيرٌ وأبقى.


إنه على عِظَم العاقبة والخطر، يعظم التنبيه والحذر، ولما كان إيثار الدنيا وحبّها هو الغالب على البشر؛ تكرَّر الترهيب عنها في كل كُتُب الله -تعالى-، وهذا أشدّ ما يكون في قيام الحجة على البشر، وأبلغ في العظة للمتأخرين، وفيه بيان لمنقبة القرآن الكريم، وهو تصديقه لما بين يديه: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْـحَقِّ مُصَدِّقًا لِّـمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ} [آل عمران: ٣]، وهذا المعنى مُفْضٍ إلى استشعار عظمة القرآن الكريم، وفي ضِمْنه تعريضٌ بأهل الكتاب الذي آثروا الحياة الدنيا على الآخرة،


ومِن مواعظه -عليه الصلاة والسلام- في هذا الصدد: حديثُ زيد بن ثابت وغيره كما في سنن ابن ماجه مرفوعًا: «مَن كانتِ الدُّنيا هَمَّهُ، فرَّقَ اللَّهُ علَيهِ أمرَهُ، وجعلَ فَقرَهُ بينَ عينيهِ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما كتبَ لَهُ، ومن كانتِ الآخرةُ نيَّتَهُ، جمعَ اللَّهُ لَهُ أمرَهُ، وجعلَ غِناهُ في قلبِهِ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغِمةٌ».
فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، ولا إلى النار مصيرنا يا رب العالمين.

============================== ======

[1] تفسير الطبري (24/324).

منقول
 

فخم الطلة

المدير العام للمشاغب
فريق الإدارة
إدارة المنتدى

معلومات العضو

إنضم
19 مايو 2024
المشاركات
1,431
الحلول
16
مستوى التفاعل
587
الأوسمة
3
الإقامة
الإمـــ UAE ــــات
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 
توقيع فخم الطلة
IMG-20240802-171815.jpg

الأعضاء المتواجدون

المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه تجاه ما يقوم به من بيع وشراء واتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى