معلومات العضو
نشاط الموج الصامت:
-
9,420
-
15
-
5,498
- قصة مثل_غثك خير من سمين غيرك
غثك خير من سمين غيرك
أول من قال ذلك هو معن بن عطية المذحجي ، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحيا العرب حرب شديدة .
أسر معن : فمرّ معن في حملة حملها برجل من حربه صريعًا ، وقال : امنن عليّ كفيت البلاء ، فأرسلها مثلاً ، فأقامه معن وسار به حتى بلغ مأمنه ، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم وأسروا معنا ، وأخا له يقال له روق ، وكان يضعف ويحمق ، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجا أخو رئيس القوم .
فناداه معن ، وقال : يا خير جاز بيد .
أوليتها نج منجيكا .
هل من جزاء عندك ال .
يوم لمن رد عواديكا .
من بعد ما نالتك بال .
كلم لدى الحرب غواشيكا .
نجاة أخيه : فعرفه صاحبه فقال لأخيه : هذا المان عليّ ومنقدي ، بعد ما أشرفت على الموت فهبه لي ، فوهبه له ، فخلى سبيله ، وقال : إني أحب أن أضاعف لك الجزاء ، فاختر أسيرًا آخر ، فاختار معن روقًا ، ولم يلتفت إلى سيد مذحج وهو في الأسارى ، ثم انطلق معن وأخوه راجعين ، فمرّا بأسارى قومهما ، فسألو عن حاله.
غثك خير من سمين غيرك : فأخبرهم الخبر ، فقالوا لمعن : قبحك الله ! تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه ، وتفك أخاك هذا الأنوك الفسل الرّذل فوالله مانكأ جرحا ، ولا أعمل رمحًا ، ولا ذعرسرحا ، وإنه لقبيح المنظر ، وسيء المخبر ، لئيم ، فقال معن : غثك خير من سمين غيرك ، فأرسلها مثلا .
لم أرض بالهوان : ولما بايع الناس عبدالله بن الزبير ، تمثل بهذا المثّل عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما ، فقال : أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبوه حواري رسول الله ﷺ ، وجدته عمه رسول الله ﷺ صفية بنت عبدالمطلب ، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي ﷺ ، وخالته أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ، فشددت على يده وعضده ، ثم آثر على الحميدات والأسامات فبأوت نفسي ، ولم أرض بالهوان .
آثر الناس عنده : وإن ابن أبي العاصي مشى اليقدمية ، وإن ابن الزبير مشى القهقري ، ثم قال لعلي ابن عبدالله ابن عباس : الحق بابن عمتك ، فغثك خير من سمين غيرك ، ومنك أنفك وإن كان أجدع ، فلحق ابنه عليّ بعبد الملك بن مروان ، فكان آثر الناس عنده .
مشى اليقدميه : قوله : آثر على الحميدات ، أراد قومًا من بني أسد بن عبد العزّى من قرابته ، وكأنه صغّرهم وحقرهم ، قال لأصمعي : الحميديون من بني أسد من قريش ، وابن أبي العاص : عبد الملك بن مروان نسبه إلى جده .
وقوله : مشى اليقدميه ، أي : تقدم بهمته وأفعاله ، يقال : مشى فلان اليقدمية والقدمية ، إذا تقدم في الشرف والفضل ، ولم يتأخر عن غيره في الإفضال على الناس ، قال أبو عمرو : معناه التبختر ، وهو مثل ، ولم يرد المشي بعينه .
أول من قال ذلك هو معن بن عطية المذحجي ، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحيا العرب حرب شديدة .
أسر معن : فمرّ معن في حملة حملها برجل من حربه صريعًا ، وقال : امنن عليّ كفيت البلاء ، فأرسلها مثلاً ، فأقامه معن وسار به حتى بلغ مأمنه ، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم وأسروا معنا ، وأخا له يقال له روق ، وكان يضعف ويحمق ، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجا أخو رئيس القوم .
فناداه معن ، وقال : يا خير جاز بيد .
أوليتها نج منجيكا .
هل من جزاء عندك ال .
يوم لمن رد عواديكا .
من بعد ما نالتك بال .
كلم لدى الحرب غواشيكا .
نجاة أخيه : فعرفه صاحبه فقال لأخيه : هذا المان عليّ ومنقدي ، بعد ما أشرفت على الموت فهبه لي ، فوهبه له ، فخلى سبيله ، وقال : إني أحب أن أضاعف لك الجزاء ، فاختر أسيرًا آخر ، فاختار معن روقًا ، ولم يلتفت إلى سيد مذحج وهو في الأسارى ، ثم انطلق معن وأخوه راجعين ، فمرّا بأسارى قومهما ، فسألو عن حاله.
غثك خير من سمين غيرك : فأخبرهم الخبر ، فقالوا لمعن : قبحك الله ! تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه ، وتفك أخاك هذا الأنوك الفسل الرّذل فوالله مانكأ جرحا ، ولا أعمل رمحًا ، ولا ذعرسرحا ، وإنه لقبيح المنظر ، وسيء المخبر ، لئيم ، فقال معن : غثك خير من سمين غيرك ، فأرسلها مثلا .
لم أرض بالهوان : ولما بايع الناس عبدالله بن الزبير ، تمثل بهذا المثّل عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما ، فقال : أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبوه حواري رسول الله ﷺ ، وجدته عمه رسول الله ﷺ صفية بنت عبدالمطلب ، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي ﷺ ، وخالته أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ، فشددت على يده وعضده ، ثم آثر على الحميدات والأسامات فبأوت نفسي ، ولم أرض بالهوان .
آثر الناس عنده : وإن ابن أبي العاصي مشى اليقدمية ، وإن ابن الزبير مشى القهقري ، ثم قال لعلي ابن عبدالله ابن عباس : الحق بابن عمتك ، فغثك خير من سمين غيرك ، ومنك أنفك وإن كان أجدع ، فلحق ابنه عليّ بعبد الملك بن مروان ، فكان آثر الناس عنده .
مشى اليقدميه : قوله : آثر على الحميدات ، أراد قومًا من بني أسد بن عبد العزّى من قرابته ، وكأنه صغّرهم وحقرهم ، قال لأصمعي : الحميديون من بني أسد من قريش ، وابن أبي العاص : عبد الملك بن مروان نسبه إلى جده .
وقوله : مشى اليقدميه ، أي : تقدم بهمته وأفعاله ، يقال : مشى فلان اليقدمية والقدمية ، إذا تقدم في الشرف والفضل ، ولم يتأخر عن غيره في الإفضال على الناس ، قال أبو عمرو : معناه التبختر ، وهو مثل ، ولم يرد المشي بعينه .