الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
ما صحة حديث أبي وأبيك في النار وشرحه
- العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ما حكم الشرعي في أهل الفترة ما بين عيسى عليه السلام ومحمد ﷺ ؟
وهل والد رسول الله ﷺ من أهل الفترة ؟
وما صحة حديث أبي وأبيك في النار ؟
الجواب :
أهل الفترة هم الذين بين رسالة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأهل الفترة ينقسمون إلى قسمين:
قسمٌ مسكوت عنهم ، فهؤلاء أمرهم إلى الله.
وليس لنا أن نتحدث فيهم لن نقول أمرهم إلى الله عز وجل .
وقسم جاءت السنة ببيان حكمه ، فليس لنا عدولٌ عما جاءت به السنة.
ومن ذلك قصة الرجل الذي قال يا رسول الله أين أبي ..
قال أبوك في النار
فكأن الرجل تأثر فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبي وأبوك في النار.
وليس لنا العدول عما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ومن زعم سوى ذلك فقد افترى كذبا.
ومن زعم سوى ذلك فقد طعن أعظم الطعن برسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لأنه إذا ادعى ان أبا الرسول ليس في النار فإنه يصف الرسول عليه الصلاة
والسلام بايش بالكذب والعقوق.
بالكذب لأنه قال في النار طيب. بالكذب لأنه قال في النار.
وبالعقوق لأن أي إنسان يصف والده بأنه في النار. وليس من أهل النار
فهو إيش ؟ فهو عاق .
ولا غرابة أن يكون أبو أفضل البشر في النار. ما في غرابة .
فهذا أبو إمام الحنفاء إبراهيم في النار. أليس كذلك.
طيب . لان آزر أبوه أبا إبراهيم كان مشركا ، وقال لابنه وهو يعضه ، قال :
( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ ) ايش ( لَأَرْجُمَنَّكَ ) أقتلك بالحجارة رجماً.
ولما استغفر لأبيه ، قال الله تعالى معتذراً عنه :
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ).
ولا تعجب أيضا فهذا ابن نوح.
نوح من أولو العزم من أفضل الرسل وابنه يعني احد أبنائه ايش؟
كافر.
فلا غرابة أن يكون ابن النبي كافراً أو يكون أبو النبي كافراً.
فعلى هذا نقول أهل الفترة ينقسمون إلى قسمين:
قسم تبين حكمهم من السنة. فليس لنا العدول عما جاءت به السنة.
وقسم آخر لم نعلم عنهم شيئا فهؤلاء أمرهم إلى الله :
( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ).
وكذلك قال في أم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
أم الرسول ماتت قبل أن يبعث الرسول فهي من أهل الفترة.
وقد استأذن النبي ﷺ من الله أن يستغفر لها ، فلم يأذن له.
الله اكبر ليش؟ لماذا لم يأذن له ؟
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) .
ثم استأذن الله أن يزور قبرها فأذن له أن يزور القبر.
لكن هل يزور قبرها ليدعوا لها ؟
أجب. كأنها خفيفة هذه شوي ..
الجواب : لا.
لأنه لم يأذن أن يستغفر لها. لكن أذن له للعبرة.
ولهذا قال العلماء يجوز أن يزور الإنسان قبر الكافر للعبرة.
وهذا الذي قاله العلماء صحيح ، بشرط. أن لا يكون هناك فتنة ،
فلو إن رجلا أراد يزور قبر داعية من دعاة الكفر أو رئيس من رؤساء الكفر للعبرة .
قلنا لا تفعل. لان هذا يؤدي إلى مفسدة.
لكن إذا لم يكن هناك مفسدة وأراد أن يزور قبر كافر ليعتبر فهذا لا بأس.