الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل!
يـا أيـها الأحبـاب والأخوان ،،
قد أبتليت هذه الأمه بـكثير من الـفتن ، ومن هـذه الـفتن ، فـتنة الـجدال .
نـعم يـا طالـب الـعلم ويـا طالـبة العلم ، أن كثير من المجالس تجد فيها من يـجادل ،
وكثير من الذين يـجادلونكم ، لا يجادلونكم بحقً ، ولا من أجل مصـلحةً ولا من أجل شـئ ،
أنــما من أجل الـحقد والـبغضاء ، وحبً للــشهره.
ولـهذا تـجد الـمجادل ، لا تـرتح نـفسه إلا بـالمجادلة ،
فـيقمع صـاحب الحق بأكاذيبه ، وأفتراءاته ، حتـي يـقال أنهُ على حق ،
وصـاحبة علي بـاطل ، فـكـانه يـقول للـناس ، هـا أنا علي حق..
أن مثل هذا الذي يجادل ويمتري بغير حق ، مصـيرهُ لأ يدوم كثـيراً ..
فقـد قـال الإمام النووي – رحمه الله - :
( مما يذم من الألفاظ المراء , والجدال , والخصومة ).
وعلي ذالـك ، فـصحاب الجدال جدالـهُ مذموم أن كان بغير حق ..
ولـذلك قال الإمام النووي :
( واعلم أن الجدال قد يكون بحق , وقد يكون بباطل ,
قال الله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
وقال تعالى : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا )
فإن كان الجدالُ الوقوفَ على الحق وتقريره كان محموداً ,
وإن كان في مدافعة الحق , أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً .
وعلى هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته وذمه )
ثم قال – رحمه الله- :
( قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة ,
ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة ).
نـعم يا أخواني ، أن الجـدال مـولد للـخصومه ،
بـل لأ تجد شخص يجادل بغير حق إلا وكـره الذي يجادله بـحق ..
فـالله الله أخواني وأخواتي ، من الجدال بغير حق ،
والله الله في البعد عن تلك المجالس التي بـها جدال ،
فـأن جـادلك شـخصً عنيد لأ يُريد الحق ، ففــر منهُ ،
فهذا فـيه مـرض ، قـد يـُعديك مـرضهُ .
وأعلمُ ، قـول الأوزاعي :
(( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ))
وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – قال :
وقال عبدالله بن حسين بن علي – رضي الله عنهم - :
وقال محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - :
وقيل لعبدالله بن حسن بن حسين :
( ما تقول في المراء ؟
قال : يفسد الصداقة القديمة ، ويحل العقدة الوثيقة .
وأقل ما فيه أن يكون دريئة للمغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة )
وقال جعفر بن محمد – رحمه الله - :
( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال )
وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي – رحمه الله - :
ولـذلك قـال الإمام الشافعي – رحمه الله – :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ
أخوكم / يوسـف الـشمري