أبوعائشة
عضو مشاغب
- إنضم
- 26 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 11,044
- مستوى التفاعل
- 6,904
- الإقامة
- دولة الإمارات العربية المتحدة
- الجنس
- ذكر
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
إنَّ العَمَلَ الصّالِحَ إذا اقترَنَ بهِ الصِّدقُ واليقينُ فإنَّ ذلِكَ يَجعلُهُ مُكفِّراً لكبائرِ الذُّنوبِ، كما وَرَدَ في قِصَّةِ صَاحَبِ البِّطاقَةِ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.
فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.
فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، فَيَقُولُ: أحْضِرْ وَزْنَكَ.
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟!
فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. قال ﷺ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ»([1]). فهَذِهِ الكلمةُ، أَعني: "لا إلهَ إلا اللهُ" لـمَّا تَلفَّظَ بها بِقلْبٍ مُفعَمٍ باليقينِ والصِّدقِ والإِيمانِ عَظُمَ نَفعُها، وثَقُل وزنُها، فطاشَتْ تِلكَ السِّجلاتُ.
يَشهدُ لِذلِكَ حَديثُ أَنسِ بنِ مَالكٍ -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لمعاذٍ وكانَ رَدِيفَهُ عَلَى الرَّحْلِ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلاَثًا، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»([2]).
إِنَّ كلمةَ "لا إلهَ إلا اللهُ"، تُسمَّى بكلِمَةِ الإِخلاصِ، وكَلمةِ التَّوحيدِ، والعُروةِ الوُثقَى، ومِفتاحِ الجَنَّةِ.
بل هِيَ أَعظمُ المفاتِيحِ، وأَنفَعُها، فلأَجلِها أُرسِلَتِ الرُّسُلُ، وأنُزِلَتِ الكُتبُ، قالَ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].
ويَنبغَي أَنْ يُعلَمَ أنَّ هذا المِفتاحَ العَظيمَ، لا يَنفَعُ صاحبَهُ إلَّا إذا قَامَ بِحَقِّهِ، فـ"لا إلهَ إلا اللهُ" تَنفَعُ صَاحِبَها إذا أَدَّى حُقوقَها المعلومَةَ مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ، ولهذا أوَرَدَ الإمامُ البُخاريُّ في صَحيحِهِ عَن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ أنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِفتاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفتاحٌ إِلاَّ لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفتاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلاَّ لَمْ يُفْتَحْ لَكَ"([3]). يُشيرُ بِذلِكَ إلى حُقوقِ "لا إلهَ إلا اللهُ".
ومِن هذهِ الحقُوقِ: اليَقينُ الجازمُ ، قَالَ النَّبيُّ ﷺ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»([4]).
وقالَ لأبي هُريرةَ -رضي الله عنه-: «مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»([5]).
ومِن هَذهِ الحُقوقِ: الانْقِيادُ التَّامُّ والطَّاعةُ الخالصِةُ للهِ عز وجل ، قالَ ابنُ رَجبٍ: "إنَّ قَوْلَ العَبدِ: "لا إلهَ إلا اللَّهُ" يَقتَضِي أَنْ لا إلهَ غَيرُ اللهِ -أَي: لا مُعبودَ بحقٍّ سِوى اللهِ- وأنَّهُ الإلِهُ الذي يُطاعُ فلا يُعصَى هَيبةً لَهُ وإِجلالاً، ومَحبةً وخَوفاً ورَجاءً" ([6]).
ومن تلكَ الحقوقِ: المحبةُ الصَّادقِةُ ، التي تُورِثُ محبةَ ما يُحبُّهُ اللهُ وكراهِيَّةَ ما يَكرَهُهُ اللهُ جلَّ جلالُهُ، قَال ابنُ رجَبٍ أيضاً: "قُولُ "لا إلهَ إلا اللهَ" يقتضي أن لا يُحَبُّ سِواهُ... ومِن تَمامِ مَحبَّتِهِ؛ مُحبَّةُ مَا يُحبُّهُ وكَراهِيَّةُ ما يَكرَهُهُ، فمَن أَحَبَّ شَيئاً مِمَّا يَكرَهُ اللهُ، أو كَرِهَ شَيئاً مِمَّا يُحبُّهُ اللهُ؛ لم يُكمِلْ تَوحيدَهُ ولا صِدقَهُ في قَولِ: "لا إِلهَ إِلَّا اللهُ"، وكانَ فِيهِ مِنَ الشِّركِ الخَفِيِّ بِحسَبِ مَا كَرِهَهُ مِمَّا يُحبُّهُ اللهُ، ومَا أَحَبَّهُ مِمَّا يَكرَهُهُ اللهُ. قال تَعالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾" [محمد: ٢٨].
أسألُ اللهَ العَظيمَ، بِوجَهِهِ الكَريمِ، وسُلطانِهِ القَديمِ، أَنْ يُحرِّمَ وُجوَهنَا على النَّارِ، وأَنْ يُدخِلَنا الجنةَ مَعَ الأَبرارِ.
([1]) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
([2]) رواه البخاري.
([3]) البخاري، باب في الجنائز ومن كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله (5/76).
([4]) رواه مسلم.
([5]) رواه مسلم.
([6]) مجموعة ابن رجب (3/53).
فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.
فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، فَيَقُولُ: أحْضِرْ وَزْنَكَ.
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟!
فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. قال ﷺ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ»([1]). فهَذِهِ الكلمةُ، أَعني: "لا إلهَ إلا اللهُ" لـمَّا تَلفَّظَ بها بِقلْبٍ مُفعَمٍ باليقينِ والصِّدقِ والإِيمانِ عَظُمَ نَفعُها، وثَقُل وزنُها، فطاشَتْ تِلكَ السِّجلاتُ.
يَشهدُ لِذلِكَ حَديثُ أَنسِ بنِ مَالكٍ -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لمعاذٍ وكانَ رَدِيفَهُ عَلَى الرَّحْلِ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلاَثًا، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»([2]).
إِنَّ كلمةَ "لا إلهَ إلا اللهُ"، تُسمَّى بكلِمَةِ الإِخلاصِ، وكَلمةِ التَّوحيدِ، والعُروةِ الوُثقَى، ومِفتاحِ الجَنَّةِ.
بل هِيَ أَعظمُ المفاتِيحِ، وأَنفَعُها، فلأَجلِها أُرسِلَتِ الرُّسُلُ، وأنُزِلَتِ الكُتبُ، قالَ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].
ويَنبغَي أَنْ يُعلَمَ أنَّ هذا المِفتاحَ العَظيمَ، لا يَنفَعُ صاحبَهُ إلَّا إذا قَامَ بِحَقِّهِ، فـ"لا إلهَ إلا اللهُ" تَنفَعُ صَاحِبَها إذا أَدَّى حُقوقَها المعلومَةَ مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ، ولهذا أوَرَدَ الإمامُ البُخاريُّ في صَحيحِهِ عَن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ أنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِفتاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفتاحٌ إِلاَّ لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفتاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلاَّ لَمْ يُفْتَحْ لَكَ"([3]). يُشيرُ بِذلِكَ إلى حُقوقِ "لا إلهَ إلا اللهُ".
ومِن هذهِ الحقُوقِ: اليَقينُ الجازمُ ، قَالَ النَّبيُّ ﷺ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»([4]).
وقالَ لأبي هُريرةَ -رضي الله عنه-: «مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»([5]).
ومِن هَذهِ الحُقوقِ: الانْقِيادُ التَّامُّ والطَّاعةُ الخالصِةُ للهِ عز وجل ، قالَ ابنُ رَجبٍ: "إنَّ قَوْلَ العَبدِ: "لا إلهَ إلا اللَّهُ" يَقتَضِي أَنْ لا إلهَ غَيرُ اللهِ -أَي: لا مُعبودَ بحقٍّ سِوى اللهِ- وأنَّهُ الإلِهُ الذي يُطاعُ فلا يُعصَى هَيبةً لَهُ وإِجلالاً، ومَحبةً وخَوفاً ورَجاءً" ([6]).
ومن تلكَ الحقوقِ: المحبةُ الصَّادقِةُ ، التي تُورِثُ محبةَ ما يُحبُّهُ اللهُ وكراهِيَّةَ ما يَكرَهُهُ اللهُ جلَّ جلالُهُ، قَال ابنُ رجَبٍ أيضاً: "قُولُ "لا إلهَ إلا اللهَ" يقتضي أن لا يُحَبُّ سِواهُ... ومِن تَمامِ مَحبَّتِهِ؛ مُحبَّةُ مَا يُحبُّهُ وكَراهِيَّةُ ما يَكرَهُهُ، فمَن أَحَبَّ شَيئاً مِمَّا يَكرَهُ اللهُ، أو كَرِهَ شَيئاً مِمَّا يُحبُّهُ اللهُ؛ لم يُكمِلْ تَوحيدَهُ ولا صِدقَهُ في قَولِ: "لا إِلهَ إِلَّا اللهُ"، وكانَ فِيهِ مِنَ الشِّركِ الخَفِيِّ بِحسَبِ مَا كَرِهَهُ مِمَّا يُحبُّهُ اللهُ، ومَا أَحَبَّهُ مِمَّا يَكرَهُهُ اللهُ. قال تَعالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾" [محمد: ٢٨].
أسألُ اللهَ العَظيمَ، بِوجَهِهِ الكَريمِ، وسُلطانِهِ القَديمِ، أَنْ يُحرِّمَ وُجوَهنَا على النَّارِ، وأَنْ يُدخِلَنا الجنةَ مَعَ الأَبرارِ.
([1]) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
([2]) رواه البخاري.
([3]) البخاري، باب في الجنائز ومن كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله (5/76).
([4]) رواه مسلم.
([5]) رواه مسلم.
([6]) مجموعة ابن رجب (3/53).