الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
المدلول اللغوي والعلمي لكلمة (لا يحطمنكم)
حامد شاكر العاني
المدلول اللغوي والعلمي لكلمة
﴿ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾
قال الرازي في مختار الصحاح: (حطم) (حَطَمه) من باب (ضرب) أي كسره (فانحَطَمَ) و(تَحَطَّم) و(التَّحْطيم) التكسير، و(الْحُطَمَة) من أسماء النار لأنها تحطم ما تلقى، و(الْحُطَام) ما تكسر من اليبس[1].
قولها ﴿ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾: أي لا يكَسِرَنَّكُم ويهلِكَنَّكُم سليمان وجنوده.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل في النمل شيء قابل للكسر؟
وجواب ذلك: نعم هذا ما أثبته العلم الحديث، ففي زمن تنزل القرآن على حبيب الحق محمد ﷺ لم يكن لديهم القدرة العلمية على فهم ودراسة تركيب جسم النملة أو معرفة أي معلومات سوى ما يفهمونه من لغتهم، فقد عرفوا أن التحطيم لا يقع إلاَّ على شيءٍ يابس، وصدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم إذ أثبتت الدراسات العلمية أن للنمل هيكلاً عظمياً خارجياً صلبً جداً يسمى: (EXOSKELETON)، فالنملة لدى تعرضها لأي ضغط فإنها تتحطم وتتكسر، لذلك قال الله تعالى: ﴿ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾ فهذه الكلمة لها شأنها العلمي، حيث اكتشف العالم الاسترالي[2] - الذي أشهر إسلامه - أن جسم النملة مغلف بغلاف صلب جداً قابل للتحطم، أي ليس له مرونة تجعله ينحني مثلاً، بل يتكسر كالزجاج، ولذلك جاء البيان الإلهي ليتحدث عن هذه الحقيقة بكلمة ﴿ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾ فهي من المعجزات الخالدة لهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[3].
ويقول الأستاذ الكحيل: (كما تبين الدراسات الجديدة في علم تشريح الحشرات أن النملة تتمتع بغلاف صلب وقوي يحمي جسدها من الأخطار، ولذلك فإن النملة عندما تواجه عدواً وهي على شجرة مثلاً ترمي بنفسها وتطير طيراناً موجهاً وتنزلق انزلاقاً على النباتات تجنباً لتحطم هذا الغلاف الصلب، ولذلك حذرت النملة رفيقاتها بكلمة ﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ﴾، لأنك عندما تدوس على نملة مثلاً فإن غلافها الخارجي يتحطم كما يتحطم الزجاج)[4].
--------------------------------------
[1] مختار الصحاح ص 143 مادة (ح ط م).
[2] والقصة كاملة في موقع (منتدى أخوات طريق الإسلام) على الإنترنت، جاء فيها: فهل تعلمون لم استخدمت كلمة يحطمنكم؟ قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب الله تعالى حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين لا صحة فيه، وبدءوا يقلبون المصحف الشريف، ويدرسون آياته حتى وصلوا إلى آية النمل وعند لفظة (يحطمنكم) وهنا اعترتهم الغبطة والسرور، فها قد وجدوا في نظرهم ما يسيء للإسلام، فقالوا: إن الكلمة (يحطمنكم) من التحطيم والتهشيم والتكسير فكيف يكون لنملة أن تتحطم!!! فهي ليست من مادة قابلة للتحطم!!! إذن فالكلمة لم تأت في موضعها، هكذا قالوا
﴿ كَبُرَتْ كَلِمةً تَخْرْجُ مِنْ أَفوَاهِهِمْ إنْ يَقُولُونَ إلاَّ كَذِباً ﴾ وبدؤوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماً ولم يجدوا ولو رداً واحداً على لسان مسلم، وبعد أعوام مضت من اكتشافهم ظهر عالم استرالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض، لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة – أجهل قيمتها – من مادة الزجاج!!!، ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب وعلى أثر هذا أعلن العالم الاسترالي إسلامه فسبحان الله العزيز الحكيم... ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾.
[3] ينظر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - الإعجاز في الحشرات: 2 بقلم الأستاذ عبد الدائم الكحيل.
[4] ينظر: موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - نظام المرور عند النمل ص 3.
الألوكة الشرعية