الغريبة
عضو مشاغب
حكم الزواج بالكتابية في وقتنا المعاصر بلغة الاشارة
مترجم لغة الاشارة / عمرو عباس
>>ملحوظة : الاجابة جاءت مختصرة من هذا المصدر<<
وهذا النص كاملاً :
السائل : من ضمن الأشياء يريد رجل أن يعقد له عقد وهو يعيش مع امرأة من أهل الكتاب ويرتكب معها جريمة الزنا
الشيخ: الله أكبر
السائل: أو لا يصلي أو يتأخر ، أو يتعاطى المحرمات وغيرها من الأمور ، ثم يتوب إلى الله عزَّ وجلّ ، يقول ذلك ، ويريد أن يتزوج بها ، فهليجوز؟ يحل له أن يتزوج بها ؟ وإن كان يحل : ما هو الواجب عليه حتى يباح له الزواج بهذه الكتابية ؟
الشيخ : أظنك أصبت بآفة القفز ، لماذا لم تبقَ عند سؤالك الأول : هل يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج الكتابية ؟ بعد ذلك إن فتح لك الطريق لتقفز قفزة الغزال وتسأل عن ذلك الفاسق الذي كان يعيش مع الكافرة هذه عيشة شو بسمهم عيشة الأخدان - أي نعم - بعد ذلك يأتي ذك السؤال ، لكني أظنك سوف لا تحتاج وستستريح من توجيه مثل ذلك السؤال إذا ما عرفت جوابي على السؤال الذي عدلت عنه :
أنا ألفت النظر قبل كل شيء إلى الآية التي مرجع علماء المسلمين الذين يقولون وحقًا يقولون بأنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ، هما لما يقولون هذه الكلمة هم لا يريدون إطلاقها ومطلقها ، وإنما يعنون المعنى الإجمالي -هي المي هنا.
غشاش هذا الابريق لأنه أسفله يوحي-
قال تعالى : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))
وعلى حسب ما نسمع ونعلم ، وأنتم في تلك البلاد الآن تعيشون ، ربما تكونون أعلم مما نسمع ، يصعب جدًا جدًا أن تبقى هناك فتاة كافرة خاصة إذا كانت بولندية أو هولندية ، أن تبقى إيش محصنة أي : عفيفة ، فإن كان فهذا نادر جدًا جدًا ، والنادر في مثل هذه الحوادث لا قيمة له ،
بمعنى : شاب مسلم يريد أن يتزوج من كتابية هولندية ،
هل يغلب على ظنه أنها لم تعاشر رجال من قبل ،
أم يغلب على ظنه المعاشرة هذه؟
أجيبوني أنتم بعلمٍ ماذا يغلب على الظن؟ .
السائل : هو الأخ عنده فكرة أوسع .
السائل : يغلب على الظن أنها عاشرة من قبل يعني ،
حالات قليلة جدًا يكون فيها عفيفة كما ذكرتم .
الشيخ : بارك الله فيك ، فإذًا لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج من كتابية ،
لأن السماح بالزواج مقيد بأن تكون محصنة ، وهذا نادر ،
والنادر لا حكم له كما قلنا آنفًا ، هذا من جهة .
فإذا وقعت الواقعة وتزوج المسلم كما يقع اليوم كثير وكثير جدًا ؛
لأنهم أخذوا المسألة مطلقة من كل قيد ،
يعني : يجوز للمسلم أن يتزوج بكتابية ،
لكن أكثر الناس لا يعلمون هذا القيد المصرح به في القرآن الكريم ،
المسلم لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة زانية ،
فكيف يتزوج بكتابية زانية ؟!
السائل : الله أكبر .
الشيخ : لما كنت في سن نحو الثلاثين أو الخامسة والثلاثين ،
تعرفت على ضابط من الضباط الأتراك القدامى الذين أتيح لهم
بسبب الفتوحات الإسلامية التي أوصلتهم إلى بلاد النمسا ،
فحدثني أنهم لما وصلوا إلى تلك البلاد يعني فتحوها ،
واستوطنوها مدة من الزمن ، ثم غُلبوا على أمرهم ورجعوا للقهقرى ،
الشاهد : عرفوا أن من عادة تلك البلاد أن القابلة ، " الداية " ،
حينما تأخذ الجنين من الوالدة ،
فتنظر : إن كانت ابنتًا فضت بكارتها بإصبعها سلفًا .
جميع الحاضرين : الله أكبر .
الشيخ : لماذا ؟
لكي لا يثير مشكلة حينما تبلغ سن الزواج ويتزوجها الشاب فيجدها مفضوضة البكارة ،
لا هي مو لأنها تعاشر الأخدان ، وإنما لأنها فُضت بكارتها من ساعة سقوطها
من بطن أمها ، إلى هنا وصل ضلال هؤلاء الناس أنك لا تجد بكرًا هناك ،
إما لا تجد بكرًا لأنها خالطت الرجال وعاشرتهن في الحرام ،
وإما أن تكون من النادر التي فُضت بكارتها وقد سقطت من بطن أمها ،
لهذا لا يجوز للمسلم أن يتزوج الكتابية اليوم ؛
لأن الكتابية كانت متمسكة بأخلاق متوارثة ،
صحيح أنها مشركة بالله كما قال تعالى :
(( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) ،
لكن هناك عندهم شيء من الشرف ، عندهم شيء من الغيرة ،
هكذا كانوا في الأزمنة الأولى ، زمن الجاهلية ، زمن العرب ،
ولكن الآن أوربا خرجت عن دينها ، ليست فقط في عقيدتها ،
بل وفي سلوكها ، في كل منطلقها في حياتها ،
ولذلك فلو تزوج المسلم صدفةً بامرأة نصرانية أو يهودية وكانت يعني بكرًا ،
لا يجوز للمسلم أن يتزوجها ، مع تحقق هذا الشرط إن كان يمكن التحقق منه ،
أنا أظن هذا يمكن التحقق منه ، لكن لا يمكن التحقق منه ،
لأنه ربما تكون مفضوضة البكارة ثم يشهد الطبيب بأنها بكرٌ .
السائل : أبو مالك يسلم عليك يا شيخ .
الشيخ : وعليك وعليه السلام . ما بدو يجي؟
السائل: لا
الشيخ: الشاهد : فلو فرضنا أنه تزوج كتابية بكرًا ، فلا يجوز أيضًا أن يتزوج بها ، لماذا ؟
لأني ألاحظ شيئًا أستنبطه استنباطًا ، ليس كالأمر الأول ،
الأمر الأول منصوص في الآية : (( وَالْمُحْصَنَاتُ ))
أنا أقول الآن : حتى المحصنة في هذا الزمان لا يجوز للمسلم أن يتزوجها إذا كانت يهودية أو نصرانية ، لماذا ؟
لأن النصارى واليهود كشعب من الشعوب أو أمة من الأمم ،
فإن كلاً من اليهود والنصارى لهم عاداتهم ، لهم تقاليدهم ،
لهم مدنيتهم ، لهم ثقافتهم التي اغتر بها كثير من الشباب المسلم ،
بسبب احتكاكه بهم في عقر دورهم ، فهم - أعني هذا الشباب -
إن عادوا إلى بلاد الإسلام ولم يتأثروا بتلك العادات والتقاليد
فهذا فضل من الله عليهم ، أما النساء اللاتي هن من اليهوديات
أو النصرانيات فحينما يأتون بهم إلى هنا ، إلى بلاد الإسلام ،
يختلف وضعهم اليوم عن زمن نزول الآية الكريمة :
(( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ،
كيف ذلك؟
تعلمون من بحثنا السابق حول عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر والنهي عن مواطنة المشركين ومساكنتهم ، والحكمة من ذلك ،
فعلى العكس من ذلك تمامًا :
أمر الشارع الحكيم من أسلم من المسلمين أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، لماذا؟ لأنه سيتأقلم بالعادات الإسلامية وينطبع بها ، فيخرج ليس فقط في فكره حيث يشهد " أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله "
بل وفي سلوكه أيضًا وأخلاقه وآدابه سينطبع بطابع المجتمع الإسلامي ،
قد أشار النبي - ﷺ - إلى هذه الحقيقة في قوله العجيب :
( إن ربك ليعجب من أقوامٍ يُجرون إلى الجنة في السلاسل )
يشير - عليه الصلاة والسلام - بهذا الحديث إلى الأسرى الكفار
الذين يقعون أسرى لدى الجيش المسلم ، ثم يوزعون على أفراد الجيش ،
هذا يطلع له رجل كبير يستخدمه ، أو شاب كذلك أو امرأة أو فتاة إلى آخره ،
فيُأخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين وهناك كل مين يأخذ نصيبه ،
فيعيش الأسير عبدًا رقيقًا ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر ؛ ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيرًا من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيدًا لدى أسياد المسلمين ،
نجد في هؤلاء من أصبح من كبار التابعين ، ومن كبار علماء المسلمين ،
منهم : الحسن البصري ، منهم أبو حنيفة مثلاً اللي أبوه كان يعني مجوسيًا ،
وهكذا ، ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيدًا أن يصبحوا مسلمين أولاً ،
ثم يصيرون أسيادًا ؟ هو أنهم عاشوا الإسلام ، فعجبهم من الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية ، فأسلموا طوعًا وليس كرهًا .
فالآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تمامًا ، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمن الأول ، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي ، يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها ، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك ، إذًا ما الذي يحملها على أن تنسجم مع الإسلام؟ ليس هناك إسلام مطبق ، في إسلام في الفكر ، في الدين ، وإسلام مشرد وضائع بين غربائه وبين أفراده إلى آخره .
إذًا كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخّص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام بطريق الزواج بالمسلم ؛ ولذلك من تمام الحكمة : أن الله عزَّ وجلّ لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهوديًا أو نصرانيًا ؛ لأن الرجال قوّامون على النساء ، فكما أن المسلم مفروض أن يعيش وزوجته في مجتمع إسلامي ، كذلك الكافر المفروض فيه أن يعيش في مجتمع كافر ، فإذا تزوج بمسلمة معناها مع الزمن هذه المسلمة راح تصير كافرة ، وذريتها أيضًا ، وهذا من تمام الحكمة السابقة ستربى من طرفها تربية غربية ، تربية غير إسلامية ؛ لذلك نجد هذه المشكلة وقعت في بلاد أمريكا بصورة خاصة حينما يتزوج المسلم هناك بأمريكية ويعيش هناك فيصبحون الأولاد مع الزمن ، هذا اسمه جورج واللي اسمه طنيوس وا ، وا إلى آخره ، وأبوه مسلم ؛ لذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوج بالنصرانية لسببين اثنين :
السبب الأول : أن المحصنات مفقودات كما شرحنا .
والسبب الثاني : أنها ستربي أولادها على المنهج الغربي ، ولا يستطيع الرجل أن يضع دأبه ودأب تربية الأولاد على الطريقة الإسلامية ، إذا عرفت هذا ، أظن تأخذ جواب سؤالك؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : طيب ، يا أستاذ علي ، الساعة إحدى عشرة إلا ربع ما شاء الله .
السائل : كمل يا شيخنا ، - يضحك الطلبة - .
الشيخ : نعم .
السائل : شيخنا ، في نفس الموضوع هذا ، كان النظام في بلاد الكفر أن الأولاد تبع للمرأة ، فالمرأة إذا ارتدت أو تخلت عن زوجها ما يستطيع أن يحصل .
الشيخ : فيبقى الولد هناك .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يقع ، هذا صحيح ، نعم .
بوابة تراث الإمام الألباني صوتيات وتفريغات الإمام الألباني سلسلة الهدى والنور
مترجم لغة الاشارة / عمرو عباس
>>ملحوظة : الاجابة جاءت مختصرة من هذا المصدر<<
وهذا النص كاملاً :
السائل : من ضمن الأشياء يريد رجل أن يعقد له عقد وهو يعيش مع امرأة من أهل الكتاب ويرتكب معها جريمة الزنا
الشيخ: الله أكبر
السائل: أو لا يصلي أو يتأخر ، أو يتعاطى المحرمات وغيرها من الأمور ، ثم يتوب إلى الله عزَّ وجلّ ، يقول ذلك ، ويريد أن يتزوج بها ، فهليجوز؟ يحل له أن يتزوج بها ؟ وإن كان يحل : ما هو الواجب عليه حتى يباح له الزواج بهذه الكتابية ؟
الشيخ : أظنك أصبت بآفة القفز ، لماذا لم تبقَ عند سؤالك الأول : هل يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج الكتابية ؟ بعد ذلك إن فتح لك الطريق لتقفز قفزة الغزال وتسأل عن ذلك الفاسق الذي كان يعيش مع الكافرة هذه عيشة شو بسمهم عيشة الأخدان - أي نعم - بعد ذلك يأتي ذك السؤال ، لكني أظنك سوف لا تحتاج وستستريح من توجيه مثل ذلك السؤال إذا ما عرفت جوابي على السؤال الذي عدلت عنه :
أنا ألفت النظر قبل كل شيء إلى الآية التي مرجع علماء المسلمين الذين يقولون وحقًا يقولون بأنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ، هما لما يقولون هذه الكلمة هم لا يريدون إطلاقها ومطلقها ، وإنما يعنون المعنى الإجمالي -هي المي هنا.
غشاش هذا الابريق لأنه أسفله يوحي-
قال تعالى : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))
وعلى حسب ما نسمع ونعلم ، وأنتم في تلك البلاد الآن تعيشون ، ربما تكونون أعلم مما نسمع ، يصعب جدًا جدًا أن تبقى هناك فتاة كافرة خاصة إذا كانت بولندية أو هولندية ، أن تبقى إيش محصنة أي : عفيفة ، فإن كان فهذا نادر جدًا جدًا ، والنادر في مثل هذه الحوادث لا قيمة له ،
بمعنى : شاب مسلم يريد أن يتزوج من كتابية هولندية ،
هل يغلب على ظنه أنها لم تعاشر رجال من قبل ،
أم يغلب على ظنه المعاشرة هذه؟
أجيبوني أنتم بعلمٍ ماذا يغلب على الظن؟ .
السائل : هو الأخ عنده فكرة أوسع .
السائل : يغلب على الظن أنها عاشرة من قبل يعني ،
حالات قليلة جدًا يكون فيها عفيفة كما ذكرتم .
الشيخ : بارك الله فيك ، فإذًا لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج من كتابية ،
لأن السماح بالزواج مقيد بأن تكون محصنة ، وهذا نادر ،
والنادر لا حكم له كما قلنا آنفًا ، هذا من جهة .
فإذا وقعت الواقعة وتزوج المسلم كما يقع اليوم كثير وكثير جدًا ؛
لأنهم أخذوا المسألة مطلقة من كل قيد ،
يعني : يجوز للمسلم أن يتزوج بكتابية ،
لكن أكثر الناس لا يعلمون هذا القيد المصرح به في القرآن الكريم ،
المسلم لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة زانية ،
فكيف يتزوج بكتابية زانية ؟!
السائل : الله أكبر .
الشيخ : لما كنت في سن نحو الثلاثين أو الخامسة والثلاثين ،
تعرفت على ضابط من الضباط الأتراك القدامى الذين أتيح لهم
بسبب الفتوحات الإسلامية التي أوصلتهم إلى بلاد النمسا ،
فحدثني أنهم لما وصلوا إلى تلك البلاد يعني فتحوها ،
واستوطنوها مدة من الزمن ، ثم غُلبوا على أمرهم ورجعوا للقهقرى ،
الشاهد : عرفوا أن من عادة تلك البلاد أن القابلة ، " الداية " ،
حينما تأخذ الجنين من الوالدة ،
فتنظر : إن كانت ابنتًا فضت بكارتها بإصبعها سلفًا .
جميع الحاضرين : الله أكبر .
الشيخ : لماذا ؟
لكي لا يثير مشكلة حينما تبلغ سن الزواج ويتزوجها الشاب فيجدها مفضوضة البكارة ،
لا هي مو لأنها تعاشر الأخدان ، وإنما لأنها فُضت بكارتها من ساعة سقوطها
من بطن أمها ، إلى هنا وصل ضلال هؤلاء الناس أنك لا تجد بكرًا هناك ،
إما لا تجد بكرًا لأنها خالطت الرجال وعاشرتهن في الحرام ،
وإما أن تكون من النادر التي فُضت بكارتها وقد سقطت من بطن أمها ،
لهذا لا يجوز للمسلم أن يتزوج الكتابية اليوم ؛
لأن الكتابية كانت متمسكة بأخلاق متوارثة ،
صحيح أنها مشركة بالله كما قال تعالى :
(( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) ،
لكن هناك عندهم شيء من الشرف ، عندهم شيء من الغيرة ،
هكذا كانوا في الأزمنة الأولى ، زمن الجاهلية ، زمن العرب ،
ولكن الآن أوربا خرجت عن دينها ، ليست فقط في عقيدتها ،
بل وفي سلوكها ، في كل منطلقها في حياتها ،
ولذلك فلو تزوج المسلم صدفةً بامرأة نصرانية أو يهودية وكانت يعني بكرًا ،
لا يجوز للمسلم أن يتزوجها ، مع تحقق هذا الشرط إن كان يمكن التحقق منه ،
أنا أظن هذا يمكن التحقق منه ، لكن لا يمكن التحقق منه ،
لأنه ربما تكون مفضوضة البكارة ثم يشهد الطبيب بأنها بكرٌ .
السائل : أبو مالك يسلم عليك يا شيخ .
الشيخ : وعليك وعليه السلام . ما بدو يجي؟
السائل: لا
الشيخ: الشاهد : فلو فرضنا أنه تزوج كتابية بكرًا ، فلا يجوز أيضًا أن يتزوج بها ، لماذا ؟
لأني ألاحظ شيئًا أستنبطه استنباطًا ، ليس كالأمر الأول ،
الأمر الأول منصوص في الآية : (( وَالْمُحْصَنَاتُ ))
أنا أقول الآن : حتى المحصنة في هذا الزمان لا يجوز للمسلم أن يتزوجها إذا كانت يهودية أو نصرانية ، لماذا ؟
لأن النصارى واليهود كشعب من الشعوب أو أمة من الأمم ،
فإن كلاً من اليهود والنصارى لهم عاداتهم ، لهم تقاليدهم ،
لهم مدنيتهم ، لهم ثقافتهم التي اغتر بها كثير من الشباب المسلم ،
بسبب احتكاكه بهم في عقر دورهم ، فهم - أعني هذا الشباب -
إن عادوا إلى بلاد الإسلام ولم يتأثروا بتلك العادات والتقاليد
فهذا فضل من الله عليهم ، أما النساء اللاتي هن من اليهوديات
أو النصرانيات فحينما يأتون بهم إلى هنا ، إلى بلاد الإسلام ،
يختلف وضعهم اليوم عن زمن نزول الآية الكريمة :
(( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ،
كيف ذلك؟
تعلمون من بحثنا السابق حول عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر والنهي عن مواطنة المشركين ومساكنتهم ، والحكمة من ذلك ،
فعلى العكس من ذلك تمامًا :
أمر الشارع الحكيم من أسلم من المسلمين أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، لماذا؟ لأنه سيتأقلم بالعادات الإسلامية وينطبع بها ، فيخرج ليس فقط في فكره حيث يشهد " أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله "
بل وفي سلوكه أيضًا وأخلاقه وآدابه سينطبع بطابع المجتمع الإسلامي ،
قد أشار النبي - ﷺ - إلى هذه الحقيقة في قوله العجيب :
( إن ربك ليعجب من أقوامٍ يُجرون إلى الجنة في السلاسل )
يشير - عليه الصلاة والسلام - بهذا الحديث إلى الأسرى الكفار
الذين يقعون أسرى لدى الجيش المسلم ، ثم يوزعون على أفراد الجيش ،
هذا يطلع له رجل كبير يستخدمه ، أو شاب كذلك أو امرأة أو فتاة إلى آخره ،
فيُأخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين وهناك كل مين يأخذ نصيبه ،
فيعيش الأسير عبدًا رقيقًا ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر ؛ ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيرًا من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيدًا لدى أسياد المسلمين ،
نجد في هؤلاء من أصبح من كبار التابعين ، ومن كبار علماء المسلمين ،
منهم : الحسن البصري ، منهم أبو حنيفة مثلاً اللي أبوه كان يعني مجوسيًا ،
وهكذا ، ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيدًا أن يصبحوا مسلمين أولاً ،
ثم يصيرون أسيادًا ؟ هو أنهم عاشوا الإسلام ، فعجبهم من الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية ، فأسلموا طوعًا وليس كرهًا .
فالآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تمامًا ، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمن الأول ، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي ، يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها ، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك ، إذًا ما الذي يحملها على أن تنسجم مع الإسلام؟ ليس هناك إسلام مطبق ، في إسلام في الفكر ، في الدين ، وإسلام مشرد وضائع بين غربائه وبين أفراده إلى آخره .
إذًا كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخّص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام بطريق الزواج بالمسلم ؛ ولذلك من تمام الحكمة : أن الله عزَّ وجلّ لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهوديًا أو نصرانيًا ؛ لأن الرجال قوّامون على النساء ، فكما أن المسلم مفروض أن يعيش وزوجته في مجتمع إسلامي ، كذلك الكافر المفروض فيه أن يعيش في مجتمع كافر ، فإذا تزوج بمسلمة معناها مع الزمن هذه المسلمة راح تصير كافرة ، وذريتها أيضًا ، وهذا من تمام الحكمة السابقة ستربى من طرفها تربية غربية ، تربية غير إسلامية ؛ لذلك نجد هذه المشكلة وقعت في بلاد أمريكا بصورة خاصة حينما يتزوج المسلم هناك بأمريكية ويعيش هناك فيصبحون الأولاد مع الزمن ، هذا اسمه جورج واللي اسمه طنيوس وا ، وا إلى آخره ، وأبوه مسلم ؛ لذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوج بالنصرانية لسببين اثنين :
السبب الأول : أن المحصنات مفقودات كما شرحنا .
والسبب الثاني : أنها ستربي أولادها على المنهج الغربي ، ولا يستطيع الرجل أن يضع دأبه ودأب تربية الأولاد على الطريقة الإسلامية ، إذا عرفت هذا ، أظن تأخذ جواب سؤالك؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : طيب ، يا أستاذ علي ، الساعة إحدى عشرة إلا ربع ما شاء الله .
السائل : كمل يا شيخنا ، - يضحك الطلبة - .
الشيخ : نعم .
السائل : شيخنا ، في نفس الموضوع هذا ، كان النظام في بلاد الكفر أن الأولاد تبع للمرأة ، فالمرأة إذا ارتدت أو تخلت عن زوجها ما يستطيع أن يحصل .
الشيخ : فيبقى الولد هناك .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يقع ، هذا صحيح ، نعم .
بوابة تراث الإمام الألباني صوتيات وتفريغات الإمام الألباني سلسلة الهدى والنور
التعديل الأخير: