الغريبة
عضو مشاغب
إفطار الصائم ومدفع الإفطار
قصة مكتوبة ومصورة و pdf
ننتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر ، لأننا نقوم فيه بكثير من الأنشطة .
ففي كل مساء ، نجتمع قبل المغرب في ساحة القرية ،
وعندما تجتمع أواني الطعام تحملها إلى الجامع ،
مملوءة أطعمة ، ليوزعها الإمام على فقراء الجهة .
لا نعود من الجامع إلى المنازل ، بل نسير في طريقنا إلى الهضبة
الواقعة في مدخل القرية ، لنسمع طلقة المدفع .
فإذا وصلنا إليها ، نشرع في اللعب ، هذان يتسابقان ،
وأولئك ينشدون ، أما الآخرون فيتحدثون .
عندما تسمع صوت المدفع ، نقصد المنازل جماعات ، ونحن نقول ونردد :
” انطلق المدفع ، أفطروا أيها الصائمون ، تقبل الله صومكم ”.
وكلما مر أحدنا أمام بيته ، أدخل معه أحد أصدقائه .
وذات يوم ، بينما كنا على الهضبة ننتظر طلقة المدفع
إذ أبصرنا ثعلبا يجري حاملا دجاجة سوداء في فمه .
جرينا وراء الثعلب ، ورميناه بالحجر ليضع الدجاجة على الأرض ،
إلا أنه ظل يجري ، والدجاجة في فمه .
وفجأة ، انطلق مدفع الإفطار ، فحسب الثعلب أن صيادا
أطلق عليه النار من بندقيته ، فرمى الدجاجة وهرب يجري .
أخذت الدجاجة ، وعدت مع الأطفال إلى القرية نجري ،
فلما وصلنا إلى دار العم صالح وقفنا ، وأعطيناه دجاجته ،
فقال لي : ما قصتها یا سلمى ؟
أخبرت العم صالحا خبر الثعلب الذي هرب بدجاجته ،
فشكرنا على تخليصها من شره ، ثم رد إلى الدجاجة وقال :
خذوها ، واجعلوها غداءكم في الغد .
شكرنا العم صالحا على هذا الكرم ، ثم قلت له :
أفضل أن نعطي جارتنا الفقيرة هذه الدجاج على أن نأكلها .
فقال لي : أشجعكم على الإحسان إلى هذه المرأة .