الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
القرآن العظيم وعقيدة التوحيد الجزء الثاني
مع الجزء الثاني من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
سورة البقرة
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)
دعوة إلى البشرية الحائرة أن تتوجه بالعبادة والدعاء إلى خالقها الحق , الرحمن الرحيم
وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين
وأيات الله تبارك وتعالى في الكون المنظور أمامنا كثيرة لا تعد ولا تحصى
فإذا رأيت سيارة جميلة سئلت في أي مصنع صنعت ؟ ثم تدرك بعدها أن الذي صنعها إنسان خلقه الله ووضع في فطرته موهبة التصنيع , ثم خلق له المواد الخام مثل الحديد والبترول لكي يستخدمها في تكوين السيارة .
وهذا المثال البسيط يدلك أن لكل صنعة صانع , ولكل المخلوقات خالق عليم حكيم
وكما رأينا في المثال السابق دقة الصنعة تدلك على مقدرة الصانع ومدى علمه ..
وتلفتنا الآيات التالية إلى النظر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض
والمتأمل في عظمة خلق السماوات والأرض يخر ساجد لله
وتدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة
الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنين بهذه الدقة حيث ينشأ اليل والنهار
وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة
حيث تنشأ الفصول الأربعة
ويختلف طول اليل والنهار مع هذا المدار
أين المحرك لهذه الأرض ؟؟
ومن يديره ؟؟
ونهبط إلى الأرض ونرى العجب
أولا البحار
وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض
وبها قوانين وضعها الله تعالى حتي تصلح لجريان السفن عليها
ثانيا مياه الأمطار وتكوين الأنهار وعلاقة كل من الشمس والبحار والسحاب في منظومة علمية دقيقة لإستمرار الحياة على الأرض
حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس
مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض
وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار
وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات
فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري
ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب
وتتجه دائما لتصب في البحار
وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها
الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب
سبحان الخالق العظيم
هذه هي أدلتنا المادية على قدرة الله تعالى
فأين أدلة من يعبدون غير الله ؟
وأين أدلة الملاحدة الذين لايعترفون بوجود الخالق الأعظم ؟
وأين أدلة المشركين ؟
وأسمعوا إلى كلام الله العليم الحكيم وهو يوجهنا إلى النظر إلى تلك الآيات
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
إن في خلق السموات بارتفاعها واتساعها, والأرض بجبالها وسهولها وبحارها, وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر, والظلمة والنور, وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر, وفي السفن الجارية في البحار, التي تحمل ما ينفع الناس, وما أنزل الله من السماء من ماء المطر, فأحيا به الأرض, فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها, وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض, وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها, والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله, وجليل نعمه, لقوم يعقلون مواضع الحجج, ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته, واستحقاقه وحده للعبادة.
والدليل الأخر الذي معنا اليوم يشعر به كل مؤمن
حين يرفع يده بالدعاء إلى الله , ويستجيب الله له
فالإحسان كما ورد في الحديث في الجزء السابق – الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك
هل رأيتم عقيدة أوضح من هذه ؟
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني, فإني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم
وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة"
الراوي: أنس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/383
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
والى الجزء الثالث إن شاء الله