تفسير قوله تعالى " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " [سورة إبراهيم]


الغريبة

عضو مشاغب
LV
0
 
إنضم
15 يوليو 2021
المشاركات
4,145

تفسير القرآن العظيم

تفسير سورة إبراهيم

تفسير قوله تعالى

" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة "


( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ( 24 ) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ( 25 ) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ( 26 ) )

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( مثلا كلمة طيبة )
شهادة أن لا إله إلا الله ،

( كشجرة طيبة ) وهو المؤمن ،

( أصلها ثابت ) يقول : لا إله إلا الله في قلب المؤمن ،

( وفرعها في السماء ) يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .

وهكذا قال الضحاك ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة وقتادة وغير واحد : إن ذلك عبارة عن المؤمن ،

وقوله الطيب ، وعمله الصالح ، وإن المؤمن كالشجرة من النخل ،

لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت ، وصباح ومساء .

وهكذا رواه السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود قال : هي النخلة .

وشعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس : هي النخلة .

وحماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس :

أن رسول الله ﷺ أتى بقناع بسر فقال :

" ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال : " هي النخلة " .

وروي من هذا الوجه ومن غيره ، عن أنس موقوفا وكذا نص عليه مسروق ،

ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وقتادة وغيرهم .

وقال البخاري : حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ،

عن ابن عمر قال : كنا عند رسول الله ﷺ فقال :

" أخبروني عن شجرة تشبه - أو : كالرجل - المسلم ، لا يتحات ورقها [ ولا ولا ولا ] تؤتي أكلها كل حين " .

قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ،

فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله ﷺ :

" هي النخلة " .

فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتا ، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة .

قال : ما منعك أن تكلم ؟ قال : لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا .

قال عمر : لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا .

وقال أحمد : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : صحبت ابن عمر إلى المدينة ، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله ﷺ إلا حديثا واحدا - قال : كنا عند رسول الله ﷺ فأتى بجمار . فقال : " من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم " .

فأردت أن أقول : هي النخلة ، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم ، [ فسكت ]

فقال رسول الله ﷺ : " هي النخلة " أخرجاه .

وقال مالك وعبد العزيز ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ يوما لأصحابه : " إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها ، مثل المؤمن " .

قال : فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في قلبي أنها النخلة

[ فاستحييت ، حتى قال رسول الله ﷺ : " هي النخلة ] " أخرجاه أيضا .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان

- يعني ابن زيد العطار - حدثنا قتادة : أن رجلا قال :

يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور! فقال :

" أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا ، فركب بعضها على بعض أكان يبلغ السماء ؟

أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟ " .


قال : ما هو يا رسول الله ؟ قال :

" تقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله " ،

عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء " .


وعن ابن عباس ( كشجرة طيبة ) قال : هي شجرة في الجنة .


وقوله : ( تؤتي‌‌‌‌‌‌‌‌ ‌‌‌‌أكلها كل‌‌‌ حين ) قيل : غدوة وعشيا .

وقيل : كل شهر . وقيل : كل شهرين .

وقيل : كل ستة أشهر . وقيل : كل سبعة أشهر . وقيل : كل سنة .


والظاهر من السياق : أن المؤمن مثله كمثل شجرة ، لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف أو شتاء ، أو ليل أو نهار ، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين .

( بإذن ربها ) أي : كاملا حسنا كثيرا طيبا ،

( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )


وقوله : ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ) هذا مثل كفر الكافر ، لا أصل له ولا ثبات ، وشبه بشجرة الحنظل ، ويقال لها : " الشريان " .

[ رواه شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس بن مالك : أنها شجرة الحنظل ] .

وقال أبو بكر البزار الحافظ : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع ، حدثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس - أحسبه رفعه - قال : " مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " ، قال : هي النخلة ، ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ) قال : هي الشريان .


ثم رواه عن محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة ، عن معاوية ، عن أنس موقوفا .


وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ; أن النبي ﷺ قال : " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " هي الحنظلة " .

فأخبرت بذلك أبا العالية فقال : هكذا كنا نسمع .


ورواه ابن جرير ، من حديث حماد بن سلمة ، به ورواه أبو يعلى في مسنده بأبسط من هذا فقال :


حدثنا غسان ، عن حماد ، عن شعيب ، عن أنس ; أن رسول الله ﷺ أتى بقناع عليه بسر ، فقال : " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء . تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " فقال : " هي النخلة " ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) قال : " هي الحنظل "

قال شعيب : فأخبرت بذلك أبا العالية فقال : كذلك كنا نسمع .


وقوله : ( اجتثت ) أي : استؤصلت ( من فوق الأرض ما لها من قرار ) أي : لا أصل لها ولا ثبات ، كذلك الكفر لا أصل له ولا فرع ، ولا يصعد للكافر عمل ، ولا يتقبل منه شيء .


إسلام ويب


 
بارك الله فيك على هده المشاركة الطيبة
 
شكرا لك وبارك الله فيك
 
وفيك يبارك الرحمن
ويجزيك خير الجزاء شاكرة لك روعة الحضور
وطيب الدعاء تقديري واحترامي

200%20(31).gif
 
وفيك يبارك الرحمن
ويجزيك خير الجزاء شاكرة لك روعة الحضور
وطيب الدعاء تقديري واحترامي

200%20(31).gif
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا
 
شكرا لك على هذا المجهود الطيب والله يعطيك العافية بإنتظار جديدك المتجدد دائما....

ويامرحبابك.............
 
عودة
أعلى أسفل