أبوعائشة
عضو مشاغب
- سجل
- 26 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 11,044
- الحلول
- 8
- التفاعل
- 6,904
- الإقامة
- دولة الإمارات العربية المتحدة
- الجنس
- ذكر
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قَالَ جَلَّ شَأْنُه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء: 23]، فَقَدْ قَرَنَ اللهُ-عز وجل-فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، عِبَادَتَهُ وَحْدَه، بأَمْرِهِ سُبْحَانَه بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ، وَهَذَا الاقْتِرَانُ يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ حَقِّهِمَا وَالِإحْسَانِ إِلَيْهِمَا قَوْلًا وَعَمَلًا، مَعَ تَحْرِيمِ أَدْنَى مَرَاتِبِ الأَذَى: وَهُوَ التَّضَجُّرُ أَوْ التَّأَفُّفُ حَالَ خِدْمَتِهِمَا، بَلْ قَدْ جَاءَ حَقُّ الوَالِدَيْنِ مَقْرُونًا بِعِبَادَتِهِ جَلَّ وَعَلَا فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الكَرِيمِ، مِنْهَا قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء: 36]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الأنعام: 151]، وَقَوْلُهُ: (أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) [لقمان: 14]، وَقَدْ أَجْمَعَ المــُسْلِمُونَ عَلَى فَرْضِيَّةِ الإِحْسَانِ إِلِى الوَالِدَيْنِ وَوُجُوبِ حَقِّهِمَا، قَالَ جَلَّ وَعَلَا: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت: 8]، وَقَالَ أَيْضًا: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف: 15].
فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ { قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ"([1])، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المــُهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.
وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المــُهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ-رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ"([2]).
وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ : "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ"([3]).
وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.
[1] رواه البخاري ومسلم
[2] رواه البخاري ومسلم
[3] رواه أحمد، وابن ماجه
فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ { قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ"([1])، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المــُهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.
وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المــُهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ-رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ"([2]).
وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ : "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ"([3]).
وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.
[1] رواه البخاري ومسلم
[2] رواه البخاري ومسلم
[3] رواه أحمد، وابن ماجه