تقدم منه..
كان مستلقيا على فراشه..عيناه تلاحق روحه..
حاولوا مرارا اغماضها فعجزوا..
وصل ابنه الصغير..امسك بيده
وهمس له
"قبل جدك وقل له وداعا"
قبله..ثم اغمضوا عينيه فنامتا بسلام..
دفن بسلام..ولكن بين جدران المنزل انبعثت قبور الفتنة والشرور
وعلت الأصوات
هي المرة الأولى التي يلامس فيها مسمعه نباح في المنزل
نعم نباح لطالما اخرسه "العجوز"
وضع قالب الحلوى المر مذاقه
تهافتت الأيدي التي تحاول تقطيعه..
تضرج بالدماء ولم يتذوق حلاوته الا من كان صائما في ذلك اليوم..
اختلط العويل بالنباح وبأصوات خافتة لبعض الأغنام..
اقفل القبر وفتحت ابواب جحيم اسري