الموج الصامت
عضو مشاغب
دخلت الصف..لا أذكر كم مضى على غيابي..تسع او عشر سنوات..وقفت مطولا والدهشة تلفح اطرافي
-عد..لا تبقى هنا..همس صوت من اعماقي..
نظرت من حولي,فوجدت اثنتا عشرة تلميذة وشاب واحد..
جلست ممسكا بقلمي..وبدأت اكتب "شيئا ما" ولا اشيح بنظري من امام ورقاتي..
همس كثير من حولي..وضحكات متقاطعة..
-انهم يسخرون منك..انظر اليهم...اكبرهم يصغرك بعشرة اعوام او اكثر..ويحك اخرج..وعد الى عالمك الحر..
كم تمنيت لو بمقدوري الخروج ولكن خانتني ارجلي..وخانتني شجاعتي..
وبقيت مطولا لا اطيق النظر من حولي ولو خلسة..واستمرت سمفونية الهمس..
====
في الملعب..
اقترب مني احدهم "ااستاذ انت هاهنا ام تلميذ؟"
رمقته بنظرة غضب
صعق بجوابي..فلملم بعض اشيائه وانصرف مهرولا بخبره هذا الى زمرة تنتظره في الجانب الأخر..
دوار شديد ودوخة تضرب بي اللحظة..
اما ان لهذه المهزلة ان تنتهي؟!!
تعبت..ثم ابصرت بصيص امل..
الهروب..
وسارعت بالمشي وتوجهت الى اعلى السلم..نظرت نظرة اخيرة للملعب..
وأقسم انني رأيت جميع الطلبة تنظر الي..يا ليتني لم انظر..
اقتربت من الباب وشددته للخلف
لم يفتح..
شددته للأمام لم يفتح..
ارتبكت..ثم عدت ادراجي مجددا..
انتظر بفارغ الصبر ان يرن الجرس..
رن بعد حين..
اصطففنا..
ثم عاد الهمس ليعلو مجددا..
امرنا بالصعود الى صفوفنا..
وهناك وقفت امام الباب الذي ابى ان يسمح لي بالهروب
صعقت..
انه باب جرار(اي يفتح بخط متوازي)
شتمته ربما الف شتيمة وشتمت نفسي الف الف ربما لأنها نسيت او سهت عن طبيعته..
ثم دخلت صفي وجلست..اترقب صفارة قد يطول سماع نغمتها..
هو اول يوم لي في مدرستي..عدت لأدرس" التمريض"