الموج الصامت
عضو مشاغب
.....
كان ابو مصعب مستلقيا في خندقه بجوار اخيه ابا عبدالله
يواجهان كغيرهم من الشباب قوة الشر والبغي .. ووابلاً من النيران والقذائف المنهمرة فوق معسكرهم الصغير..
لقد فاجئتهم المعركة ولم يكونوا قد استعدوا لها من قبل ..
تفوق واضح بالعدة والعتاد والعديد للمنقضين عليهم من قوة الشر والعدوان ..
وهنا بدأ ابو مصعب يعيد التفكير ملياً كيف يفعل هنا..
تذكر تلك الأيام القريبة..ايام كان مع اخوانه يتشاورون بأنه قد آن الأوان لتحرير الأرض وتحصين العرض وصيانة المقدسات ..
وغابت شمس الصبر لتشرق من بين اشعتها شمس الخمول والضعف..
انذاك جاءه ابا عبدالله ومعه رسالة فرح ..
سنترك المكان لنستقر في مكان آخر أكثر أماناً الى حين نغدو على اهبة الإستعداد
لمواجهة الباغي وما يهدف إليه والإقبال على الله بخالص النية والعمل ..
لم يتمالك ابو مصعب الفرحة
ومن حينه تعاهد مع عدد من الأخوة وتبايعوا فيما بينهم على النضال بغية الصمود أما القوة الباغية ..
وكانت المبايعة وسط اصوات المدفعية التي أنستهم احلام الغفلة التي كان بها الجميع ..
- متى سيتوقف القصف برأيك؟؟ سأل ابا عبدالله
- لا يهم ..المهم اننا نبتغي الشهادة .. لن نهاب الموت ونحن بإذن المولى نحتسب شهداء والله اعلم بنفوسنا..
وخيم صمت بينهما ..صمت تحسسه ابو مصعب رغم ان القصف والأعيرة النارية لم تتوقف عدة ايام بلياليها..
انها الظهيرة..
اشتد وقع القصف على غير عادة بدرجة غير مسبوقة..
اغمض ابو مصعب عينيه..
"امرأة لا توصف اقتربت منه..اعجز عن وصفها..بيضاء البشرة ولكنني لم اعهد هكذا بياض...بياض اقرب للشفافية..اقرب الى لوحة زجاجية تبهر الناظر اليها..
ترتدي ثياباً بيضاء لا مثيل لنضارتها..
- انت!!اانت هي؟!!!حور العين؟!!!
تبسمت له فأضاءت الكون من حوله..
- نعم انا حور العين..انا زوجة الشهيد..
لم يصدق ابو مصعب ما رآه..مد يده اليها يريد معانقتها..
- لا لم آت ِ اليك أنت ابو مصعب..انما جئت لأخذ زوجي ابا عبدالله.."
بووووووووووووووم
قذيفة سقطت جد قريبا من خندقهم
استفاق ابو مصعب..
التفت الى ابا عبدالله وقال:
لن تصدق ما رأيت الحين في رؤياي ..
اييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييي
واضاء المكان وهج عنيف...وصوت دوي لا مثيل له..
دخان خيم حول المكان وتبعثر للحوم بشرية ..
التفت ابو مصعب يمنة ويسرة
وجد ابا عبدالله مبتسماً..ولكنه ساكن لا يحرك..انفجرت قرب جسده الطاهر قنبلة عشوائية فمنحته الشهادة
....
كانت الشظايا تغرز في جسد ابو مصعب..وكان ينزف بقوة..
لكنه لم يبالي بنفسه..
نظر الى صديقه ورفيق دربه وقال..
كنت اريد ان اكون اول من يبشرك بعروسك ابا عبدالله
وسقط مغشياً عليه