ما وراء الشمس
عضو ذهبي
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
مسدس محشو بالرصاص».. كيف تتعامل مع الشخص المصاب بـ«عقدة الإله»؟
الاضطرابات النفسية مجال واسع، لا يزال علم النفس يسير في طريق استكشافه، وخلال رحلة البحث تلك، استطاع المحللون والأطباء النفسيون رصد بعض من الاضطرابات الشائعة التي يمكن أن تقابلها في حياتك اليومية أثناء تعاملك مع الآخرين، وإدراكك لنوع الاضطراب الذي قد يعاني منه الشخص الذي تتعامل معه؛ يفتح لك نافذة على الطرق السليمة والصحية في هذه العلاقة، سواء كانت علاقة عمل أو صداقة أو علاقة عاطفية.
لا نقول لك إن كل البشر مضطربين نفسيًا، ولكن يعني هذا أننا نريدك أن تكون مستعدًا في حالة مقابلتك لشخص يعاني من الاضطراب، وفي هذا التقرير اخترنا لك اضطرابًا قد يعرضك التعامل مع صاحبه للخطر، فهو شخص لديه القدرة على الإيذاء النفسي والجسدي أحيانًا، وشبّه علم النفس التعامل معه كالتعامل مع «مسدس محشو بالرصاص»، وهو الشخص المصاب بعقدة الإله؟ اقرأ هذا التقرير لتكتشف هل لديك في حياتك شخص مصاب بهذا الاضطراب؟ وتتعرف على كيفية التعامل معه.
ما هي عقدة الإله؟
الشخص المصاب بهذا الاضطراب لا يشعر أنه الله أو الخالق المتعارف على مفهومه دينيًا كما يتخيل البعض، فيمكن أن تقابل رجلًا ملتزمًا دينيًا ومؤمنًا إيمانًا كليًا بوجود إله ويعاني في الوقت نفسه من هذا الاضطراب، فالتفسير الصحيح لعقدة الإله هي شعور صاحبها أنه معصوم من الخطأ، وله الحق التام في التحكم بالآخرين حتى لو عن طريق إيذائهم لقناعته أن هذا الإيذاء سيكون في مصلحتهم فيما بعد.
وهذا لأنه عاشق لتلقين الدروس للآخرين ومحب لرؤية الامتنان في أعينهم، ولذلك اختار العلم النفس لفظة «عقدة الإله»، لأن هذا الشخص يطالبه لاوعيه بأن يكون تجسيدًا للألوهية على الأرض، ولذلك إذا قابلت الشخص المتدين المصاب بهذا الاضطراب، غالبًا ما ستجده على ثقة لا تتزعزع بأن الله راض عنه وربما يحبه أكثر من كل البشر.
كيف تعرف أنك تتعامل مع مصاب بالاضطراب؟
يقاطعك أثناء حديثك فلا يتركك تكمل كلامك إلا لو كان مدحًا فيه أو يصب في مصلحته، التعجرف على الآخرين سمة مميزة وواضحة في تعاملاته اليومية، ولو كنت في علاقة عاطفية مع هذا الشخص سيخبرك معظم الأحيان أنك لن تجد شخصًا مثله أبدًا، ومظهره أمام الآخرين سيكون أهم من شريك حياته، ويفضل أن يكون مسيطرًا أثناء العلاقة الجنسية، ومن الصعب عليه أن يستسلم في تلك اللحظات ليكون مُسيطرًا عليه، لن يتقبل من الطرف الآخر أي نقد، وفي المقابل سيكون أقسى ناقد ومُطلق أحكام تقابله في حياتك.
حتى يمكنك التأكد من تعاملك مع شخص مصاب باضطراب عقدة الإله، فيجب أن تتوافر فيه بعض الصفات مجتمعة، لأن كل صفة منهم وحدها قد تكون طبعًا شخصيًّا لدى هذا الإنسان، ولكنها لا تعني أنه مصاب بالاضطراب، ولذلك يجب أن تتأكد من توافر جميع الصفات التي سنتناولها.
السخرية والمزاح القاسي ربما يكونان طريقة طريفة في بعض الأحيان بين اثنين تجمعهما ثقة كبيرة في علاقتهم، ولكن المصاب بهذا الاضطراب يستخدم نوعًا من السخرية يكون هدفه الوحيد توليد شعور بالدونية داخل الشخص الذي يسخر منه، وتجد لديه رغبة دائمة وقت إلقاء النكات؛ أن يضخم ويبرز نقاط الضعف لدى الآخرين ليشعر بالعظمة أمامهم، وتلك العظمة يستمدها من سحق معنوياتهم في هذه اللحظة.
الحجج والدلائل التي ستقدمها له، في محاولة لإقناعه بخطأ وجهة نظره، أو بعدم صحة تصرفه؛ لا تساوي في نظره شيئًا، فهو لن يصدق أو يقتنع بشيء تكون نتيجته أنه تعرض للخطأ ولو سهوًا، فهو في نظر نفسه معصوم من الخطأ، وبالتالي – في نظره – إما أنك منافق، أو كاذب، أو لست ذكيًا كفاية لتفهم سبب تصرفاته، وقد يعلن الحرب عليك إذا تماديت في محاولة إثبات خطئه.
الأسف ليس متاحًا في قاموسه، إلا لو أنه تأسف لإعطائك فرصة أخرى لأنك من وجهة نظره لا تستحقها، أو يكون آسفًا على أنه لم ينتقم بالشكل الكافي في موقف معين، ولكن الأسف النابع من الندم الحقيقي، لن تراه في عينه ولو مرة واحدة، وهذا يرجع إلى كونه يفتقد القدرة على التعاطف مع الآخرين أو مع مشاكلهم، لأنهم من منظوره أقل شأنًا من أن يهدر طاقته الذهنية والنفسية في التعاطف معهم.
عندما يُرفض له طلب حتى وإن كان ليس من حقه – وهو عادة يكون كذلك – يصاب بالصدمة، والغضب والرغبة في الانتقام، وهذا يكون نابعًا من شعوره التام بالاستحقاق ليس لسبب مهاراته المميزة أو قدراته المهمة، بل لكونه «هو» ذاته يظن أنه يستحق أن تفتح جميع الأبواب أمامه دون أن يطلب، ولذلك المصابون بهذا الاضطراب لا يجيدون التعامل مع الرفض.
عادةً ما يظن البعض أن اضطراب الشخصية النرجسية هو نفسه اضطراب عقدة الإله، وعلى الرغم من أنهما ليسا اضطرابًا واحدًا إلا أنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فكل شخص مصاب باضطراب عقدة الإله بالضرورة هو مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، ولكن ليس كل مصاب بالنرجسية يكون مصابًا بعقدة الإله.
«سيكوباتي ناجح».. خطورة اضطراب عقدة الإله
هذا الاضطراب والذي يعد واحدًا من تجسيدات اضطراب الشخصية النرجسية؛ مرض نفسي نادر، ولكن في نفس الوقت الفرد الواحد المصاب بهذ الاضطراب عادة ما يكون لديه القدرة على التسبب في أضرار تشمل دوائر واسعة من الأفراد، فعلاقة صاحب عقدة الإله معقدة بالسلطة، فإما هو مصاب بهذا الاضطراب منذ سن صغيرة ما جعله طوال حياته يسعى إلى السلطة، وهو الأمر الذي عادة ما ينجح فيه ولذلك يطلق البعض على صاحب عقدة الإله بالـ«سيكوباتي الناجح».
إما أنه شخص عادي يعاني من درجة طفيفة أو قوية من اضطراب الشخصية النرجسية، ووصوله إلى السلطة طوّر لديه هذا المرض حتى وصل إلى أقسى تأثير فيه على نفس المريض، ليتحول به إلى عقدة الإله، أو أنه شخص عادي وجد نفسه فجأة في مكان سلطة، وقد أسكرته تلك السلطة وأصابته بالعقدة، في كل الأحوال فبنسبة كبيرة من المصابين باضطراب عقدة الإله هم أشخاص ذوو مكانة مهمة، وعادة ما يملكون مصائر الآخرين في أيديهم.
وقد أكد الطب النفسي أن الأطباء وخاصة الجراحين هم الأكثر عرضة للاصابة بهذا الاضطراب، ثم يأتي بعد ذلك كل المناصب التي تمنح صاحبها سلطة مطلقة على الآخرين.
هنا تكمن الخطورة، فهو مرض نادر، ولكن من يصاب به يكون متحكمًا في مصير عدد كبير من الأفراد، في حين أنه لا يملك أي تعاطف معهم، وليس لديه الرغبة في سماع رغباتهم، ولديه قدرة على نشر الخوف واليأس فيمن حوله، ولذلك عادة ما تنتهي حياته بالوحدة سواء في حياته العاطفية أو مجال عمله.
عقدة الإله والمادة المظلمة.. المتلازمة المصاحبة
يتطور عند المصاب بهذه العقدة في بعض الأحيان مع الوقت متلازمة أكثر تعقيدًا انبثقت من عقدة الإله، والتي أطلق عليها البعض اسم «The God-Bug Syndrome» وهي متلازمة تجعل الشخص المصاب يتأرجح بين إحساسين غاية في التناقض، وهما الإحساس المطلق بالعظمة، والإحساس القوي بالدونية.
يفسر علم النفس سبب تلك المتلازمة، بأن سببه الرئيسي دخول الإنسان إلى العصر الحديث واكتشافه لنفسه وللكون من حوله، عادة ما يكون الأشخاص المصابون بتلك المتلازمة الأشخاص الأكثر ذكاءً في المجتمع. في البداية يمنح هذا العالم الجديد الحديث إحساس العظمة للإنسان وهو ينظر إلى إنتاجاته وهذا الإحساس يوّلد بداخله رغبة في الانطلاق والتحكم فيما حوله والآخرين، ثم يأتي الإحساس المقابل حين يدرك الإنسان صغر حجمه مقارنة بالكون الذي اكتشفه، وصغر حجمه هو الكون الذي استكشفه مقارنة بالمادة المظلمة التي لم يكشف الإنسان النقاب عنها بعد.
ويتأرجح المصاب الاضطراب بين الرغبة في غزو العالم والتحكم فيه، وبين كونه أحيانًا فريسة للامبالاة وعدم الرغبة في مغادرة الفراش، ولذلك قد يكون لديك الشك في أنك تتعامل مع مصاب بعقدة الإله، وتخدعك أحيانًا فترات التأرجح التي يمر بها ظنًا منك أنه يعاني من نفس الاكتئابات التي تمر بها، ولكن اكتئاب المصاب بعقدة الإله، تكون بسبب إدراكه للحظات أنه نقطة صغيرة في الكل.
يقول الطبيب النفسي إيريك مايسل على موقع «سيكولوجي توداي» أن هذه المشاعر المزدوجة لدى الشخص تصل به إلى الاستنتاج التالي «أنه على الرغم من كونه ذكيًا جدًا، فهو إلى حد ما يشبه الصرصور» ومن هنا جاء السبب في تسمية المتلازمة.
هذا الشخص يعيش في حالة دائمة من الخيال، إذ تتجسد كل أحلامه المستحيلة والتي قد لا يقدر على تحقيقها جميعًا، ولكنها تمده بثقة زائفة في النفس تنعكس بشكل ساحر على شخصيته، لتبدو حياته مثيرة للاهتمام وشخصيته جذابة بالنسبة للشخص الذي يعيش حياة عادية روتينية، فينجذب له بسهولة، ويدخل إلى الفخ، فإذا كنت ما زلت على بر الأمان ولم تنخرط في علاقة مع شخص مصاب بعقدة الإله فلا تجعل شخصيته الساحرة تخدعك.
إما إذا كنت في هذا الموقع بالفعل، وقد خدعك هذا الشخص في بداية تعاملكم أنك تختلف عن الآخرين الذين يعاملهم معاملة سيئة، فأنت في مأزق يجب أن تتركه، فهذا الشخص لا يريد شريكًا عاطفيًا أو صديقًا، هو يريد معجبين فقط يبجلونه طوال الوقت، وسوف يحاول التلاعب بك بكل الطرق ليسخرك لهذا الهدف فقط دون أن يأخذ في الاعتبار احتياجاتك النفسية.
خلق الحدود الصحية مع المصاب بعقدة الإله هي طوق النجاة لك من إيذائه، في حالة اضطرارك للتعامل معه في إطار يصعب الفرار منه مثل مجال العمل، ولأنه غير قادر على بناء علاقة صحية، فعليك أن تضع أنت تلك الحدود بصرامة شديدة، لذلك، إذا كنت على علاقة عاطفية بهذا الشخص فستكون مهمتك أنت وضع تلك الحدود الصحية بصرامة شديدة، وإن لم يستجب لها فالانفصال في هذه الحالة يكون أفضل، خاصة إذا كان الطرف الذي يقف أمام المصاب بعقدة الإله؛ مصابًا بدورة باضطراب الشخصية المازوخية والتي تستمع بإيذاء الآخرين لها؛ فالعلاقة بهذا الشخص بمثابة الانتحار المعنوي والنفسي.
ولكن أيضًا الانفصال عن صاحب الاضطراب لا يكون سهل التنفيذ، وليس بسبب الغضب الذي سيتملكه، بل بسبب التلاعب الذي يمارسه لإرجاعك عن الفكرة، فبدلًا من أن يثور عليك، سيعود لطبيعته الساحرة التي قابلك بها للمرة الأولى، ويجعلك تظن أنك أسأت الظن به، فلا تقع فريسة هذا الفخ، ولا تلعب دور الضحية في لعبته.
أما إذا كان المصاب بالاضطراب رئيسك في العمل، فينصحك علم النفس بأن تجنب التعامل المباشر معه قدر إمكانك؛ هو الحل الوحيد، لأن مع امتلاكه للسلطة والقدرة على تنفيذها؛ اصطدامك به قد يسبب الكثير من المشكلات وربما تفقد وظيفتك خلال تلك المواجهة.
في النهاية؛ يفضل الطب النفسي نصيحتك بألا تنخرط مع هذا الشخص بأي علاقة طويلة الأمد مثل الزواج أو شراكة العمل، وإذا وقعت بالفعل ضحية هذا الفخ، فعليك أن تعمل على تطوير مفهومك عن هذا الاضطراب ودراسته جيدًا لتصل إلى الطريقة الأفضل في معاملته وفقًا للفروق الفردية التي يتميز بها، هذا إن كان الانفصال عنه لا يمكن تنفيذه.
المصدر
إما إذا كنت في هذا الموقع بالفعل، وقد خدعك هذا الشخص في بداية تعاملكم أنك تختلف عن الآخرين الذين يعاملهم معاملة سيئة، فأنت في مأزق يجب أن تتركه، فهذا الشخص لا يريد شريكًا عاطفيًا أو صديقًا، هو يريد معجبين فقط يبجلونه طوال الوقت، وسوف يحاول التلاعب بك بكل الطرق ليسخرك لهذا الهدف فقط دون أن يأخذ في الاعتبار احتياجاتك النفسية.
خلق الحدود الصحية مع المصاب بعقدة الإله هي طوق النجاة لك من إيذائه، في حالة اضطرارك للتعامل معه في إطار يصعب الفرار منه مثل مجال العمل، ولأنه غير قادر على بناء علاقة صحية، فعليك أن تضع أنت تلك الحدود بصرامة شديدة، لذلك، إذا كنت على علاقة عاطفية بهذا الشخص فستكون مهمتك أنت وضع تلك الحدود الصحية بصرامة شديدة، وإن لم يستجب لها فالانفصال في هذه الحالة يكون أفضل، خاصة إذا كان الطرف الذي يقف أمام المصاب بعقدة الإله؛ مصابًا بدورة باضطراب الشخصية المازوخية والتي تستمع بإيذاء الآخرين لها؛ فالعلاقة بهذا الشخص بمثابة الانتحار المعنوي والنفسي.
ولكن أيضًا الانفصال عن صاحب الاضطراب لا يكون سهل التنفيذ، وليس بسبب الغضب الذي سيتملكه، بل بسبب التلاعب الذي يمارسه لإرجاعك عن الفكرة، فبدلًا من أن يثور عليك، سيعود لطبيعته الساحرة التي قابلك بها للمرة الأولى، ويجعلك تظن أنك أسأت الظن به، فلا تقع فريسة هذا الفخ، ولا تلعب دور الضحية في لعبته.
أما إذا كان المصاب بالاضطراب رئيسك في العمل، فينصحك علم النفس بأن تجنب التعامل المباشر معه قدر إمكانك؛ هو الحل الوحيد، لأن مع امتلاكه للسلطة والقدرة على تنفيذها؛ اصطدامك به قد يسبب الكثير من المشكلات وربما تفقد وظيفتك خلال تلك المواجهة.
في النهاية؛ يفضل الطب النفسي نصيحتك بألا تنخرط مع هذا الشخص بأي علاقة طويلة الأمد مثل الزواج أو شراكة العمل، وإذا وقعت بالفعل ضحية هذا الفخ، فعليك أن تعمل على تطوير مفهومك عن هذا الاضطراب ودراسته جيدًا لتصل إلى الطريقة الأفضل في معاملته وفقًا للفروق الفردية التي يتميز بها، هذا إن كان الانفصال عنه لا يمكن تنفيذه.
المصدر
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي