• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

|[ ثَقَافَةُ السُّؤَالِ ]|

أبوعائشة

عضو مشاغب
سجل
26 ديسمبر 2020
المشاركات
11,044
الحلول
8
التفاعل
6,909
الإقامة
دولة الإمارات العربية المتحدة
الجنس
• إِنَّ‌ حُسْنَ ‌السُّؤَالِ ‌نِصْفُ ‌الْعِلْمِ. فَقَدْ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بِمَ نِلْتَ هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: ‌بِلِسَانٍ ‌سَؤُولٍ، وَقَلْبٍ حَاضِرٍ.
وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ وَالْهَدْيَ النَّبَوِيَّ؛ وَجَدَ فِيهِمَا إِجَابَاتٍ عَنْ أَسْئِلَةٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)[المائدة: 4].

وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْأَلُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ فَيُجِيبُهُ، وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيرَةَ النَّبِيِّ ﷺ؛ وَجَدَهَا ثَرِيَّةً بِأَسْئِلَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَاسْتِفْسَارَاتِهِمْ، لحُبِّهِمْ لِلْعِلْمِ، وَحِرْصِهِمْ عَلَيْهِ، فَقَدْ كَانَتْ أَسْئِلَتُهُمْ دَلِيلًا عَلَى عُمْقِ رَأْيِهِمْ، وَرَجَاحَةِ عَقْلِهِمْ، يَعْرِفُونَ كَيْفَ يَسْأَلُونَ، وَعَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُونَ، وَلِمَاذَا يَسْأَلُونَ، وَمَتَى يَسْأَلُونَ، وَمِنْ فِطْنَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ أَنَّ أَسْئِلَتَهُمْ كَانَتْ قَلِيلَةَ الْكَلِمَاتِ، جَامِعَةً لِلْخَيْرَاتِ، فَقَدْ سَأَلَ أَحَدُهُمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَائِلًا: أَخْبِرْنِي بِمَا ‌يُقَرِّبُنِي ‌مِنَ ‌الْجَنَّةِ، وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ فَأُعْجِبَ ﷺ بِسُؤَالِهِ، وَنَظَرَ لِأَصْحَابِهِ فَقَالَ: «لَقَدْ وُفِّقَ». ثُمَّ أَجَابَهُ ﷺ بِقَوْلِهِ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ».

وَكَانُوا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَسْأَلُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَرْتَقِي بِهِمْ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ... كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنْ مَا يَنْفَعُهُمْ.

وَكَانُوا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَسْأَلُونَ عَنِ الْمَسَائِلِ الَّتِي تَصْعُبُ عَلَيْهِمْ؛ لِيُحْسِنُوا الْفَهْمَ فَيُحْسِنُوا الْعَمَلَ، فَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ ‌لَا ‌تَسْمَعُ ‌شَيْئًا ‌لَا ‌تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ وَسَأَلَتْ عَنْهُ حَتَّى تَعْرِفَهُ. وَكَانَ الصَّحَابَةُ يَخْتَارُونَ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ لِلسُّؤَالِ، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ، فَاغْتَنَمَ الْفُرْصَةَ، فَسَأَلَهُ عَمَّا يُرِيدُ.

لَقَدْ حَرَصَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى تَوْجِيهِ أَسْئِلَةِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ إِلَى عَمَلٍ يَنْفَعُهُمْ، فَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهُ ﷺ: «‌وَمَاذَا ‌أَعْدَدْتَ ‌لَهَا؟». وَذَلِكَ لِيَنْشَغِلَ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا يَخُصُّهُ، وَيَجْتَهِدَ فِيمَا يَنْفَعُهُ، فَالطَّالِبُ يَتَعَلَّمُ مَهَارَةَ السُّؤَالِ؛ لِيُحْسِنَ الْفَهْمَ وَالتَّعَلُّمَ، وَالْمُوَظَّفُ يَكْتَسِبُ ثَقَافَةَ السُّؤَالِ لِيُتْقِنَ الْعَمَلَ، وَعَلَى الْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ أَنْ يُوَجِّهُوا بَنَاتِهِمْ وَأَبْنَاءَهُمْ إِلَى تَوْجِيهِ الْأَسْئِلَةِ النَّافِعَةِ، الَّتِي تُنَمِّي تَفْكِيرَهُمْ، وَكَذَلِكَ الْأَسْئِلَةُ فِي مَجَالِسِنَا؛ تَكُونُ نَافِعَةً لِمَنْ يَسْمَعُهَا، مُفِيدَةً لِمَنْ يَحْضُرُهَا.

فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حُسْنَ السُّؤَالِ، وَفَهْمَ الْجَوَابِ، وَحُسْنَ الْعَمَلِ .

** مقتطفات من خطبة الجمعة: 23 شوال 1442هـ ، الموافق 04/06/2021.​
 
بارك الله فيك اخي الحبيب
 
اللهم آمين
بوركت على هذا الطرح
وجعله الله في ميزان حسناتك
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى