أبوعائشة
عضو مشاغب
- سجل
- 26 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 11,044
- الحلول
- 8
- التفاعل
- 6,904
- الإقامة
- دولة الإمارات العربية المتحدة
- الجنس
- ذكر
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
إنَّ من الأخلاقِ العظيمةِ، والسَّجايا الكريمةِ، التي جاءَ الأَمْرُ بها، والحثُّ عليها: خُلُقَ الحياءِ.
والحياءُ من صِفاتِ النَّبِيِّين، وعِبادِ اللهِ الصَّالحين، فعن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا [1]. وقالَ اللهُ تعالى عن موسى؛ عندما سَقَى للمرأتَيْنِ: { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }[2].
والحياءُ من خِصالِ الإيمانِ العظيمةِ، قالَ النبيُّ ﷺ: الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ [3]. ولذا كانَ الحياءُ وصِيَّةَ النبيِّ ﷺ لأصحابِهِ، فعن سعيدِ بنِ يزيدَ الأنصاريِّ -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ ﷻ كَمَا تَسْتَحْيِي رَجُلًا مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ [4].
قالَ ابنُ القيِّمِ : مُبيِّناً فَضْلَ هذا الخُلُقِ: "خُلُقُ الحياءِ من أفضلِ الأخلاقِ وأجَلِّها، وأعظَمِها قَدْراً، وأكثرِها نَفْعاً، بل هو خاصَّةُ الإنسانيَّة، فمَن لا حياءَ فيه ليسَ معهُ من الإنسانيِّةِ إلَّا اللَّحْمُ والدَّمُ وصورتُهما الظَّاهرة، كما أنهُ ليسَ معه من الخيرِ شيءٌ"[5].
وللحياءِ صُوَرٌ عَديدَةٌ؛ منها:
- الحياءُ من اللهِ : وذلكَ بالخوفِ منهُ ومراقبَتِهِ، وفِعْلِ ما أَمَرَ واجْتِنابِ ما نَهَى عنهُ، وأنْ يَسْتَحيَ المؤمنُ أنْ يَراهُ اللهُ حيثُ نَهاهُ، وهذا الحياءُ يَمْنَعُ صاحِبَهُ من ارتِكابِ المعاصي والآثام؛ لأنهُ مرتبِطٌ بمراقبةِ اللهِ في حِلِّهِ وتِرْحالِهِ.
- الحياءُ من الملائكَةِ : وذلكَ عندما يَستشعِرُ المؤمنُ بأنَّ الملائكَةَ معهُ يُرافِقونَهُ في كلِّ أوقاتِهِ، ولا يُفارِقونَهُ إلَّا عندَ قضاءِ الحاجةِ.
- الحياءُ من الناسِ: وهو دليلٌ على مروءَةِ الإنسانِ؛ فالمؤمنُ يَسْتَحي أنْ يُؤْذيَ الآخرينَ سَواءً بلسانِهِ أو بِيَدِهِ، فلا يقولُ القبيحَ ولا يتلفَّظُ بالسُّوءِ، ولا يَطْعَنُ أو يَغْتابُ أو يَنُمُّ[6].
إن الاتِّصافَ بِخُلُقِ الحياءِ يَعودُ على العبدِ بالخيرِ والنَّفْعِ في الدنيا والآخرة، يقولُ النبيُّ ﷺ: الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ [7].
قالَ ابنُ رَجَبٍ: مُبيِّناً سَبَبَ ذلك: "لأنهُ يَكُفُّ عن ارتِكابِ القبائِحِ ودَناءَةِ الأخلاقِ، ويحُثُّ على استِعْمالِ مكارِمِ الأخلاقِ ومَعاليها، فهو من خِصالِ الإيمانِ بهذا الاعتِبارِ"[8]. وممَّا يدلُّ على ذلكَ أيضاً أنَّ "الحياءُ مُشْتَقٌّ من الحياةِ؛ فإنَّ القلبَ الحيَّ يكونُ صاحبُهُ حيَّاً فيهِ حياءً يَمْنَعُهُ عن القبائِحِ، فإنَّ حياةَ القلبِ هي المانعةُ من القبائِحِ الَّتي تُفْسِدُ القلبَ"[9].
فيَنْبغي على كلِّ ناصِحٍ لنفسِهِ أنْ يجتهِدَ في التَّخَلُّقِ بهذا الخُلُقِ الكريمِ؛ لِيَنالَ ثمراتِهِ النافعَةَ في العاجِلِ قبلَ الآجِلِ.
[1] رواه البخاري (3562)، ومسلم (2320).
[2] القصص:٢٥.
[3] رواه البخاري (24)، ومسلم (36).
[4] رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (309).
[5] مفتاح دار السعادة (2/788) باختصار.
[6] انظر: موسوعة الأخلاق (1/476).
[7] رواه البخاري (6117)، ومسلم (37).
[8] جامع العلوم والحكم (1/501) بتصرف يسير.
[9] مجموع الفتاوى (10/109).
والحياءُ من صِفاتِ النَّبِيِّين، وعِبادِ اللهِ الصَّالحين، فعن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا [1]. وقالَ اللهُ تعالى عن موسى؛ عندما سَقَى للمرأتَيْنِ: { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }[2].
والحياءُ من خِصالِ الإيمانِ العظيمةِ، قالَ النبيُّ ﷺ: الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ [3]. ولذا كانَ الحياءُ وصِيَّةَ النبيِّ ﷺ لأصحابِهِ، فعن سعيدِ بنِ يزيدَ الأنصاريِّ -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ ﷻ كَمَا تَسْتَحْيِي رَجُلًا مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ [4].
قالَ ابنُ القيِّمِ : مُبيِّناً فَضْلَ هذا الخُلُقِ: "خُلُقُ الحياءِ من أفضلِ الأخلاقِ وأجَلِّها، وأعظَمِها قَدْراً، وأكثرِها نَفْعاً، بل هو خاصَّةُ الإنسانيَّة، فمَن لا حياءَ فيه ليسَ معهُ من الإنسانيِّةِ إلَّا اللَّحْمُ والدَّمُ وصورتُهما الظَّاهرة، كما أنهُ ليسَ معه من الخيرِ شيءٌ"[5].
وللحياءِ صُوَرٌ عَديدَةٌ؛ منها:
- الحياءُ من اللهِ : وذلكَ بالخوفِ منهُ ومراقبَتِهِ، وفِعْلِ ما أَمَرَ واجْتِنابِ ما نَهَى عنهُ، وأنْ يَسْتَحيَ المؤمنُ أنْ يَراهُ اللهُ حيثُ نَهاهُ، وهذا الحياءُ يَمْنَعُ صاحِبَهُ من ارتِكابِ المعاصي والآثام؛ لأنهُ مرتبِطٌ بمراقبةِ اللهِ في حِلِّهِ وتِرْحالِهِ.
- الحياءُ من الملائكَةِ : وذلكَ عندما يَستشعِرُ المؤمنُ بأنَّ الملائكَةَ معهُ يُرافِقونَهُ في كلِّ أوقاتِهِ، ولا يُفارِقونَهُ إلَّا عندَ قضاءِ الحاجةِ.
- الحياءُ من الناسِ: وهو دليلٌ على مروءَةِ الإنسانِ؛ فالمؤمنُ يَسْتَحي أنْ يُؤْذيَ الآخرينَ سَواءً بلسانِهِ أو بِيَدِهِ، فلا يقولُ القبيحَ ولا يتلفَّظُ بالسُّوءِ، ولا يَطْعَنُ أو يَغْتابُ أو يَنُمُّ[6].
إن الاتِّصافَ بِخُلُقِ الحياءِ يَعودُ على العبدِ بالخيرِ والنَّفْعِ في الدنيا والآخرة، يقولُ النبيُّ ﷺ: الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ [7].
قالَ ابنُ رَجَبٍ: مُبيِّناً سَبَبَ ذلك: "لأنهُ يَكُفُّ عن ارتِكابِ القبائِحِ ودَناءَةِ الأخلاقِ، ويحُثُّ على استِعْمالِ مكارِمِ الأخلاقِ ومَعاليها، فهو من خِصالِ الإيمانِ بهذا الاعتِبارِ"[8]. وممَّا يدلُّ على ذلكَ أيضاً أنَّ "الحياءُ مُشْتَقٌّ من الحياةِ؛ فإنَّ القلبَ الحيَّ يكونُ صاحبُهُ حيَّاً فيهِ حياءً يَمْنَعُهُ عن القبائِحِ، فإنَّ حياةَ القلبِ هي المانعةُ من القبائِحِ الَّتي تُفْسِدُ القلبَ"[9].
فيَنْبغي على كلِّ ناصِحٍ لنفسِهِ أنْ يجتهِدَ في التَّخَلُّقِ بهذا الخُلُقِ الكريمِ؛ لِيَنالَ ثمراتِهِ النافعَةَ في العاجِلِ قبلَ الآجِلِ.
[1] رواه البخاري (3562)، ومسلم (2320).
[2] القصص:٢٥.
[3] رواه البخاري (24)، ومسلم (36).
[4] رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (309).
[5] مفتاح دار السعادة (2/788) باختصار.
[6] انظر: موسوعة الأخلاق (1/476).
[7] رواه البخاري (6117)، ومسلم (37).
[8] جامع العلوم والحكم (1/501) بتصرف يسير.
[9] مجموع الفتاوى (10/109).