الغريبة
عضو مشاغب
“وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني” (٢)
سنطرح في كل مرة سؤال عن نوع من أنواع الشرور
التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون،
بل قد يتقبلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق.
قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، الذي كان يقول:
”كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني“،
ثم نتقصّى إجابة السؤال، وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوّذ منه والتحرّز منه، فلا يدركنا.
تساؤلنا الأول كان عن أسس الديانة الطاوية التي يمارسها كثير من المسلمين
مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، دون أن يدركوا أنهم يمارسون الطاوية
!
وسؤال اليوم مأخوذ من زعم استشرى وانتشر،
وهو أن الصينيين القدماء قد اكتشفوا جهازاً للطاقة في الإنسان،
يمكّن الإنسان من التناغم مع الطاقة الكونية (طاو(Tao) تشي) (Chi- Qiكي(Ki)
“الماكرو”(Macro) “البرانا” Prana) (“مانا ” (Mana) واستخدموا فلسفة
الطاقة هذه في طبّهم ورياضتهم وغذائهم، فعاشوا الحياة كما ينبغي أن تعاش في سعادة وصحة وتناغم!!
ومن هنا فسؤال موضوعنا اليوم:
ماهو جهاز الطاقة المزعوم في الإنسان؟ وكيف يعمل؟
لنفهم موضوع جهاز الطاقة المزعوم في الإنسان،
يجب أن نفهم زعماً سابقاً له في الفلسفات الشرقية الدينية القديمة
وتطبيقاتها الشرقية والغربية الحديثة،
وهو الزعم بوجود ما أسموه “الجسم الأثيري”،
وهو كما يزعمون أحد أجسام سبعة لكل إنسان،
وهو الجسم السابع ذو التأثير والهيمنة على سائر الأجساد!
ففيه تقع منافذ الاتصال بالطاقة الكونية وتسمى هذه المنافذ ”الشاكرات” (Chakras)،
وهي كلمة باللغة السنسكريتية تعني العجلة (الدولاب) (Wheel or Vortex)،
ويتصل بهذه “الشاكرات” ما يسمونه بالناديات (الزواليات)، وهي مسارات للطاقة
متوزعة على جسم الإنسان الأثيري تتطابق مع مسارات الأعصاب في الجسم البدني للإنسان،
وهي المسؤولة عن تدفيق الطاقة الكونية فيه، فجهاز الطاقة المزعوم يتكون من
“شاكرات” تمثل البؤرة الحيوية لكل إنسان، حيث تمثل ممراً لدخول
وحركة طاقات أجسامنا البدنية والعاطفية والعقلية والروحية،
وتكوّن هذه الشكرات مع “الناديات” جهاز الطاقة في الجسم.
ويتكون نظام “الشاكرات” -بزعمهم- لدى كل إنسان من سبع “شاكرات” رئيسة
هي مراكز للطاقة مرتبة على طول قناة الكونداليني (Kundalini)
التي تمتد من قمة الرأس إلى نهاية العمود الفقري أو العصعص.
وكل “شاكرة “أشبه ماتكون بمكان التقاء قمع طاقة حلزوني دوار
بالجسم الطبيعي (الجسد أو البدن)،
ولهذه الطاقة خواص منها:
تنشيط المساحة المحيطة بها، ووظائف أخرى محددة لصحة
الأعضاء الرئيسة في الجسم، والحالات النفسية العامة.
ولكل “شاكرة” قوة (طاقة -صنم) خاص بها ذكر أو أنثى
- ولا يقولون إله لأن عقيدة وجود إله ملغاة في فلسفتهم وفكرة الطاقة الكونية بديل لها -
كما أن لكل شاكرة رمز خاص ولون خاص، ونوع خاص من الأحجار الكريمة،
ونوع خاص من الروائح، وترنيمات (أناشيد) خاصة وغير ذلك.
ويزعمون أنه يمكن من خلال معرفة هذه الخصائص
والتعامل معها بمهارة في تمارين التنفس والاسترخاء والتأمل،
أن يصل الإنسان للسمو والنرفانا
(التناغم مع الطاو –تدفق الكي والتشي في داخله).
كما تعين هذه المعرفة الإنسان على المحافظة على توازن صحته
وشفائه من الأمراض المستعصية واستقراره، النفسي، ونشاطه العقلي وحيويته.
ولكل شاكرة تدريبات خاصة لضمان استمرار تدفق الطاقة الكونية فيها
-بزعمهم-
سواء للوقاية والسعادة والحيوية للأصحاء، أو للمعالجة والاستشفاء والصحة للمرضى،
وتعقد من أجل التدريب عليها دورات متنوعة، هدفها الظاهر التدريب على مهارات الاسترخاء،
ومساعدة الناس على الاستشفاء من خلال جهاز الطاقة في أجسامهم.
ونتيجتها الحتمية
– للمفتونين بها من المسلمين –
اللحاق بالطاويين والهندوس والبوذيين وغيرهم،
والخروج من كل دين وعقل إلا أن يرحم الله عباده الذين ضلوا عن المحجة البيضاء النقية،
فيستغفروا ربهم ويتوبوا من مشابهة عبّاد الطواغيت إن لم يكونوا عبدوها معهم،
ورددوا مع المدرب في تأملاتهم الشركية لكل رب
( إله – أب – كائن مقدس – طاغوت)
ما يناسب قدراته وخصائصه ونعمائه؛ فيرددون مثلا
-أعوذ بالله من الشرك-
في ابتهال: ” أب الأرض، نشكرك على كل ما وهبتنا”
. “father of the earth, we thank you for all Belsing you give us”.
ولكن ما حقيقة هذا الجسم الأثيري؟
وما رأي العلم الصحيح في فكرة الأثير؟
وهل أثبت الصينيون والهنود مزاعمهم؟
سيكون هذا السؤال محور موضوعنا التالي.. والله المستعان.
الأجسام السبعة -الجسم الأثيري- الشاكرات ..
معتقدات تصادم صريح العقل وصحيح النقل لكل مسلم
وتهدف إلى إخراجك أخي المسلم من كل دين وعقل
..فاحذر …وتذكر:
{وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبته: د. فوز كردي.
سلسلة مقالة: “وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني” (٢) من (٥)