• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

ما حكم الاستدلال بتعامل الرسول -ﷺ- مع اليهود، على التطبيع؟+ رأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين في التطبيع

الغريبة

عضو مشاغب
سجل
15 يوليو 2021
المشاركات
4,145
التفاعل
3,402
الإقامة
الاسكندرية
الجنس
ما حكم الاستدلال بتعامل الرسول -ﷺ- مع اليهود، على التطبيع؟


السُّؤالُ: هل يَصِحُّ الاستِدلالُ بتَعامُلِ الرَّسولِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مع اليهودِ وعَقْدِه الصُّلحَ معهم، على جوازِ التَّطبيعِ مع اليهودِ في هذا العَصرِ (ما يُسمَّى دولة إسرائيل) والتبادُلِ التِّجاريِّ معهم، وهل هذا مِن جِنسِ الصُّلحِ المذكورِ في كُتُبِ الفِقهِ؟

الجوابُ:
الحَمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ وعلى آلِه وصَحبِه .. أمَّا بعدُ

.. فإنَّ الاستِدلالَ بتَعامُلِ النبيِّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مع يهود، على جوازِ التطبيعِ؛ لا يَصِحُّ لأوجُهٍ عَديدةٍ: منها: أنَّ يهودَ في العَهدِ النَّبويِّ لم يكونوا محتَلِّينَ لبلاد المُسلِمينَ، وإنَّما مُعاهَدونَ، سواءٌ كان ذلك بصُلحٍ مُؤقَّتٍ ينتهي بانتهاءِ وَقتِه، أو صُلحٍ مُطلَقٍ ينتهي متى أراد المُسلِمونَ إنهاءَه بشَرطِ إعلامِ المُصالَحينَ بذلك، وإمَّا أنهم صاروا رعايا مِن رعايا الدَّولةِ الإسلاميَّةِ بدُحولِهم في عَقدِ الذمَّة، كما في صُلحِ أهلِ نَجرانَ، وقِصَّةِ خَيبر، فمنها ما فُتِحَ عَنوةً بالقُوَّةِ العَسكريَّة، ومنها ما فُتِحَ صُلحًا، وعُلِّقَ فيه بقاؤُهم في خيبرِ بحاجةِ المُسلِمينَ؛

قال ابن عبد البرِّ:
"أجمع العُلَماءُ من أهلِ الفِقهِ والأثَرِ وجماعةِ أهلِ السِّيَرِ على أنَّ خيبرَ كان بعضُها عَنوةً وبَعضُها صُلحًا".
(التمهيد، لابن عبد البر :645) .

وقال أبو العباس ابنُ تيميَّةَ عن أهلِ خيبرَ وفَتحِها:
"فإنَّها فُتِحَت سنةَ سَبعٍ قبل نزولِ آية الجِزيةِ، وأقرَّهم فلَّاحينَ وهادَنَهم هُدنةً مُطلَقةً،
قال فيها: ((نُقِرُّكم ما أقَرَّكم اللهُ))".
(الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح :1/216-217).

"ولهذا أمَرَ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عند موتِه بإخراج اليهودِ والنَّصارى مِن جزيرةِ العَرَبِ، وأنفذ ذلك عُمَرُ رَضِيَ الله عنه في خلافتِه".
(أحكام أهل الذمة، لابن القيم :2/478).

فاليهودُ الذين تعاملَ معهم النبيُّ- صلَّى اللُه عليه وسلَّم- لم يكونوا مُحارِبِين ولا مُحتَلِّينَ، بل كانوا مُسالِمينَ خاضعينَ للشروطِ الإسلاميَّة بالعهد، وقد قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]،

ثمَّ هم في حالةِ ضَعفٍ لا يَقدِرونَ على نَشرِ ما يُريدونَ من ثقافةٍ وفِكرٍ، بعَكسِ واقِعِ اليهودِ اليومَ؛ فهم محارِبونَ غيرُ مُسالِمينَ، كما نرى ويرى العالَم! وهم يَفرِضونَ رُؤاهم الفِكريَّةَ والثَّقافيَّةَ وقناعاتِهم الباطلةَ؛ لِيُسَلِّمَ لهم بها الآخَرونُ رَغمًا عنهم! وقد قال الله عزَّ وجَلَّ: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 9].

ومنها: ما أشرتَ إليه في سؤالِكَ بقولكَ: هل هذا مِن جِنسِ الصُّلحِ المذكورِ في كُتُبِ الفِقهِ؟
وجوابُه:
أنَّك ذكَرْتَ في سؤالكَ مُصطَلَحينِ مُختَلِفينِ، وهما (الصُّلحُ) و (التَّطبيعُ)،
وببَيانِ مَدلولِ كُلٍّ منهما يظهَرُ الفَرقُ بينهما في الحُكمِ.

فمُصطلح (الصُّلح) في كتُبِ الفِقهِ يُطلَقُ على مُعاهدةِ الكُفَّارِ، بما في ذلك عَقدُ الذِّمَّةِ
الذي يَدخُلُ به غيرُ المُسلِمِ في رعايةِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ على الدَّوام،
والغالِبُ استِعمالُ لَفظِ الصُّلحِ رديفًا لمصطَلَح (الهُدنة) عند عُلماء الإسلام،

والهُدنة هي: المُعاقَدةُ بين إمامِ المسلمين أو مَن يُنيبُه، وبين أهلِ الحرب، على المسالَمة،
مُدَّةً مَعلومةً أو مُطلَقةً، ولو لم يدخُلْ أحَدٌ منهم تحتَ حكم دارِ الإسلام؛
فهي تعني المُسالَمةَ المؤقَّتةَ عند جميع الفُقَهاء، وتشمَلُ المسالَمةَ المُطلَقةَ غيرَ المُؤَبَّدةِ
على رأيِ عددٍ مِن المحقِّقينَ مِن أهلِ العِلمِ، وهو الذي تَسندُه الأدلَّةُ الشرعيَّةُ،
ومرادُهم بالمُطلَقةِ: التي لا يُصرَّحُ عند الاتفاقِ عليها بمدَّةٍ محدَّدةٍ، بل تبقى دونَ مدَّةٍ،
ويكونُ العَقدُ فيها جائزًا، أي: إنَّ لكُلٍّ مِن الطَّرَفَينِ أن يُعلِنَ انسِحابَه منها بعد إشعارِ الطَّرَفِ الآخَرِ بمُدَّةٍ كافيةٍ؛ لأخذِ الحَذَرِ منه، فهي مُطلَقةٌ لا مُؤبَّدةٌ.
(ينظر: العقود، لابن تيمية: 219، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام: 29/140، وأحكام أهل الذمة، لابن القيم: 2/476 وما بعدها).

بخلاف المؤقَّتة؛ فالعَقدُ فيها واجِبٌ، بمعنى أنَّه لا يجوزُ لأحَدِ الطَّرَفَينِ أن ينقُضَها قبل انتهاء المدَّةِ، ولو فعل ذلك أهلُ الكُفرِ، فإنَّ تصَرُّفَهم هذا يُعَدُّ نقضًا للعهدِ؛ ومِن ثَمَّ ينتهي تمتُّعُهم بآثار عَقدِ الهُدنة، ويتحَوَّلونَ مِن مُعاهَدينَ إلى مُحاربينَ، كما كانوا قبل الهُدنة؛ فالهُدنةُ والصُّلحُ عند الفُقَهاءِ في كتابِ الجهادِ شَيءٌ واحدٌ؛ ولذلك يُعَرِّفونَ أحَدَهما بالآخَرِ، فليس هناك صلحٌ دائِمٌ إلَّا مع الذِّمِّيينَ الذين هم في الحقيقةِ مِن رَعايا دولةِ الإسلامِ.

أمَّا الصُّلحُ في القانونِ الدَّوليِّ، وفي اللُّغةِ السِّياسيَّةِ الدَّارجة، فالمرادُ به السَّلامُ الدَّائِمُ!
فالقانونيُّونَ الدَّوليونَ يرَونَ أنَّ الهدنةَ مُدَّةٌ تَسبِقُ الصُّلحَ مهما طالت مُدَّتُها،
كما هي الحالُ بين شَطرَي كوريا، فهما متهادِنانِ منذ تقسيمِها،
وأمَّا الصلحُ عندهم فهو تسويةٌ نِهائيَّةٌ، أي: إيقافُ القِتالِ بصِفةٍ نِهائيةٍ دائِمةٍ.
(ينظر على سبيل المثال: القانون بين الأمم، لجيرهارد فان غلان: 3/72).

وهذا النوع يُعَدُّ مِن المُعاهَداتِ المحرَّمةِ بالإجماع، وشدَّد العُلَماءُ في إنكارِه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى إبطالِ ما عُلِمَت شرعيَّتُه بالضَّرورةِ، وهو جِهادُ العَدُوِّ، بل غلَّظ بعضُ الفُقَهاءِ في إنكارِه، حتى حكى بعضُهم رِدَّةَ مَن قال بمشروعيَّتِه! ومع ذلك شذَّ بعضُ فُقَهاءِ العَصرِ- مِن الفُضَلاءِ- فأجازوا الصُّلحَ المؤبَّدَ، بتأويلاتٍ مَردودةٍ بالأدلَّةِ الشَّرعيَّة الواضحةِ، وقد ردَّ قَولَهم عددٌ مِن العُلَماءِ، وكشفوا ضَعفَ هذا الرأيِ المردودِ بالإجماعِ، ولله الحمد. فالصُّلحُ الدَّائمُ لا يجوزُ مع غيرِ المحتَلِّ بالإجماعِ، فكيف يجوزُ مع المحتَلِّ؟! ولهذا اتَّفق فُقَهاءُ العَصرِ الأجلَّاءُ على تحريمِ الصُّلحِ الدَّائمِ مع الكيانِ الصهيونيِّ اليهوديِّ، حتى مَن شذَّ في القَولِ بالصُّلحِ الدائِمِ حرَّم الصُّلحَ مع اليهودِ.
(ينظر: موسوعة الأسئلة الفلسطينية، إصدار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية:220- 269، ففيها العديدُ من الفتاوى الجماعيَّة والفردية).

وأمَّا التَّطبيعُ فيُرادُ به: الصُّلحُ الدَّائِمُ الذي يتِمُّ بمُقتَضاه الدُّحولُ في جملةٍ مِن الاتِّفاقاتِ مُتنوعةِ الجوانِبِ،
بما في ذلك الجانِبُ الثَّقافيُّ، والاقتِصادي، والأمني، وغيرها، حتى غُيِّرَت مناهِجُ التعليمِ في بعضِ
بلاد المُسلِمينَ وحُذِفَت نصوصٌ قُرآنيَّةٌ منها؛ رُضوخًا لمتطَلَّباتِ التَّطبيعِ!!

فهو في التكييفِ الفِقهيِّ الشَّرعيِّ صُلحٌ مُؤبَّدٌ مُضافٌ إليه جملةٌ مِن الشروطِ التي يَحرُمُ قَبولُها في شريعة الإسلامِ .. فلا يقولُ بجوازِ التَّطبيعِ- دِيانةً- مَن عَرفَ حقيقتَه مِن عُلَماءِ الإسلامِ،
ولا سيَّما أنَّ الكِيانَ اليهوديَّ لا يَقبَلُ بأقَلَّ مِن بقائِه على الدَّوامِ في قَلبِ العالَمِ الإسلاميِّ،
بزَعمِ أنَّ الأرضَ لهم!
وهذا هو نشيدُهم الوطنيُّ:
" طالما في القلب تكمُن .. نفسٌ يهوديَّةٌ تَتُوق .. وللأمامِ نحوَ الشَّرقِ ..
عينٌ تَنظُر إلى صهيون .. أمَلُنا لم يَضِعْ بعدُ .. حُلمٌ عُمرُه ألفا سنة ..
أن نكونَ أمَّةً حرَّةً على أرضنا .. أرض صهيون والقدس .. "
(الموسوعة الإنجليزية).

وآثارُ التطبيعِ على الحكوماتِ التي ارتضَته ظاهِرةٌ في انتهاكِ سيادتِها، والعَبَثِ بخَيراتها؛
ولذلك رفضَتْه الشُّعوبُ المُسلِمةُ، وكوَّنَت لأجلِ ذلك لجانًا وجَمعياتٍ كثيرةً.

ومن المؤسِفِ أنَّنا نرى التطبيعَ الإعلاميَّ في إعلامِ العَرَب والمُسلِمين يُسابِقُ التَّطبيعَ السياسيَّ!

ومِن ذلك:
كَثرةُ تَردادِ الأسماء والمُصطَلحات العِبريَّة، مثل: (حاجز إيريز) بدل مَعبَر بيت حانون،
و (حائط المَبكَى) بدل حائط البُراق، و(إيلات) بدل أم الرَّشراش، و (أشكيلون) بدل عَسقلان،
و (تل أبيب) بدل تل الربيع .. و (الأراضي الفلسطينيَّة) بدل فلسطين، وفيه الإقرارُ بأنَّ ما تبقَّى حَقٌّ ليهودَ!
و (إسرائيل) للإشارةِ للكيان اليهوديِّ الصهيوني المحتَلِّ أو للأراضي المحتَلَّة عام 1948م،
والإيحاء بأنَّ هذا الجزءَ المحتَلَّ صار حقًّا ليهود، لا يجوز حتى التفاوضُ عليه، بخلاف الأراضي المحتلَّة
عام 1967م فما زالت تستَحِقُّ أن يُتفاوَضَ عليها!
(ينظر للمزيد: مصطلحات يهودية احذروها- من إصدارات مركز بيت المقدس).

وممَّا ينبغي التنَبُّهُ له أنَّ بعضَ النَّاسِ قد غَلِطَ على شيخِنا العلَّامة/ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- حين نَسَبوا إليه جوازَ الصُّلحِ مع اليهود بالمفهومِ العُرفيِّ الدَّوليِّ- الصلح المؤبَّد- مع أنَّه- رحمه الله- قد أوضح ما عناه وبيَّنه بقَولِه: "الصلحُ بين وليِّ أمرِ المُسلِمينَ في فلسطين وبين اليهودِ- لا يقتضي تمليكَ اليهودِ لِما تحت أيديهم تمليكًا أبدِيًّا، وإنما يقتضي ذلك تمليكَهم تمليكًا مُؤَقَّتًا حتى تنتهيَ الهُدنةُ المُؤقَّتةُ، أو يَقْوَى المُسلِمونَ على إبعادِهم عن ديار المُسلِمينَ بالقُوَّة في الهُدنة المُطلقَة، وهكذا يجِبُ قِتالُهم عند القدرةِ حتى يدخُلوا في الإسلامِ أو يُعطُوا الجِزيةَ عن يدٍ وهم صاغِرونَ ... "
(مجلة البحوث الإسلامية: العدد (48) ص: 130-132).

فالصُّلحُ مع العدُوِّ على أساسِ تثبيتِ الاعتداءِ؛ باطِلٌ شَرعًا، بخلافِ الصُّلحِ على أساسِ رَدِّ ما اعتدى عليه العدوُّ إلى المسلمينَ. والخُلاصةُ: أنَّ الاستِدلالَ بتعامُلِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع يهودَ، على مَشروعيَّةِ التَّطبيعِ مع الكِيانِ الصهيونيِّ- استِدلالٌ لا يستقيمُ، بلْهَ أن يَصِحَّ؛ لأنَّ اليهودَ في فلسطينَ مُحتلُّون محارِبونَ كما يشاهِدُ العالَمُ، لا يَرقُبونَ في صغيرٍ ولا كبيرٍ إلًّا ولا ذمَّةً، بخلافِ مَن كان يتعامَلُ معهم النبيُّ- صلَّى اللُه عليه وسلَّم-؛ فقد كانوا معاهَدينَ خاضعينَ لحُكمِ الإسلامِ، أو مُوفِينَ بعَهدِهم مع النبيِّ- صلَّى اللُه عليه وسلَّم- حينَها.

واللهُ تعالى أعلمُ. نسأل اللهُ عزَّ وجَلَّ أن يُعيدَ للأمَّةِ عِزَّتَها ومكانَتَها،
وَينصُرَها على أعدائِها، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصَحْبِه.


الكاتب: الدكتور سعد بن مطر العتيبي

رابط المادة: http://iswy.co/e259ff


يتبع بإذن الله ....
 

رأي سماحة الشيخين ابن باز وابن عثيمين في التطبيع

السؤال :​

سؤال : هل صحيح أن الشيخين سماحة الشيخ ابن باز وسماحة الشيخ ابن عثيمين يجيزان التطبيع مع العدو الصهيوني .

الجواب :​

انتشر بين بعض الكاتبين والمغردين كلام ينسبونه إلى سماحة الشيخين الفقيهين العالمين الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى ، وينصرون به رأيهم بأن التطبيع - في مفهومه اليوم -مع اليهود في فلسطين جائز ‏.

وهذا الكلام غير صحيح مطلقا، ولا يمكن لفقيه بلغ درجة الشيخين في علمه يقول ذلك ؛ لأنه يخرق إجماع الفقهاء ؛ لأن مفهوم التطبيع بداهة فيه إقرار العدو على ماتحت يده من الأرض المغتصبة ، والإجماع منعقد على حرمة وبطلان هذا الاتفاق . وقد حمّل هؤلاء المجوزون للتطبيع عبارات الشيخين ما لا تحتمل مطلقا . وقد استمعت واطلعت على ما نسب إلى الشيخين رحمهما الله .

وملخص كلام الشيخ ابن عثيمين بعد تأييده لفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله تعالى ، أنه نقل كلام الفقهاء في العهد أو الصلح مع اليهود وغيرهم وأنه ثلاثة أقسام:
القسم الأول : الصلح المؤبد ‏، وذكر الشيخ أن هذا الصلح لا يجوز باجماع الفقهاء ،
و القسم الثاني : الصلح المحدد أو المؤقت ، وذكر انه جائز بالاجماع ،
والقسم الثالث : الصلح المطلق وهو الصلح غير مؤبد وغير مؤقت ،
وذكر أن فيه خلافا ، ورجح أنه جائز ،
لكنه قال مع القول بالجواز : إذا قوّانا الله ومكنّا بما يمكن أن نهاجم العدو فسخنا العهد ، ولا يُحتج علينا ؛ لأنه ليس بيننا وبينهم مدة محددة .

وأما فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فهي ‏المهمة التي يعول عليها المجيزون للتطبيع .
فقد أجاب الشيخ بجوابين على سؤالين ، أحدهما عام والآخر خاص.
السؤال العام وهذا نصه سؤاله وجوابه :
س1: فهم بعض الناس من إجابتكم على سؤال الصلح مع اليهود أن الصلح أو الهدنة مع اليهود المغتصبين للأرض، والمعتدين جائز على إطلاقه، وأنه يجوز مودة اليهود ومحبتهم ..
فأجاب سماحة الشيخ رحمه الله على جزئية
أن الصلح يقتضي مودة اليهود ومحبتهم فقال :

الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم،
بل ذلك يقتضي الأمن بين الطرفين، وكف بعضهم عن إيذاء البعض الآخر،
وغير ذلك، كالبيع والشراء، وتبادل السفراء.. وغير ذلك من المعاملات
التي لا تقتضي مودة الكفرة ولا موالاتهم.
وأما السؤال الخاص المهم هو السؤال المباشر حول حكم الهدنة الذي يتضمن إقرار العدو المغتصب على ما تحت يده من أرض فلسطين .
وهذا نص السؤال والجواب
هل تعني الهدنة المطلقة مع العدو إقراره على ما اقتطعه من أرض المسلمين في فلسطين، وأنها قد أصبحت حقا أبديا لليهود بموجب معاهدات تصدّق عليها الأمم المتحدة التي تمثل جميع أمم الأرض، وتخول الأمم المتحدة عقوبة أي دولة تطالب مرة أخرى باسترداد هذه الأرض أو قتال اليهود فيها؟
فأجاب الشيخ :
الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود
لا يقتضي تمليك اليهود لما تحت أيديهم تمليكا أبديا،
وإنما يقتضي ذلك تمليكهم تمليكا مؤقتا حتى تنتهي الهدنة المؤقتة
أو يقوى المسلمون على إبعادهم عن ديار المسلمين بالقوة في الهدنة المطلقة.
... فكلام الشيخين واضح أن العهد أو لنقل التطبيع اذا تضمن اقرارنا بحقهم وملكيتهم للأرض لم يصح سواء في الصلح المؤقت أو المطلق .

ولا يظن عاقل مطلقا أن اليهود يقبلون أو يفهمون
أن التطبيع معهم هو تمليكهم الأرض مؤقتا .

فالقضية عند الشيخين واضحة فى أن العهد أو التطبيع في حدود العلاقات السياسية والدبلوماسية لا شيء فيه معهم أو مع غيرهم ،
لكن إن كان متضمنا تمليكهم جزءا من أرض المسلمين
- وخاصة الأض المقدسة المباركة - فلا يجوز ،
والأمر واقعا وبداهة لا ينفك فيه التطبيع عن تمليك الأرض .
وعليه فالتطبيع غير جائز مطلقا في قول الشيخين أي سواء أكان مؤقتا أم مطلقا .
وقد سبق في شأن الصلح فتوى الأزهر_الشريف في ١٨ جمادى الأولى ١٣٧٥- الموافق١ يناير‬ في ١٩٥٦وهذا نصها :

"إن الصلح مع إسرائيل كما يريده(الداعون إليه) لا يجوز شرعا لما فيه من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه والاعتراف بأحقية يده على ما اغتصبه،
وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه، وقد أجمعت الشرائع على حرمة
الغصب ووجوب رد المغصوب إلى أهله"
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورة انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة في ٣٠ صفر - ٥ ربيع الأول ١٤٢٦ الموافق ٩-١٤ ابريل ٢٠٠٥

" قد انعقد إجماع فقهاء الأمة على حرمة إقرار العدو الغاصب
على أي جزء اغتصبه من أرض المسلمين ، وبخاصة الأراضي المقدسة " ‪
وفي المؤتمر الإسلامي العام لرابطة العالم الإسلامي الذي عُقد خلال الفترة من 18-20 مايو 1962 بمكة المكرمة،

قرر المؤتمر عد القدس وفلسطين في المكانة الأولى من جميع القضايا الإسلامية. كما أعلن بطلان كل الإجراءات الإسرائيلية في فلسطين والهادفة إلى إقرارالأمر الواقع.‬
هذا .. وقد علق نتنياهو على التطبيع مباشرة بقوله :
ربحنا الارض التي سيستمر ضمها ،
وربحنا علاقة مع دولة عربية دون مقابل .
موقع فضيلة الشيخ أ. د. عجيل جاسم النشمي
 
وها قد اتممت بفضل الله الموضوع
فلتتأمل ولتعقب بعدها
جزاك الله خيرا على المرور والاطلاع الاولي
تقديري لك واحترامي
 
سلمت يمناك مجددا على الطرح اختي في الله ....
على مر العصور نقتدي برسولنا عليه الصلاة والسلام
ولكل حادثة او واقعة تعامل معين
نحتذي به ...
الموضوع في المنتدى الاسلامي ولا مجال لكي نتناقش به
لكن سأقتبس بعض الوقائع من تاريخنا الحديث
1- تعامل المجاهدين في الشيشان ابان حربهم في اوائل التسعينات مع الروس...قاموا بشراء الأسلحة من بعض قاداتهم
2-الحوار بين طالبان والأمريكان في قطر...
3-تعامل الشعب الفلسطيني مع اليهود يوميا...
كلها ان دلت على شيء فهو تغير الفتوى بتغير الواقع وذلك لا يدل بتاتا على نكران الفتوى الأولى..
لن اطيل الكلام
وشكرا لطرحك مجددا
 
بارك الله فيك أختي الكريمة على هذه المشاركة الطيبة والله يعطيك العافية.

يامرحبابك.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكِ الله أختي الكريمة الغريبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جد خطير وبغاية الأهمية , والحمدلله تعالى بأن الشيخين رحمهما الله تعالى بقولهم بأنه لايجوز الصلح أو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لبلد اسلامي
لكن السؤال الذي يطرح نفسه , ماحكم من عمل بالتطبيع مع هذا الكيان الغاصب وفتح السفارات والعلاقات التجارية وألخ ؟ أترك الجواب لكم
 
لكن سأقتبس بعض الوقائع من تاريخنا الحديث
1- تعامل المجاهدين في الشيشان ابان حربهم في اوائل التسعينات مع الروس...قاموا بشراء الأسلحة من بعض قاداتهم
2-الحوار بين طالبان والأمريكان في قطر...
3-تعامل الشعب الفلسطيني مع اليهود يوميا...
كلها ان دلت على شيء فهو تغير الفتوى بتغير الواقع وذلك لا يدل بتاتا على نكران الفتوى الأولى..
لن اطيل الكلام
وشكرا لطرحك مجددا

أخي الموج شاكرة لتعقيبك
الفتوى فعلا تتغير بتغير الزمان والمكان والاحوال
لكن اي فتوى ؟ ما كانت تتعلق بالعادات والعرف
لكن فتاوى العقيدة لا تتغير بتغير الازمان فهي ثابتة
الحلال فيها والحرام لا مجال للاجتهاد فيها فهي محسومة

فضلا أخي إطلع على تلك الروابط وقد عددت المصادر في تلك المسألة
للبيان والتوضيح



https://islamqa.info/ar/answers/39286/هل-ينكر-تغير-الفتوى-بتغير-الزمان-والمكان

هل يُنكر تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان


https://binbaz.org.sa/fatwas/2722/معنى-قاعدة-الفتوى-تختلف-باختلاف-الزمان-والمكان

معنى قاعدة: الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان


http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/218.htm

هل الفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان ؟

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض




كيف تتغير الفتوى بتغير الزمان والأحوال


https://ar.islamway.net/fatwa/64659/هل-تتغير-الفتوى-بتغير-الزمان-والمكان

هل تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان؟

رابط المادة: http://iswy.co/e14n5o



https://www.islamweb.net/ar/fatwa/161057/ماهية-الأحكام-التي-تتغير-بتغير-الزمان-والمكان-والأحوال

ماهية الأحكام التي تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال

ولك جزيل شكري وتقديري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكِ الله أختي الكريمة الغريبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جد خطير وبغاية الأهمية , والحمدلله تعالى بأن الشيخين رحمهما الله تعالى بقولهم بأنه لايجوز الصلح أو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لبلد اسلامي
لكن السؤال الذي يطرح نفسه , ماحكم من عمل بالتطبيع مع هذا الكيان الغاصب وفتح السفارات والعلاقات التجارية وألخ ؟ أترك الجواب لكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحياك الله أخي الفاضل أبا عبد الله
سأجيبك بإذن الله لكن بداية أود أن أشكرك على تعقيبك والاضافة
وارجو من الله التوفيق ثم سعة صدرك فالاجابة طويلة
وقد اقتصرتها على محتوى فتوى شيخ الازهر السابق (حسنين مخلوف)
رحمه الله وهي فتوى قديمة عثرت على نسخة مخبأة منها بجوجل نظرا
لأن الموقع لم يفتح معي .. ثم وضعت عدة روابط فتوى بهذا الشأن

بسم الله .. توكلت على الله




https://webcache.googleusercontent....D8%B1-%D8%A7%D9%84/+&cd=7&hl=ar&ct=clnk&gl=eg

(نسخة مخبأة)

مصر”الرسمية” تبارك “صفقة القرن” ومصر “العربية ” ترفضها.. ماذا عن مصر “الشعبية”؟

البعض يعول على “الأزهر” ويذكّر بفتوى الشيخ مخلوف التي حرمت الصلح مع إسرائيل..

فهل يفعلها الشيخ الطيب اليوم ردا على الصفقة المهينة؟

فتوى مخلوف
!

في السياق نفسه، نشر معارضون للتطبيع مع إسرائيل نص الفتوى الصادرة عن الأزهر الشريف في الخمسينيات من القرن الماضي، وجاء فيها:

نص فتوى الأزهر بعـدم جواز الصلح مع إسرائيل والتعاون مع الدول الداعـمة لها اجتمعـت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر في يوم الأحد 18 جمادى الأولى سنة 1375هـ الموافق أول يناير سنة 1956 برياسة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسنين مخلوف عـضو جماعة كبار العـلماء ومفتي الديار المصرية سابقا وعـضوية السادة أصحاب الفضيلة الشيخ عـيسى منون عـضو جماعة كبار العـلماء وشيخ كلية الشريعة سابقا (شافعي المذهب) والشيخ محمود شلتوت عـضو جماعة كبار العـلماء (الحنفي المذهب) والشيخ محمد الطنيخي عـضو جماعة كبار العـلماء ومدير الوعـظ والإرشاد (المالكي المذهب) والشيخ محمد عـبد اللطيف السبكي عـضو جماعة كبار العـلماء ومدير التفتيش بالأزهر (الحنبلي المذهب) وبحضور الشيخ زكريا البري أمين لجنة الفتوى.

ونظرت في الاستفتاء الآتي وأصدرت فتواها التالية : “بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام عـلى سيد المرسلين، سيدنا محمد، وعـلى آله وصحبه أجمعـين. أما بعـد – فقد أطلعـت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عـلى الاستفتاء المقدم إليها عـن حكم الشريعة الإسلامية في ابرام الصلح مع إسرائيل التي اغـتصبت فلسطين من أهلها، وأخرجتهم من ديارهم، وشردتهم نساء وأطفالا وشيبا وشبانا في آفاق الأرض، واستلبت أموالهم، واقترفت أفظع الآثام في أماكن العـبادة والآثار والمشاهد الإسلامية المقدسة، وعـن حكم التواد والتعاون مع دول الاستعـمار التي ناصرتها وتناصرها في هذا العـدوان الأثيم، وأمدتها بالعـون السياسي والمادي لإقامتها دولة يهودية في هذا القطر الإسلامي بين دول الإسلام، وعـن حكم الأحلاف التي تدعـو إليها دول الاستعـمار، والتي من مراميها تمكين إسرائيل من البقاء في أرض فلسطين لتنفيذ السياسة الاستعـمارية، وعـن واجب المسلمين حيال فلسطين وردها إلى أهلها، وحيال المشروعات التي تحاول إسرائيل ومن ورائها الدول الاستعـمارية أن توسع بها رقعـتها وتستجلب بها المهاجرين إليها، وفي ذلك تركيز لكيانها، وتقوية لسلطانها، مما يضيق الخناق عـلى جيرانها، ويزيد في تهديدها لهم، ويهيئ للقضاء عـليهم.



وتفيد اللجنة أن الصلح مع إسرائيل كما يريده الداعـون إليه، لا يجوز شرعا، لما فيه من إقرار الغاصب عـلى الاستمرار في غـصبه، والاعـتراف بحقية يده عـلى ما اغـتصبه، وتمكين المعـتدي من البقاء عـلى عـدوانه . وقد أجمعـت الشرائع السماوية والوضعـية عـلى حرمة الغـصب ووجوب رد المغصوب إلى أهله، وحثت صاحب الحق عـلى الدفاع والمطالبة بحقه . ففي الحديث الشريف : ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عـرضه فهو شهيد ) وفي حديث آخر : (عـلى اليد ما أخذت حتى ترد ) فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغـتصبوا فلسطين، واعـتدوا فيها عـلى أهلها وعـلى أموالهم، عـلى أي وجه يـمكن اليهود من البقاء كدولة في أرض هذه البلاد الإسلامية المقدسة، بل يجب عـليهم أن يتعاونوا جميعا عـلى اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها، وصيانة المسجد الأقصى مهبط الوحي ومصلى الأنبياء الذي بارك الله حوله، وصيانة الآثار والمشاهد الإسلامية، من أيدي هؤلاء الغاصبين، وأن يعـينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى عـلى الجهاد في هذا السبيل، وأن يبذلوا فيه كل ما يستطيعـون، حتى تطهر البلاد من آثار هؤلاء الطغاة المعـتدين ؛ قال تعالى : ” واعـدوا لهم ما استطعـتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عـدو الله وعـدوكم وآخرين من دونهم لا تعـلمونهم الله يعـلمهم”. ومن قصر في ذلك، أو فرط فيه، أو خذل المسلمين عـنه، أو دعا إلى من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعـمار والصهيونية من تنفيذ خططهم ضد العـرب والإسلام وضد هذا القطر العـربي الإسلامي، فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين، ومقترف أعـظم الآثام . كيف ويعـلم الناس جميعا أن اليهود يكيدون للإسلام وأهله ودياره أشد الكيد، منذ عهد الرسالة إلى الآن، وأنهم يعـتزمون ألا يقفوا عـند حد الاعـتداء عـلى فلسطين والمسجد الأقصى، وإنما تمتد خططهم المدبرة إلى امتلاك البلاد الإسلامية الواقعة بين نهري النيل والفرات .



وإذا كان المسلمون جميعا، وحدة لا تتجزأ بالنسبة إلى الدفاع عـن بيضة الإسلام، فأن الواجب شرعا أن تجتمع كلمتهم لدرء هذا الخطر والدفاع عـن البلاد واستنقاذها من أيدي الغاصبين، قال تعالى : “واعـتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ”
وقال تعالى : ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعـدا عـليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعـكم الذي بايعـتم به وذلك هو الفوز العـظيم “.
وقال تعالى : ” الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغـوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعـيفا
.

“وأما التعاون مع الدول التي تشد أزر هذه الفئة الباغـية، وتمدها بالمال والعـتاد، وتمكن لها من البقاء في هذه الديار، فهو غـير جائز شرعا، لما فيه من الإعانة لها عـلى هذا البغي والمناصرة لها في موقفها العـدائي ضد الإسلام ودياره .
قال تعالى : ” إنما ينهاكم الله عـن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا عـلى إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون”.
وقال تعالى :
” لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عـشيرتهم، أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عـنهم ورضوا عـنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
” .

وقد جمع الله سبحانه في آية واحدة جميع ما تخيله الإنسان من دوافع الحرص عـلى قراباته وصلاته وعـلى تجارته التي يخشى كسادها بمقاطعة الأعـداء، وحذر المؤمنين من التأثر بشيء من ذلك واتخاذه سببا لموالاتهم فقال تعالى :
” قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعـشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين
.

وجاء في بيان الأزهر:
“ولا ريب أن مظاهرة الأعـداء وموادتهم يستوي فيها إمدادهم بما يقوي جانبهم ويثبت أقدامهم بالرأي والفكرة، وبالسلاح والقوة : سرا وعلانية، مباشرة وغـير مباشرة . وكل ذلك مما يحرم عـلى المسلم مهما تخيل من أعـذار ومبررات.



ومن ذلك يعـلم أن هذه الأحلاف التي تدعـو لها الدول الاستعـمارية، وتعـمل جاهدة لعـقدها بين الدول الإسلامية، ابتغاء الفتنة، وتفريق الكلمة، والتمكين لها في البلاد الإسلامية، والمضي في تنفيذ سياستها حيال شعـوبها، لا يجوز لأية دولة إسلامية أن تستجيب لها وتشترك فيها، لما في ذلك من الخطر العـظيم عـلى البلاد الإسلامية، وبخاصة فلسطين الشهيدة التي سلمتها هذه الدول الاستعـمارية إلى الصهيونية الباغـية نكاية في الإسلام وأهله وسعـيا لإيجاد دولة لها وسط البلاد الإسلامية، لتكون تكأة لها في تنفيذ مآربها الاستعـمارية الضارة بالمسلمين في أنفسهم وأموالهم وديارهم، وهي في الوقت نفسه من أقوى مظاهر الموالاة المنهي عـنها والتي قال الله تعالى فيها : ” ومن يتولهم منكم فإنه منهم “. وقد أشار القرآن الكريم إلى أن موالاة الأعـداء إنما تنشأ عـن مرض في القلوب يدفع أصحابها إلى هذه الذلة التي تظهر بموالاة الأعـداء فقال تعالى : ” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعـون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعـسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عـنده فيصبحوا عـلى ما أسروا في أنفسهم نادمين” .



وكذلك يحرم شرعا عـلى المسلمين أن يمكنوا إسرائيل ومن ورائها الدول الاستعـمارية التي كفلت لها الحماية والبقاء، من تنفيذ تلك المشروعات التي لا يراد بها إلا ازدهار دولة اليهود وبقاؤها في رغـد العـيش وخصوبة في الأرض، حتى تعـيش كدولة تناوئ العـرب والإسلام في أعـز دياره، وتفسد في البلاد أشد الفساد، وتكيد للمسلمين في أقطارهم، ويجب عـلى المسلمين أن يحولوا بكل قوة دون تنفيذها، ويقفوا صفا واحدا في الدفاع عـن حوزة الإسلام ؛ وفي إحباط هذه المؤامرات الخبيثة التي من أولها هذه المشروعات الضارة . ومن قصر في ذلك أو ساعـد عـلى تنفيذها أو وقف موقفا سلبيا منها، فقد ارتكب إثما عـظيما.



وعـلى المسلمين أن ينهجوا نهج الرسول صلى الله عـليه وسلم، ويقتدوا به، وهو القدوة الحسنة، في موقفه من أهل مكة وطغـيانهم بعـد أن أخرجوه منها ومعه أصحابه رضوان الله عـليهم من ديارهم وحالوا بينهم وبين أموالهم وإقامة شعائرهم، ودنسوا البيت الحرام بعـبادة الأوثان والأصنام، فقد أمره الله تعالى أن يعـد العـدة لإنقاذ حرمه من المعـتدين، وأن يضيق عـليهم سبل الحياة التي بها يستظهرون، فأخذ عـليه الصلاة والسلام يضيق عـليهم في اقتصادياتهم التي عـليها يعـتمدون، حتى نشبت بينه وبينهم الحروب، واستمرت رحا القتال بين جيش الهدى وجيوش الضلال، حتى أتم الله عـليه النعـمة، وفتح عـلى يديه مكة، وقد كانت معـقل المشركين، فأنقذ المستضعـفين من الرجال والنساء والولدان وطهر بيته الحرام من رجس الأوثان، وقلم أظافر الشرك والطغـيان.”

“وما أشبه الاعـتداء بالاعـتداء، مع فارق لا بد من رعايته، وهو أن مكة كان بلدا مشتركا بين المؤمنين والمشركين، ووطنا لهم أجمعـين، بخلاف أرض فلسطين، فإنها ملك للمسلمين، وليس لليهود فيها حكم ولا دولة، ومع ذلك أبى الله تعالى إلا أن يظهر في مكة الحق ويخذل الباطل ويردها إلى المؤمنين، ويقمع الشرك فيها والمشركين، فأمر سبحانه وتعالى نبيه ـ صلى الله عـليه وسلم ـ بقتال المعـتدين . فقال تعالى : ” واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم “. والله سبحانه وتعالى نبه المسلمين عـلى رد الاعـتداء بقوله تعالى : ” فمن اعـتدى عـليكم فاعـتدوا عـليه بمثل ما اعـتدى عـليكم “. ومن مبادئ الإسلام محاربة كل منكر يضر بالعـباد والبلاد، وإذا كانت إزالته واجبة في كل حال، فهي في حالة هذا العـدوان أوجب وألزم، فإن هولاء المعـتدين لم يقف اعـتداؤهم عـند إخراج المسلمين من ديارهم وسلب أموالهم وتشريدهم في البلاد، بل تجاوز ذلك إلى أمور تقدسها الأديان السماوية كلها وهي احترام المساجد وأماكن العـبادة. وقد جاء في ذلك قوله تعالى: ” ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عـذاب عـظيم” .



أما بعـد، فهذا حكم الإسلام في قضية فلسطين، وفي شأن إسرائيل والمناصرين لها من دول الاستعـمار وغيرها، وفيما تريده إسرائيل ومناصروها من مشروعات ترفع من شأنها، وفي واجب المسلمين حيال ذلك، تنبيه لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وتهيب بالمسلمين عامة أن يعـتصموا بحبل الله المتين، وأن ينهضوا بما يحقق لهم العـزة والكرامة، وأن يقدروا عـواقب الوهن والاستكانة أمام اعـتداء الباغـين، وتدبير الكائدين، وأن يجمعـوا أمرهم عـلى القيام بحق الله تعالى وحق الأجيال المقبلة في ذلك، إعـزازا لدينه القويم. نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبهم عـلى الإيمان به، وعـلى نصرة دينه، وعـلى العـمل بما يرضيه .

والله أعلم .”.

هل يفعلها الطيب؟

في ذات السياق عول عدد من المصريين على شيخ الأزهر د.أحمد الطيب

الذي هاجم صفقة القرن بضراوة في مؤتمر تجديد الخطاب الديني،

وقالها صراحة ودون مواربة إنه شعر بالخزي عندما رأى ترامب

مع نتنياهو وهما يقرران مصير العرب.


**********

http://www.saaid.net/fatwa/f20.htm

بيان في حكم التطبيع مع اليهود


http://www.drsregeb.com/index.php?action=detail&id=143

حكم التَّطبِيع مع العدو اليهودي المحتل لفلسطين وبيان مخاطره على المسلمين


https://www.sudaress.com/sudanile/122390

فى الرد على دعاوى دعاه التطبيع مع الكيان الصهيونى ..
بقلم: د.صبري محمد خليل/ أستاذ الفلسفه في جامعه الخرطوم

انتهيت والحمد لله
جزاك الله خيرا .. تقديري واحترامي
 
جزاكم الله خيرا إخوتي الكرام
شرفت بحضوركم وتعقيبك وطيب دعاءكم
ولكم بمثل ولا حرمتم الأجر تقديري لكم واحترامي
 
الله يحييكِ ويبارك بكِ أختي الفاضلة الغريبة
جزاكِ الله خير الجزاء , لكن مفتى الديار المصرية حكم بجواز التطبيع مع الكيان الصهيوني ( وبالطبع بأوامر من رئيسهم السيسي ال..!! )
ولاحول ولاقوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير
 
اخي الفاضل ...
وعليه وحتى لا يحذف موضوعك في هذا المنتدى أرجو راجاءا حارا من أخوتي الكرام بالتكرم علينا لطفا لا أمرا بعدم أدراج أي مواضيع تختص بطلب فتوى أو سؤال ديني يجيب عن مواضيع دينة تحتمل صفة فتوى أو أية مواضيع تشير من قريب أوبعيد لأية جهة كانت سواء دولة - أودين - أو شخص وعليكم التوجه لدور الأفتاء في بلدانكم واللجوء للجهات الرسمية لديكم للإجابة عن أستفساراتكم الدينية المتعلقة بأمور العبادات والفتاوى الشرعية ألخ .... وأنما هذا المنتدى ما يدرج فيه من مواضيع تكون عامة تفقهكم في أمور دينكم ولكن لا تجيب عليها فسؤال واحد وحسب ما يطرحه صاحبه عند المفتى يكون له جواب يخلف عن نفس السؤال طرحه آخر بسبب ظروف المشكلة وأحداثها وعليها تقام الفتوى ولا يصلح لك ما يصلح لغيرك وكما ذكر أسفل المنتدى بأن كل من يدرج موضوع ما يتحمل هو مسؤولية ذلك الموضوع وعواقبة ولكن في النهاية يتحمل أيضا المنتدى جزءا منه ونحن لا نريد ذلك حفاظا على أسرة هذا المنتدى المتماسكة.
بناء على ما تم اقراره ضمن قوانين المنتدى ارجو من حضرتكم الالتزام بها احتراما لادارتنا الكريمة ولمشاعر الزوار والاعضاء...
نحن لا نفتي..نحن ننقل مواضيع لكبار الهيئات العلمية ..
ولا نستهزأ بشخص او دولة ... انما نبتعد عن الخاصية والتسمية قدر المستطاع...
ما نشرته الاخت هو نقل لفتاوي من الازهر الشريف..
وطبعا هناك علماء افتوا بغير ذلك بما لا يتناقض مع ظاهر هذه الفتوى
ولا نملك علما كافيا لنجيب عن فتواهم انما نكتفي بالنقل والقراءة دون اي مساس بشخص ما او دولة ما...
"اهل مكة ادرى بشعابها"
فلطفا اخي في الله...
التزم بهذه القوانين ولا تتوجه باي تحريض او شتيمة او كلام نابي ...
 
جزاكم الله خيرا إخوتي الكرام
شاكرة حضوركم الطيب لكم تقديري واحترامي
أخي الفاضل أبا عبد الله حياك الله
قد ذكرت فتوى الازهر بشأن التطبيع
وهناك فتاوى أخرى للعلماء تفيد حرمة التطبيع ايضا
اي هناك اجماع لكني ذكرت موقف الازهر
وحد علمي ان الشيخ أحمد الطيب صمت ولم يصدر فتوى بهذا الشأن
والله اعلم وقد بحثت كثيرا للوصول لتلك الفتوى دون جدوى
فليتك تفيدني برابط او نص الفتوى ان توفرت لديك
لكن يبقى الحكم كما هو فتلك من فتاوى العقيدة التي لا تتغير بتغير الزمان
قد تكون هناك هدنة ومعاهدات لاجل السلام او تبادل التجارة مثلا
لكن التطبيع بالمصطلح الفقهي والذي هو موالاتهم فهذا أمر مرفوض شرعا
 
حياك الله أختي الغريبة الفاضلة

قد تكون هناك هدنة ومعاهدات لاجل السلام او تبادل التجارة مثلا
هذا كله لايجوز مع عدو مغتصب أرض من بلاد المسلمين ومن يفعله فقد خان الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين وجميع أمة الإسلام , وقد خرج من ملة الإسلام.. هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وإن شاء الله سأزودكِ برابط مفتى (..!! ) الأزهر , عظم الله أجركم بالأزهر
 
كن التطبيع بالمصطلح الفقهي والذي هو موالاتهم فهذا أمر مرفوض شرعا
أولا تنظيرين من تطبيع وفتح السفارات ووو وألخ في البلاد العربية ؟!! ألم يتضح لكِ الأمر بعد ؟!!
لاحول ولاقوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى