الداعية أبوعبدالله
عضو مميز
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) }.
تفسير السعدي :
يخبر تعالى عن عقاب من كذب بآياته فلم يؤمن بها، مع أنها آيات بينات، واستكبر عنها فلم يَنْقَد لأحكامها، بل كذب وتولى، أنهم آيسون من كل خير، فلا تفتح أبواب السماء لأرواحهم إذا ماتوا وصعدت تريد العروج إلى اللّه، فتستأذن فلا يؤذن لها، كما لم تصعد في الدنيا إلى الإيمان باللّه ومعرفته ومحبته كذلك لا تصعد بعد الموت، فإن الجزاء من جنس العمل.
ومفهوم الآية أن أرواح المؤمنين المنقادين لأمر اللّه المصدقين بآياته، تفتح لها أبواب السماء حتى تعرج إلى اللّه، وتصل إلى حيث أراد اللّه من العالم العلوي، وتبتهج بالقرب من ربها والحظوة برضوانه.
وقوله عن أهل النار ( وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ ) وهو البعير المعروف ( فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) أي: حتى يدخل البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسما، في خرق الإبرة، الذي هو من أضيق الأشياء، وهذا من باب تعليق الشيء بالمحال، أي: فكما أنه محال دخول الجمل في سم الخياط، فكذلك المكذبون بآيات اللّه محال دخولهم الجنة، قال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ < 1-289 > وقال هنا ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) أي: الذين كثر إجرامهم واشتد طغيانهم.
( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ ) أي: فراش من تحتهم ( وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ) أي: ظلل من العذاب، تغشاهم. ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) لأنفسهم، جزاء وفاقا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ
الـتأملآت في الكتاب :
سبحانكَ ربي ما عبدناك حق عبادتك !
الكافرون و أشباههم .. تكلم الله عنهم في هذه الايه ولا تخلو سورة من سور القران الا وقد يصفهم الله , يتوعدهم , … الخ
وفي هذه السورة ضرب مثلاً رائع وصورة رائعه في استحالة حدوث الشيء !!
فما هو الشيء ..؟
قوله جل جلاله : ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )
نأتي أولاً في التأمل في الجمل المذكور في الأية : نعم خلق من مخلوقات الله , معروف بضخامته , وقوته .. الخ
ثانياً : الـ سم : هو كل ثقب .
ثالثاً: الخياط : وهو الإبرة . قيل لها خياط أو مخيط ..
فصور سبحانه دخول الجمل الضخم وثقب الإبرة بالمستحيل .. أي “محالٌ أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة “..
وبمعنى الآيه محالٌ في منطوقها لا يدخلون الكافرون الجنه الا اذا دخل الجمل في ثقب الابره وهذا من المستحيل .
ومفهومها : اي لن يدخلون الجنة ابداً , وبقائهم في النار والعياذ بالله .ودخول المؤمنون الجنه ..
هذا والله تعالى اعلى وأعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ولاحول ولاقوة إلا بالله