الداعية أبوعبدالله
عضو مميز
ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم , يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
نظراً للانفتاح اليومي الذي لا نهاية له فقد تولد لدى بعض شباب العصر فتيان وفتيات إلا من رحم ربي داء عضال هو (أقنعني) نعم (أقنعني) تقول له: قال الله -تعالى- وقال رسوله -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه أجمعين- وثبت الدليل بتحريم كذا...
تقول له: التدخين حرام هو يقول (أقنعني) تقول له الغناء حرام وهو يقول: (أقنعني) تقول له: الصلاة وهو يردد (أقنعني) تقول لها الحجاب وهي تقول: (أقنعني) فصارت القناعة غالبا يُرد بها الحق الواضح الأبلج ويستدل بها على الباطل الزاهق حتى مع أنه مخالف صريح للفطرة
أخي الكريم أختي الكريمة كيف أقنعك وأنت أساسا في نفسك مقتنع تماما بخطأ ما أنت عليه وبما أن ما تزاوله معصية لله ولرسوله -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه أجمعين- أو أنك تكابر لتقنع نفسك وتبرر لغيرك صواب ما أنت عليه من خطأ وإباحة ما أنت عليه من معصية إما لغفلة وتزول إن أنت أدركتها وتركت هذا التبرير الذي تضع نفسك فيه
وهذا كله من جراء ما عرَّضت نفسك له من الفتن فتمكنت من قلبك !!! فعَن حُذَيفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا عِندَ عُمَرَ -رضي الله عنه- فَقَالَ: أَيٌّكُم سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه أجمعين- يَذكُرُ الفِتَنَ فَقَالَ: قَومٌ نَحنُ سَمِعنَاهُ فَقَالَ: لَعَلَّكُم تَعنُونَ فِتنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهلِهِ وَجَارِهِ؟ قَالُوا: أَجَل قَالَ: تِلكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِن أَيٌّكُم سَمِعَ النَّبِيَّ -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه أجمعين- يَذكُرُ الفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوجَ البَحرِ قَالَ حُذَيفَةُ -رضي الله عنه-: فَأَسكَتَ القَومُ فَقُلتُ: أَنَا قَالَ: أَنتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ حُذَيفَةُ سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلّ الله عليه وآله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه أجمعين- يَقُولُ: "تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيٌّ قَلبٍ, أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ وَأَيٌّ قَلبٍ, أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرٌّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ وَالآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلَا يُنكِرُ مُنكَرًا إِلَّا مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ".
قَالَ حُذَيفَةُ -رضي الله عنه- وَحَدَّثتُهُ أَنَّ بَينَكَ وَبَينَهَا بَابًا مُغلَقًا يُوشِكُ أَن يُكسَرَ قَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه- أَكَسرًا لَا أَبَا لَكَ فَلَو أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ قُلتُ لَا بَل يُكسَرُ وَحَدَّثتُهُ أَنَّ ذَلِكَ البَابَ رَجُلٌ يُقتَلُ أَو يَمُوتُ حَدِيثًا لَيسَ بِالأَغَالِيطِ قَالَ أَبُو خَالِدٍ, فَقُلتُ لِسَعدٍ, يَا أَبَا مَالِكٍ, مَا أَسوَدُ مُربَادًّا قَالَ شِدَّةُ البَيَاضِ فِي سَوَادٍ, قَالَ قُلتُ فَمَا الكُوزُ مُجَخِّيًا قَالَ مَنكُوسًا. الحديث رواه البخاري ومسلم
أخي الكريم أختي الكريمة فإن نقيت قلبك ونفسك من تلك المعصية كان قلبك أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرٌّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ وإن لم تنقه صار الذنب والعصيان مرض متأصل فيك وصار قلبك أَسوَدُ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلَا يُنكِرُ مُنكَرًا إِلَّا مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ...
وهذا حال البعض ممن يقول أقنعني !
لا أصلي حتى تقنعني!
لا أترك الدخان حتى تقنعني!
لا ألبس الحجاب حتى تقنعني!
لا أترك سماع الأغاني حتى تقنعني!
أنت مريض فكيف أقنعك؟
تَبَدل المعروف والمنكر لديك فكيف أقنعك؟
وتبدلت القيم عندك وران على قلبك ما كسبته وما أشربته وما زينه لك شياطين الإنس و الجن فكيف أقنعك؟
أنت مريض ترى الماء الزلال مرا علقما وقديماً قال المتنبي:
ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مرا به الماء الزلالا
أنت مريض ترى الحامض حلوا ترى الملح سكرا..... أنت لا ترى العسل عسلا فكيف أقنعك؟
نقي قلبك أولاً وداوي جسدك ب التوبة وأحي فطرتك التي فطرك الله عليها وجمل إنسانيتك بالقيم والمبادئ التي أكرمك الله بها حينها ستجد القناعة وتجد الراحة وتنعم ب السعادة دون فلسفات لا أول لها ولا آخر,
وقتها تستطيع التفرقة وتنعم بالقناعة وقد أرشدك ابن القيم - رحمه الله- إلى الميزان الجلي للتفرقة فقال: إن الفرق أمر ضروري للإنسان فمن لم يكن فرقه قرآنياً محمدياً فلا بد له من قانون يفرق به إما سياسة سائس فوقه أو ذوق منه أو من غيره
أو رأى منه أو من غيره أو يفرق فرقا بهيميا حيوانيا بحسب مجرد شهوته وغرضه أين توجهت به فلا بد من التفريق بأحد هذه الوجوه
.
فلينظر العبد من الحاكم عليه في الفرق وليزن به إيمانه قبل أن يوزن وليحاسب نفسه قبل أن يحاسب وليستبدل الذهب بالخزف والدر بالبعر والماء الزلال بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب قبل أن يسأل الرجعة إلى دار الصرف فيقال هيهات اليوم يوم الوفاء وما مضى فقد فات أُحصي المستخرج والمصروف وستعلم الآن ما معك من النقد الصحيح والزيوف ..!!!.
رزقني الله وإياكم تقواه والثبات على دينه.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
ولاحول ولاقوة إلا بالله
هذا ماجادت به قريحتي
إن أحسنت فمن فضل الله تعالى وإن أسأت فمن نفسي والشيطان