الموج الصامت
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
? السؤال :
ما رأي فضيلتكم فيمن ترك الصلاة في السنين الأولى من عمره ، هل يقضي؟
? الإجابة :
هذه المسألة من المسائل الكبيرة الهامة ، والعلماء مختلفون فيها :
1⃣ فجمهورهم قالوا : يجب عليه قضاء جميع الصلوات التي تركها بعد البلوغ ولو كانت أكثر من خمسين سنة.
2⃣ وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى عدم وجوب القضاء على من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها ، وقال : إنه لو صلى آلاف المرات عن الصلاة الماضية التي فوتها باختياره عمداً لم تنفعه شيئا ، ولكن يجب عليه أن يحقق التوبة واللجوء إلى الله ويكثر من الاستغفار والنوافل ، والتوبة تجب ما قبلها وتهدمه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
? وفي هذا مصلحة للتائب وتسهيل عليه وترغيب له في التوبة ، فإنه ربما يستصعب التوبة إذا علم أنه لا تقبل توبته حتى يقضي صلاة ثلاثين سنة ونحوها ، والله تعالى يحب من عباده أن يتوبوا إليه ، وقد يسر لهم باب التوبة وفتحه لهم ، وأزال العوائق دونه ، ورغبهم في دخوله غاية الترغيب.
? وأيضاً فإن عدم إلزامه بالقضاء قد يكون أقرب إلى تحقيق توبته وتمامها ؛ لأنه يجد الباب أمامه مفتوحاً والطريق سهلاً فيتشوق إلى التوبة ويفرح بها ويراها نعمة من الله عليه أن يسر له التوبة وسهلها من غير تعب ولا مشقة ، وإذا قدر أن همته كبيرة وعزيمته قوية وأنه سيقدم على قضاء ما فاته فربما تصغر همته وتضعف عزيمته بعد الشروع في القضاء خصوصاً إذا كثرت الفوائت ، وكثرت الشواغل فتثقل عليه التوبة وينغلق عليه بابها.
✅ إذن فالقول بعدم وجوب قضاء ما فاته أقرب إلى تمام التوبة وتحقيقها من القول بوجوب القضاء.
? من هذا تبين أن للعلماء فيها رأيين : -
أحدهما : وجوب القضاء وهو رأي الجمهور وقد ذكرنا أدلتهم التي نعرفها.
الثاني : ✅ عدم وجوب القضاء وأنه يكفي تحقيق التوبة ، والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح ، وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو الراجح لقوة دليله ، والله أعلم.
? مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
ما رأي فضيلتكم فيمن ترك الصلاة في السنين الأولى من عمره ، هل يقضي؟
? الإجابة :
هذه المسألة من المسائل الكبيرة الهامة ، والعلماء مختلفون فيها :
1⃣ فجمهورهم قالوا : يجب عليه قضاء جميع الصلوات التي تركها بعد البلوغ ولو كانت أكثر من خمسين سنة.
2⃣ وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى عدم وجوب القضاء على من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها ، وقال : إنه لو صلى آلاف المرات عن الصلاة الماضية التي فوتها باختياره عمداً لم تنفعه شيئا ، ولكن يجب عليه أن يحقق التوبة واللجوء إلى الله ويكثر من الاستغفار والنوافل ، والتوبة تجب ما قبلها وتهدمه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
? وفي هذا مصلحة للتائب وتسهيل عليه وترغيب له في التوبة ، فإنه ربما يستصعب التوبة إذا علم أنه لا تقبل توبته حتى يقضي صلاة ثلاثين سنة ونحوها ، والله تعالى يحب من عباده أن يتوبوا إليه ، وقد يسر لهم باب التوبة وفتحه لهم ، وأزال العوائق دونه ، ورغبهم في دخوله غاية الترغيب.
? وأيضاً فإن عدم إلزامه بالقضاء قد يكون أقرب إلى تحقيق توبته وتمامها ؛ لأنه يجد الباب أمامه مفتوحاً والطريق سهلاً فيتشوق إلى التوبة ويفرح بها ويراها نعمة من الله عليه أن يسر له التوبة وسهلها من غير تعب ولا مشقة ، وإذا قدر أن همته كبيرة وعزيمته قوية وأنه سيقدم على قضاء ما فاته فربما تصغر همته وتضعف عزيمته بعد الشروع في القضاء خصوصاً إذا كثرت الفوائت ، وكثرت الشواغل فتثقل عليه التوبة وينغلق عليه بابها.
✅ إذن فالقول بعدم وجوب قضاء ما فاته أقرب إلى تمام التوبة وتحقيقها من القول بوجوب القضاء.
? من هذا تبين أن للعلماء فيها رأيين : -
أحدهما : وجوب القضاء وهو رأي الجمهور وقد ذكرنا أدلتهم التي نعرفها.
الثاني : ✅ عدم وجوب القضاء وأنه يكفي تحقيق التوبة ، والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح ، وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو الراجح لقوة دليله ، والله أعلم.
? مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله