الكوني آل حاج
مشرف المنتديات الإسلامية
نصيحة لمن يطلقون نساءهم لأسباب لا تستحق ذلك
الشيخ بن عثيمين رحمه الله
السؤال:
أحسن الله إليكم. يقول السائل أبو بكر: من الرجال من يقول لزوجته: أنت طالق، اذهبي إلى أهلك عند صغائر الأمور، وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكلٍ مزعج وملفتٍ للنظر، والمحاكم تعج بها، وكذلك مراكز الدعوة والإرشاد، وفي إحصائية بلغت حالات الطلاق اثني عشر ألفاً ومائة واثنين وتسعين حالة في سنةٍ واحدة، أي بمعدل ثلاثة وثلاثين حالة طلاق في اليوم الواحد، وهنا ثلاث أسئلة: الأول يا فضيلة
الشيخ: هل من نصيحة مختصرة لهؤلاء الذين يطلقون عند أحقر الأمور؟
الجواب:
الشيخ: نعم، النصيحة هي أن يتقوا الله عز وجل، ولا يطلقوا إلا على حسب الشريعة، وإذا طلق الإنسان على حسب الشريعة طلق عن وطإٍ، يعني عن تأني وبصيرة في الأمر، فإذا أراد أن يطلق لكراهته لما رآه قلنا: انتظر فإن الله يقول: ﴿إن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا﴾. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة» أي لا يبغضها «إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر». وأوصى بالنساء خيراً وقال: «إنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج»، ولا يمكن أن يجد الإنسان زوجة لا تعارضه في كل شيء، بل ما عند هذه عند الأخرى، ثم إننا في الوقت الحاضر متى يحصل الإنسان على زوجة قد يقرع أبواباً كثيرة ولا يجاب، ثم إذا أجيب متى يحصل على المال الذي يكفي لمئونة النكاح، فإذا صمم على أن يطلق قلنا: انتظر، هل المرأة حامل؟ فإذا قال: نعم. نقول: لا بأس، طلق لأن طلاق الحامل واقع، وعدتها إذا وضعت الحمل تنتهي عدتها، وإذا قال: إنها حائض. قلنا: انتظر حتى تطهر من الحيض ثم طلق، وإذا قال: إنها طاهر. نظرنا هل هي ممن يحيض أو هي صغيرة لم ينتبها حيض أو كبيرة قد يئست من الحيض، إن قال: هي ممن تحيض. قلنا: هل جامعتها بعد أن طهرت من حيضتها السابقة؟ إذا قال: نعم. قلنا: انتظر حتى تحيض أو يتبين حملها، فإن حاضت فانتظر حتى تطهر ثم طلق، وإن تبين حملها فطلق، وإن قال: إني لم أجامعها في هذا الطهر. قلنا: لك أن تطلق، فالمسألة تحتاج إلى تروٍ وإلى شروط وقيود، هذه نصيحتي لكل إنسان، وأما ما يفعله بعض ذوي الحمق وهو أنه من حين ما تعانده الزوجة في أتفه الأشياء يقول طلاق، أو حينما يعارضه صاحبه في أتفه الأشياء يقول: زوجتي طالق إن لم تفعل كذا، فهذا غلطٌ عظيم، والواجب التأني والنظر حتى يستقر رأيه على شيء. نعم.
فضيلة الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [356]
النكاح والطلاق > الطلاق
رابط المقطع الصوتي
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/Lw_356_03.mp3
الشيخ بن عثيمين رحمه الله
السؤال:
أحسن الله إليكم. يقول السائل أبو بكر: من الرجال من يقول لزوجته: أنت طالق، اذهبي إلى أهلك عند صغائر الأمور، وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكلٍ مزعج وملفتٍ للنظر، والمحاكم تعج بها، وكذلك مراكز الدعوة والإرشاد، وفي إحصائية بلغت حالات الطلاق اثني عشر ألفاً ومائة واثنين وتسعين حالة في سنةٍ واحدة، أي بمعدل ثلاثة وثلاثين حالة طلاق في اليوم الواحد، وهنا ثلاث أسئلة: الأول يا فضيلة
الشيخ: هل من نصيحة مختصرة لهؤلاء الذين يطلقون عند أحقر الأمور؟
الجواب:
الشيخ: نعم، النصيحة هي أن يتقوا الله عز وجل، ولا يطلقوا إلا على حسب الشريعة، وإذا طلق الإنسان على حسب الشريعة طلق عن وطإٍ، يعني عن تأني وبصيرة في الأمر، فإذا أراد أن يطلق لكراهته لما رآه قلنا: انتظر فإن الله يقول: ﴿إن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا﴾. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة» أي لا يبغضها «إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر». وأوصى بالنساء خيراً وقال: «إنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج»، ولا يمكن أن يجد الإنسان زوجة لا تعارضه في كل شيء، بل ما عند هذه عند الأخرى، ثم إننا في الوقت الحاضر متى يحصل الإنسان على زوجة قد يقرع أبواباً كثيرة ولا يجاب، ثم إذا أجيب متى يحصل على المال الذي يكفي لمئونة النكاح، فإذا صمم على أن يطلق قلنا: انتظر، هل المرأة حامل؟ فإذا قال: نعم. نقول: لا بأس، طلق لأن طلاق الحامل واقع، وعدتها إذا وضعت الحمل تنتهي عدتها، وإذا قال: إنها حائض. قلنا: انتظر حتى تطهر من الحيض ثم طلق، وإذا قال: إنها طاهر. نظرنا هل هي ممن يحيض أو هي صغيرة لم ينتبها حيض أو كبيرة قد يئست من الحيض، إن قال: هي ممن تحيض. قلنا: هل جامعتها بعد أن طهرت من حيضتها السابقة؟ إذا قال: نعم. قلنا: انتظر حتى تحيض أو يتبين حملها، فإن حاضت فانتظر حتى تطهر ثم طلق، وإن تبين حملها فطلق، وإن قال: إني لم أجامعها في هذا الطهر. قلنا: لك أن تطلق، فالمسألة تحتاج إلى تروٍ وإلى شروط وقيود، هذه نصيحتي لكل إنسان، وأما ما يفعله بعض ذوي الحمق وهو أنه من حين ما تعانده الزوجة في أتفه الأشياء يقول طلاق، أو حينما يعارضه صاحبه في أتفه الأشياء يقول: زوجتي طالق إن لم تفعل كذا، فهذا غلطٌ عظيم، والواجب التأني والنظر حتى يستقر رأيه على شيء. نعم.
فضيلة الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [356]
النكاح والطلاق > الطلاق
رابط المقطع الصوتي
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/Lw_356_03.mp3