• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.
اعلان اعلان 1 اعلان 2

سيرة واحة الخُلق العظيم الفصل الاول (1) " فأقامني وعرف الذي بي "

الغريبة

عضو مشاغب
سجل
15 يوليو 2021
المشاركات
4,145
التفاعل
3,402
الإقامة
الاسكندرية
الجنس
أنثى



بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام علي سيد المرسلين


والرحمة المهداه للعالمين


محمد الصادق الامين وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين




{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ


فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِ


إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِلِينَ }



آل عمران الآية (159)



أما بعد ..


سلام الله عليكم جميعا ورحمته وعفوه وبركاته تغشاكم أينما كنتم



اليوم بفضل الله اتناول خُلق عظيم من أخلاقه ﷺ


هو خلق الرحمة واليوم بإذن الله


اتحدث عن رحمته ﷺ بالرجال



المبحث الأول



" فأقامني وعرف الذي بي "



فهذا هو أبو هريرة رضي الله عنه يكشف لنا قليلا عن خزانة نفائسه ،


فإذا بها تفوح أريجاً يُحيي القلوب ، ويُصقل العقول ،


ويُنير طريق السائرين إلي الله


وها هي قطرة من فيض نداه تقص علينا رائعة من روائع


رسول الله ﷺ - وكل حياته رائعة -


حيث يقول :


" أصابني جهد شديد ، فلقيتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه


فاستقرأته آية من كتاب الله ، فدخل داره ففتحها عليّ ، فمشيت غير بعيد ،


فخررت لوجهي من الجهد والجوع ، فإذا رسول الله ﷺ


قائم على رأسي فقال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ،


فأخذ بيدي فأقامني وعرف ما بي ، فانطلق بي إلى رحله فأمر لي بعسِ من


لبن ، فشربت منه ، ثم قال : عُد فاشرب يا أبا هر ، فشربت ،


ثم قال : عُد ، فعدت فشربت حتى استوى بطني فصار كالقدح "



أخرجه البخاري - باب الأطعمة



بأبي أنت وأمي ونفسي التي بين جنبيّ حبيبي يا رسول الله


أُمةٌ من المشاعر والرقة ، عالمٌ من المروءة ومكارم الأخلاق ،


لم يكن في حاجة أن يبثه صاحب ألم شكواه ، بل يغوص بإحساسه


المرهف في أعماق النفوس ، فيترجم بذكائه المتفرد ما يرتسم


على صفحات الوجوه ، ويحتضن بقلبه الحاني كل القلوب ،


فتبثه لواعج الصدور ، وإن لم تنطق الألسنة


وها هو ابو هريرة رضي الله عنه قد اعترض طريق عمر رضي الله عنه


يستقرأه آية من كتاب الله - ما هو بأقرأ لها منه - ولكن عساه يستشف


من السؤال الذي سأله أبوهريرة رضي الله عنه سؤاله الذي لم يسأل ،


وأبت فطنة الفاروق على وفرتها ، إدراك مطلب الرجل الحقيقي ،


وأبت عفة أبي هريرة أن تُفصح عن مقصده الحقيقي


الكامن بين طيات سؤاله ، ومضى الرجلان ،


هذا لداره ، وذاك لجوعه ، وألمه ، وضعفه


مضى خطوة أو خطوات ضعيفة مرتعدة ،


وأبَى عليه ألم الجوع والجهد المُضِيَ بعدها


فخر لوجهه جسداً مُنهك القوَى مُرتعد الأوصال


وإذ بالعناية الإلهية تستنقذه من براثن ذلك الوحش الفاتك ،


إنها الرحمة المُصاغة بشراً ربانياً ،


إنه رسول الله ﷺ قائم على رأسه ،


يُرسل صوته الحاني ليبعث الأمل في القلب المُجهد


الذي كادت تخبو فيه الحياة


يا أبا هر نبرات دافئة الجوانح ، ودودة الملمس ، ينسي المُعًنَّى معها كل


ألم ومرارة ، وتنتعش الروح الذابلة بها رغم التصاق الجسد المُنهك بالأرض


وتنطلق الفرحة من أعماق جُبٍ سحيق : " لبيك رسول الله وسعديك "


بل لبيك أنت يا أبا هريرة وسعديك ، فقد ظفرت ببغيتك التي ابتغيت ،


وانحنى العظمة الشامخة ﷺ في تواضع رحيم ليقيم


أبا هريرة رضي الله عنه .


ومن لها غير رسول الله ﷺ


الذي أَحَسَّ ألم أبي هريرة ، وترجم ما ارتسم في عينيه ، فجنبه مؤنة السؤال


وذُل الرجاء ، فانطلق به إلى رحله وأمر له بإناءٍ من لبن ، وشرب الرجل


ما يطفئ لهيب الجوع ويُخمد سُعاره ، غير أن أدبه قد حال دون استرساله


في الشرب رغم حاجته إليه ، وما كان هذا ليخفي علي رسول الله صلى


الله عليه وسلم من أصحابه وهو الذي رباهم على عينه ، ودرس عوالم


نفسياتهم - فقال ملاطفاً : " عُد فاشرب يا أبا هر " .... يا لها من مداعبة


رقيقة . ما أحلى أن يُرخم الإنسان اسم صاحبه ، فينمو بينهما الود الذي


يُذِيب الحواجز النفسية ، ويرفع الحرج ، وقد كانت هكذا تلك المداعبة الرقيقة


ثم قال رسول الله ﷺ : " عد " ، لم يَعُدْ للنداء اللفظي مكان


بل هو الحديث الوجداني المباشر ، وما كان لقلب ابي هريرة رضي الله عنه


إلا أن يسعد بالرحمة المنسابة من قلب رسول الله ﷺ


فشرب الثالثة حتي استوى بطنه إيذاناً بالإكتفاء .


إن منتهى الكفاية عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم هو استواء البطن


لا بروزها وتشحمها ، فهم ما عرفوا يوماً البطنة والبشم


ورد أبو هريرة رضي الله عنه بجوعه ووهنه ومرارة نفسه ،


وصدر بِريِّهِ وقوته وطيب خاطره ، ومزيداً من الحب لرسول الله


ﷺ ملك عليه شغاف قلبه ،


وكل خلية من خلاياه التي انتعشت بعد ذبول وصحت بعد سقم .


هذه هي الرحمة النبوية الدافئة ، وتلك ثمارها النضرة الغضة الرائعة


وتلك ظلالها الحانية الرحيمة ،


فهل من مستظل ، وهل من مُؤْتسٍ ؟



وفتي خلا من ماله ومن المروءة غير خال

أعطاك قبل سؤاله فكفاك مكروه السؤال


( أدب الدنيا والدين لأبي الحسن البصري )



○○○○○○



منقول من مؤلفات إحدى صديقاتي جزاها الله خيراً


أهدتني هذا الكتاب عن الرحمة من باكورة مؤلفاتها


التي تحمل نفس الاسم


واحة الخُلُقِ العظيم وهو سلسلة مؤلفة من ثلاث كتب


( التواضع - الحلم - الرحمة )


وقد حرصت ألا أختصر منه شيئا كي لا أفسده لأنه إبداع صديقتي


وهذه ليست دعاية بل شكر وامتنان مني لتلك الاخت الغالية


ارجو الله أن يجعله بميزانها ويجزيني أجر النقل عنها


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


دمتم بخير وعافية وستر ..




أختكم الغريبة



















 
بارك الله فيك أختي الكريمة وشكرا لهذا المجهود الطيب والله يعطيك العافية.

جديدك المتجدد دائما نحن بانتظاره.

يامرحبابك.​
 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا عائشة
شرفت بحضورك الطيب حياك الله
 
بارك الله فيكِ اختي الفاضلة
 
وفيك يبارك الرحمن اخي الفاضل
شرفت بحضورك الكريم .. اشكرك
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى