• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

مع النفس في الوضوء

سجل
20 أغسطس 2021
المشاركات
2,814
الحلول
10
التفاعل
1,847
الإقامة
من أرض الله
الموقع
absba.cc
الجنس
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}


930922981.png

مع النفس في الوضوء

يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري ما قاله ربك الرحيم في كتابه الحكيم في ختام آية الوضوء:​

{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (المائدة:٦)​

يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري أن الوضوء “له ظاهر وباطن، وظاهره طهارة البدن وأعضاء العبادة، وباطنه وسره​

طهارة القلب من أوساخه وأدرانه بالتوبة؛ ولهذا يقرن – سبحانه – بين التوبة والطهارة في​


قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة:222)،​


وشرع النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – للمتطهر بعد فراغه من الوضوء أن يتشهد ثم يقول:​


((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)).


فكمل له مراتب الطهارة باطناً وظاهراً. فإنه بالشهادة يتطهر من الشرك، وبالتوبة يتطهر من الذنوب، وبالماء يتطهر من الأوساخ الظاهرة،​

فشرع أكمل مراتب الطهارة قبل الدخول على الله والوقوف بين يديه، فلما طهر ظاهراً وباطناً أُذن له بالدخول عليه بالقيام بين يديه”، كما​

قال الإمام ابن القيم رحمه الله. يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري أن الوضوء فيه طهارة لك من الخطايا التي ارتكبتها​

جوارحك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:​


((إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ؛ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ المَاء، أو مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ؛ خرجت من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ؛ خَرَجَ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوب)) رواه مسلم في صحيحه.​


يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري ما قاله نبيك نبي المرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه:​

((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط))،​

فالحديث عد أول الأعمال الصالحة التي تكون سبباً في غفران الذنوب وإعلاء المنازل في الجنة “إسباغ الوضوء على المكاره” وهو إتمامه في​

الحالات الشديدة على النفس مثل أوقات البرد والتعب ونحو ذلك. يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري أن الواجب في غسل​

الأعضاء في الوضوء مرة مرة سابغة، وأن الثلاث سنة. فقد “جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا، وبعض​

الأعضاء ثلاثا وبعضها مرتين، والاختلاف دليل على جواز ذلك كله، وأن الثلاث هي الكمال والواحدة تجزئ”، كما قال الإمام النووي رحمه الله.​

يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري أن الشريعة السمحة رخصت لك المسح على الخفين، يوم وليلة في حال الإقامة، وثلاثة​

أيام بلياليها في السفر، ويقاس عليه المسح على الجوربين، فقد ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم مسحوا على الجوربين. يا أيتها النفس​

المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري أن ربك الكريم قد رخص لك التيمم بالصعيد الطيب – من التراب ونحوه – في حال كان الماء يضرك، كما​

في حال المرض أو الجرح الذي يضر معه استعمال الماء أو يشق، فالحكم هنا حكم من لم يجد الماء، كما​

قال الله تبارك وتعالى:


{وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة:٦).​


وختاماً؛ يا أيتها النفس المؤمنة؛ إن ثقل عليك الوضوء فتذكري بشارة النبي عليه الصلاة والسلام لأمته:​

((إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ ، فمَنِ اسْتَطاعَ منكم أنْ يُطيلَ غُرَّتَهُ، فلْيَفْعَلْ))​


( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 136 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )

كما جاء في صحيح البخاري، “والغُرَّةُ: بَياضٌ في الجَبهةِ، والمرادُ بها هنا النُّورُ الكائنُ في وُجوهِ أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والتَّحجيلُ:​

بَياضٌ في السَّاق، والمرادُ به هنا أيضًا النُّورُ؛ فإنَّ الوُضوءَ يَترُكُ أثرًا في الوجْهِ والسَّاقِ واليَدينِ يكونُ بَياضًا ونُورًا يومَ القِيامةِ، تَختصُّ به هذه​

الأُمَّةُ مْن بيْن الأُمَمِ” كما جاء في شرح الحديث في الدرر السنية.

إسلام أون لاين

 
بوركتم
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى