العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
- سجل
- 20 أغسطس 2021
- المشاركات
- 2,811
- الحلول
- 10
- التفاعل
- 1,846
- الإقامة
- من أرض الله
- موقعي
- absba.cc
- الجنس
- ذكر
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
الصدق في تقوى الله والمراقبة
أوصيكم ونفسي بتقوى الله،
فتقوى الله جِماع الخيرات، وحُصون البركات، أكثر خِصال المدح ذِكراً في كتاب الله.
فما من خيرٍ عاجلٍ ولا آجلٍ، ولا ظاهرٍ ولا باطنٍ إلَّا والتَّقْوَىٰ موصلةٌ إليه ووسيلةٌ له ودليلٌ عليه.
وما من شرٍّ عاجلٍ ولا آجلٍ، ولا ظاهرٍ ولا باطنٍ، إلَّا والتَّقْوَىٰ حرزٌ منه حصين، ودرعٌ منه مكين.
هي وصية الله للأولين والآخرين كما قال سبحانه:
{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُوا ٱللَّه } النساء:131
والآيات التي ذكرها المولى سبحانه وتعالى يأمرنا فيها بالتقوى كثيرة،
منها على سبيل الإستدلال:
قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } الحشر: 18
وقوله تعالى:
{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الحديد: 28
وقوله تعالى:
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ } الحجرات: 13
وقوله تعالى:
{ تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا } مريم: 63
يقول أبو الدرداء – رضي الله عنه-:
وتبلغ التقوى تمامها حين يتقي العبد ربه من مثقال الذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال،
خشية أن يكون حراماً، ليكون حجاباً بينه وبين الحرام.
فإن الله بيَّن للعباد الذي يصيرهم إليه فقال:
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾} الزلزلة
فإذا كان كل همَّنا وشغلنا الشاغل هو مرضاة الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه بالأعمال الصالحة؛
فلنضع نصب أعيننا وفي قلوبنا قوله جلَّ شأنه:
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } المائدة: 27
قال الإمام السعدي -رحمه الله-:
وأصح الأقوال في تفسير المتقين هنا، أي: المتقين لله في ذلك العمل، بأن يكون عملهم خالصا لوجه الله، متبعين فيه لسنة رسول الله ﷺ.
تلك الفائدة الأولى التي آثرتُ تذكير نفسى وإياكم التواصي بها
لأنها الموصلة بأمر الله تعالى لكل خصال الخير،
وهى أساس الوصول إلى ما نرجوه من فوائد نعمل بها ونتمسك بها
فيما سيأتي ذِكره بعون الله المستعان
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى