السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل أهلنا بالمملكة العربية السعودية أو الزائرين لمعرض الرياض للكتاب عام 2021
أقدم لكم رواية نهاية السلطان
الرواية صدرت عن دار غراب للنشر والتوزيع
تتطرق رواية نهاية السلطان إلى نهاية العصر المملوكي وبداية العصر العثماني بمصر، حيث الصراع بين السلطان سيلم الأول مع السلطان طومان باي. تجسد الرواية 8 أشهر من تاريخ المواجهة من بعد معركة مرج دابق وحتى شنق السلطان طومان باي على عتبات باب زويلة
هذه بعض اقتباسات الرواية يمكنكم الاطلاع عليها
،،
أمست القاهرة مدينة للموتى وشوارعها القبور، الدور خاوية على عروشها تنعي أهلها المغدورين والفانين تحت الأنقاض، بدت الأبنية أثر بعد عين، مهدم حوائطها لا يُعرف لها باب من نافذة، سجدت سقوفها المرتفعة مهابة النار؛ زرعت حولها الحراب المعلق عليها الأدمغة المنزوعة من الأبدان.
تضمخت الأرض بجداول الدم الأسود المتجلط؛ تلهث منه الحيوانات الضالة والضواري.
ضاعت الإنسانية فلم يعد لها ثمن؛ مضى القتل دون رادع؛ خيم الرعب على المدينة كأنها مدينة أشباح، لا سبيل فيها للنجاة ولا دروب للفرار؛ لطم بحرالمنايا خدود البيوت فأغرق بموجه العباد.
بدأ نهار يوم جديد أطلت الشمس فيه بنورها تهدي عربات سليم شاه الخشبية لحمل جثامين من لقوا نحبهم ليُلقى بها في حرم النيل؛ فطفت الدماء تكسو اليم حمرتها فلا موج يزيح الدم ولا ريح ينأيه؛ تغير وجه الماء الصافي وأصبح مسبوغاً بحمرة قاتمة كلون الخمر الذي يحتسيه البغاة فرحاً على أنقاض الأرواح المتهدمة؛ تزداد أعداد الجثث الطافية فتنهشها الأسماك عوضا عن الكلاب؛ لقد ضاعت الحرمات في البر والبحر.
،،
،،
فرَّ السلطانُ بعيداً يدفع حصانه وحصانه يدفعه؛ يشعر بالخطر المحيق به؛ قطرات الدم تفارق جسده تتدفق منه بكثرة؛ تتسابق في السقوط من جسده كأنها تنفض عنه هي الأخرى؛ يمضي بلباسه البدوي الملطخ بالدم والمقطع بأنصال السيوف وضربات الحراب؛ تكرر مشهد هروبه البائس مع رفقاء دربه ولكن بصورة أشد ضراوة وأبأس هيئة عما كان سابقاً.
يمتطي حصانه الشامس يأخذ بعنانه بشدة؛ فيضرب بسنبكه الأرض بصوتٍ يموج تحت قبةِ السماء، الليل يحدو النهار والحصان يعدو خلف الحصان والموت خلفهم يعدو.
صاروا كأنهم في جبٍّ ملئ بالأفاعي والحيات كلما فروا إلى جهة نهشه اللادغون، انقطعت بهم السبل بلا عدة تحميهم أو قوة تمنعهم، يقطعون بوادي الصحراء وفيافيها، يسيرون في دجى الليل الدامس من غير ضوء ولا هادي سبيل، حتى القمر بالسماء لا يبعث لهم النور الكافي للسير تحت جناحه في الشعب، كأنه يساعد الظلام في تطويقهم وأسرهم بضلاله.
،،
،،
أسند طومان باي ظهره على ساق إحدى الشجرات يناجي نفسه، فقد انثنى هدفه بعدما تخلى عنه كل من حوله؛ تخلى عنه أمير المؤمنين؛ وقضاة الشرع؛ والناس؛ حتى العرش قد أعرض عنه، بل يطارده كل من يعرفه؛ يطارده ابن عثمان؛ والأمراء المماليك والعربان؛ حتى العطش والجهد والجراح، كأنه جارم لا يدافع عن بلده، لا يواليه في أمره إلا الشرف والكرامة وما تبقى له من قوة؛ فانعدم المؤيد والنصير؛ لم يبق له إلا الدعاء وسيلة وحيدة للدفاع، قد عجزت قدرته على المقاومة وأبيدت كل قوى الكفاح ليكابد الوحدة والعذاب.
،،
،،
أصبحت القاهرة حاضرة الغدر والغلول؛ امتلئ هوائها بروائح الخيانة والجيف؛ مستباح دمائها لا ينعم فيها إلا الجلادون والدجالون والأفاقون وفئران البشر المنتفعون بالمصائب والفاقات؛ لم تُكتب الحياة إلا لخائن أو من كان له بالعمر بقية من صدف الحياة؛ تخفَّى الأحياء في المقابر وفضلوا العيش مع الأموات الساكنين عن القتلة من الأحياء؛ عاش الإنسان والحيوان في ذعر؛ لا يأمن الإنسان حياته ولا يأمن الحيوان ظلم الإنسان؛ انتزعت الرحمة فلم يعد لها مكان وحل على إثرها العذاب.
صارت مدينة منكوبة لا يقصدها قاصد ولا مريد بعدما كانت مكتظة بكل الأجناس؛ قبلة للقاصي والداني ينتهل من عبقها العاشقون؛ أصاب الاعوجاج فيها كل شئ؛ الأخلاق؛ والدور؛ والشوارع؛ راح الكثير من معالمها؛ أصبحت خرائب تتوارى من أقذارها الدرر.
،،
وهذا برومو للرواية
بانتظار رأيكم
تحياتي إليكم
لكل أهلنا بالمملكة العربية السعودية أو الزائرين لمعرض الرياض للكتاب عام 2021
أقدم لكم رواية نهاية السلطان
الرواية صدرت عن دار غراب للنشر والتوزيع
تتطرق رواية نهاية السلطان إلى نهاية العصر المملوكي وبداية العصر العثماني بمصر، حيث الصراع بين السلطان سيلم الأول مع السلطان طومان باي. تجسد الرواية 8 أشهر من تاريخ المواجهة من بعد معركة مرج دابق وحتى شنق السلطان طومان باي على عتبات باب زويلة
هذه بعض اقتباسات الرواية يمكنكم الاطلاع عليها
،،
أمست القاهرة مدينة للموتى وشوارعها القبور، الدور خاوية على عروشها تنعي أهلها المغدورين والفانين تحت الأنقاض، بدت الأبنية أثر بعد عين، مهدم حوائطها لا يُعرف لها باب من نافذة، سجدت سقوفها المرتفعة مهابة النار؛ زرعت حولها الحراب المعلق عليها الأدمغة المنزوعة من الأبدان.
تضمخت الأرض بجداول الدم الأسود المتجلط؛ تلهث منه الحيوانات الضالة والضواري.
ضاعت الإنسانية فلم يعد لها ثمن؛ مضى القتل دون رادع؛ خيم الرعب على المدينة كأنها مدينة أشباح، لا سبيل فيها للنجاة ولا دروب للفرار؛ لطم بحرالمنايا خدود البيوت فأغرق بموجه العباد.
بدأ نهار يوم جديد أطلت الشمس فيه بنورها تهدي عربات سليم شاه الخشبية لحمل جثامين من لقوا نحبهم ليُلقى بها في حرم النيل؛ فطفت الدماء تكسو اليم حمرتها فلا موج يزيح الدم ولا ريح ينأيه؛ تغير وجه الماء الصافي وأصبح مسبوغاً بحمرة قاتمة كلون الخمر الذي يحتسيه البغاة فرحاً على أنقاض الأرواح المتهدمة؛ تزداد أعداد الجثث الطافية فتنهشها الأسماك عوضا عن الكلاب؛ لقد ضاعت الحرمات في البر والبحر.
،،
،،
فرَّ السلطانُ بعيداً يدفع حصانه وحصانه يدفعه؛ يشعر بالخطر المحيق به؛ قطرات الدم تفارق جسده تتدفق منه بكثرة؛ تتسابق في السقوط من جسده كأنها تنفض عنه هي الأخرى؛ يمضي بلباسه البدوي الملطخ بالدم والمقطع بأنصال السيوف وضربات الحراب؛ تكرر مشهد هروبه البائس مع رفقاء دربه ولكن بصورة أشد ضراوة وأبأس هيئة عما كان سابقاً.
يمتطي حصانه الشامس يأخذ بعنانه بشدة؛ فيضرب بسنبكه الأرض بصوتٍ يموج تحت قبةِ السماء، الليل يحدو النهار والحصان يعدو خلف الحصان والموت خلفهم يعدو.
صاروا كأنهم في جبٍّ ملئ بالأفاعي والحيات كلما فروا إلى جهة نهشه اللادغون، انقطعت بهم السبل بلا عدة تحميهم أو قوة تمنعهم، يقطعون بوادي الصحراء وفيافيها، يسيرون في دجى الليل الدامس من غير ضوء ولا هادي سبيل، حتى القمر بالسماء لا يبعث لهم النور الكافي للسير تحت جناحه في الشعب، كأنه يساعد الظلام في تطويقهم وأسرهم بضلاله.
،،
،،
أسند طومان باي ظهره على ساق إحدى الشجرات يناجي نفسه، فقد انثنى هدفه بعدما تخلى عنه كل من حوله؛ تخلى عنه أمير المؤمنين؛ وقضاة الشرع؛ والناس؛ حتى العرش قد أعرض عنه، بل يطارده كل من يعرفه؛ يطارده ابن عثمان؛ والأمراء المماليك والعربان؛ حتى العطش والجهد والجراح، كأنه جارم لا يدافع عن بلده، لا يواليه في أمره إلا الشرف والكرامة وما تبقى له من قوة؛ فانعدم المؤيد والنصير؛ لم يبق له إلا الدعاء وسيلة وحيدة للدفاع، قد عجزت قدرته على المقاومة وأبيدت كل قوى الكفاح ليكابد الوحدة والعذاب.
،،
،،
أصبحت القاهرة حاضرة الغدر والغلول؛ امتلئ هوائها بروائح الخيانة والجيف؛ مستباح دمائها لا ينعم فيها إلا الجلادون والدجالون والأفاقون وفئران البشر المنتفعون بالمصائب والفاقات؛ لم تُكتب الحياة إلا لخائن أو من كان له بالعمر بقية من صدف الحياة؛ تخفَّى الأحياء في المقابر وفضلوا العيش مع الأموات الساكنين عن القتلة من الأحياء؛ عاش الإنسان والحيوان في ذعر؛ لا يأمن الإنسان حياته ولا يأمن الحيوان ظلم الإنسان؛ انتزعت الرحمة فلم يعد لها مكان وحل على إثرها العذاب.
صارت مدينة منكوبة لا يقصدها قاصد ولا مريد بعدما كانت مكتظة بكل الأجناس؛ قبلة للقاصي والداني ينتهل من عبقها العاشقون؛ أصاب الاعوجاج فيها كل شئ؛ الأخلاق؛ والدور؛ والشوارع؛ راح الكثير من معالمها؛ أصبحت خرائب تتوارى من أقذارها الدرر.
،،
وهذا برومو للرواية
تحياتي إليكم