العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
سَمُّوا باسْمِي ولا تَكْتَنُوا بكُنْيَتِي، ومَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
الراوي: أبو هريرة.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 6197.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
التخريج: أخرجه البخاري (6197)، ومسلم (2134) مختصراً.
------------------
شرح الحديث: مُناسبةُ هذا الحديثِ هي أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في السُّوقِ، فقالَ رجلٌ: يا أبا القاسمِ، فَالتفَتَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ الرَّجلُ: إِنَّه كان يَقصِدُ رجُلًا غيرَه، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَسَمَّوا بِاسْمي، ولا تَكنَّوا بِكُنيتي»، يعني: لا مانِعَ في أن يُسمَّى بمُحمَّدٍ، ولكنْ لا يُكنَّى أحدٌ بِأبي القاسمِ، والكنيةُ: كلُّ اسمِ عَلَمٍ يَبدأُ بِأبٍ أو أُمٍّ، وكُنْيةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هي أبو القاسمِ.
وأَخبرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا في هذا الحديثِ أنَّ الشَّيطانَ لا يَتمثَّلُ في صورتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّ مَن رآه في المنامِ على هيئتِه ووصْفِه المعروفِ، فإنَّه يكونُ رآه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقيقةً؛ لأنَّ الشيطانَ لا يُمكنُه التَّشبُّهُ بِصورتِه، ثُمَّ حذَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الكذِبِ عليه، فقالَ: «ومَنْ كَذَبَ علَيَّ مُتعمِّدًا فَلْيتبوَّأْ مَقعدَه مِنَ النَّار»، أي: يتَّخذْ مَوضِعًا له في النَّارِ ويَستَعِدَّ لِدخولهِا؛ جزاءً بما فعَلَه مِنَ الكذبِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
المصدر: الدرر السنية