العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
#شرح_الحديث?
هذا الحديثُ يَدُلُّ عَلى حِرصِ النَّبيِّ ﷺ عَلى أُمَّتِه وإِرشادِهم إلى كلِّ قولٍ أو فِعلٍ فيه نَفعُهم حتّى عندَ الموتِ فيُعلِّمُ الأُمَّةَ أنْ يُلقِّنوا مَوتاهُم كلمةَ التَّوحيدِ: «لا إِلَه إلّا اللهُ»، وهذا مِن حِرصِه عَلى أن تَكونَ هَذه الكَلمةُ هيَ آخرُ ما يَقولُه مَوتى المُسلمينَ.
وقَولُه ﷺ: «لقِّنوا مَوتاكُم»، أي: قولوها لِمَن حَضرتْه نَزعاتُ الموتِ ورَدِّدوها مَعه حتّى يَقولَها، وَهذا إِرشادٌ مِنه ﷺ لأُمَّتِه إلى أهمِّيَّة كلمةِ التَّوحيدِ في الحَياةِ وعندَ المَماتِ؛ لأنَّ هَذه الكَلمةَ هي العاصِمَةُ للدَّمِ في الدُّنيا لكُلِّ مَن قالَها، فإذا قالَها القادِمُ عَلى الآخرَةِ؛ فإنَّه يُرجى أن تَكونَ عاصمَةً لَه مِن عذابِ الآخرَةِ، كَما كانت عاصمةً مِن عذابِ الدُّنيا؛ ولِأنْ تَكونَ آخرَ كلمةٍ يَقولُها في الدُّنيا، لأنَّ مَن كان آخرُ كلامِه لا إلَه إلّا اللهُ دَخلَ الجنَّةَ كَما قال النَّبيُّ ﷺ في حديثٍ آخرَ.
وفي الحَديثِ: الحُضورُ عندَ المُحتضَرِ لتَذكيرِه وتَأنيسِه والقيامِ بحُقوقِه.
وفيهِ: الأمرُ بتَلقينِ الميِّتِ كلمةَ التَّوحيدِ عندَ الِاحتضارِ.
(مصدر الشرح: الدرر السنية)