العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
- سجل
- 20 أغسطس 2021
- المشاركات
- 2,811
- الحلول
- 10
- التفاعل
- 1,846
- الإقامة
- من أرض الله
- الموقع الالكتروني
- absba.cc
- الجنس
- ذكر
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
تَخَلَّفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وتَخَلَّفْتُ معهُ فَلَمَّا قَضَى حاجَتَهُ قالَ: أمعكَ ماءٌ؟ فأتَيْتُهُ بمِطْهَرَةٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ووَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عن ذِراعَيْهِ فَضاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فأخْرَجَ يَدَهُ مِن تَحْتِ الجُبَّةِ، وأَلْقَى الجُبَّةَ علَى مَنْكِبَيْهِ، وغَسَلَ ذِراعَيْهِ، ومَسَحَ بناصِيَتِهِ وعلَى العِمامَةِ وعلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ رَكِبَ ورَكِبْتُ فانْتَهَيْنا إلى القَوْمِ، وقدْ قامُوا في الصَّلاةِ، يُصَلِّي بهِمْ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ وقدْ رَكَعَ بهِمْ رَكْعَةً، فَلَمَّا أحَسَّ بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فأوْمَأَ إلَيْهِ، فَصَلَّى بهِمْ، فَلَمَّا سَلَّمَ قامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وقُمْتُ، فَرَكَعْنا الرَّكْعَةَ الَّتي سَبَقَتْنا.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 274 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحديثِ يَقولُ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ رضِيَ اللهُ عنه: "تَخلَّفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتخلَّفتُ معَهُ"، أي: تأخَّرَ عن أصْحابِهِ وتنحَّى جانِبًا، وكان ذلك في غَزْوةِ تَبُوكَ سَنَةَ ثَمانٍ، وهيَ غَزْوةُ العُسْرَةِ.
"فلَمَّا قضَى"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "حاجَتَهُ"، أي: من بَولٍ أو غائِطٍ، قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((أَمَعكَ ماءٌ؟))؛ وذلك لِيتوَضَّأَ، يقولُ المُغِيرَةُ: "فأتَيتُهُ بمِطْهَرَةٍ"، أي: إناءٍ صَغيرٍ مِن جِلْدٍ بهِ ماءٌ، "فغَسَلَ كفَّيهِ ووَجْهَه ثمَّ ذهَبَ يَحْسِرُ عن ذِراعَيْهِ"، أي: أرادَ كَشْفَ الثِّيابِ الَّتي على ذِراعَيْهِ ورَفْعَهُما لِيغسِلَ يدَه إلى المِرْفَقَينِ؛ "فضَاقَ كُمُّ الجُبَّةِ"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَم يَستطِعْ كشْفَ الثِّيابِ لِضيقِها على ذِراعَيْه، والجُبَّةُ: نَوعٌ منَ الثِّيابِ، "فأَخرَجَ يدَهُ من تَحتِ الجُبَّةِ"، أي: نزَعَ عن يدِهِ كُمَّ الجُبَّةِ مُخرِجًا إيَّاها مِن أسفَلِ الثِّيابِ، "وأَلْقَى الجُبَّةَ على مَنْكِبَيْه"، أي: مُبعِدًا ما زادَ منَ الجُبَّةِ على مَنْكِبَيْهِ؛ وذلك حتَّى لا تُعارِضَه عند غَسْلِ يدَيْه، وكذلك حِفاظًا عليها من أنْ يُصِيبَها الماءُ.
والمَنْكِبُ: مُلْتَقَى عَظْمِ الذِّراعِ معَ الكَتِفِ، "وغَسَلَ ذِراعَيْهِ، ومسَحَ بِناصيَتِهِ"، والنَّاصيَةُ: مُقَدَّمُ الرَّأْسِ منَ الجَبْهَةِ، "وعلى العِمامَةِ وعلى خُفَّيْهِ"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَم يَمسَحْ على شَعرِ رأسِه أو يَغْسِلْ رِجْلَه، ولكنَّه اكتفَى بالمَسْحِ بالماءِ على عِمامَتِهِ ولَم يَرفَعْها عن رَأسِهِ ولَم يَمسَحْ على شَعرِهِ، وكذلك مسَحَ على خُفَّيْهِ، والخُفُّ: حِذاءٌ يَستُرُ القَدَمَ ويُلبَسُ ويُدخَلُ معَ القدَمَينِ في الحِذاءِ والنَّعْلِ، وغالِبًا ما يُلبَسُ بقَصْدِ الاسْتِدْفاءِ، "ثمَّ رَكِبَ ورَكِبْتُ"، أي: رَكِبُوا ما معهم منَ الدَّوابِّ، "فانتهَيْنا إلى القَوْمِ وقد قاموا في الصَّلاةِ يُصلِّي بهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ وقد رَكَعَ بهم رَكْعَةً"، أي: كان إمامَهم عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تأخَّرَ عليهم فأقاموا الصَّلَاةَ، وقد حسَّنَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عمَلَهم، "فلَمَّا أحَسَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: شَعَرَ بحُضُورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُصلِّي بالنَّاسِ، "ذهَبَ يتأخَّرُ"، أي: أرادَ عبدُ الرَّحمنِ أن يتأخَّرَ عنِ الإمامَةِ وأنْ يتقَدَّمَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليُكمِلَ الصَّلاةَ إمامًا، "فأَومَأَ إليه"، أي: أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لابنِ عَوْفٍ أن يَبقى على حالِهِ مُتِمًّا صلَاتَه بالنَّاسِ، "فصَلَّى بهمْ"، أي: أكْمَلَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ الصَّلاةَ بالنَّاسِ، "فلَمَّا سَلَّمَ قامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقمْتُ؛ فرَكَعْنا الرَّكْعةَ الَّتي سبَقَتْنا"، أي: مُتِمِّينَ لِمَا فاتَهما من رَكَعاتٍ.
وفي الحَديثِ: إمامةُ المَفضُولِ للفاضِلِ، والحِرْصُ على أداءِ الصَّلاةِ في وَقتِها.
وفيه: فضيلةٌ ظاهرةٌ ومَنْقَبةٌ جليلةٌ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ رضِي اللهُ عنه.
"فلَمَّا قضَى"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "حاجَتَهُ"، أي: من بَولٍ أو غائِطٍ، قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((أَمَعكَ ماءٌ؟))؛ وذلك لِيتوَضَّأَ، يقولُ المُغِيرَةُ: "فأتَيتُهُ بمِطْهَرَةٍ"، أي: إناءٍ صَغيرٍ مِن جِلْدٍ بهِ ماءٌ، "فغَسَلَ كفَّيهِ ووَجْهَه ثمَّ ذهَبَ يَحْسِرُ عن ذِراعَيْهِ"، أي: أرادَ كَشْفَ الثِّيابِ الَّتي على ذِراعَيْهِ ورَفْعَهُما لِيغسِلَ يدَه إلى المِرْفَقَينِ؛ "فضَاقَ كُمُّ الجُبَّةِ"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَم يَستطِعْ كشْفَ الثِّيابِ لِضيقِها على ذِراعَيْه، والجُبَّةُ: نَوعٌ منَ الثِّيابِ، "فأَخرَجَ يدَهُ من تَحتِ الجُبَّةِ"، أي: نزَعَ عن يدِهِ كُمَّ الجُبَّةِ مُخرِجًا إيَّاها مِن أسفَلِ الثِّيابِ، "وأَلْقَى الجُبَّةَ على مَنْكِبَيْه"، أي: مُبعِدًا ما زادَ منَ الجُبَّةِ على مَنْكِبَيْهِ؛ وذلك حتَّى لا تُعارِضَه عند غَسْلِ يدَيْه، وكذلك حِفاظًا عليها من أنْ يُصِيبَها الماءُ.
والمَنْكِبُ: مُلْتَقَى عَظْمِ الذِّراعِ معَ الكَتِفِ، "وغَسَلَ ذِراعَيْهِ، ومسَحَ بِناصيَتِهِ"، والنَّاصيَةُ: مُقَدَّمُ الرَّأْسِ منَ الجَبْهَةِ، "وعلى العِمامَةِ وعلى خُفَّيْهِ"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَم يَمسَحْ على شَعرِ رأسِه أو يَغْسِلْ رِجْلَه، ولكنَّه اكتفَى بالمَسْحِ بالماءِ على عِمامَتِهِ ولَم يَرفَعْها عن رَأسِهِ ولَم يَمسَحْ على شَعرِهِ، وكذلك مسَحَ على خُفَّيْهِ، والخُفُّ: حِذاءٌ يَستُرُ القَدَمَ ويُلبَسُ ويُدخَلُ معَ القدَمَينِ في الحِذاءِ والنَّعْلِ، وغالِبًا ما يُلبَسُ بقَصْدِ الاسْتِدْفاءِ، "ثمَّ رَكِبَ ورَكِبْتُ"، أي: رَكِبُوا ما معهم منَ الدَّوابِّ، "فانتهَيْنا إلى القَوْمِ وقد قاموا في الصَّلاةِ يُصلِّي بهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ وقد رَكَعَ بهم رَكْعَةً"، أي: كان إمامَهم عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تأخَّرَ عليهم فأقاموا الصَّلَاةَ، وقد حسَّنَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عمَلَهم، "فلَمَّا أحَسَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: شَعَرَ بحُضُورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُصلِّي بالنَّاسِ، "ذهَبَ يتأخَّرُ"، أي: أرادَ عبدُ الرَّحمنِ أن يتأخَّرَ عنِ الإمامَةِ وأنْ يتقَدَّمَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليُكمِلَ الصَّلاةَ إمامًا، "فأَومَأَ إليه"، أي: أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لابنِ عَوْفٍ أن يَبقى على حالِهِ مُتِمًّا صلَاتَه بالنَّاسِ، "فصَلَّى بهمْ"، أي: أكْمَلَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ الصَّلاةَ بالنَّاسِ، "فلَمَّا سَلَّمَ قامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقمْتُ؛ فرَكَعْنا الرَّكْعةَ الَّتي سبَقَتْنا"، أي: مُتِمِّينَ لِمَا فاتَهما من رَكَعاتٍ.
وفي الحَديثِ: إمامةُ المَفضُولِ للفاضِلِ، والحِرْصُ على أداءِ الصَّلاةِ في وَقتِها.
وفيه: فضيلةٌ ظاهرةٌ ومَنْقَبةٌ جليلةٌ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ رضِي اللهُ عنه.