العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
حديث: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام
عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة. رواه أحمد وصححه ابن حبان.
المفردات:
ابن الزبير: هو عبد الله بن الزبير رضي الله عنها فهو المراد عند الإطلاق.
في مسجدي هذا: أي في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
فيما سواه: أي فيما عداه من المساجد.
البحث:
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. وقال البزار: حدثنا أحمد بن عبدة ثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن الزبير أن رسول الله ﷺ قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة. قال البزار: اختلف على عطاء ولا نعلم أحدًا قال: فإنه يزيد عليه مائة إلا ابن الزبير، ورواه عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عمر، ورواه ابن جريج عن عطاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة أو عائشة، ورواه ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ، قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ولفظه: أن رسول الله ﷺ قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة. والطبراني بنحو البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. وقال البزار: حدثنا إبراهيم بن جميل ثنا محمد بن يزيد بن شداد ثنا سعيد بن سالم القداح ثنا سعيد بن بشير عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة، قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ مرفوعًا إلا بهذا الإسناد. اهـ، وقد حسن ابن عبد البر إسناد هذا الحديث.
والظاهر من هذا أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة في غير المساجد الثلاثة، والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة في غير المساجد الثلاثة أيضًا، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة في غير المساجد الثلاثة كذلك، والله أعلم.
ويتساءل كثير من الناس عن الزيادة التي ألحقت بالمسجد النبوي بعد رسول الله ﷺ، والظاهر أن هذا الفضل يشملها، فإنها داخلة في مسمى مسجد رسول الله ﷺ، ولم يزل الناس من عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلون الجمعة والجماعة في الزيادة، ولا حجر على فضل الله، ولا شك أن المراد بالأفضلية والخيرية هو في الثواب على الصلاة الواحدة في هذه المساجد لا أن الصلاة الواحدة فيها تجزئ عن هذا العدد من الفوائت، والله أعلم.