• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.
اعلان اعلان 1 اعلان 2

خطبة جمعة الإسراف والتبذير

سجل
20 أغسطس 2021
المشاركات
2,811
الحلول
10
التفاعل
1,846
الإقامة
من أرض الله
الموقع الالكتروني
absba.cc
الجنس
ذكر

CKMy6c1.png



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************


الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله

مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا .. من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً

مرشدا ..و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و

سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم

الـخـبــيـر .. ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .

ربـي اشرح لي صــدري و يســر لي أمــري و احــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..

فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ محمد صلى الله عليه و سلم ..

و شــر الأمــور مــحدثــاتها و كــل محــدثة بدعة و كل بدعـة ظـلالة و كل ظـلالة فــي النار ..


فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن



24-9-2021_183058_.jpeg


الإسراف والتبذير


طريق الاسلام


أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والبعدِ عن الإسراف والتبذير، والإسرافُ: هو مجاوزةُ الحدِّ أيًّا كان، وقال الراغب: (السَّرَفُ: تجاوزُ الحد في كلِّ فعلٍ يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر) المفردات للراغب الأصفهاني ص 407، وأما التبذيرُ فقد قال الشافعي عنه: (التبذير إنفاقُ المال في غير حقِّه) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10 / 247.

عباد الله: والإسراف يشمل أمورًا عدة في حياة البشر، ومن ذلك: الإسراف في الأموال وسوء التصرف فيها، وهو نوعان:
الأول:
إسرافٌ في النفقةِ والإنفاقِ، وهو: التبذيرُ المنهيُّ عنه ومجاوزةُ الحد حتى في الصدقة،

قال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26، 27]،

وقال عز وجل: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]،
وقال النبي ﷺ لمن أراد الصدقةَ عمومًا أو الوقفَ لينتفعَ به في الدار الآخرة: «الثُّلُثُ، والثلثُ كثير، لأَنْ تذَرَ ورثتك أغنياءَ خيرٌ من أن تذَرَهم عالةً يَتَكَفَّفُونَ الناس» (صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3936).

والنوع الثاني:
الإسرافُ في الاستهلاك في الأكل والشرب وضرورياتِ الحياة ومباحاتِها، مع أنَّ اللهَ أباحَ لعباده الطيباتِ والحلالَ من المأكل والمشرب، ولكنه نهاهم عن الإسراف وتجاوزِ الحد؛ لما في ذلك من الضرر عليهم في أبدانهم ودينهم ودنياهم.

قال تعالى: ﴿ {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ﴾ [الأعراف: 31]،

وقال عز وجل عن عباد الرحمن الذين عدَّد صفاتِهم: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]،
وقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]،
وقال ﷺ: «ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ» (صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2380).

عباد الله: لقد نظَّم الشَّرعُ الحكيمُ أمورَ الناسِ كلَّها، وجاء بما فيه مَصلحتُهم، وأحَلَّ لهم الطَّيِّباتِ وحرَّم عليهم الخبائثَ، وأباح لهم التَّمتُّعَ بالحياةِ ومَلذَّاتِها، لكنْ دونَ إفراطٍ أو نسيانٍ لحقوقِ اللهِ والعبادِ، وقدَّمَ الإسلامُ للبشرية منهجًا متكاملًا وتصورًا واضحًا عن طبيعة التَّصرُّفِ في جميع شؤون الحياة، وبيَّنَ بشكلٍ واضحٍ حدودَ الحلال والحرام فيها، ونهى عن الإسراف في شتى صوره.

وإنَّ أبشعَ صور الإسراف عندما يكونُ في معصية الله والتعدي على حدوده، فهو محرمٌ بالإجماع، وأما الإنفاقُ في المباحات فيجبُ الالتزام بالعدل والاستقامة والتوسطِ فيها؛ حتى لا يتحولَ الإنفاقُ على المأكل والمشرب والملبس إلى البذخ والتفاخر والتعالي على الناس.

عباد الله: ومن صور الإسراف أنْ تُقامَ الولائمُ العظيمةُ ويُدْعى إليها الأغنياءُ، ويُحرَمُ منها الفقراء، وقد يكون ما يُلقى منها في الفضلات يُشبِعُ خَلْقًا كثيرًا من أهل الحاجة، وأما المبالغة في بذل المال طاعةً لله وفي سبيله، فلا يكونُ إسرافًا، وإن كان هذا البذلُ مشروطًا بأنْ لا يُضيِّعَ المُنفقُ منْ يعول، ويذَرَ ذريتَه عالةً على الناس، قال ﷺ: «أفضلُ الصدقةِ جَهْدُ المُقِلِّ، وابدأْ بِمَنْ تَعولُ».

أيها المسلمون: لقد صرَّحَ القرآنُ بأنَّ من طبيعة الإنسان السَّرفَ عند الجِدَة، وتجاوزَ حدود القصدِ والاعتدالِ،
قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]،

وقال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 27].

ولتهذيب الإنسان وتربيته أمرَ الله تعالى بالقصد في الأمور كلِّها حتى في أمور العبادات؛ كيلا يملَّها العبد؛ قال عليه الصلاة والسلام: «وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلغُوا» صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6463، وضدُّ القصد السَّرَف وهو منهيٌّ عنه كما في
قوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141، والأعراف: 31].

عباد الله: والإسرافُ في شراء الأطعمة وأكْلِها أو رمْيها من مواطن النهي الجلي في القرآن،
قال تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]،

وكذا الإسراف في الملابس والمراكب والأثاث وغيرها، قال النبي ﷺ: {كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والْبَسوا، ما لم يخالِطْهُ إسرافٌ أو مَخيَلةٌ (صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2920).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

أما بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ولنعلمْ أنَّ المسلمَ معتدلٌ متوسّطٌ مقتصدٌ في أموره كلِّها، لا إِفْرَاطَ ولا تَفْرِيطَ، لا غُلُوَّ ولا مُجَافَاةَ، لا إسرافَ ولا تَقْتِيرَ؛ لأنه ينطلق في ذلك من تعاليم الإسلام التي تأمرُه بالاعتدال والتوازن والاقتصاد في جميع الأمور، وتنهاه عن الإسراف والتبذير ومجاوزةِ الحَد.

عباد الله: إنَّ حِفْظَ المال فيه حِفْظُ الدين والعِرْض والشرف، وإنَّ الشريعة لم تحرِّمْ اكتسابَ الأموالِ ونماءَها والتزودَ منها، بل حثَّتْ على ذلك، ولكنَّها نهتْ عن الطُّرقِ المُحرَّمةِ في كَسْبِ المال وإنفاقِه، ومن الطُّرقِ المُحرَّمة في إنفاق المال: الإسرافُ، وإهدارُ المال بغير حقٍّ، ورد في الحديث: «إنَّ اللهَ يرضى لكم ثلاثًا ويسخَطُ ثلاثًا: يرضى لكم أنْ تعبُدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا، وأنْ تعتصموا بحبلِ اللهِ جميعًا، وأنْ تُناصِحوا مَن ولَّاه اللهُ أمرَكم، ويسخَطُ لكم: قيل وقال، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السُّؤالِ» (صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 3388).

عباد الله: ومن الإسراف: الإسراف في الذنوب والمعاصي، ومن أسرَفَ على نفسه بالعصيان وجبت عليه المبادرة إلى التوبة، فالله عز وجل يقبلُ توبةَ العبد مَهْمَا عَظُمَ جُرْمُه، وكَثُرَ إسرافُه؛
قال الله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]،
ومن دعاء الصالحين الوارد في كتاب الله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} [آل عمران: 147].

أيها المسلمون: إن من أفضل الأعمال وأزكاها عند ربِّنا جلَّ وعلا: الإكثارَ من الصلاة والتَّسليم على النبي الكريم ﷺ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشِّرك والمشركين، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين، اللهم مَنْ أرادنا وأراد المسلمين بسوءٍ فاشغله في نفسه، واجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين.


 
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة الطيبة والمفيدة والله يعطيك العافية وشكرا لك.

بانتظار جديدك المتجدد معنا ويامرحبابك.​
 
بارك الله فيك أخي الحبيب​
 
بارك الله فيك اخي الكريم
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي
اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوماً أسعدني كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحه وردك المفعم بالحب والعطاء دمت بخير وعافيه
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي

اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوماً أسعدني كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحه وردك المفعم بالحب والعطاء دمت بخير وعافيه
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي

اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوماً أسعدني كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحه وردك المفعم بالحب والعطاء دمت بخير وعافيه
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي
اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوماً أسعدني كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحه
جزاك الله خيرا
دمتي بخير وعافية
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى