العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله
مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا .. من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً
مرشدا ..و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و
سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم
الـخـبــيـر .. ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .
ربـي اشرح لي صــدري و يســر لي أمــري و احــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..
فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ محمد صلى الله عليه و سلم ..
و شــر الأمــور مــحدثــاتها و كــل محــدثة بدعة و كل بدعـة ظـلالة و كل ظـلالة فــي النار ..
فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن
عندما زرت الكعبة وحججت أول مرة، وذهبت إلى منى وعرفات ومزدلفة، شعرت بأنني كنت أسكن هذه الأماكن من قبل؛ وكنت أعيش فيها جسدا وروحا، وقد عدت إليها في مدة الحجّ.
شعرت بأنني أخطو على الأرض التي مشى عليها آدم وإبراهيم وإسماعيل ومحمد عليهم السلام، وأن هؤلاء كلهم آبائي، وأنني أنتمي إليهم كأسرة واحدة، على الحقيقة، كل الحقيقة، لا على المجاز!
وشعرت بأنني قد عدت إليهم لكي أزورهم، وقد عدت إلى وطني الحقيقي، بعد مدة انقطاع، وأن مدة الانقطاع هذه بدأت قبل ولادتي، واستمرت في حياتي، حتى عدت إليهم في مدة الحجّ.
إن الآصرة الحقيقية التي تجمع المؤمنين لا ينبغي لها أن تُستمد من غير إيمانهم وعقيدتهم، فهي أسمى ما فيهم. ولأن ذلك الإيمان هو الذي يميزهم عن غيرهم، فليس غيره أجدر بأن يجمع بينهم.
إنه ليس الأرض أو العرق أو اللون أو اللغة أو المال، أو غير ذلك، هو الذي يجمعهم كما يجمع غيرهم، لأنهم ليسوا كغيرهم. فهم متميزون ومتمايزون بإيمانهم.
وإذا كانت الديمقراطيات الغربية تفاخر بأنها تجمع مختلف الأعراق في مجتمع واحد، فقد سبقها الإسلام إلى ذلك، عندما جمع في مجتمعه الوليد في المدينة، صهيب الرومي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وغيرهم إلى جانب العرب من المهاجرين والأنصار. إن حقيقة الإيمان تجوز بالمؤمن إلى ما وراء الزمان والمكان والعرق واللون واللغة والثراء والفقر. ووشيجة الإيمان، تجعل كل المؤمنين أسرته، وكل الأنبياء آباءه، ووطن الإيمان موطنه.
المصدر : طريق الإسلام