هل تصح قصة الجار اليهودي الذي كان النبي ﷺ يحسن إليه؟


الغريبة

عضو مشاغب
LV
0
 
إنضم
15 يوليو 2021
المشاركات
4,145

هل تصح قصة الجار اليهودي الذي كان النبي ﷺ يحسن إليه؟

السؤال

هل صحيح ما نسمعه من سيرة الرسول ﷺ أنه كان له جار يهودي ،
وكان يُحسن إليه . سبب سؤالي هو ما قرأته عن عدم صحة هذا !

الجواب


الحمد لله.


أولا :


القصة المذكورة في مجاورة النبي ﷺ لأحد اليهود ، وردت في كتب الحديث :
عن بريدة رضي الله عنه قال :

( كنا جلوسا عند رسول الله ﷺ ، فقال : اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي .
قال : فأتيناه ، فقال : كيف أنت يا فلان ؟ فسأله ، ثم قال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ،
وأني رسول الله . فنظر الرجل إلى أبيه ، فلم يكلمه ، ثم سكت ثم قال وهو عند رأسه ، فلم يكلمه ،
فسكت ، فقال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فقال له أبوه :
اشهد له يا بني . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .
فقال : الحمد لله الذي أعتق رقبة من النار )

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/553)
باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب ، وغيره ، وإسناده ضعيف .

وقد وردت القصة أيضا من حديث أبى هريرة رضي الله عنه ، عند العقيلي في " الضعفاء الكبير " (2/242) ، وإسناده أيضا ضعيف . قال العقيلي : " وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " انتهى.
ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، رواه الجوزقاني في " الأباطيل والمناكير " (2/195) ، ورجح الدارقطني أنه من مراسيل ثابت ، وليس مسندا عن أنس بن مالك رضي الله عنه . ينظر : " العلل " للدارقطني (12/31-32) .
وروي أيضا من حديث ابن أبي حسين ، رواه عبد الرزاق في " المصنف " (6/34-35) وأيضا (10/315-316) وابن أبي حسين – واسمه عمر بن سعيد بن أبي حسين – من الذين عاصروا صغار التابعين ، ولم يدرك أحدا من الصحابة . انظر : " تهذيب التهذيب " (7/453) فالإسناد مرسل ، منقطع .


والخلاصة : أن طرق القصة كلها ضعيفة ، لا يصح منها شيء .
وننبه هنا إلى زيادة اشتهرت عند كثير من الناس اليوم ، أن هذا الجار اليهودي
كان يؤذي النبي ﷺ ، ويضع القمامة والشوك في طريقه .

والحق أن هذه الزيادة لا أصل لها في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد من أهل العلم ،
وإنما اشتهرت لدى المتأخرين من الوعاظ والزهاد من غير أصل ولا إسناد ،
والأصل في المسلم الوقوف عند الثابت والمقبول ، خاصة وأن متنها فيه نكارة ،
إذ من المستبعد جدا أن يؤذي اليهودي النبي ﷺ في جواره له
من غير اعتراض الصحابة ولا دفاعهم عن نبيهم عليه الصلاة والسلام .


ثانيا :


مما يدل ـ أيضا ـ على بطلان الزيادة التي أشرنا إليها من أن هذا الجار
كان يؤذي النبي ﷺ ، أن الحديث قد ثبت على وجه آخر سوى المذكور هنا :

فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرِضَ ،
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ :
أَسْلِمْ !!
فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ ،
فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ :

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ) .
رواه أحمد (13565) والبخاري (1356) وأبو داود (3095) .

ففي هذا الحديث أن الغلام اليهودي كان يخدم النبي ﷺ ؛
بل في بعض رواياته ـ كما في مسند أحمد (12381) ـ أنه :

( كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ .. )
فأين هذا مما ذكر من أنه كان يؤذي النبي ﷺ ؟!!
ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الغلام جارا للنبي ﷺ .
والله أعلم .



المصدر: الإسلام سؤال وجواب

 
التعديل الأخير:
بارك الله فيك اختي الفاضلة
جعله الله في ميزان حسانتك
بارك الله فيك
 
بارك الله فيكِ اختي الكريمة
 
بارك الله فيك أختي الكريمة

ربي يجعلة في ميزان حسناتك بأذن الله

جزاكي الله ألف خير
 
سلمت يمناك على طرح كل ما هو مفيد
وفي الوقت عينه يدحض شبهات ألفنا استماعها منذ الصغر وكانت تراودنا الشكوك حولها
 
شكرا لك أختي الكريمة على هذا المجهود الطيب والمشاركة الطيبة والله يعطيك العافية.

بارك الله فيك.​
 

بوركتم واسعدكم الرحمن
شرفت بحضوركم الكريم
لكم تقديري واحترامي
أخي الموج نعم والله هي موروثات تربينا عليها
 
عودة
أعلى أسفل