الموج الصامت
عضو مشاغب
اشرقت الشمس انذاك وكانت الفرحة لا توصف ... وقفت انظر لكثبان الرمل اللامتناهية.. ابحر تمتد امتداد شموخنا وعزتنا .. لقد وصلنا لارض الخلافة.. كنت قد وصلت ليل امس الى تل ابيض..قرية حدودية محازية لتركيا... عبرنا تحت جنح الظلام واستقبلنا الاخوة استقبال الابطال.. كيف لا ونحن المهاجرين؟! هجرنا الاهل والملذات لنلتحق بصفوف المجاهدين للذب عن اخواننا واخواتنا المستضعفين في سوريا...ارض الشام التي تسقى بدماء ابنائها منذ اكثر من اربعة اعوام ونيف.. "ابو انس.."ناداني اخي بو عائشة "تعال معي نتجول في الارجاء..اريك المنطقة بأكملها.." بو عائشة صديق قديم واخ عزيز..التقينا ايام معارك طرابلس..كان قد خرج توا من سجن تعسفي امتد لعشرة اعوام من عمره..التقينا في دار شيخنا داعي الاسلام الشهال.. يومها عرف عن نفسه فقبلت جبينه احتراما له ولصنيعه.. وحينما عرفه الشيخ علي بادر لتقبيل يدي..قائلا"كنت خير اخ تصلنا اخباره ونحن خلف قضبان اﻷلم" لم ادرك يومها ان عملي في الكلية كان له صدى مسموع وصل لغياهب السجن.. قاتلنا سوية في مناوشات مدينتنا..واشتدت اواصر الاخوة.. وادركنا متأخرين ان نصرة اخواننا في الشام لا تكون الا في عقر دارهم...سبقني وتابع اخباري عبر منتدى جهادي كنا نرتاده سوية ...وحينما اصبحت الارض ظمأة لاشبال عطشى لتفتديها بدينها
ودنياها حادثني ..عبر رسالة تحوي خارطة الطريق لدار الهجرة.. "يلا..ايش ناطر.."اعادني سؤاله الى الواقع..فركبت معه وانطلقنا في رحلة سفاري جديدة كليا علي.. كنا نعبر في ولاية الرقة السورية سابقا..عاصمة الخلافة حديثا..تجربة بحق لا توصف..بيوت قديمة مبنية من طين وقش..سكانها يبتسمون لك ويلقون التحية..اما صبيتهم فيلاحقون السيارة هاتفين لنا باهازيج محلية. ساعة في الصحاري قبل ان نصل للبلدة تل ابيض.. حيث الابنية الاسمنتية والمتاجر والاسواق..زحمة سكان هنا تختلف كليا عن الريف الذي كنت فيه منذ قليل.. هنا نظرات الناس مختلفة..لم ألمس في عيونهم شغف وصولنا وانقاذنا لهم من براثن عصابات الشر.. ولأول مرة يوقظني مجددا بو عائشة من تأملاتي.. "خذ..احملها.."اعطاني بندقية من نوع كلاشينكوف 103 بندقية حديثة نسبيا..قرأت عنها ولكنني لم اتملك قبضتها قبل الحين.. "هي ملقمة يا بو انس..خذ جعبتك وارتديها.." تجعبت في ثوان وقفزت واياه من السيارة وبدأنا المسير في الاسواق..اعين شتى تراقبنا..البعض يرمقنا..البعض اﻵخر يهدينا حبا وعشقا بنظراته.. كان بو عائشة اكثر تحفظا مني.. يقف بباب كل محل ومتجر..يراقب الاسعار كما البضائع.. يؤنب البعض ويثني على اخرين.. ثلاث ساعات كانت كافية لتتعبني ... فكان صوت اﻵذان مصباح نور لي كي استريح من عبئ هذه المسيرة الشاقة..
انتهى اﻵذان وبو عائشة واقف ينظر يمنة يسرة..ثم وبدون سابق انذار شهر سلاحه في السماء مطلقا رشقة نارية .. "الصلاة..الصلاة..هتف بصوت عال.."وسارع المتأخرين في ترك بضائعهم والمضي مرغمين نحو المسجد.. لن اكذب عليكم..راقني المشهد انذاك كثيرا..اعني بالنسبة لشاب نشأ في دولة شبه علمانية عانى خلالها المسلم الملتزم شرورا شتى..كانت تلك لفتة مميزة .. هي المرة الاولى التي اشهد فيها امرا بالمعروف ونهيا عن منكر..ودعوة صارخة لكل مسلم بآداء فريضة الصلاة فوق كل اعتبار..دخلنا المسجد.. ربع ساعة واقيمت الصلاة..اغتص المسجد بالمصلين.. هنا اومأ لي بو عائشة ان اراقب الناس خارج المسجد.."اذهب وانظر خارجا لمن يتخلف او يهرب من اداء الفريضة.. هرولت للخارج فاصطدمت برجل ..i'm very sorry,,,7ayak Allah " كان ابيض البشرة..ازرق العينين..سماته توحي بأنه اجنبي.."لا عليك اخي..حقك علي.."بادرت باجابته وانتقلت خارجا.. فضت الصلاة وخرج الناس وعادوا لاسواقهم.. خرج الي بو عائشة..وامرني بالصلاة قبل المضي.. انهيت فريضتي ثم مضينا سوية نكمل المسيرة.. في احدى الازقة وصلت الي كرة قدم ركلها فتى صغير..تبسمت وارجعتها اليه.. "تعال..يا بابا..ابتعد عن الاجنبي.."صاح والده.. "لست باجنبي " صحت به.. رمقني بنظرة غريبة وادخل فتاه البيت.. التفت الى بو عائشة..رد بحزن"يعتبروننا مرتزقة وعملاء للغرب..يا بو انس..وليس مهاجرين لنصرتهم"...لم انسى يوما تلك النظرة ولا حتى وقع تلك الكلمات.. عدنا للسيارة ..وقرر بو عائشة العودة بنا للريف.. في طريق العودة صادفنا طائرة تحلق على ارتفاع منخقض..فقفزت من فوري عن الجيب وتقلبت على الارض..صدقوني لن انسى طعم الغبار والشوك الذي تناولته رغما عني اثناء تقلبي.. توقف بو عائشة عن القيادة وعاد للخلف بها.. "مالك يا بو انس؟" بعد افراغ طعم التراب من فمي ..اشرت له ببندقيتي الى الطائرة.. التي ظلت تبتعد خلفنا... "ههههههه...هاي تابعة لنظام الاسد..ليش خفت منها" لم افهم معنى كلامه..ثم بدأت اشرح له انها معادية لنا.. ام نحن حلفاء مع النظام؟؟!! لم يتوقف عن الضحك..ناولني قنينة ماء ثم بعد برهة نطق قائلا"ويش بدو يدري طائرة انو احنا عدوينها او حلفائها؟مالك؟طائرة تحلق وسيارة على الطريق كغيرها تمشي.."لم افهم المعادلة..لكنني ادعيت الفهم..ركبت السيارة وانطلقنا..
ودنياها حادثني ..عبر رسالة تحوي خارطة الطريق لدار الهجرة.. "يلا..ايش ناطر.."اعادني سؤاله الى الواقع..فركبت معه وانطلقنا في رحلة سفاري جديدة كليا علي.. كنا نعبر في ولاية الرقة السورية سابقا..عاصمة الخلافة حديثا..تجربة بحق لا توصف..بيوت قديمة مبنية من طين وقش..سكانها يبتسمون لك ويلقون التحية..اما صبيتهم فيلاحقون السيارة هاتفين لنا باهازيج محلية. ساعة في الصحاري قبل ان نصل للبلدة تل ابيض.. حيث الابنية الاسمنتية والمتاجر والاسواق..زحمة سكان هنا تختلف كليا عن الريف الذي كنت فيه منذ قليل.. هنا نظرات الناس مختلفة..لم ألمس في عيونهم شغف وصولنا وانقاذنا لهم من براثن عصابات الشر.. ولأول مرة يوقظني مجددا بو عائشة من تأملاتي.. "خذ..احملها.."اعطاني بندقية من نوع كلاشينكوف 103 بندقية حديثة نسبيا..قرأت عنها ولكنني لم اتملك قبضتها قبل الحين.. "هي ملقمة يا بو انس..خذ جعبتك وارتديها.." تجعبت في ثوان وقفزت واياه من السيارة وبدأنا المسير في الاسواق..اعين شتى تراقبنا..البعض يرمقنا..البعض اﻵخر يهدينا حبا وعشقا بنظراته.. كان بو عائشة اكثر تحفظا مني.. يقف بباب كل محل ومتجر..يراقب الاسعار كما البضائع.. يؤنب البعض ويثني على اخرين.. ثلاث ساعات كانت كافية لتتعبني ... فكان صوت اﻵذان مصباح نور لي كي استريح من عبئ هذه المسيرة الشاقة..
انتهى اﻵذان وبو عائشة واقف ينظر يمنة يسرة..ثم وبدون سابق انذار شهر سلاحه في السماء مطلقا رشقة نارية .. "الصلاة..الصلاة..هتف بصوت عال.."وسارع المتأخرين في ترك بضائعهم والمضي مرغمين نحو المسجد.. لن اكذب عليكم..راقني المشهد انذاك كثيرا..اعني بالنسبة لشاب نشأ في دولة شبه علمانية عانى خلالها المسلم الملتزم شرورا شتى..كانت تلك لفتة مميزة .. هي المرة الاولى التي اشهد فيها امرا بالمعروف ونهيا عن منكر..ودعوة صارخة لكل مسلم بآداء فريضة الصلاة فوق كل اعتبار..دخلنا المسجد.. ربع ساعة واقيمت الصلاة..اغتص المسجد بالمصلين.. هنا اومأ لي بو عائشة ان اراقب الناس خارج المسجد.."اذهب وانظر خارجا لمن يتخلف او يهرب من اداء الفريضة.. هرولت للخارج فاصطدمت برجل ..i'm very sorry,,,7ayak Allah " كان ابيض البشرة..ازرق العينين..سماته توحي بأنه اجنبي.."لا عليك اخي..حقك علي.."بادرت باجابته وانتقلت خارجا.. فضت الصلاة وخرج الناس وعادوا لاسواقهم.. خرج الي بو عائشة..وامرني بالصلاة قبل المضي.. انهيت فريضتي ثم مضينا سوية نكمل المسيرة.. في احدى الازقة وصلت الي كرة قدم ركلها فتى صغير..تبسمت وارجعتها اليه.. "تعال..يا بابا..ابتعد عن الاجنبي.."صاح والده.. "لست باجنبي " صحت به.. رمقني بنظرة غريبة وادخل فتاه البيت.. التفت الى بو عائشة..رد بحزن"يعتبروننا مرتزقة وعملاء للغرب..يا بو انس..وليس مهاجرين لنصرتهم"...لم انسى يوما تلك النظرة ولا حتى وقع تلك الكلمات.. عدنا للسيارة ..وقرر بو عائشة العودة بنا للريف.. في طريق العودة صادفنا طائرة تحلق على ارتفاع منخقض..فقفزت من فوري عن الجيب وتقلبت على الارض..صدقوني لن انسى طعم الغبار والشوك الذي تناولته رغما عني اثناء تقلبي.. توقف بو عائشة عن القيادة وعاد للخلف بها.. "مالك يا بو انس؟" بعد افراغ طعم التراب من فمي ..اشرت له ببندقيتي الى الطائرة.. التي ظلت تبتعد خلفنا... "ههههههه...هاي تابعة لنظام الاسد..ليش خفت منها" لم افهم معنى كلامه..ثم بدأت اشرح له انها معادية لنا.. ام نحن حلفاء مع النظام؟؟!! لم يتوقف عن الضحك..ناولني قنينة ماء ثم بعد برهة نطق قائلا"ويش بدو يدري طائرة انو احنا عدوينها او حلفائها؟مالك؟طائرة تحلق وسيارة على الطريق كغيرها تمشي.."لم افهم المعادلة..لكنني ادعيت الفهم..ركبت السيارة وانطلقنا..
التعديل الأخير: