الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
عندما تغرد الأمة بعيداً عن سرب الشريعة؟
أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن
عندما تُغرِّد الأمة بعيداً عن سرب الشريعة تضعف ويتداعى عليها الغرب والشرق لأكل خيراتها ،
ويسرح فيها المنافقون يعيثون فيها الفساد ،وينطق الرويبضة بل ويحكم أحياناً.
عندما تغيب مفاهيم الشريعة نجد في ألأمة من يسأل عن حكم بلع اللعاب في رمضان؟ ،
وينسى من يبلع نفط وغاز وثروات الأمة.
وسائل آخر يسأل ما حكم قراصنة البحر وكيف الخلاص منهم؟ ونسي هذا وأمثاله قراصنة البر الذين نهبوا أموال الأمة في البر والبحر وضيعوا شريعة الله .
وآخر يقول بعد ما أرسل الصحفي حذاءه على بوش :ليس من أخلاق العرب ضرب الضيف بالنعال ،ونقول له صدقت العرب ما تعودوا ذلك إنما عادتهم مدح الظلم ليل نهار
والتسبيح بحمد فلان وعلاّن إلا من رحم الله منهم.
ليس من عادة العرب رمي بوش بالحذاء، إنما عادتهم تقبيل هذا الحذاء واستقباله
بالسيوف والدفوف والورود والرياحين.
تفاعلت الأمة مع ما فعله الصحفي العراقي ،لكن هل يكفي ما فعله منتظر لتحرير العراق وفلسطين وتحكيم الشريعة وإطلاق كل أسيرٍ مسلم ؟
نريد الأمة كلها تغار وتغضب لدينا وعقيدتها وأراضيها.
نريد الأمة كلها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقف في وجه كل ظالم .
والمتأمل في ما وقع لإخواننا على أرض غزة - نسأل الله أن يعجل بنصرهم -،
وما وقع بعد ذلك من التظاهرات والاعتصامات والمسيرات في الدول الإسلامية
تدل على أن الشعوب تريد بذل أي شيء في سبيل عزتها، فأين من يقود هذه الشعوب؟!
أين المفكرون والعلماء والقادة؟! هذا يومهم، فالأنظمة السياسية ما عادت تثق بها الشعوب!!
وأكثر حكام المسلمين اليوم باتوا كأحجار على رقعة (شطرنج) يلعب عليها (رجل واحد)!!
لا نريد ما وقع في غزة ،وما فعله الصحفي العراقي وغيرها من الأحداث أن تكون بمثابة تفريغ لشحنات الغضب وما هي إلا أيام وينتهي كل شيء.
إن أسوأَ ما يصيبُ المجتمعاتِ أن يُخرس الطغيان والخوفُ فيها الألسنةَ، فلا تُعلن كلمة حق، ولا تجهر بدعوة ولا نصيحة ولا أمر ولا نهي، وبذلك تنهدم منابرُ الإصلاح وتذوب شجرة الخير ويجترئ الشر ودعاته على الظهور والانتشار، فيتفوق سوق الفساد، وترجح بضاعة إبليس وجنوده، من غير أن تجد مقاومة ولا مقاطعة، وحينئذ يستوجب المجتمع لعنة الله وعذابه، فيصب البلاء والنكبات على المقترفين للمنكر والساكتين عليه؛
قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25].
وقال رسول الله صلى الله علية وسلم: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده»، [رواه أبو داود والترمذي والنسائي]،
وقال في حديث آخر: «إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِّع منهم»،
[رواه أحمد عن ابن عمرو].
كل مسلم يجب أن يكون مُصلحاً في المجتمع وإلا شمله العذاب !! لأن الرسول ﷺ بين أن الهلاك يعم الصالح والطالح إذا كثر الخبث ولكن الله وعد المصلحين وهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالحفظ فقال: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: 117].
يجب علينا أن نغرس روح المقاومة والعزة والإيمان في النفوس ويتوارثها جيل بعد جيل .
نريد أن يكون الغضب عندما تُنتهك حرمات الله خُلُقنا وسلوكنا .
نريد المسلم الذي يضحي لدينه ولوطنه ولأمته بصورة دائمة بلا تراجع ولا انهزامية حتى يلقى الله عزوجل .
اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين يارب العالمين.
أمير محمد المدري