مصطفى معاذ عباس
عضو نشيط
لم يكن العام 2021 عامًا مثاليًا بالنسبة لعملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي لاحقته الضربات منذ مطلع السنة الموشكة على الانتهاء.
ولم يحمل تغيير اسمه إلى "ميتا" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الكثير من الحظ، وإن كان القيّمون عليه قد راهنوا على ما هو أبعد من ذلك على مستوى التطوير والاستثمار.
فبين أضرار سلبية لاستخدام تطبيقاته، وأعطال كشفت عن ثغرات داخلية و"مخاطر"، واجه الموقع الذي واكب الأحداث العالمية اتهامات عدّة منها الانحياز ضد الحقائق.
فيما يلي أبرز العثرات والفضائح التي شهدها فيسبوك، وحدَت مجتمعة إلى التساؤل عن مصير إمبراطورية مارك زوكربيرغ:
كما استغلت الصحافية الفلبينية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا ريسا شهرتها الجديدة، لانتقاد الموقع، قائلة إنه يهدد الديمقراطية، مشيرة إلى أنه يعجز عن منع خطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة و"يتحيز ضد الحقائق".
وكان 14 مدعيًا عامًا من ولايات أميركية قد ضغطوا على فيسبوك بشأن نشره معلومات خاطئة عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
في ذلك الوقت، شن مؤيدو القضية الفلسطينية حملة ضد التطبيق استهدفت تقييمه، الذي انخفض إلى 2.5 فقط من أصل 5 نجوم على متجر غوغل بلاي، بينما ظهر على متجر آبل بتصنيف 2.1 من 5.
ومؤخرًا، أُطلقت حملة تحت عنوان "فيسبوك يحجب القدس" للضغط عليه لتغيير سياساته العامة التي تستهدف تغييب الرواية الفلسطينية فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وفي حين تبنت شركة فيسبوك شعار حرية التعبير، أظهرت القوائم المسرّبة أن الجهات المحظورة تتركز في مناطق معينة بينها المنطقة العربية.
ونقل موقع "إنترسبت" الذي كشف مضمون اللائحة، عن خبراء أن القائمة والقواعد المرتبطة بها تبدو تجسيدًا واضحًا للقلق الأميركي وقيم السياسة الخارجية منذ 11 سبتمبر/ أيلول.
وأفادت فرنسيس هوغن بأن الموقع يسمح بالمحتوى المثير للانقسام لأنه يعزّز التفاعل.
وكانت هوغن قد كشفت لصحيفة أميركية أن فيسبوك سمح لكبار الشخصيات بخرق قواعده وأنه كان على دراية بكيفية تأثير تطبيق الصور Instagram على الصحة العقلية للمراهقين.
وفي أعقاب ذلك، وجّه أعضاء في الكونغرس الأميركي انتقادات لفيسبوك، واتهموا زوكربيرغ بالسعي الحثيث لجني الأرباح والتعامل باستخفاف مع سلامة المستخدمين. وطالبوا الجهات التنظيمية بالتحقيق في اتهامات الموظفة.
وكانت حرب بين ترمب ووسائل التواصل الاجتماعي قد اندلعت عقب أحداث الكابيتول، التي تم على إثرها تعليق حسابات الرئيس السابق، ما دفعه إلى العمل على إطلاق منصته الخاصة "تروث سوشل"، "للوقوف في وجه استبداد عمالقة التكنولوجيا".
وفي وقت سابق، أعلن ترمب عن تقدمه بشكوى بحق مجموعات فيسبوك وتويتر وغوغل ومدرائها متهمًا إياهم بالوقوف وراء "رقابة غير قانونية وغير دستورية".
إقرأ أيضاً
فيسبوك تخضع للتحقيق بتهمة التمييز العنصري في التوظيف
وكشف تقرير لوكالة "رويترز" في ذلك الحين، أن اللجنة قرّرت الشروع في التحقيق بعد تقدم مدير برامج داخل الشركة واسمه أوسكار فينيزي، وثلاثة متقدمين للوظائف برفع دعوى ضدّ الشبكة الاجتماعية بتهمة التمييز العنصري ضد السود.
وأُفيد حينها بأن لجنة حماية البيانات الأيرلندية ستحاول معرفة ما إذا كان العملاق الرقمي الأميركي قد أوفى بالتزاماته فيما يتعلق بالتحكم في البيانات.
ووفقًا لشركة "آب آني" المتخصّصة، احتلّ التطبيق المملوك للمجموعة الصينية "بايت دانس" القائمة، وتلاه كلّ من تطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام" و"مسنجر" التي تملكها شركة فيسبوك، وحلّت بعدها تطبيقات "سناب تشات" و"تلغرام".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت البحث المسرّب واستخدمته أساسًا لمقالاتها، أن فيسبوك تعلم أن تطبيقاتها تضرّ بالصحة النفسية لبعض المستخدمين من الفتيات المراهقات والشباب.
في تلك الليلة، نزح الكثيرون إلى "تويتر" الذي فرض نفسه "البديل"، إلى جانب بعض التطبيقات الأخرى مثل تلغرام.
وانعكست "الخضّة" التي أحدثها العطل، تراجعًا كبيرًا في أسهم شركة فيسبوك التي تكبّدت خسائر غير مسبوقة. وذكرت بعض التقارير أنّ مارك زوكربيرغ خسر قرابة 7 مليارات دولار خلال ساعات.
وتعطل الخدمات أصاب تطبيقات الدردشة التابعة لـ"ميتا" هذه المرة، تكرّر لاحقًا لكن على نطاق أقل اتساعًا وضررًا في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
ولم يحمل تغيير اسمه إلى "ميتا" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الكثير من الحظ، وإن كان القيّمون عليه قد راهنوا على ما هو أبعد من ذلك على مستوى التطوير والاستثمار.
فبين أضرار سلبية لاستخدام تطبيقاته، وأعطال كشفت عن ثغرات داخلية و"مخاطر"، واجه الموقع الذي واكب الأحداث العالمية اتهامات عدّة منها الانحياز ضد الحقائق.
فيما يلي أبرز العثرات والفضائح التي شهدها فيسبوك، وحدَت مجتمعة إلى التساؤل عن مصير إمبراطورية مارك زوكربيرغ:
"مضاعفة خطاب الكراهية"
يشهد فيسبوك اتهامات بمضاعفة خوارزمياته خطاب الكراهية، والعجز عن منع المعلومات المغلوطة. وهو يواجه في هذا الصدد إجراءات قانونية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، بنتيجة دعاوى جماعية تتحدث عن إهمال من الشركة أدى إلى تسهيل الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغيا في ميانمار.كما استغلت الصحافية الفلبينية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا ريسا شهرتها الجديدة، لانتقاد الموقع، قائلة إنه يهدد الديمقراطية، مشيرة إلى أنه يعجز عن منع خطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة و"يتحيز ضد الحقائق".
وكان 14 مدعيًا عامًا من ولايات أميركية قد ضغطوا على فيسبوك بشأن نشره معلومات خاطئة عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
خفض التقييم
يعمد موقع فيسبوك وتطبيق إنستغرام التابع له إلى حذف محتويات خاصة بفلسطين، لا سيما إبان العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة.في ذلك الوقت، شن مؤيدو القضية الفلسطينية حملة ضد التطبيق استهدفت تقييمه، الذي انخفض إلى 2.5 فقط من أصل 5 نجوم على متجر غوغل بلاي، بينما ظهر على متجر آبل بتصنيف 2.1 من 5.
ومؤخرًا، أُطلقت حملة تحت عنوان "فيسبوك يحجب القدس" للضغط عليه لتغيير سياساته العامة التي تستهدف تغييب الرواية الفلسطينية فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
"اللائحة السوداء السرية"
في وقت سابق، ظهر إلى العلن ما وُصف بـ"اللائحة السوداء السرية"، التي تضمّ الأفراد والمنظمات "الخطرة" الخاصة بموقع فيسبوك وعددها 4000، بينها سياسيون وكتّاب وجمعيات خيرية ومستشفيات، وشخصيات ومؤسسات فلسطينية.وفي حين تبنت شركة فيسبوك شعار حرية التعبير، أظهرت القوائم المسرّبة أن الجهات المحظورة تتركز في مناطق معينة بينها المنطقة العربية.
ونقل موقع "إنترسبت" الذي كشف مضمون اللائحة، عن خبراء أن القائمة والقواعد المرتبطة بها تبدو تجسيدًا واضحًا للقلق الأميركي وقيم السياسة الخارجية منذ 11 سبتمبر/ أيلول.
تصريحات موظفة سابقة
وفجرت موظفة سابقة في فيسبوك فضيحة مدوية عندما كشفت معلومات صادمة، جاء من بينها أن "فيسبوك أظهر، مرارًا وتكرارًا، أنه يختار الربح على السلامة"، وأنه ساهم في التضليل الانتخابي وتمرّد الكابيتول في السادس من يناير/ كانون الثاني.وأفادت فرنسيس هوغن بأن الموقع يسمح بالمحتوى المثير للانقسام لأنه يعزّز التفاعل.
وكانت هوغن قد كشفت لصحيفة أميركية أن فيسبوك سمح لكبار الشخصيات بخرق قواعده وأنه كان على دراية بكيفية تأثير تطبيق الصور Instagram على الصحة العقلية للمراهقين.
وفي أعقاب ذلك، وجّه أعضاء في الكونغرس الأميركي انتقادات لفيسبوك، واتهموا زوكربيرغ بالسعي الحثيث لجني الأرباح والتعامل باستخفاف مع سلامة المستخدمين. وطالبوا الجهات التنظيمية بالتحقيق في اتهامات الموظفة.
حرب مع دونالد ترمب
عندما أعلن موقع فيسبوك في يونيو/ حزيران تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لعامين، وصف ترمب ذلك بأنه "إهانة" للأميركيين الذين صوّتوا له.وكانت حرب بين ترمب ووسائل التواصل الاجتماعي قد اندلعت عقب أحداث الكابيتول، التي تم على إثرها تعليق حسابات الرئيس السابق، ما دفعه إلى العمل على إطلاق منصته الخاصة "تروث سوشل"، "للوقوف في وجه استبداد عمالقة التكنولوجيا".
وفي وقت سابق، أعلن ترمب عن تقدمه بشكوى بحق مجموعات فيسبوك وتويتر وغوغل ومدرائها متهمًا إياهم بالوقوف وراء "رقابة غير قانونية وغير دستورية".
تمييز عنصري ضد السود
خضعت فيسبوك في مارس/ آذار للتحقيق من قبل اللجنة الأميركية لفرص العمل المتكافئة EEOC، حول مزاعم وجود عنصرية "ممنهجة" في التعيينات والترقيات الوظيفية.إقرأ أيضاً
فيسبوك تخضع للتحقيق بتهمة التمييز العنصري في التوظيف
وكشف تقرير لوكالة "رويترز" في ذلك الحين، أن اللجنة قرّرت الشروع في التحقيق بعد تقدم مدير برامج داخل الشركة واسمه أوسكار فينيزي، وثلاثة متقدمين للوظائف برفع دعوى ضدّ الشبكة الاجتماعية بتهمة التمييز العنصري ضد السود.
تحقيق أوروبي
في مايو/ أيار، أعلنت الهيئة الناظمة الأيرلندية المكلّفة بحماية البيانات، فتح تحقيق بحق "فيسبوك" نيابة عن الاتحاد الأوروبي، بعد الكشف عن عملية اختراق بيانات أكثر من 530 مليون مستخدم يعود تاريخها إلى عام 2019.وأُفيد حينها بأن لجنة حماية البيانات الأيرلندية ستحاول معرفة ما إذا كان العملاق الرقمي الأميركي قد أوفى بالتزاماته فيما يتعلق بالتحكم في البيانات.
تيك توك يتفوّق
على مستوى المنافسة، تصدّر تطبيق "تيك توك" قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا لعام 2020، متفوّقًا بذلك على تطبيقات "فيسبوك"، في دليل على أن وباء كورونا زاد من رواج تطبيق التسجيلات القصيرة هذا ليتخطّى نطاق جمهوره الأصلي من الشباب.ووفقًا لشركة "آب آني" المتخصّصة، احتلّ التطبيق المملوك للمجموعة الصينية "بايت دانس" القائمة، وتلاه كلّ من تطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام" و"مسنجر" التي تملكها شركة فيسبوك، وحلّت بعدها تطبيقات "سناب تشات" و"تلغرام".
"مضرة بالصحة النفسية"
كشف بحث مسرّب أجرته فيسبوك تحت عنوان "المقارنة الاجتماعية على إنستغرام" أن متابعي نجوم مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم كيم كارداشيان وجاستين بيبر وتشارلي داميليو على إنستغرام يعانون من المزيد من المشاعر السلبية المرتبطة بصورة الذات.وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت البحث المسرّب واستخدمته أساسًا لمقالاتها، أن فيسبوك تعلم أن تطبيقاتها تضرّ بالصحة النفسية لبعض المستخدمين من الفتيات المراهقات والشباب.
ليلة العطل الطويلة
هزة كبيرة شهدها العالم الافتراضي مساء الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما شهد فيسبوك عطلًا مفاجئًا استمرّ لساعات طويلة، وأدّى لانقطاع الخدمات بشكل كامل عن عشرات الملايين من المستخدمين.في تلك الليلة، نزح الكثيرون إلى "تويتر" الذي فرض نفسه "البديل"، إلى جانب بعض التطبيقات الأخرى مثل تلغرام.
وانعكست "الخضّة" التي أحدثها العطل، تراجعًا كبيرًا في أسهم شركة فيسبوك التي تكبّدت خسائر غير مسبوقة. وذكرت بعض التقارير أنّ مارك زوكربيرغ خسر قرابة 7 مليارات دولار خلال ساعات.
وتعطل الخدمات أصاب تطبيقات الدردشة التابعة لـ"ميتا" هذه المرة، تكرّر لاحقًا لكن على نطاق أقل اتساعًا وضررًا في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.