الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
في أي شهر ولد السيد المسيح وفي أي عام؟
الجواب:
مسألة تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عليها تنبيهات:
1. أنها من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به.
2. أن معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع، والجهل به لا يضرّ،
ولو كان في معرفة ذلك فائدة لجاءتنا النصوص به.
3. ميلاد نبينا محمد – ﷺ – أقرب من ميلاد عيسى بن مريم، ومع ذلك كله لا يُعرف على التحديد وقت ميلاده – ﷺ-.
4. بعض الناس يظن أن ميلاد السيد المسيح كان في شهر الصيف
ويستدل على ذلك أن الرطب الجَنيّ هو من فاكهة الصيف
وقد أمر الله مريم أن تهز النخلة وتأكل من رطبها،
قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا))
(مريم:25)
وهو استدلال فاسد لأن ظاهر القصة يشير إلى أنّ الرُطَب كان في غير أوانه خرقا للعادة وكرامةً لمريم – عليها السلام –
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – في كتابه أضواء البيان (ج 3 ص 397):
قوله تعالى : ( وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً )
لم يصرِّح جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة ببيان الشيء الذي أمرها أن تأكل منه، والشيء الذي أمرها أن تشرب منه، ولكنَّه أشار إلى أن الذي أمرها أن تأكل منه هو : ” الرُّطَب الجَني” المذكور، والذي أمرها أن تشرب منه هو النهر المذكور المعبر عنه بـ ” السَرِيّ” ، كما تقدم، هذا هو الظاهر.
وللعلماء في هذا أقوال منها:
أ- أن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به:
كان جذعاً يابساً؛ فلما هزته جعله الله نخلة ذات رطب جَنِي.
ب- كان الجذع جذع نخلة نابتة، إلا أنها غير مثمرة، فلما هزته أنبت الله فيه الثمر، وجعله رطباً جَنيّاً.
ت- كانت النخلة مثمرة ، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب الذي كان موجوداً .
والذي يُفهم من سياق القرآن:
أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة، وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة، ولم يكن الرطَب، والنهر، موجودين قبل ذلك. انتهى
ومع ذلك نقول: صحيح أننا لا نثبت ولادة المسيح في الصيف لكن ليس هناك دليل قاطع على النفي أيضا.
5. ورد في إنجيل ” لوقا ” حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام:
“وكان في تلك الكورة رعاة متبدين ، يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الربِّ وقف بهم ومجَّد الرب حولهم ، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : ” لا تخافوا ، فها أنا أبشركم بفرح عظيم ، يكون لجميع الشعب ، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح “.
( إنجيل ” لوقا ” ، إصحاح 2 ، عدد 8-9-10-11 ).
وهو يذكر أن ميلاد المسيح يكون في وقت يكون فيه الرعي ممكنا وذلك لا يكون إلا في الصيف، فلماذا يحتفلون بميلاد المسيح في الشتاء؟
يقول الأسقف ” بارنز في كتابه ( ظهور المسيحية ) : غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم (25 ديسمبر) كان بالفعل ميلاد المسيح ، وإذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الإيمان قصة ” لوقا ” عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريباً من ” بيت لحم ” ؛ فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية ، ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد.
بل إنه ورد في دائرة ” معارف شاميرز ” الآتي :
” كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس، وفي روما كان يوم (25 ديسمبر) يُحتفل فيه بعيد وثني قومي – ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد ، بل باركته ، كعيد قومي لشمس البر. ”
والخلاصة :
لا يعلم بشرٌ في زماننا وقت ميلاد المسيح بالضبط والاحتفال به وتعيينه في فصل الشتاء ليس له مبرراته ولا أدلة صحيحة عليه لا في القرآن ولا في الإنجيل.
والله تعالى أعلم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: