الغريبة
عضو مشاغب
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
أنقذوهم بدل أن تهنؤوهم
من المسلمين من لا يجد بأسًا في تهنئة النصارى بأعيادهم،
وهناك من يرى أن تهنئتهم بأعيادهم من البر بهم والإحسان إليهم،
ولست أدري ما علاقة هذا بذاك؟!
مع أن من النصارى أنفسهم من يعلم أن أعيادهم هذه
أعيادٌ وثنية لا علاقة لها بعيسى عليه السلام ولا بميلاده،
بل ويعجبون من المسلمين الذين يهنئونهم بهذه الأعياد!
ولكني أتساءل:
هل من أمانة المسلم أن يهنئ النصارى بأعيادهم؟
أليس هذا خداعًا وإيهامًا لهم أنهم على حق، وأن لا بأس بما يعتقدون؟
إن أعظم برٍّ بهؤلاء، وأعظم إحسان إليهم
ـ إن كنت حقًّا تريد لهم الخير ـ
هو أن تنقذهم مما هم فيه من ضلال وظلمات، وتدعوهم إلى الإسلام؛
فما اعتنق أحدٌ منهم الإسلام إلا وجد ضالة روحه،
وعرف معنى حياته بعد أن كان يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض،
ووجد الراحة والطمأنينة والسكينة، بعد حياة اللهو والصخب والتيه والضياع
التي قد تنتهي بالانتحار.
شاهدت ذات مرة على "اليوتيوب" امرأة مُسنة غير عربية كانت تبحث عن الحقيقة إلى أن هداها الله إلى الإسلام على يد ابنتها التي أسلمت قبلها، قالت عندما عرفتْ الإسلام: "لماذا لم يخبرنا أحدٌ بهذا؟".
عذرًا أمنا يبدو أنهم قد انشغلوا بتهنئتك عن دعوتك،
ربما ظنًّا منهم أنهم بذلك يتألفون قلبك علك تُسلمين،
وما دَرَوْا أنهم بذلك ما رحموك، بل حرموك من نور الهداية،
وبدل أن ينقذوك من الضلال أطالوا عليك حياة الغفلة والظلام،
وتركوك تعيشين في عماء وشقاء.
سمعت أحدهم ذات مرة يتحدث عن العلاقة الطيبة التي كانت تجمعهم بجيرانهم النصارى، فما رأوا منهم إلا كلَّ خير، وكذلك ما رأى جيرانهم منهم إلا كل خير، وهذا أمر طيب،
ولكن ماذا بعد؟ ألم يحرصوا على دعوتهم وإرشادهم إلى طريق الحق؟
ألم ير جيرانهم عندهم ما يثير فضولهم لمعرفة دين الإسلام؟
أما وجدوا لديهم ما يجعلهم يتساءلون: إن كانوا على حق أم لا؟
لم يذكر شيئًا عن هذا.
إن لم يرَ من يتعامل معك من غير المسلمين ما يميزك عنهم في الاعتقاد والتصورات والمعاملات والأخلاق والاهتمامات والغايات، وإن لم يجدوا في دينك ضالتهم، وإن لم يسمعوا منك كلمة حق تهديهم بها وترشدهم، ما وجودك إذًا بينهم وما نفعك لهم؟!
ما الفائدة أن تحسن إليهم في الدنيا دون أن تفكر بمصيرهم في الآخرة؟!
وكيف سيثقون بك وأنت تجاملهم في ضلالهم وباطلهم؟!
أما ينبغي على المسلم أن يكون ناصحًا أمينًا؟
أترى من يهنئ النصارى بأعيادهم يشعر بالهزيمة الداخلية؛
بالضعف والهوان والمذلة والتخلف؟
أيشعر بأنه محل ريبة يريد أن يزيل التهمة عن نفسه أو عقيدته،
ويظهر بمظهر المتسامح؟
إن المسلم المعتز بدينه الذي يعرف مكانه في هذه الأرض،
وحقيقة دوره في حياة البشر، يأبى هذا على نفسه؛
لأنه يدرك أنه ينتمي إلى أمة جاءت لقيادة البشرية بمنهج الله وحده،
ومهتدية بتوجيه الله وحده،
وقد أدرك هذا ربعي بن عامر عندما قال لرستم:
"نحن قوم ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،
ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة".
يقول سبحانه:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ﴾
[آل عمران:110]،
وقال سبحانه:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾
[البقرة:143].
فهل تدرك الأمة المسلمة أن لها خصائص تُميزها عن سائر الأمم،
وأن عليها واجبًا ثقيلًا، وأن للقيادة تكاليفها وتبعاتها،
وأنها لن تكون في مركز القيادة إلا إذا كانت أهلًا له؟
لبنى شرف
صيد الفوائد
من المسلمين من لا يجد بأسًا في تهنئة النصارى بأعيادهم،
وهناك من يرى أن تهنئتهم بأعيادهم من البر بهم والإحسان إليهم،
ولست أدري ما علاقة هذا بذاك؟!
مع أن من النصارى أنفسهم من يعلم أن أعيادهم هذه
أعيادٌ وثنية لا علاقة لها بعيسى عليه السلام ولا بميلاده،
بل ويعجبون من المسلمين الذين يهنئونهم بهذه الأعياد!
ولكني أتساءل:
هل من أمانة المسلم أن يهنئ النصارى بأعيادهم؟
أليس هذا خداعًا وإيهامًا لهم أنهم على حق، وأن لا بأس بما يعتقدون؟
إن أعظم برٍّ بهؤلاء، وأعظم إحسان إليهم
ـ إن كنت حقًّا تريد لهم الخير ـ
هو أن تنقذهم مما هم فيه من ضلال وظلمات، وتدعوهم إلى الإسلام؛
فما اعتنق أحدٌ منهم الإسلام إلا وجد ضالة روحه،
وعرف معنى حياته بعد أن كان يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض،
ووجد الراحة والطمأنينة والسكينة، بعد حياة اللهو والصخب والتيه والضياع
التي قد تنتهي بالانتحار.
شاهدت ذات مرة على "اليوتيوب" امرأة مُسنة غير عربية كانت تبحث عن الحقيقة إلى أن هداها الله إلى الإسلام على يد ابنتها التي أسلمت قبلها، قالت عندما عرفتْ الإسلام: "لماذا لم يخبرنا أحدٌ بهذا؟".
عذرًا أمنا يبدو أنهم قد انشغلوا بتهنئتك عن دعوتك،
ربما ظنًّا منهم أنهم بذلك يتألفون قلبك علك تُسلمين،
وما دَرَوْا أنهم بذلك ما رحموك، بل حرموك من نور الهداية،
وبدل أن ينقذوك من الضلال أطالوا عليك حياة الغفلة والظلام،
وتركوك تعيشين في عماء وشقاء.
سمعت أحدهم ذات مرة يتحدث عن العلاقة الطيبة التي كانت تجمعهم بجيرانهم النصارى، فما رأوا منهم إلا كلَّ خير، وكذلك ما رأى جيرانهم منهم إلا كل خير، وهذا أمر طيب،
ولكن ماذا بعد؟ ألم يحرصوا على دعوتهم وإرشادهم إلى طريق الحق؟
ألم ير جيرانهم عندهم ما يثير فضولهم لمعرفة دين الإسلام؟
أما وجدوا لديهم ما يجعلهم يتساءلون: إن كانوا على حق أم لا؟
لم يذكر شيئًا عن هذا.
إن لم يرَ من يتعامل معك من غير المسلمين ما يميزك عنهم في الاعتقاد والتصورات والمعاملات والأخلاق والاهتمامات والغايات، وإن لم يجدوا في دينك ضالتهم، وإن لم يسمعوا منك كلمة حق تهديهم بها وترشدهم، ما وجودك إذًا بينهم وما نفعك لهم؟!
ما الفائدة أن تحسن إليهم في الدنيا دون أن تفكر بمصيرهم في الآخرة؟!
وكيف سيثقون بك وأنت تجاملهم في ضلالهم وباطلهم؟!
أما ينبغي على المسلم أن يكون ناصحًا أمينًا؟
أترى من يهنئ النصارى بأعيادهم يشعر بالهزيمة الداخلية؛
بالضعف والهوان والمذلة والتخلف؟
أيشعر بأنه محل ريبة يريد أن يزيل التهمة عن نفسه أو عقيدته،
ويظهر بمظهر المتسامح؟
إن المسلم المعتز بدينه الذي يعرف مكانه في هذه الأرض،
وحقيقة دوره في حياة البشر، يأبى هذا على نفسه؛
لأنه يدرك أنه ينتمي إلى أمة جاءت لقيادة البشرية بمنهج الله وحده،
ومهتدية بتوجيه الله وحده،
وقد أدرك هذا ربعي بن عامر عندما قال لرستم:
"نحن قوم ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،
ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة".
يقول سبحانه:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ﴾
[آل عمران:110]،
وقال سبحانه:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾
[البقرة:143].
فهل تدرك الأمة المسلمة أن لها خصائص تُميزها عن سائر الأمم،
وأن عليها واجبًا ثقيلًا، وأن للقيادة تكاليفها وتبعاتها،
وأنها لن تكون في مركز القيادة إلا إذا كانت أهلًا له؟
لبنى شرف
صيد الفوائد