• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

أماني أهل الجنّة ...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع yazan
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

yazan

عضو جديد
سجل
8 مايو 2021
المشاركات
13
التفاعل
13
العمر
30
الإقامة
جده
الجنس
سؤالي أخواني الأفاضل ..
إذا تمنى أحد من أهل الجنة أن يرى حدثاً من أحداث الدنيا مثل : أحداث قصة أحد رسل الله ، خروج يأجوج ومأجوج ، معركة ما ، ظهور إحدى علامات الساعة الكبرى ............. .... إلى غير ذلك .
هل يتحقق له ذلك ؟ بارك الله فيكم جميعاً ونفعنا بما نقرأ في منتداكم .
 
السلام عليكم

تمنيات أهل الجنة.. الممكن والمستحيل
رقم الفتوى: 322561

السؤال

لفت انتباهي ردكم على سؤالي رقم: 318604، عندما قلتم: فقد دلت النصوص الشرعية على أن الله عز وجل يعطي أهل الجنة كل ما يتمنون، ووردت أمثلة على ذلك مع بعض المستثنيات التي قدر الله أنها لا تكون مثل: الرجوع للدنيا، لكنني لم أقل لكم الرجوع إلى الدنيا فكلامي كان واضحا وصريحا، وقد تعجبت من ردكم في هذا الباب: قلت لكم في السؤال وأقول لكم الآن كوكب على هيئة الأرض لا يعني ذلك كما فهمتم ـ والله قادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون، وهناك مشكلة شرعية وقعتم فيها مرارا، فقولكم كما في جوابكم على سؤالي وسؤال كثير من إخواني قولكم: وما لم يرد بشأنه دليل من الكتاب أو السنة ـ كالمثال الذي ورد في السؤال ـ فلا يمكن الجزم فيه بشيء، لأن الجنة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بالوحي، فلا يجوز الجزم بأنه سيحدث فيها كذا أو كذا إلا بدليل، فأقول لكم أليست كل مسألة تقاس على القاعدة العامة؟ وهل الشرع سمى كل حرام باسمه وأنه حرام، وفي كل عام هناك أشياء حرام يتم تصنيعها، وهناك أشياء حلال يتم تصنيعها فهل نستطيع أن نقول ما ورد دليل سماها بعينها أنها حلال أو حرام، وكذلك أمور الجنة إذا سأل المسلم سؤالا كأن يتمنى الجهاد في الجنه أو الصيد أو يتمنى أن يخلق له ملك الملوك سبحانه وتعالى كوكبا على هيئة الأرض، أو يتمنى نكاح فتاة على هيئة فتاة كافرة في الدنيا وهي موجودة في الحقيقة في النار وغيرها من الأمور، فإنها تقاس على القاعدة العامة وينظر فيها هل هذا التمني يخالف الفطرة السوية؟ وهل هو خبيث محرم أو طيب حلال؟ وهل ورد دليل على منعها في الدنيا والجنة كما هو حال من يتمنى اللواط أو السحاق أو نكاح المحارم؟ لماذا لم تقولوا لمن سألكم لم يرد دليل صريح على تحريم السحاق أو نكاح الفتاة في دبرها، لكنكم فعلتم الصواب فنظرتم للقاعدة العامة وهي أن أهل الجنة طيبون لا يتمنون إلا طيبا كما دلت الآيات، أليست هذه كتلك؟ ولماذا لم تفعلوا نفس الشيء عندما يتم سؤالكم عن شيء حلال طيب يحبه الله! والقاعدة العامة في الحلال هي كما دلت النصوص الشرعية على أن الله عز وجل يعطي أهل الجنة كل ما يتمنون، وكما قال النبي ﷺ للرجل الذي قال: يا رسول الله إني أُحِبُّ الخَيْلَ، فهل في الجنة خيل؟ فقال: إنْ يُدْخِلْكَ الجَنَّةَ إنْ شاءَ، فَلا تَشاءُ أنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَطيرُ بِكَ فِي أيّ الجَنَّة شِئْتَ إلا فَعَلَتْ ـ فقال أعرابيّ: يا رسول الله إني أحبّ الإبلَ، فهل في الجنة إبل؟ فقال: يا أعرابيّ إنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ إنْ شاءَ اللهُ، فَفِيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنَاك ـ لاحظوا ماذا قال له النبي ﷺ لما سأله عن الإبل وكأن الأعرابي بدأ يقول للنبي ﷺ كل شيء في نفسه، فأعطاه القاعدة العامة: يا أعرابيّ إنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ إنْ شاءَ اللهُ، فَفِيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنَاك ـ وهل ما كتبه لكم يدخل تحت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو سبحانه على كل شيء قدير لا يستثنى من هذا العموم شيء، لكن مسمى الشيء ما تصور وجوده، فأما الممتنع لذاته فليس شيئا باتفاق العقلاء ـ مجموع الفتاوى، وهذا المقطع من كلام الشيخ مقتطف من فتوى لكم برقم: 5755، كانت تتخدث عن تمني أهل الجنة وأقسام التمني.

الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغفر الله للسائل فقد كان يكفيه العبارة التي نقلها من جواب سؤاله السابق، والتي تنص على أن ما لم يرد بشأنه دليل من الكتاب أو السنة: لا يمكن الجزم فيه بشيء، فإن هذا واضح في أن النفي والإثبات كلاهما لا يصح الجزم به حتى يقوم دليل عليه، وفي هذا رد على من يجزم بإثبات أو بنفي، ولولا الإمكان العقلي ودخول ذلك في عموم قدرة الله تعالى، لما صلح إلا النفي، والمقصود أن جوابنا على السائل كان بنفي الجزم لا الإمكان! وفي هذا القدر كفاية، فإن أبى السائل إلا أن نسايره في منطق تفكيره، قلنا: إن الفرق بين الجهاد وبين الصيد أو الزواج مما ذكره السائل من أماني أهل الجنة قائم ظاهر، لأن وجود الجهاد وملحقاته -التي ذكرها السائل في سؤاله السابق- من وجود جيش لا يرى آخره، وقتال اليهود أو غيرهم من أنواع الكفار، وحصول الغنائم والسبي، وتحرير القدس.. هذا كله لا يتصور وجوده حقيقةً إلا في دار تكليف يصح فيها وصف الإيمان والكفر، ويقوم فيها داعي الجهاد والقتل، وتؤخذ فيها الغنائم، ويحكم فيها لقتلى المؤمنين بالجنة، وقتلى الكافرين بالنار، وما إلى ذلك مما لا يكون إلا في دار تكليف، بخلاف وجود الصيد والزواج وأنواع النعيم والشهوات التي لا تستلزم ذلك، ولأن الجنة دار جزاء، لا دار عمل وتكليف، فإن ما يستلزم وجود التكليف فيها ممتنع، ولذلك قضى الله تعالى ألا يرجع إلى الدنيا من يموت فيدخلها، كما في حديث جابر بن عبد الله بن حرام قال: لقيني رسول الله ﷺ فقال لي: يا جابر؛ ما لي أراك منكسرا؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.
وأما تمني الواحد من أهل الجنة أن يخلق له ملك الملوك سبحانه وتعالى كوكبا على هيئة الأرض، على حد ما جاء في السؤال، فنقول في جوابه: هذا الكوكب لا يخرج في التصور الذهني عن أن يكون: إما داخل الجنة، وإما خارجها، فإن كان داخل الجنة فيرد عليه ما سبق أن ذكرناه من انتفاء التكليف هناك، وإن كان خارجها فيرد عليه ما سبق أيضا، إضافة إلى تعارض ذلك مع رغبتهم في البقاء الدائم في الجنة، وعدم رضاهم بالتحول عنها، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا {الكهف107ـ 108}.
قال ابن كثير: في قوله: لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا ـ تنبيه على رغبتهم فيها وحبهم لها، مع أنه قد يتوهم فيمن هو مقيم في المكان دائمًا أنه يسأمه أو يمله، فأخبر أنهم مع هذا الدوام والخلود السرمدي، لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولا ولا انتقالا ولا ظعنًا ولا رحلة ولا بدلا. اهـ.
ولذلك إذا دخل أهل الجنة الجنة ورأوا ما فيها، سموها دار المقامة، كما قال تعالى على لسانهم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ {فاطر:34ـ35}.
قال القشيري: دَارَ الْمُقَامَةِ ـ أي دار الإقامة، لا يبغون عنها حولا، ولا يتمنون منها خروجاً. اهـ.
وقال السعدي: أي: الدار التي تدوم فيها الإقامة، والدار التي يرغب في المقام فيها، لكثرة خيراتها، وتوالي مسراتها وزوال كدوراتها. اهـ.
وعلى أية حال، فإنا نرجع للسائل فنقول: حسبنا في وصف نعيم أهل الجنة أن لهم فيها ما يشاءون، وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون، كما قال تعالى: لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ {النحل: 31}.
وقال سبحانه: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ {فصلت: 31}.
وقال عز وجل: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ {الزخرف: 71}.
وقال تبارك وتعالى: وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ {الأنبياء: 102}.

والله أعلم.

اسلام ويب
 

هل تتحقق أمنية الجهاد في الجنة
رقم الفتوى: 318604

السؤال​

لقد دل الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن المؤمن إذا دخل الجنة نال ما تمنى، وهذا مما لا يشك فيه مؤمن لإجماع الكتاب والسنة والعلماء عليه، وقالوا بأن ما كان حلالًا في الدنيا يبقى حلالًا في الجنة، فإن الله يحب الحلال، وما كان حرامًا في الدنيا كان حرامًا في الجنة، لأن الله يكره الحرام، وأهل الجنة طيبون لا يتمنون إلا طيبًا، لا يتمنون الأمور التي كانت حرامًا في الدنيا، إلا ما استثناه الشرع من أمور كانت حرامًا في الدنيا ومستحلها يرتد عن الإسلام لكن أصبحت حلالًا في الآخرة، مع الفرق بينها في الدنيا والجنة؛ كشرب الخمر، والزواج بأكثر من أربعة من النساء، ولبس الحرير والذهب، والشرب بكأس من ذهب وفضة، وغيرها من الأمور.
السؤال: إذا أدخلني الله الواحد القهار الجنة بفضله ومنّه، هل يتحقق لي بفضل الله أن أكون قائد جيش إسلامي يُرى أوله ولا يُرى آخره لتحرير القدس، وقتال اليهود، سواء بالسيف أو السلاح الحديث، ومن ثم سبي نسائهم، والأخذ من المغنم، أو تحرير أية دولة كافرة أخرى؟ أعرف أن هذا السؤال غيبيّ، لكن كما ذكرت بدون شك أن المؤمن ينال ما يتمنى، والجهاد من أحب الأعمال إلى الله بعد التوحيد، وهذا يعني أنه حلال في الجنة، فهل هناك علّة شرعية في هذه الأمنية؟ وأنا أعرف أن القدس ستحرر، كما قال الذي لا ينطق عن الهوى، لكن المسألة إن الله قادر على كل شيء، فيخلق لي شبه الأرض من جديد، فعندما أتمنى أن أفتح بيت المقدس وغيرها من البلاد لا يعني الرجوع إلى الدنيا حقيقة، فإن الأرض تكون قد زالت بلا شك، فهل هناك علّة شرعية؟

الإجابــة​


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد دلت النصوص الشرعية على أن الله عز وجل يعطي أهل الجنة كل ما يتمنون، ووردت أمثلة على ذلك مع بعض المستثنيات التي قدر الله أنها لا تكون مثل: الرجوع للدنيا، كما أشرنا في الفتوى رقم: 216193.
وما لم يرد بشأنه دليل من الكتاب أو السنة -كالمثال الذي ورد في السؤال- فلا يمكن الجزم فيه بشيء؛ لأن الجنة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بالوحي، فلا يجوز الجزم بأنه سيحدث فيها كذا أو كذا إلا بدليل، ولا ينبغي الانشغال بالتعمق في مثل هذه الأمور التي لن يصل المرء فيها إلى شيء قاطع.
وحسب المؤمن أن يكون همه دخول الجنة، فإذا دخلها وجد من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ووجد قطعًا ما يتمناه من أنواع وأصناف النعيم التي لا يعكر عليه صفوها أي شيء.
نسأل الله بمنّه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
والله أعلم.

اسلام ويب
 

هل كل ما يتمناه المسلم يحصل عليه في الجنة

رقم الفتوى: 216193

السؤال​

مسلم تمنى أمنية وهي أن يكون له شيء يريده ويتمنى أن يحصل عليه في الجنة، فهل في حال موته ودخوله الجنة يحصل عليه

وإن كان هذا الشيء خياليا وليس حقيقة؟.

الإجابــة​

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:​

فقد قال تعالى:​

وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ

وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}​

قال الطبري:

لكم في الجنة ما تشتهي نفوسكم أيها المؤمنون، وتلذّ أعينكم: وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ـ يقول: وأنتم فيها ماكثون، لا تخرجون منها أبدا.​

عن ابن سابط:

أن رجلا قال: يا رسول الله إني أُحِبُّ الخَيْلَ، فهل في الجنة خيل؟ فقال: إنْ يُدْخِلْكَ الجَنَّةَ إنْ شاءَ، فَلا تَشاءُ أنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَطيرُ بِكَ فِي أيّ الجَنَّة شِئْتَ إلا فَعَلَتْ ـ فقال أعرابيّ: يا رسول الله إني أحبّ الإبلَ، فهل في الجنة إبل؟ فقال: يا أعرابيّ إنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ إنْ شاءَ اللهُ، فَفِيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنَاك.

رواه أحمد والترمذي، وضعفه الألباني.

عن أبي ظبية السلفي، قال:

إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة، قال: فتقول: ما أُمْطِرُكُمْ؟ قال: فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم، حتى إن القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا. أخرجه ابن أبي الدنيا في وصف الجنة.​


عن عليّ بن أبي الوليد، قال:

قيل لمجاهد في الجنة سماع؟ قال: إن فيها لشجرا يقال له العيص، له سماع لم يسمع السامعون إلى مثله.​

عن أبي أمامة، يقول:

إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطائر وهو يطير، فيقع متفلقا نضيجا في كفه، فيأكل منه حتى تنتهي نفسه، ثم يطير، ويشتهي الشراب، فيقع الإبريق في يده، ويشرب منه ما يريد، ثم يرجع إلى مكانه.​


وروى ابن المبارك في الزهد، وأبو نعيم

في الحلية عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ:

إِنَّ مِنَ الْمَزِيدِ فِي الْجَنَّةِ أَنْ تَمُرَّ السَّحَابَةُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، فَتَقُولَ: مَا تَدْعُونِي أَنْ أُمْطِرَكُمْ؟ قَالَ: فَلَا يَدْعُونَ بِشَيْءٍ إِلَّا أَمْطَرَتْهُمْ، قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ: لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ ذَلِكَ لَأَقُولَنَّ: أَمْطِرِينَا جَوَارِيَ مُزَيَّنَاتٍ.​


وقال تعالى:​

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ {فصلت:30ـ 32}.​

قال ابن كثير:

وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ـ أَيْ: فِي الْجَنَّةِ مِنْ جَمِيعِ مَا تَخْتَارُونَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ النُّفُوسُ، وَتَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ـ أَيْ: مَهْمَا طَلَبْتُمْ وَجَدْتُمْ، وَحَضَرَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، أَيْ كَمَا اخْتَرْتُمْ: نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ـ أَيْ: ضِيَافَةً وَعَطَاءً وَإِنْعَامًا مِنْ غَفُورٍ لِذُنُوبِكُمْ، رَحِيمٍ بِكُمْ رَءُوفٍ، حَيْثُ غَفَرَ، وَسَتَرَ، وَرَحِمَ، وَلَطَفَ.​


فما تمناه المرء في الجنة ناله، وراجع فتوى رقم: 137313.​


وأما تمني ما هو خيالي، فإن كان ممكناً، ولا نظير له في الدنيا، فقد يحققه الله، كما في الآثار التي أوردها الطبري فيما سبق: كالسحابة التي تمطر الكواعب الأتراب.​


وأما إن كان مستحيلاً قضى ألا يكون، فإنه لا يكون،​

روى التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ، وَالْحَاكِمِ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ألَّا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ: قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ.

وروى الترمذي وابن ماجه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران: 169} فَقَالَ:

أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالعَرْشِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ؟ قَالُوا رَبَّنَا: وَمَا نَسْتَزِيدُ وَنَحْنُ فِي الجَنَّةِ نَسْرَحُ حَيْثُ شِئْنَا؟ ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَا يُتْرَكُونَ قَالُوا: تُعِيدُ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى ـ قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ـ​

ورواه مسلم، وزاد: فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا.​

فالله عز وجل لم يعطهم ذلك، لأنه قضى أنهم إليها لا يرجعون، والمطلوب أن يسأل العبد ربه الجنة، ولا يغلو في التفاصيل، فإنه إن دخلها أُعطي ما شاء، وراجع الفتوى رقم: 35124.​

رزقنا الله وإياك الجنة.​

والله أعلم.​

 
التعديل الأخير:

الجنة فيها كل ما تشتهيه النفوس

رقم الفتوى: 137313

السؤال​

هل يمكنني إذا دخلت الجنة-بإذن الله-أن أعيش حياة أخرى بتنظيم كل شيء صغيرها وكبيرها تستمر تقريبا 3سنوات أو 4 ففي الحديث قال النبي ﷺ🙁إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له : تمن فيتمنى ويتمنى , فيقول له : هل تمنيت ؟ فيقول نعم , فيقول له : فإن لك ما تمنيت ومثله معه)؟

الإجابــة​

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث المذكور رواه الإمام مسلم في صحيحه.
ولكن مراد السائل لم يتضح لنا.
وعلى أية حال فمما لا شك فيه أن الله تعالى على كل شيء قدير، وقد أخبرنا سبحانه عن الجنة فقال: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ. {الزخرف:71}.
وقال تبارك وتعالى في الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. متفق عليه.
فإذا عُلم هذا، عُلم أن العبد ينبغي أن يكون اهتمامه بدخول الجنة وعلو درجته فيها، فبهذا ينشغل قلبه ويلهج لسانه، كما قال رسول الله ﷺ: إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة.
رواه البخاري.
فإن من دخل الجنة نال ما تمنى ووجد ما يشتهي، فلن يشاء فيها شيئاً إلا أعطيه، كما قال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ. {النحل:31}.

لمزيد الفائدة عن ذلك يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 120096.
والله أعلم.

اسلام ويب
 
بارك الله فيكم جميعاً أخواني الأفاضل ونفعنا بعلمكم ... وأسأل الله العظيم رب العرش أن يحفظ القائمين على هذا المنتدى الشامخ ويضاعف لهم الأجر والثواب.
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى