• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

زامر الحي لا يطرب

الموج الصامت

عضو مشاغب
سجل
13 مارس 2021
المشاركات
8,778
الحلول
13
التفاعل
5,321
العمر
41
الإقامة
لبنان
الجنس
زامر الحي لا يطرب
زامر الحي لا يطرب هو أحد الأمثال العربية القديمة التي انتشرت في منطقة الخليج ، وهي تعني أن مطرب الحارة لا يطرب ساكنيها وذلك لكثرة عزفه ، الذي تتعود عليه الآذان فيصبح حينها بلا قيمة لديهم لأنه لا يقدم جديد ، ويضرب هذا المثل حينما يلقى المرء من جماعته تجهمًا ونكرانًا ، ويشعر معهم بتدني القيمة وانعدام الوجود .

قصة المثل : يحكى أن زمارًا نبغ في العزف على مزماره فكان كل ليلة قبل مغيب الشمس ، يخرج ألته ويؤنس وحدته وهو يرعى قطيعه من الغنم ، فكان الشاب يشدو بأجمل الألحان التي تنقلها الرياح لأهل قريته ، فيستمعون لمطلعها ثم ينشغلون بأعمالهم رغم عذوبة ألحانه ، وكان إن مر بينهم لا يعيرونه اهتماما ولا يشعرونه بحلاوة ما يصنع .

ظل الشاب على حاله يعزف كل يومٍ دون أن يسمع كلمة تحفيز واحدة ، حتى مر عليه واحدًا من الرحالة في يومٍ من الأيام فاستوقفته ألحانه ، وطلب منه أن يرافقه في مقابل أن يمنحه كل شهر ألف درهم ، فوافق الشاب على عرض الرجل الرحالة وسافر معه إلى قرية ليست ببعيدة ، وهناك أعلنوا عن حفلة كبيرة عزف بها الشاب أعذب الألحان ، ونال رضا وتصفيق الجمهور .

وهكذا حفلة تلو الأخرى ذاع صيت الفتى واشتهر في كل القرى المجاورة ، ولما اغتنى الزمار واشتهر تمنى أن يعود إلى قريته ، وطلب من الرحالة أن يذهب معه هناك ويقوما معًا بعمل حفلة كتلك الحفلات التي أقاموها في القرى المجاورة ، ولكن نصحه الرحالة بعدم الذهاب لأن قريته لا فن فيها ولا مال .

ولكن شوق الفتى لأهله وأبناء قريته جعله يلح على الرحالة في الذهاب ، وبالفعل ذهب الاثنان معًا في موكب مهيب ، وحينما وصل الشاب أخذ يتأمل ربوته التي كان يجلس عليها ويعزف أول ألحانه ، وحينما دخل الشاب اجتمع حوله الناس ولكن لرؤية من صاحب الموكب المهيب ، ولما خرج عليهم لم يعرفوه من حسن مظهره وثراءه ، حينها ابتسم الشاب وأخرج نايه وأخذ يشدو به أجمل الألحان التي طالما سمعها الناس في قريته .

ولما انتهى الشاب من لحنه انتظر سماع صوت المصفقين ، ولكنه لم يجد حوله سوى اثنان واحد منهما هو الرحالة والثاني شيخ عجوز ، فقال له الرحالة : إن زامر الحي لا يطرب ، وأما الشيخ العجوز فقال له : ”أخطأت إذ أتيت، وأخطأت إذ تدنيت، وأخطأت إذ تمنيت“ .

فسأله الشاب عن مقصده فقال الشيخ الحكيم أما الأولى: ” فأخطأت إذ أتيت من أرضٍ رحبت بك لأرضٍ طردتك ، فليس بعد الزيادة إلا نقصان ” ، وأما الثانية : ”فأخطأت إذ تدنيت وكان يقصد بقوله ذلك الرحالة الذي كان يعطيه ألف درهم ويكسب من وراءه ألف دينار ، وأما الثالثة: ”فأخطأت إذ تمنيت أن تجد الخير في أهلك بعد أن وجدته في غيرهم”.
 
طرح جميل ذو مغزى.
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى