وبالوالدَينِ إِحسَانًا

الشارقة سوفت

منتدى الحوار والبحث والفكر
فريق الإدارة
إداري

معلومات العضو

إنضم
26 ديسمبر 2020
الأوسمة
1
الإقامة
دولة الإمارات العربية المتحدة
الموقع الالكتروني
الجنس
ذكر
نشاط الشارقة سوفت:
11,697
8
7,174
  • وبالوالدَينِ إِحسَانًا
قَالَ جَلَّ شَأْنُه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء: 23]، فَقَدْ قَرَنَ اللهُ-عز وجل-فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، عِبَادَتَهُ وَحْدَه، بأَمْرِهِ سُبْحَانَه بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ، وَهَذَا الاقْتِرَانُ يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ حَقِّهِمَا وَالِإحْسَانِ إِلَيْهِمَا قَوْلًا وَعَمَلًا، مَعَ تَحْرِيمِ أَدْنَى مَرَاتِبِ الأَذَى: وَهُوَ التَّضَجُّرُ أَوْ التَّأَفُّفُ حَالَ خِدْمَتِهِمَا، بَلْ قَدْ جَاءَ حَقُّ الوَالِدَيْنِ مَقْرُونًا بِعِبَادَتِهِ جَلَّ وَعَلَا فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الكَرِيمِ، مِنْهَا قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء: 36]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الأنعام: 151]، وَقَوْلُهُ: (أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) [لقمان: 14]، وَقَدْ أَجْمَعَ المــُسْلِمُونَ عَلَى فَرْضِيَّةِ الإِحْسَانِ إِلِى الوَالِدَيْنِ وَوُجُوبِ حَقِّهِمَا، قَالَ جَلَّ وَعَلَا: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت: 8]، وَقَالَ أَيْضًا: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف: 15].

فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ { قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ"([1])، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المــُهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.

وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المــُهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ-رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ"([2]).

وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ : "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ"([3]).
وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.

[1] رواه البخاري ومسلم
[2] رواه البخاري ومسلم
[3] رواه أحمد، وابن ماجه
 
توقيع الشارقة سوفت

«اللَّهُمَّ اكْفِنِي بحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ»


الغريبة

مديرة المنتديات الإسلامية
فريق الإدارة
مديرة المنتديات الإسلامية

معلومات العضو

إنضم
15 يوليو 2021
المشاركات
4,157
مستوى التفاعل
3,405
الأوسمة
4
الإقامة
الاسكندرية
الجنس
أنثى
بارك الله فيك جهد مشكور ومأجور
بإذن الله .. اشكرك
 
توقيع الغريبة

26543.imgcache.gif

محمد عمر

مؤسس منتديات المشاغب
فريق الإدارة
مدير منتديات المشاغب

معلومات العضو

إنضم
27 مارس 2021
المشاركات
13,367
الحلول
65
مستوى التفاعل
6,708
الأوسمة
4
العمر
49
الإقامة
ليبيا
الجنس
ذكر
بارك الله فيك وجزاك خيرا
 
توقيع محمد عمر


منتديات الشارقة سوفت

الأعضاء المتواجدون

المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه تجاه ما يقوم به من بيع وشراء واتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى