﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾

الغريبة

مديرة المنتديات الإسلامية
فريق الإدارة
مديرة المنتديات الإسلامية

معلومات العضو

إنضم
15 يوليو 2021
الأوسمة
4
الإقامة
الاسكندرية
الجنس
أنثى
نشاط الغريبة:
4,157
0
3,405
  • ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾

﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾



إنْ على الناصحِ إلا البلاغُ المبين وهداية الدلالة، وأمَّا هداية التوفيقِ؛ فذاكَ أمرٌ لا ينبغي لأحدٍ من البشر، يدلُّك على ذلك أن خوطِبَ خيرُ البشر ﷺ بقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272] وخوطب: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].



والآيات في هذا المعنى مستفيضةٌ، بل إنَّها من أكثر المعاني تكرُّرًا في القرآن، ويكفي أن تعلم أنَّ ذلك جاء نصًّا في إحدى عشرةَ آية:

1- ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 20].



2- ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].



3- ﴿ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ [المائدة: 99].



4- ﴿ وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴾ [الرعد: 40].



5- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 35].



6- ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 82].



7- ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54].



8- ﴿ وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [العنكبوت: 18].



9- ﴿ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [يس: 17].



10- ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾ [الشورى: 48].



11- ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [التغابن: 12].



كما جاء المعنى نفسه بعباراتٍ أخرى كقوله تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 21، 22] ، ومثل قوله: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]، وقوله: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾[الشعراء: 3].



وهذا الأمرُ - مع وضوحه البالغ - فإنَّ البعضَ ينصرفُ عنه جهلًا أو تجاهلًا، فتراه لا يكتفي بالبلاغ - الذي لا يمكن أن نسميَّه بليغًا - بل يُريدُ أن يأطِرَ الناس على الدين أطرًا، ويحملهم عليه حَملًا، بأيَّةِ وسيلةٍ كانت، وهؤلاء - وإن كان محمودًا لهم حرصُهم - فقد أتوا البيوت من غير أبوابها. وربَّما دفعه حرصه هذا على تجاوُزِ حدِّ الرحمة بالناس، فلْيعلموا أن النبيّ ﷺ كان أرحمَ الناس بالنَّاس، وأنَّ أهل السُّنَّةِ في الخلقِ هم أرحمُ الناس بالناس، وأنَّ أرحمَ الناس مَن يرحم مَنْ لا يرحم نفسه.



إنَّ الناصحَ لَيستريحُ ويطمئنُ نفسًا، ويهنأ بالًا؛ إذا أيقنَ أنَّه مأجورٌ على البلاغ لا على النتيجةِ، ولْيعتبر بأنصح البشرِ: أنبياء ربِّ البشر، إذ يأتي أحدهم يوم القيامة وليس معه أحدٌ، لا عن تقصيرٍ في البلاغِ، وإنَّما عن إرادةِ ربِّ القلوبِ.



وثمَّةَ معنيانِ حقيقانِ بالتذكُّر والتفكُّر؛ أولهما: أنَّ البلاغ - وإن أُطلق - فالمقصود به البلاغ المبينُ، وهو الذي تقوم به الحجة وتتضح به المحجَّةُ، فليس كلُّ من تحدَّثَ بلَّغَ، وليس كلُّ من ارتَقى الـمِنبر وعظَ.



وأمَّا المعنى الثاني: فإنَّ من تمام البلاغِ؛ أنْ يكون الناصح الداعية متحققًا بصفةِ: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]. ومن علامة ذلك؛ ألا ينفكَّ يدعو الله للناس - كلّ الناس - بالهداية والتوفيق، ومن أخصِّ علاماته: أن يُحبَّ لهم ما يُحبُّه لنفسه من الخير، وإن جاءهم من طريق غيره، وإن أحبَّ أن يكون من طريقه فليس إلا لما فيه من الأجر لا أن يُنسبَ إليه الفضلُ، فالفضل أوَّلًا لـمَن أقامه على طريقة الأنبياء، والفضل ثانيًا لـمن وضع له القبول وجنَّبه الإعراض والجفاء، والفضل آخرًا لمن أجزل له المثوبة والجزاء.



موقع الالوكة الشرعية


 
توقيع الغريبة

26543.imgcache.gif

محمد عمر

مؤسس منتديات المشاغب
فريق الإدارة
مدير منتديات المشاغب

معلومات العضو

إنضم
27 مارس 2021
المشاركات
13,367
الحلول
65
مستوى التفاعل
6,708
الأوسمة
4
العمر
49
الإقامة
ليبيا
الجنس
ذكر
بارك الله فيك وجزاك خيرا
 
توقيع محمد عمر


منتديات الشارقة سوفت

الموج الصامت

مؤسس منتديات المشاغب
فريق الإدارة
إداري

معلومات العضو

إنضم
13 مارس 2021
المشاركات
9,420
الحلول
15
مستوى التفاعل
5,498
الأوسمة
2
العمر
41
الإقامة
لبنان
الموقع الالكتروني
الجنس
ذكر
جزاك الله خيرا على هذا الطرح النافع
 

الشارقة سوفت

منتدى الحوار والبحث والفكر
فريق الإدارة
إداري

معلومات العضو

إنضم
26 ديسمبر 2020
المشاركات
11,699
الحلول
8
مستوى التفاعل
7,174
الأوسمة
1
الإقامة
دولة الإمارات العربية المتحدة
الموقع الالكتروني
الجنس
ذكر
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأحسن الله إليك مشاركة متميزة وجهد متميز...

حياك الله .......
 
توقيع الشارقة سوفت

«اللَّهُمَّ اكْفِنِي بحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ»


المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه تجاه ما يقوم به من بيع وشراء واتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى