قم بمتابعة الفيديو أدناه لمعرفة كيفية تثبيت موقعنا كتطبيق ويب على الشاشة الرئيسية.
ملاحظة: قد لا تكون هذه الميزة متاحة في بعض المتصفحات.
أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.
بدأت بالغيبه في الصيام لأننا حقيقه نعاني منها جميعا ولا يخلو مجتمع من هذه الصفه الذميمه وافات اللسان الخطير ..
فالصوم عند أقوام هو مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع ومن وقف به صومه عند هذا الحد فليس لله حاجة في صيامه فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه فلابد للصائم أن تمتنع جوارحه عن المعاصي والآثام ويكف لسانه عن الغيبة والكذب والنميمة وكافة الآفات .
فتجد الناس تجتمع وخاصه في المناطق الريفيه تجمع علي حواف الطرق وأما المنازل ويجلسون بحجه ان يسلون صيامهم ولكن حقيقه هم يضيعون صيامهم فتجد اعينهم علي المارين رجلا أو امرأه تمر فتأخذ السنتهم تلقائيا بالقيل والقال عليهم فيصومون اليوم كله ولكن ذهب اجره هباءا منثورا ..
نسو قول الحبيب صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ...ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله.
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: بلى يا رسول الله! فأخذ رسول الله بلسانه ثم قال: كف عليك هذا.
فقال معاذ: أوإنا مؤاخذون بما تتكلم به ألسنتنا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟
فالغيبه تحبط الصيام وتنقص الاجر وحقيقه كنت اظن انها فاكهه النساء ولكن حقيقه وجدتها فاكهه الرجال اكثر من النساء يتسلون بها في نهار رمضان يضيعون بها اوقاتهم وصيامهم في نهار رمضان ..
عرض بعض الصحابة على النبي ﷺ شأن امرأتين إحداهما كثيرة العبادة مع أنها تؤذي جيرانها والأخرى ليس لها تصيب كبير من النوافل لكنها لا تؤذي جيرانها فأخبر النبي ﷺ أن المؤذية في النار مع كثرة عبادتها وقليلة النافلة مع سلامة جيرانها منها في الجنة.
فإذا كانت هذه المرأة استحقت النار مع كثرة نوافلها لأذية جيرانها بلسانها فكيف بمن يؤذي جاره بلسانه ويده وكيف بمن يقع منه الأذى لجاره وهو مقصر في النوافل أو مقصر في الواجبات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي ﷺ يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله ﷺ: لا خير فيها هي من أهل النار قالوا وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله ﷺ: هي من أهل الجنة.
فهذه المرأه تصوم وتتصدق وتنفق من مالها ولكن يا حسرتي لم تتحكم في لسانها فكانت من اهل النهار ..
فيا صاحب الغيبه انت لا تصوم لنفسك بل تصوم لغيرك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي الذي يأتي يوم القيامة: بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار..
فيجب على المؤمن في شهر رمضان وغيره وفي رمضان خاصة ان يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض المسلمين لأن ذلك مذهب لأجر الصيام ولا حول ولا قوه الا بالله.
وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
فحاول أيها الصائم في هذا الشهر المبارك ان تربي نفسك على طيب الكلام فتحاسب ألفاظك وتؤدب منطقك وتوزن كلامك لأنك محاسب على كل كلمة تصدر منك سواء أكان ذلك في رمضان أم في غيره يقول تعالى ..ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد.. ويقول الرسول ﷺ. من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة
فلا تظن أيها الصائم أن الصوم هو صوم عن الطعام والشراب والنكاح فحسب مع أن حقيقة الصوم أعلى من هذا وأجل. فثمة فريق من الصائمين يصوم عن تلك الممنوعات ويفطر على غيرها من المحرمات ولعل من أهم المحرمات التي تجعل من الصوم عملا لا اعتبار له في ميزان الشرع الغيبة.
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام بقوله أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول! قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهَته.. رواه مسلم.
ومعنى بهته أي: قلت فيه البهتان وهو الباطل.
وذكر الغزالي كلاما مؤداه أن الصائم إذا اغتاب أو شهد زورا أو قال كذبا أو آذى الناس بكلامه أو فعل نحو ذلك من المناهي الشرعية فإن صيامه غير مقبول ولا ينفعه يوم القيامة. وأثار هنا سؤالا حاصله: أن من اقتصر على كف شهوة البطن والفرج ولم يتورع عن الغيبة والكذب ونحوهما فقد قال الفقهاء: صومه صحيح؟
وقد اعتبر القرطبي أن الغيبة وقول الزور سواء من حيث المعنى فقال في هذا الصدد إن من اغتاب في صومه أو شهد بزور مفطِر حكما ولا فرق بينهما أي: من فعل ذلك فكأنه لم يصم وليس المعنى أن عليه القضاء ولهذا قال وتمامه وكماله أي الصوم باجتناب المحظورات وعدم الوقوع في المحرمات.
قال الأوزاعي إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: الغيبة تفسد الصوم.
وأفرط ابن حزم فقال: يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا لعموم قوله ﷺ ..
فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم .
ولقوله ﷺ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت للنبي ﷺ حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته .
قالت وحكيت له إنسانـا فقال ما أحب أني حكيت إنسانـا وإن لي كذا وكذا والحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله.
فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته وأن حسناته تنتقل إلى من اغتابه وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة .
وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يعيب .
وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الاسفار وكان مع ابو بكر وعمر رجل يخدمهما فناما فاستيقظا ولم يهئ لهما طعاما . فقالا ان هذا لنؤووم فأيقظاه فقالا له إئت رسول الله وقولا له ابي بكر وعمر يقرئانك السلام ويستئدمانك فقال رسول الله انهما قد ائتدما فقالا يا رسول الله بأي شئ إئتدمنا فقال صلي الله عليه وسلم بلحم اخيكما والذي نفسي بيدي اني لأري لحمه بين ثناياكم .
فقالا رضي الله عنهما استغفر لنا يا رسول الله فقال صلي الله عليه وسلم مراه فليستغفر لكما
كلمه بسيطه لا يعيرها احد اي اهتمام نؤوم كثير النوم ولكنها غيبه واكل لحم مسلم.
عباد الله الغيبه تحبط الاعمال والصيام
قال صلي الله عليه وسلم ان الرجل ليؤتي كتابه منشورا يوم القيامه . فيقول:: يارب اين حسنات كذا وكذا عملتها وليست في صحيفتي ؟
فيقول : لقد محيت باغتيابك الناس .....
يا الله يالها من حسره علي من يغتاب الناس ... اخي والله لولا اني احبك ..ماذكرتك بهذه الخصله الخبيثه والفعل القبيح فهي مهلكه للاعمال والصيام محبطه للثواب والحسنات.... ماالنار في اليابس باسرع من الغيبه في الحسنات ..
فاتقو الله عباد الله ... اتقوا الله في انفسكم واخشوا
يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ..
جاء رجل الي الحسن البصري فقال له : بلغني انك تغتابني
فقال الحسن ما بلغ قدرك عندي ان احكمك في حسناتي
وقال اخر من السلف الصالح .. لو كنت مغتابا احدا لاغتبت والدي فانهما احق بحسناتي .
قال صلي الله عليه وسلم الغيبه اشد من الزنا قيل كيف يا رسول الله قال الرجل يزني فيتوب فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبه لا يغفر له حتي يغفر له صاحبه ...
وقال صلي الله عليه وسلم الربا نيف وسبعون بابا اهونهن بابا مثل من أتي أمه في الاسلام ودرهم من الربا اشد من خمس وثلاثين زنيه واربي الربا واخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته
اما زلت تغتاب الناس وانت صائم !!! اما زلت تغتاب اخيك المسلم ...وانت صائم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهليله اسري بنبي الله نظر في النار فإذا بقوم يأكلون الجيف فقال من هؤلاء ياجبريل :قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس .
وقال صلي الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم .فقلت من هؤلاء يا جبريل : قال هؤلاء الذين الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم ..
وقال صلي الله عليه وسلم يامعشر من اّمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته وم تتبع الله عورته يفضحه في بيته .
فالغيبه ان يذكر غيره بما يكره وكل ما يفهم به نقصه فهو غيبه وانتهاك حرمه مسلم وهي كبيره من الكبائر نفر منها الدين تنفيرا شديدا حيث قرناها بأمور تتقزز منها النفوس وتأباها
فقال تعالي **ياأيها الذين اّمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه
فكما يمتنع احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكذلك يجب ان يمتنع ان يأكل لحم اخيه حيا ...
اخي الصائم كف لسانك عن أذي الناس وحافظ علي صيامك بكفي جوارحك عن حرمات الناس فأنت والله يوم القيامه تحتاج الي حسنه فرب حسنه تدخلك الجنه ورب سيئه تهوي بك الي نار جهنم والعياذ بالله ....
الدرس الثاني من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجــــر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجــــر
النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد مثلا يقول الموظف للمدير إن فلان يصنع كذا وكذا من باب أن يوغر قلب هذا المدير أو المسؤول نحو هذا المرؤوس أو الموظف أو يقول الجار لجاره أمراً معينا يوغر قلبه من ناحية إنسان آخر، أو الزوجة لزوجها أو العكس.لكن الفرق بين الغيبة والنميمة أن الغيبة قد تباح في بعض المواقف و يجوز أو يباح فيها أن يغتاب إنسان إنساناً آخر ولكن النميمة لا تباح بأي حال من الأحوال.
النميمه آفة عظيمة نسأل الله سبحانه تعالى أن يبعدنا عن هذا الخلق المذموم الذي لا يحبه الله ولا رسوله ولا المؤمنون وأن يجعل ألسنتنا ممسكة إلا عن ذكر الله سبحانه وتعالى.
الله عز وجل عندما تكلم في كتابه عن هذه الصفة التي لا يحبها وصف هؤلاء الناس ووصف بعض الأفراد الذين يلمزون الناس .
قال تعالي ..هماز مشاء بنميم ...الذي لا يكتم حديثا
وقال تعالى: ويل لكل همزه لمزه . فالهمزة هو الإنسان النمام...
فانظر إلى هذه الكارثة النمام لا يدخل الجنة قد يصلي ويصوم ويزكي ويفعل الخيرات لكن لا يدخل الجنة شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هذا بوجه وهؤلاء بوجه والعياذ بالله.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله .
قال بعض العلماء وما يعذبان في كبير أي كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما .
وقال ﷺ ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا بلى قال المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس .
قال الحسن : من نم إليك نم عليك .
قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسوارى ما يزال يذكرك في قصصه بشر
فقال عمرو : يا هذا ما راعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ولكن أعلمه : أن الموت يعمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين .
وروى أن سليمان بن عبد الملك كان جالسـا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان بلغني أنك وقعت في وقلت كذا وكذا وكذا فقال الرجل : ما فعلت ولا قلت فقال سليمان : إن الذي أخبرني صادق
فقال له الزهري : لا يكون النمام صادقـا
فقال سليمان : صدقت ثم قال للرجل : اذهب بسلام .
وقال بعضهم : لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترئ بالشتم عليك والمنقول عنه أولى بحلمك لأنه لم يقابلك بشتمك .
ويروى أن عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل فذكر عنده وشاية في رجل آخر فقال عمر : إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته إليه فإن كنت كاذبـا فأنت من أهل هذه الآية : اان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
وإن كنت صادقـا فأنت من أهل هذه الآية : همــــاز مشاء بنميم
وإن شئت عفونا عنك فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا .
انظر الي هذه القصه الرهيبه التي بسببها قتلت نفس استوقفتني قصه رهيبه من سببها النميمه قرأتها علي موقع صيد الفوائد وانا اتصفح حول النميمه .....
فهيا بنا لنقرأها جميعا لنري كيف أدي اللسان الي قتل وقطع ارحام وسفك دماء
يقول المحاضــــــــــــر :
في يوم من الأيام ألقيت محاضرة في أحد السجون.. جمع لي السجناء في المسجد الكبير قرابة 500 أو الألف سجين ..
انتهيت من المحاضرة.. أول ما انتهيت قال لي أحد الأخوة الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن، قال: يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجناح الانفرادي لم يحضروا معك المحاضرة فليتك أن تمر بهم وتلقي عليهم كلمة وتجيب على أسئلتهم إن كان عندهم أسئلة.. قلت: حسناً..
أقبلنا فإذا مجموعة كل واحد في زنزانة خاصة به.. مررنا بهم.. ألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبت على أسئلتهم ..
مررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريبا 23 سنة أو في الخامسة والعشرين سنة تقريبا كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه كان هادئاً لطيفاً ثم تجاوزته،
سألت صاحبي قلت: ما قضيته؟! يعني هو عليه سرقات أم مضاربة مع أحد أو أدت إلى قتل ذلك الشخص مثلاً ما قضيته؟!
قال: هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته..
قلت: قتل لزوجته! ما هو السبب؟!
قال: هل تصدق أنهما ما مضى على زواجهما إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها
قلت كيف قتلها أعوذ بالله يعني كمثل وجدها على فعل معين أو محرم أو فاحشة أو وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز أنه يعاملها بالقتل بمثل هذه المواقف لكن أحيانا أن بعض الناس يثور ويتهور ويضربها بشيء فتموت بسببه
قال: لا، ذبحها بالسكين
إنا إليه راجعون.. كيف؟!
قال: هذا تزوج وسكن مع زوجته على أحسن حال.. حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة، المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه أحدهم فقال له: يا فلان
قال الشاب: ما تريد؟
قال: أنت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ وذكر له أحد أنواع السيارات
الشاب: لا ، أنا والله ما اشتريت، أنا سيارتي السوداء التي معي تعرفونها
قال: والله ما أدري لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب فخرجت امرأة من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت إلى البيت، أنت عندك يمكن في البيت أحد يمكن...
قال الشاب: لا والله ما فيه إلا زوجتي حتى ما عندي خادمة ولا عندي أحد
قال: ما أدري إن شاء الله ما تكون زوجتك.. ومضى..
بعدها بيومين الرجل بدأ يشك يسأل زوجته: فيه أحد جاء ، فيه أحد ذهب..
بعدها بيومين، ثلاثة، أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول فقال له: يا فلان
قال نعم
قال: أنت غيرت سيارتك، اشتريت سيارة بيضاء؟
قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفة
قال: والله ما أدري بس أنا أيضا أمس العصر يبدو إنك ما كنت في البيت، فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب وأقبلت امرأة وركبت معها وذهبت.
جعلوا الرجل ينتفض ..
ثم جاءوا إليه في اليوم الثالث وزادوا عليه الكلام..
جاءوا إليه في اليوم الرابع ..
- أنظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعة –
فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرفت عليه قالت: كيف تتهمني في عرضي، قال نعم أتهمك اعترفي، ما أعترف..... كثر الكلام فذهبت إلى بيت أهلها..
لبثت عند أهلها أياما فلم يرضهم ذلك!
أقبلوا إليه قالوا: يا أخي ترى السيارات نفسها الآن تقف عند بيت أهلها، بكرى البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك. أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءة أنت تلعب بعقلك الفتاة والله لو كنت رجل لو أنك.... الخ.............. فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان
في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل النائم، مضى إلى المطبخ وأخذ سكيناً ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها.. انتفضت قليلا وماتت.. مسح السكين بثيابه وتركها وذهب إلى الشرطة وقال أنا قتلت فلانة! أدري أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها لكن بردت ما في قلبي! ..
وحكم عليه بالقصاص.. النفس بالنفس..
شاب يا جماعة لو ترونه يعني من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن بكثرة ما وقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة
أنظر كيف تحولت الأمور، قد هُتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان
( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
وهؤلاء الظلمة غير أنهم اكتسبوا اثما عظيما اثم الغيبة والنميمة فإنهم أيضا فرقوا بين زوجين وهناك حديث لرسول الله ﷺ يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة. وكذلك قذفوا المسلمة المحصنة بالزنا والعياذ بالله من ذلك...
لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله ﷺ مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
وفي رواية أي المسلمين خير؟
- ما قال ﷺ خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال:
( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.
كان السلف يدققون على كلامهم المباح فضلا عن الكلام المحرم
فالنمام يصير كالذباب ينقل الجراثيم وزارع للحقد ومفرق للجماعات يجعل الصديقين عدوين والأخوين أجنبيين . باعث للفتن وقاطع للصلات.
داء من أفسد الأدواء وأفتكها بالأفراد والمجتمعات، يجلب الشر ويدعو إلى الفرقة ويوغر الصدر ويثير الأحقاد، ويحط بصاحبه لأسفل الدركات، وينشر بين الناس الكراهية والأحقاد
إذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك.
رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري ليس فيه عيب إلا أنه نمام فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت نعم قال لها خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام ثم جاء إلى الزوج وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها فجاء أولياؤها فقتلوه وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.
أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما.
فالإنسان الذي يأتي وينم عن إنسان أنه قال فيك كذا وكذا قل له: يا أخي أنا كان بيني وبين أخي هذا الذي تتكلم عنه صفاء قلب فأنت الآن غيرت قلبي نحو صاحبي ثم إذا كان هذا الإنسان قد أفضى إليك بسر معين و ائتمنك على سر معين نحوي فأنت خائن للسر وطالما أنت تنقل عن فلان فغدا سوف تنقل عني حينئذ سوف يمتنع أي إنسان في أي مجلس من المجالس عن نقل النميمة إذا صنعنا هذا وسوف ينتهي أي نمام أن ينم إلينا في أي خبر من الأخبار.
رفع رجل رقعة إلى الصاحب بن العباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم والعياذ بالله وكان هذا المال مالا كثيرا فكتب الصاحب بن العباد على ظهرها: النميمة قبيحة وإن كانت صحيحة والميت يرحمه الله واليتيم صبره الله والمال نماه الله والساعي لعنه الله.
ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟
أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:
أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.
ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.
ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.
رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.
خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.
سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.
سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.
ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.
تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .
فيا أيها المسلم الذكي اتق الله في شهرك الذي قال عنه ربك
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
من صامه وقامه إيمانا بموعود الله واحتسابا للأجر والثواب عند الله غفر له ما تقدم من ذنبه ففي الصحيح أن النبي ﷺ قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفِر له ما تقدم من ذنبه وقال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )،
وقال أيضا من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن أدركه فلم يغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام وأمن على تلك الدعوة نبينا ﷺ فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله يؤمّن عليها خير خلق الله.
وهو شهر العتق من النار ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله ﷺ وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة.
ففي الحديث المتفق عليه أن النبي ﷺ قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين وفي لفظ وسلسلت الشياطين أي: أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.
وهو شهر الصبر فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها ولهذا كان الصوم نصف الصبر وجزاء الصبر الجنة قال تعالى:انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام:وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..
وقال ﷺ ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم.
وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان ﷺ كما ثبت في الصحيح أجود ما يكون في شهر رمضان وهو شهر فيه ليلة القدر التي جعل الله العمل فيها خيرامن العمل في ألف شهر والمحروم من حرم خيرها قال تعالى:
ليلة القدر خير من ألف شهر..
روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله ﷺ:
إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم.
فانظر يا رعاك الله إلى هذه الفضائل الجمة والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك فحري بك أخي المسلم أن تعرف له حقه وأن تقدره حق قدره وأن تغتنم أيامه ولياليه عسى أن تفوز برضوان الله فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.
الحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام علي اشرف الخلق أجمعين محمد بن عبدالله النبي الأمي الكريم صلي الله عليه وسلم وبعد:
اعلم ان بعض القراء يتعجبون ويقولون صائم ولا يصلي !!! سبحان الله !!!! سبحان الله !!!! سبحان الله !!!!
اقول لك نعم هناك صائم بلاصلاه بحجه ان الصلاه عباده والصيام عباده نسي
قوله تعالي ياأيها الذين اّمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون..
فالاصل في خلق المخلوقات العباده لله وحده لا شريك له خلقهم من اجل عبادته قال تعالي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون .
والاصل في العبادات والهدف منها والغايه منها هي تقوي الله .. لذلك قال تعالي ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون ..
وقال ايضا في كتايه ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون .
فالغايه من خلق المخلوقات هي العباده والغايه من العبادات هي تقوي الله ..
وقال صلي الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ..
فتجد كثير من المسلمين للاسف الشديد يصوم ويتصدق ولكن للأسف لا يصلي وان صلي صلي وهو كسلان لا يعرف ما صلي وما قرأ وان اطال عليه الامام ببعض الايات تجده لا يقف ساكنا خلفه يتنحنح وربما يقول سبحان الله وربما يخرج صوتا وكأنه بقول له كفي ذلك .. ورغم ان الامام لم يتجاوز الايتان ..وبعضهم تجده يصلي الفجر في جماعه لانه بعد السحور مباشره وسبحان الله باقي الفرائض لا تجده فيها يقول اصل كنت نايم طول الليل سهران فانا بنام طول النهار واسهر الليل علشان اتسحر الاول ..سبحان يترك الفرض من اجل السنه .. وبعض الناس يقولون ما دخل الصلاة في الصيام فأنا اصوم أصوم لأدخل مع الداخلين من باب الريان ومعلوم أن رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن.
ونسي ان الصلاه عمود الاسلام قال صلي الله عليه وسلم لمعاذ الا أدلاك على رأس الامر وعموده وذروه سنامه قال بلي يا رسول الله قال رأس الأمر الاسلام وعموده الصلاه وذره سنامه الجهاد في سبيل الله .
الصلاة عمود الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها، والتارك لها كافر خارج عن ملة الإسلام، والكافر لا يقبل الله منه صياماً، ولا صدقة، ولا حجاً ولا غيرها من الأعمال الصالحة لقول الله تعالى
وعلى هذا فإذا كنت تصوم ولا تصلي فإننا نقول لك أن صيامك باطل غير صحيح ولا ينفعك عند الله ولا يقربك إليه وأما ما وهمته من أن رمضان إلى رمضان مكفرا لما بينهما فإننا نقول لك إنك لم تعرف الحديث الوارد في هذا فإن رسول الله يقول الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر .
فاشترط النبي عليه الصلاة والسلام لتكفير رمضان إلى رمضان أن تجتنب الكبائر وأنت أيها الصائم الذي لا يصلي ويصوم لم تجتنب الكبائر فأي كبيرة أعظم من ترك الصلاة بل إن ترك الصلاة كفر فكيف يمكن أن يكفر الصيام عنك فترك الصلاة كفر ولا يقبل منك الصيام فعليك يا أخي أن تتوب إلى ربك وأن تقوم بما فرض الله عليك من صلاتك ثم بعد ذلك تصوم.
ولهذا بعث الله النبي معاذا إلى اليمن قال ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات لكل يوم وليلة .
فبدأ بالصلاة ثم الزكاة بعد ذكر الشهادتين.
فيا ايهاالصائم الذكي الذي تضحك علي نفسك لا يقبل منك صيام بلا صلاه صائم بلا صوم كعامل بلا اجر.. ونقول لك صل ثم صم .فصومك مردود عليك ولا يقبل لك عند الله .
فوالله انه من الغرائب التي تحدث في حياة طائفة من المسلمين أن تجد منهم من يحرص على صوم رمضان ولكنه للأسف لا يحرص على أداء الصلاة.
فلرمضان هيبة وحرمة عظيمة في أنفس الناس توارثوها خلفا عن سلف فلا يجرؤ على انتهاكها إلا فاجر يوشك ألا يكون له أي حظ من الإسلام.
ولا ريب أن الصلاة أعظم في ميزان الدين من الصيام، وهي العبادة الأولى وعمود الإسلام والفيصل بين المسلم والكافر ولكن الجهل والغفلة وحب الدنيا جعل بعض الناس يغفلون عن أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام حتى إن بعضهم ليعيش عمره ولا ينحني لله يوما راكعا!!.
وأصبحنا في كل رمضان نواجه هذا السؤال المتكرر ما حكم من يصوم ولا يصلي؟.
من يقول إن تارك الصلاة كافر كما هو ظاهر بعض الأحاديث وهو مروي عن عدد من الصحابة والفقهاء مثل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهما ففتواه واضحة في شأنه فهو يرى أن صومه باطل لأنه كافر بترك الصلاة والصوم لا يقبل من كافر.
وأما من يرى رأي جمهور الفقهاء من السلف والخلف: بأن تارك الصلاة فاسق غير كافر وأن الله لا يضيع عنده عمل عامل ولا يظلم مثقال ذرة ..
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره..
فهو يرى أنه مؤاخذ بترك الصلاة مثاب على أداء الصيام وأن عقابه على ترك فريضة لا يلغي ثوابه على تأدية غيرها.
والله تعالى يقول ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين.
وإذا نظرنا من الناحية العملية والتربوية فماذا يفيدنا أن نقول للصائم بغير صلاة صومك وعدمه سواء ولا أجر لك عليه؟ فربما دفعه هذا إلى ترك الصوم كما ترك الصلاة وبهذا ينقطع آخر خيط كان يصله بالدين من الفرائض والعبادات وربما ذهب بسبب هذا الموقف بعيدا عن الدين إلى غير رجعة!.وأولى من ذلك وأنفع أن نقول له: جزاك الله خيرا عن صومك وعليك أن تكمل إسلامك بما هو أعظم من الصوم وهو الصلاة لقد جعت وعطشت وحرمت لمرضاة الله فما لك تتكاسل أن تصف قدميك مع المصلين وتركع مع الراكعين من أجل مرضاة الله؟!
فالصوم حائل للعبد عن كل فساد. ووقاية له من كل قبيح ومطهر له من كل خبيث ومن ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم الصيام جنه فلا يرفث ولا يجهل ..فالصوم جنة بمعنى الوقاية من سوء الخلق والسفه والجهل ولزوم الوقار ومكارم الأخلاق.
فقد قال رسول الله ﷺ : " الصيام جنة فلا يرفت ولا يجهل...... فكيف يكون وقايه لك وانت بعيد عن الله وانت لا تتقرب الي الله ... كيف يكون جنه
وقد قال فيه حبيبك صلي الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ... انت اعرف معني كلمه ايمانا أي مستسلما لأوامر الله في كل عباداته وفي كل ما امرك به وتنقاد له وتطيعه فهل فرض عليك الصيام ولم يفرض عليك الصلاه ... كلا والله ان الذي فرض الصيام هو ذاته الذي فرض الصلاه .. فصيام بلا صلاه فلا صيام لك ولا اجر لك ولا يقبل منك .. فلابد عليك ان تصوم ايمانا مستسلما لأمر الله منقادا لاوامر الله محتسبا الاجر من الله .
الصوم جنه جنة بمعنى حاجز وعاصم من الشهوات المردية. وقد وصفه النبي ﷺ للأعزب إذا لم يجد سبيلا إلى النكاح الحلال فقال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. فهو جنة بمعنى حماية وحاجز من الفحشاء والفجور ..فان كان يحميك من ذلك فالاولي ان يحميك من ترك الصلاه .
الصوم جنة للعبد بمعنى وقاية وحصن من كل ما يشينه في الدنيا ويهينه في الآخرة لأنه يقوم سلوكه ويهذب خلقه ويطهر قلبه ويزكي نفسه ويزيد إيمانه ويكون مآله بذلك النجاة من النار والفوز بالجنة.. فهو من أعظم حصون المسلم الواقية من المهالك.
وقد قال رسول الله ﷺ الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول الله الصيام لي وأنا أجزي به.
وقال رسول الله ﷺ:" الصيام جنة وحصن حصين من النار.. فكيف يكون حصن حصين لك من النار وانت لا تصلي وتارك الصلاه كافر ولا يقبل منه عمل فكيف يحميك الصيام من النار في هذه الحاله .
الصيام جنة للعبد ووقاية من النار وهذا أعظم أهداف المتقين النجاة من النار والزحزحة عنها قال رسول الله ﷺ الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال... فيا تارك الصلاه اتستطيع ان تجعل الصيام يحميك ويشفع لك يوم القيامه ..
قال صلي الله عليه وسلم الصيام والقراّن يشفعان للعبد يوم القيامه فيقول الصيام رب منعته الطعام والشراب والشهوه من اجلي فشفعني فيه ويقول القران رب منعته النوم من اجلي فشفعني فيه فيقول المصطفي فيشفعان ..!!!
ولكن انتظر يشفعان لمن ؟؟؟ لمن صام ايمانا واحتسابا ... فرب صائم لا ينال من صيامه الا الجوع والعطش ورب قائم لا ينال من قيامه الا السهر والتعب
الصيام أعظم ما يزود العبد من التقوى التي هي ثمرة العبادة وزبدتها وصدق الحكيم الخبير إذ يقول يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فلما كانت التقوى ثمرة العباد فأعظم أسبابها الصيام كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
حقيقه يحزنني كل الحزن عندما أجد صائما قائما يصلي كل فرض في جماعه
قارئ لكتاب الله منفق في سبيل الله فيه الخير كله ولكن تجده في شهر الصيام
اذا ما تكلم معه شخص او طلب منه طلب يقول له بالله عليك اخي اتركني الان انا صائم .
وكأن الصيام والقيام والقران يحث علي ضيق الصدر ويعمل علي ضيق العقل !!
فسبحان من جعل الصيام مشرحا للصدر منيرا للقلب ..
كثير من الموظفين في الاعمال يجلس علي مكتبه في شهر رمضان ويقول
لا تضايقني لأني صائم فنقول: سبحان الله!
وهل فرض الله الصيام لتضييق أخلاق الناس أو لتهذيب أخلاق الناس؟!
إن ربنا عز وجل يقول:
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
فيبقى الأصل أن الهدف من الصيام هو التقوى ولذلك يقول النبي ﷺ:
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم.
فالصيام ليس مجرد عمل يقوم به المسلم فقط ابدا بل جعل الله له غايه
والغايه من الصيام هي التقوي ..
ومن المعروف أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر
ولا يفرض عبادة من العبادات أو طاعة من الطاعات إلا لغاية نبيلة وهدف
جليل يصب في مصلحة العبد ومصلحة الناس من حوله.
والشعائر الدينية في الإسلام لا تقتصر على الجوانب الظاهرة والمادية منها
بل تتعداها إلى مقاصد وغايات معنوية وروحية سامية إذا تركها المسلم أفرغ
العبادة من جوهرها وحولها إلى طقس عشوائي لا معنى ولا قيمة له.
فشهر رمضان مثلا ليس مجرد طقس يمتنع فيه الفرد عن شهوتي البطن
والفرج من طلوع الشمس إلى غروبها بل هو أيضا مناسبة يلتزم فيها
المسلم بالسلوكات الحسنة والمعاملات الطيبة ويمتنع فيها عن الفواحش
ما ظهر منها وما بطن كي يحسن صومه ويثبت أجره.
فقد قال الرسول ﷺ: رب صائم ليس له من صيامه إِلا الجوع والعطش
فالغاية من الصيام تتعدى الإحساس المادي بالجوع والعطش وغيرهما إلى الإدراك
الروحي لنعم الله وأفضاله و الإحساس المعنوي بآلام الآخرين ومعاناتهم وهمومهم ومشاكلهم.
المسلم الحقيقي هو الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى ممارسة عبادة
الصوم بجوانبها المادية والروحية معا وجعلها بمثابة تدريب سنوي لتحسين أخلاقه
والرقي بسلوكه في مختلف جوانب الحياة بالشكل الذي يتلاءم مع الحديث الشريف
الذي يقول فيه الرسول ﷺ
ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء
فالمؤمن الحق في رمضان وفي غير رمضان لا يطعن في الناس وأعراضهم
كما تحدثنا قبل ذلك في الغيبه والنميمه في الدروس السابقه ولا يلقي
باللعنات هنا وهناك ولا تصدر عنه الفواحش والبذاءة وغيرها من السلوكات
المشينة والتصرفات الدنيئة.
قال الله سبحانه وتعالى
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين *
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم.
وقال رسول الله - ﷺ إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
وشهر رمضان له علاقة حميمة بالأخلاق السامية والمعاني الرفيعة
فقد قال رسول الله ﷺ
الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق
ولا يصخب ولا يجهل وإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني صائم.
وكأن هذا الحديث وضع أصولا لأخلاق الصائمين
أولها: أن الصائم هادئ النفس لين الطبع في غاية
الاحترام فإنه يستشعر المراقبة حال الصيام فلا يرفث أي لا يتكلم في الجماع ومقدماته.
ثانيها: لا يفسق: أي إنه لا يخرج عن حدود الأدب لا في القول ولا في العمل
بل هو منضبط إلى أقصى حد.
ثالثها: لا يصخب: لا يرتفع صوته لأن الصيام نوع من السكون يقال صامت الدابة
أي سكنت عن الحركة وصامت الخيل أي سكتت عن الصهيل فأصل الصيام نوع سكون
وقد فهم الصائم هذا النوع من التعبد فلا يصخب إنه يكره الضجيج ويحب السكون
والسكوت لأنه أجمع لشمل قلبه على ربه.
رابعها: ولا يجهل: والجهل أنواع وأبو جهل لا يبالي وآباء الجهل كثيرون الصائم
لا يجهل وكل معصية جهالة وكل ما عصي الله به فهو جهل وكل عاص جاهل
والذي يعامل الناس بما يكرهون يجهل عليهم لأنه يجهل حقهم وهو معاملتهم
بالحسنى لذلك أمر الصائم أن يتذكر دوما ليعلم أنه صائم فيقول إني صائم.
خامسها: وهو الأهم أنه إذا أوذي أو اعتدى عليه أو أضر به أحد أو كما قال
رسول الله ﷺ فإن سابه أحد أو قاتله .
فإن المبدأ الإسلامي العظيم يبرز هنا جليا وهو رد السيئة بالحسنة.
لذلك قال صلي الله عليه وسلم
اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ...
هذا في غير الصيام فما قولك وانت صائم .
والمسلم الحق في الأيام العادية وفي شهر رمضان على الخصوص
لا يتحدث إلا بالصدق وبالاخلاق النبيله ولا ينطق إلا بالخير ولا ينقاد للممارسات
المنبوذة كالكذب والدجل والخداع وخيانة الأمانة وشهادة الزور وغيرها
كي لا تنتفي معاني السلوك البنّاء من ممارسته لعبادة الصوم وعندئذ
فلا حاجة لله بصيامه فقد جاء في الحديث الشريف عن نبينا الكريم قوله
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في ان يدع طعامه وشرابه ...
أي من صام ولم يترك الكذب والاخلاق السيئه والعمل بها فلا قيمة لصيامه.
هذا الخلق المفقود في حياة المسلمين اليوم وإني أعتقد أن كثيرا من منظومة
الأخلاق في الإسلام مفقودة والأخطر من ذلك أن تستبدل هذه الأخلاق وتتحول
أخلاقيات أهل الغرب هي الأصل واصبح الشباب يقلدون الغرب فياخلاقهم
وفي لبسهم وفي تسريحه شعرهم واكاد ان اقول في كل شئ ..
اصبحنا ننظر الي المسلسلات والافلام الغربيه ونقلدهم في كل شئ
فالان ننظر في المجتمع الاسلامي وكأني انظر علي المجتمع الغربي
في اخلاقه ولا حول ولا قوه الا برب البريه ..
وتصبح الأمثلة الشعبية والمقولات العامية أصولا لأخلاق المسلمين
في عصرنا فصارت الدعوة إلى ظلم الناس لئلا تظلم هي الأصل عند الكثير.
قال الله سبحانه وتعالى
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم*
فانظر كيف وعدك الله سبحانه وتعالى أنك إن أحسنت إلى من أساء إليك أحبك
حتى صار كأنه ولي حميم والآخرون يقولون لك: إن سامحته طمع فيك وعلى هذا فقس.
ترى إعراض الناس عن وعود الشرع في مسألة الأخلاق والاعتماد على تجاربهم الحياتية
ومن أجل ذلك خذلوا يقول رسول الله ﷺ
ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن الخلق...
وقال ﷺ
إن كمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة.
فانتهز أخي الحبيب فرصة رمضان الكريم وحسن أخلاقك لكي تكون في أعلى درجة
في هذا الصيام قال رسول الله ﷺ نا زعيم ببيت
في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
فيا عبد هل الصيام ترك الطعام والشراب والجماع
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ويفعل الإنسان بعد ذلك ما يشاء؟
لو أن الصيام هكذا لكان أهون شيء على الناس ولما استحق هذا الأجر الكبير
الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به.
فالصيام الكامل هو الذي يصل بصاحبه إلى درجة التقوى .
ولا يصل الإنسان إلى درجة التقوى إلا بامتثال الأخلاق والبعد عن مساوئها
فلا بد في الصيام من كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
وكف النظر واللسان والرجل والسمع وسائر الجوارح عن الآثام.
صوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار المبعدة عن الله تعالى وكفه عما سوى الله بالكلية.
إن الصيام لا بد أن يترجم في دنيا الناس إلى واقع عملي وإلا فقد روحه
وأصبح جسدا بلا روح أو صورة بلا حقيقة أو مظهرا بلا مخبر.
فرمضان شهر الصبر والاخلاق لأن الامتناع عن الشهوات المعتادة يحتاج إلى صبر
واخلاق فيصبر الإنسان على الجوع والعطش طاعة لله عز وجل ومحبة له
واتباعا لنبيه ﷺ .
ولا بد كذلك من الصبر على أذى الناس وسفاهة السفهاء وتطاولهم بغير حق
باخلاقه الحسنه ولذلك قال النبي ﷺ
وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم.
ومع هذا التوجيه النبوي الرشيد فإننا نجد كثير من الناس يفقدون أعصابهم
عند أتفه الأسباب فيثورون ويسبون ويلعنون ويبطشون فإذا ما هدأت
ثورة غضب أحدهم وعوتب فيما حدث منه احتج بالصيام !!
وكأن الصيام هو الذي دعاه لهذا المنكر من القول والفعل
ولو علم هذا حقيقة الصيام وأنه شهر يدعو إلى الصبر والعفو والرحمة والسماحة
لما افترى عليه هذا الافتراء ولما رماه بهذا الزور والبهتان.
فقال صلي الله عليه وسلم خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ..
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ
يقول بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي عضدي فأتيا بي جبلا
وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه. فقالا: سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت
في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات؟ قالوا هذا عواء
أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم
تسيل أشداقهم دما قلت من هؤلاء؟ قال الذين يفطرون قبل تحلة صومهم.
رواه الحاكم في المستدرك
فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن يتهاونون في صومهم ويتساهلون بالفطر
قبل غروب الشمس، فكيف بمن لا يصومون بالكلية؟ وكيف بمن يستهزؤون بأهل الصيام؟
فيا أيها التاجر المسلم:
ليكن لرمضان تأثير في تجارتك .. نصحا للمسلمين .. وتركا للغش والخداع ..
وصدقا في الحديث .. وسماحة في البيع والشراء .. وبعدا عن المتاجرة فيما حرم الله ..
ونأيا عن المعاملات الربوية أو المحرمة بأي سبب شرعي ..
حقيقه لم أجد أخطر من هذا العدو الخفي للانسان فهذا العدو هو عدو قاتل ليس له خيار اخر قاتل للانسان اذا لم يحذر منه ولم ينتبه له فسوف يقتله فان الله في شهر رمضان صفدت الجن ومرده الشياطين ولكن هناك عدو معنا تركه الله سبحانه وتعالي ملازما لك حتي تجاهده وتقاومه انت لتعرف نفسك ليس معك شيطان ولا جن حتي تقول هذه وسوسه شيطان ..وهذا العدو الخفي هو النفس وشيطان الانس ..
فتعالوا بنا نتعرف كيف يضيع اجر صيامك من نفسك وشيطان الانس .
قال الله سبحانه وتعالى ..
واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم.
فالنفس والشيطان رفيقان حميمان لا يفترقان الا عند الموت .
انهما تعاهدا على اضلال الانسان في الدنيا وهلاكه في الآخرة.
ان الله سبحانه وتعالى وصف النفس في كتابه العزيز بثلاث صفات هي:
النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة.
فكل انسان يمر بهذه الصفات الثلاثة في حياته؟!.وان لكل منا حق الاختيار؟!!
فاختر لنفسك احدى هذه الصفات الثلاثة...
الاولي : النفس الأمارة بالسوء:
فقد قال الله سبحانه وتعالى .
وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي.
نعم ان النفس الامارة بالسوء هي اشدها على الانسان قسوة وضياعا فهي التي تجر صاحبها
الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة
فاحذر من هذه النفس الامارة المعترضة المتمردة على طاعة الله الجازعة
عند المصائب والمعرضة عن دين الله وقد قال الله سبحانه وتعالى
..ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه واعرض عنها انا من المجرمين منتقمون.
فلا تكن يا اخي عبدا لنفسك تأمرك بالمعاصي وتنهاك عن الطاعة.
تحب وتشتهي تغرقك في عالم الملذات وضيق الضلالات فتهوي بك الى الظلمات
وكن سيداً لنفسك تأمرها وتنهاها عن فجورها وطغيانها وهواها فترتقي بها الى
اعلى الدرجات فقد قال الله سبحانه وتعالى ,,,,فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا
فإن الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى.
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم .
وقال الشاعر:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته.........اتطلب الربح مما فيه خسران
حافظ على النفس واستكمل مودتها......فانت بالنفس لابالجسم انسان
الثانيه : النفس اللوامة.
قال تعالى .....لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة.
واما النفس اللوامة فهي تتمنى ان تعمل بعمل اهل الجنة ولكنها تعمل بعمل اهل النار
تابعة لشيطانها حائزة تائهة بين الملذات والمعاصي فكلما ارتكبت ذنبا او وقعت في معصية
لامت صاحبها وندمت على ارتكاب المعصية وذكرته بعذاب الله وعذاب القبر ثم تعود لارتكاب
المعاصي مرةً اخرى وتبقى على هذه الحال الى ان يفوت الاوان وهي تائهة بين الندم واللوم
والمعصية حتى تلقى الله وقد خسرت الدنيا والآخرة وحينها لاينفع الندم ولا اللوم، ويقول الله تعالى
....والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...
فجاهد نفسك أخي المسلم وحاسبها ولا تطلق لها العنان ولا تقتلها باتباع وساوس الشيطان
فقد قال الفضيل بن عياض(رحمه الله)((لاتغفلوا عن انفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها...
قال الله تعالى ....
وقال الشيطان لما قضي الامر الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ...
هذا هو رفيق الدنيا يتبرأ اليوم من رفيقه الذي اغواه واضله وزين له المعاصي في الدنيا يتبرأ منه
ويقول له لاتلمني ولم نفسك فحينها لا ينفع الندم ولا اللوم فسارع يا اخي الى توبة قبل ان يفوت الاوان.
قال الشاعر:
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا......واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
اما ترين المنايا قد تلقطنا .................لقطا فتلحق اخرانا بأولانا
ففي كل يوم لنا ميت نشيعه...................نرى بمصرعه آثار موتانا
الثالثه: النفس المطمئنة.
هي النفس التي قال الله عنها
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وادخلي جنتي..
نعم فهل جزاء الاحسان الا الاحسان فهي النفس الراضية بقضائه وقدره النفس الصابرة في الدنيا
على الطاعات والصابرة عن المعاصي وهي المطمئنة باتباعها لمنهج الله مطيعة لاوامره مجتنبة نواهيه
عجبت من طائفه من المسلمين يصومون النهار ويقومون الليل
ويتلون كتاب الله يختمونه مرات ومرات في رمضان ثم يشهدون الزور !!!
عجبا لقوم يبيعون ضمائرهم بعرض زائل !!!!
عجبا لقوم يبيعون اخرتم بدنياهم !!!
عجبا لقوم يقسمون ايمان الله امام القضاه وهو صائم
ويقول والله العظيم أقول الحق وهو لا يعرف عن الحق شيئا !!!
عجبا لقوم يأخذهم الناس ويشتروا ضمائرهم بمائه او مائتين جنيه
في مقابله شهاده لا يعرف عنها شيئا !!!
هل هذا هو الاسلام !!!!؟ هل هذا هو الصيام !!!؟
هل هذا هو الايمان !!!؟ تبا لقوم باعوا دينهم بدنياهم !!!!
أيها القارئ
اعلم أن شهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب
لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم و طمس معالم العدل و الإنصاف
و من شأنها أن تعين الظالم على ظلمه و تعطي الحق لغير مستحقه
و تقوض أركان الأمن و تعصف بالمجتمع و تدمره .
قال تعالي وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً.
و يقول أيضا : فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ...
ويقول ايضا : ...وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ...
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين
و جلس وكان متكئا فقال ألا و قول الزور قال
فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
قال ابن حجر في قوله و جلس و كان متكئا .. يشعر بأنه اهتم بذلك حتى
جلس بعد أن كان متكئا و يفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه
و سبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس
و التهاون بها أكثر فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم و العقوق يصرف عنه الطبع
و أما الزور فالحوامل عليه كثيرة كالعداوة و الحسد وغيرها
فاحتيج للاهتمام بتعظيمه و ليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها
من الإشراك قطعا بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف
الشرك فإن مفسدته قاصرة غالبا.
بل إن رسول الله ﷺ حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال:
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
فياأيها الصائم اتق الله في صيامك واتق الله في شهر تضاعف فيه الحسنات
اعمل واغتنم شهر بالخير فكل يوم ينادي عليك ويقول يا لاغي الخير اقبل
ويا باغي الشر اقصر فحقيقه لقد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض
أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعدا لشهادة الزور رجاء قروش معدودة
بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سندا للباطل و مضللة للقضاء
و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان و في الحديث
من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه .
و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تعدل شهادة الزور بالشرك وقرأ:
فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور).
فعلى الصائم أن يجعل لصيامه ميزة فعن جابر أنه قال .
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة
ودع أذى الجار وليكن عليك السكينة والوقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
فيا ايها المسلم حافظ علي صيامك فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش،
ورب قائم حظه من قيامه السهر .
وقال صلي الله عليه وسلم
إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب
فإن امرؤ سابه أو شاتمه فليقل إني صائم.
ولكن المؤسف أن كثيرا من الصائمين لا يفرقون بين صومهم وفطرهم
فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره
ولا نشعر أن عليهم وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم ولكن تنقص من أجره
وربما عند المعادلة تضيع اجر الصوم كله .وشهادة الزور ايضا من أكبر الكبائر
وهي أن يشهد رجل بما لا يعلم أو بما يعلم بخلافه ولا تبطل الصوم ولكنها تنقص أجره.
فالشهادة أمرها عظيم وإن خطرها لجسيم في تحملها وأدائها فلا يحل كتمانها
ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ولا يحل له ولا يحل لأحد أن يشهد إلا أن يكون عالما
بما يشهد علما يقينيا وأنه مطابق للواقع فلا يحل له أن يشهد بما لا يعلم
ولا يحل له أن يشهد بما يعلم أن الأمر بخلافه ولا يحل له أن يشهد بما يغلب
على ظنه حتى يتيقن ذلك يقينا كما يعلم الشمس فعلى مثلها فليشهد أو ليترك.
أيها المسلم إن من المؤسف حقا أن نسمع عن أناس يتقدمون إلى المساجد
ويحرصون علي الصيام و على فعل الخير ولكنهم يتهاونون بالشهادة
فيشهدون بالظن المجرد أو يشهدون بما لا يعلمون أو يشهدون
بما يعلمون أن الواقع بخلافه يتجرؤون على هذا الأمر المنكر العظيم
أما مراعاة لقريب أو توددا لصديق أو محاباة لغني أو عطف على فقير
يدعي بذلك أنه يريد الإصلاح زين له سوء عمله فرآه حسنا كما زين لغيره
من أهل الشك والفساد سوء عمله فرآه حسنا فالمنافقون زين في قلوبهم
النفاق واما مقابل قروش ليشهدوا الزور ...
فإن كل مفسد ربما يدعى أنه مصلح وربما يظن أنه مصلح بسبب شبهة
عللت له فالتبس عليه الإفساد بالإصلاح أو بسبب إرادة سيئة زينت له
فاتبع هواه ولكن الصلاح كل الصلاح باتباع شريعة الله وتنفيذ أحكامه
والعمل بما يرضيه.
إن من الناس من يشهد لشخص بما لا يعلم أنه يستحق بل ربما بما يعلم
أنه لا يستحقه يدعى أنه عاطف له راحم له بذلك ولكنه كما قلنا إنما هو
ظالم له وليس راحم له ومن الناس من يشهد للموظف المهمل لوظيفته
بمبررات لإهماله لا حقيقة لها فيشهد له بالمرض وهو غير مريض أو يشهد له
بالشغل القاهر وهو غير مشغول أو يشهد له باستئجار سيارات أو غيرها
من أجل العمل وهو لم يفعل ذلك وإن من الناس من يشهد لشخص بأنه
قام بالوظيفة منذ وقت كذا وكذا وهو لم يقم بها ولم يباشرها يزعم الشاهد
بذلك أنه يريد الإصلاح بنفع المجهود له ولم يدر أنه بهذه الشهادة ضر نفسه
وضر المشهود له وأفسد على نفسه وأفسد على المشهود له ما أفسد
من دينه لقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:انصر أخاك ظالما
أو مظلوما قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم فكيف ينصر الظالم؟
قال:تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه.
أيها المؤمنون بالله ورسوله أيها الراجون لرحمة الله أيها الخائفون من عذاب الله
أيها المؤمنون بيوم الحساب أيها المؤمنون بيوم تقفون به بين يدي الله عز وجل
لا مال ولا بنون تنظرون أيمن منكم فلا ترون إلا ما قدمتم
وتنظرون أشأم منكم فلا ترون إلا ما قدمتم
وتنظرون أمامكم فلا ترون إلا النار تلقاء وجوهكم
إنكم مسؤولون عما شهدتم به وعمن شهدتم عليه أو شهدتم له فاتقوا الله وحده.
تصوروا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو المبلغ عن الله
القائم بأمر الله الناصح لعباد الله تصوروا وهو يعرض على أمته بنفسه
أن ينبئهم بأكبر الكبائر ليحذروها ويبتعدوا عنها وتصوروا رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم تصوروه كأنه أمامكم كان متكئا
ثم يجلس عند ذكر شهادة الزور وتصوروا رسول الله ﷺ
يكرر ويؤكد أن شهادة الزور من أكبر الكبائر والله لو تصورتم هذا حق التصور
لعرفتم فداحة شهادة الزور إن النبي صلى الله وعلى آله وسلم
تحدث عن الشرك والعقوق وهو متكئ لم يجلس لأن الداعي إلى الشرك
والعقوق ضعيف في النفوس لأن الشرك والعقوق مخالفان للفطرة
لكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما تحدث عن شهادة الزور
جلس لأن الداعي إليها قوى وكثير فالقرابة والصداقة والغنى والفقر
كلها قد تحمل ضعيف العقل والدين على أن يشهد بالزور ولكن المؤمن
العاقل حينما يعلم أن نبينا ﷺ الذي هو بالمؤمنين
رؤوف رحيم الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين إذا تصور أنه يحذر
هذا التحذير من شهادة الزور لا يمكنه أبدا أن يقدم على شهادة الزور
مهما كانت الأسباب والدواعي.
إن شهادة الزور مفسدة للدين والدنيا والفرد والمجتمع إنها معصية لله ورسوله
إنها كذب وبهتان إنها أكل للمال بالباطل فالمشهود له يأكل ما لا يستحق
والشاهد يقدم له ما لا يستحق إن شهادة الزور سببا لانتهاك الأعراض
وإزهاق النفوس فإن الشاهد بالزور إذا شهد مرة هانت عليه الشهادة مره أخرى
وإذا شهد بالصغير هانت عليه الشهادة بالكبير لأن النفوس بمقتضى الفطرة
تنفر من المعصية وتهابها فإذا وقعت فيها هانت عليها وتدرجت من الأصغر إلى ما فوقه.
إن شهادة الزور ضياع للحقوق وإسقاط للعدالة وزعزعة للثقة والأمانة
وإرباك للأحكام وتشويش على المسؤولين والحكام فهي فساد الدين والدنيا والآخرة
وفي الحديث عن النبي -ﷺ أنه قال:
لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار
الحذر الحذر أيها المسلم الحذر الحذر من شهادة الزور وإن زينها
الشيطان في قلوبكم ولا تأخذكم في الله لومة لائم ولا تصحبكم في الحق
ظنون كاذبة أو إرادات آثمة فتشاق الله ورسوله وتتبعوا غير سبيل المؤمنين.
اخي الصائم تذكر قول حبيبك صلي الله عليه وسلم
أتدرون من المفلس فقالوا من لا درهم ولا متاع فقال صلي الله عليه وسلم
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامه بصلاه وصيام وزكاه وقد شتم هذا
وضرب هذا وسفك دم هذا فيؤخذ هذا من حسناته وذاك من حسناته حتي
اذا فنيت حسناته ولم يقضي ما عليه فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه
فيطرح بها في نار جهنم ..
اخي الصائم ... اتق الله في صيامك واتق الله في نفسك واتق الله في الناس فقال صلي الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن .
نسأل الله ان يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال ... اللهم امين
وتأمل هذا فيما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه
وهو من صغار الصحابة رضي الله عنه وأرضاه وقد تحمل هذا الحديث
على صغر سنه مما يدل على كمال حرص الصحابة صغارهم وكبارهم
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول ﷺ
يقول إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات
وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه
ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
أيها الصائم هذا شهر رمضان قد أظلكم فاعرفوا حقه فهو منحة رب العالمين
لعباده المخلصين وهو رحمة الله لعباده الصائمين تعرضوا لنفحات ربكم وأكثروا فيه من الخير.
فالإنسان مأمور بتحري الطيب الحلال من الطعام والبعد عن المحرمات والمشتبهات.
فقد روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكرالرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟".
اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب قلوبنا وأصلح أعمالنا اللهم زك أموالنا إلهنا اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم جنبنا المحرمات وباعد بيننا وبين المشتبهات اللهم إلهنا خلّصنا من الحرام ونقنا من المحرمات
لقد فضل الله سيحانه وتعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعله من أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فيه ينزل القدر و تغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فيه تصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام و فيه ليلة هي خير من ألف شهر
و فيه قال ﷺ : الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم .
وقال أيضا ﷺ :من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان
كان أجود بالخير من الريح المرسلة .
وقال ﷺ أفضل الصدقة في رمضان .
فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع
الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصلة الأرحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه
لعدة أسباب منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل
و الشعور بعزة العبادة و لذتها .
شهر رمضان شهر المغفرة والإحسان وفيه تبدل الخطايا وتمحوا بفعل الخير والإكثار منه
وبالتسابق عليه فهو دعوة للنسيان ولكل ما قد جرى أو كان من كره أو حقد أو أو الخ ..
مهما طال أمده أو قصر أو حتى لم يدوم أو لم يكن في الحسبان
وخيركم من بدأ منكم أولا بالسلام وقام بطي صفحة الماضي لتحل مكانها بصفحة
على الخير والصلاح وعليه .. فقد أقبل شهر الصوم فامسحوا الحقد واللوم .
الحقد مرض خطير ومتفش في هذا الزمان وكثير من الناس يحقدون على
بعضهم البعض والحقد بين المسلمين من مآسينا في هذا العصر.
الحقد من معانيه الضغن والانطواء على البغضاء وإمساك العداوة في القلب
والتربص لفرصتها أو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة أو طلب الانتقام
والغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي فورا رجع إلى الباطل
واحتقن في النفس فصار حقدا.
وموضوع الحقد موضوع خطير جدا لأنه يودي إلى مهالك الحقد قد يتداخل
مع الحسد والغضب ولكن هناك اختلاف فالحقد رذيلة بين رذيلتين لأنه ثمرة الغضب
أي: يتولد من الغضب وهو يثمر الحسد ويؤدي إليه فاجتمع في الحقد أطراف الشر.
وهذا المرض له آثار مدمرة على نفس الحاقد لأنه يشغل القلب ويتعب الأعصاب
ويقلق البال ويقض المضجع وقد تظلم الدنيا في وجه الحاقد وتضيق به على سعتها
وتتغير معاملته حتى لأهله وأولاده لأن الحقد يضغط عليه من كل جانب
وقد تتسع دائرة الحقد لتشمل الأبرياء كما لو كرهت امرأة زوجها لإهانته
وشتمه لها وتعذيبها فقد تكره جميع الرجال أو يظلم والد ولده ويذيقه
ألوان العذاب ويقسو عليه ويحرمه ألوان العطف والحنان فيكره الولد كل الآباء ... وهكذا.
قال رسول الله ﷺ لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا.
وقال النبي ﷺ والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
فأنت أيها الأب وأنتي أيتها الأم وأنت أيها الابن وأنتي أيتها الابنة وأنت أيها الأخ وأنتي أيتها الأخت وأنت أيها المدير وأنت أيها الرئيس وانتي ايتها الزوجه وانت ايها الزوج وأنت أو أنتي أو أنتم أو أنتن سواء أكانوا أو كنتم من أسرة أو أقرباء أو قبيلة أو عشيرة أو أو ... الختهادوا لتتحابوا وافشوا السلام بينكم واجعلوا اليوم من رمضان فرصة عظيمة لمسح أو ترك أو طي لكل ما تحملونه من خصام أو هجر أو بغضاء
مهما تعددت أو تشكلت أو تنوعت لديكم فشهر رمضان شهر فضيل
ولا يأتي لنا إلا مرة واحدة من كل سنة إذ نستقبله كضيف عزيز على قلوبنا
فهو شهر القرآن و شهر قد شرفه الله و فضله على سائر الشهور فأيامه أفضل الأيام
و لياليه أفضل الليالي و ساعاته أفضل الساعات و خصه الله بليلة القدر
التي هي خير من ألف شهر فاستغلوا بوجوده اليوم معنا
وأنسوا لكل ما قد بقي أو قد مضى وأعفوا واصفحوا وتسامحوا عن كل خطا
أو زلة طالت أو حانت أو دامت لتنهى اليوم بينكم وترمى فشهرنا هذا مبارك
وفيه مناسبة عظيمة حيث يعيش فيه الإنسان المسلم إسلامه الحقيقي
بكل معاني الكلمة لأن الشياطين فيه مغلولة و الأعمال مقبولة و الأجر
و الثواب مضاعف للعاملين.
قال النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزجها عليها ساخط وأخوان متصارمان..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (تعرض أعمال العباد في كل جمعة مرتين، يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا)
والآن تصور معي في كل أسبوع تعرض الأعمال على الله وانت صائم يغفر الله للمؤمنين
إلا من بينه وبين أخيه شحناء فلا مغفرة لهما للشحناء. وانت في شهر المغفره !!
تخيل كبف تحرم نفسك من هذا الفضل .وفي رواية تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس، فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أَنِظروا هذين حتى يصطلحا .
فكم يفوته من الأجر العظيم كل أسبوع مرتين! يومان في الأسبوع الإثنين والخميس
يقال أنظروا هذين حتى يصطلحا لا مغفرة لهذين حتى يصطلحا حتى يفيئا.
ياله من فضل عظيم ايها الصائم اغتنم هذا الشهر العظيم
واترك الحقد من قلبك حتي تكتب من المغفور لهم في شهر الصيام فتكون من المقبولين .
قال النبي ﷺ مبينا خطورة الحقد أيضا ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين.
لأن الصيام والصلاة والصدقة عبادات عظيمة وإصلاح ذات البين نفعه متعد منتشر
وقال فإن فساد ذات البين وتفسد ذات البين بالحقد والبغضاء والشحناء
قال إياكم وسوء ذات البين فإنه الحالقة
وفي الرواية الأولى فإن فساد ذات البين هي الحالقة ما هي الحالقة؟ التي تحلق الإيمان كما تحلق الموسى شعر الرأس.
وقال أبو الدرداء ألا أحدثكم بما هو خير لكم من الصدقة والصيام؟
صلاح ذات البين، ألا وإن البغض هي الحالقة.
الحالقة: هي الماحية للثواب، ولذلك ورد في الرواية الأخرى
دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة
حالقة الدين لا حالقة الشعر فحالقة الدين تحلق الدين كما تحلق الموسى الشعر
وسميت داء لأنها داء القلب.
فصدور المؤمنين الصائمين يا أيها المؤمنون لا محل لحقد فيها لأن الأصل في صدورهم
أنها سليمة مملوءة بالمحبة وإرادة الخير للآخرين، فلا مجال للغل فيها وإن مرت
الكراهية والبغضاء الموجودة بسبب فإنها تمر مرور عابر السبيل لا يجد مكانا يستقر
وهكذا العوارض الغريبة تنطرد من الوسط الذي لا يتقبلها.
فاللهم تقبل منا الصيام واجعلنا ممن غفرت لهم في هذا الشهر المبارك
من أعظم الأخطار التي تهدد الأمة النفاق فالمنافقون في كل زمان ومكان تختلف أفعالهم وأقوالهم ولكنها ترجع إلى طبع واحد وتنبع من معين واحد سوء الطوية ولؤم السريرة والغمز والدس والكيد لهذا الدين والضعف عن المواجهة والجبن عن المصارحة .يصومون ويتصدقون ويفعلون الخير ولكن للأسف الشديد الظاهر يخالف الباطن .نسوا بان هناك من هو مطلع عليهم ويعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدرو .. وتجد هؤلاء الفئه خصيصا في شهر الصيام تجد الجلباب الابيض والمسبحه العريقه والسجاده تكاد ان تكون في جيبه أمام الناس الرجل التقي الورع الذي يتكلم في الدين وبالدين وبشرع الله وباّيات الله سبحان الله واذا ما خلا بنفسه تجد رجلا اخر لا يعرف عن الله شئ ...فعلينا جميعا ان نبحث في انفسنا وقلوبنا هل بنا ذره نفاق ام لا ....
فالحسن البصري رضي الله عنه قال ما أمن النِفاق إلا منافق وما خاف النفاق إلا مؤمن..
انظر الي عمر بن الخطاب .. وما ادراك ماعمر الفاروق الذي فرق به بين الحق والباطل !!!
عمربن الخطاب الذي كان كلامه وحيا .... انظر ماذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه يا حذيفة ناشدتك بالله هل سماني لكَ رسول الله ﷺ منهم أي من المنافقين ؟ قال : لا ولا أُزكي بعدكَ أحدا...
عمر بن الخطاب يتوقع انه منافق !!! ياالله فما بالنا نحن !!! فما قولك في وفيك وفي من نري من الناس !!! أذا كان الفاروق يشك في نفسه ان يكون من المنافقين!!!
النِفاق داء عضال باطن ومعنى باطن أنه قد يكون مستشريا في نفس المؤمن وهو لا يدري فمن كان مطمئنا من هذا المرض ربما كان منافقا قد يمتلئ منه الرجل وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو في الحقيقة مفسد أحدنا إذا كان يخاف على سلامة إيمانه إذا كان يخاف على مكانته عند ربه إذا كان يخشى الله واليوم الآخر إذا كان يخشى أن يحبط الله عمله إذا كان يخشى أن يكون له صورة وله حقيقة أخرى لا يرضاها الله عز وجل فليدقق كل منا في نفسه .!!
هؤلاء يسعون لتوفير الغطاء الشرعي لإعمالهم فلما كانوا مظهرين الإيمان مبطنين النفاق فإنهم يحاولون بشتى الطرق عن طريق الكذب والخداع ألا يظهر منهم للناس ما يدل على نفاقهم فلذا يسعون أن يصبغوا أعمالهم بالشرع ويلبسونها لبوس الدين ففي كل أمر يطرحونه يقدمون بين يدي ذلك بشرط ألا يتعارض مع الدين ثم هم بعد ينسفون ذلك كله بحجة أن هذا الذي يعارضه ليس من الدين بل هو من العادات أو أن المسألة خلافية فلا تلزموننا برأي واحد فلنختر من الأقوال ما نعتقد أنه الحق.
وعجبا للمؤمنين يخدعون انفسهم بصيامهم وصدقاتهم امام الناس ويبطنون مالا يليق بالمؤمنين .
قال الحسن البصري ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق و لست أقوى إيمانا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ومع ذلك كانوا يخشون النفاق على أنفسهم
فقد ذكر البخاري في صحيحه معلقا عن ابن أبي مليكة قال أدركت ثلاثين من أصحاب
النبي ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه.
فتش نفسك هل أنت سالم من ذلك فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا.
ثم إن سلمت من ذلك ففتش نفسك هل فيك خصلة من خصال المنافقين نفاقا عمليا
فعن عبدالله بن عمرو أن النبي ﷺ قال
" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر. "
وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال
"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان."
============================
النِفاق نوعان نوع أكبر ونوع أصغر.
النوع الأكبر: يوجِب الخلود في النار في دركها الأسفل
قال تعالي (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجدلهم نصيرا .)
المشكلة : المنافق يصلي مع الناس ويصوم مع الناس وله زي إسلامي ويحضر جماعاتهم .
لأنَّ المنافق هذا يظهر للمسلمين إيمانه بالله وإيمانه بالملائكة وبالكتب وبالرسل وباليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله لا يؤمن بأن الله بكلم بكلام أنزله على بشر يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه هذا الإنسان المنافق هتك الله ستره وكشف سِره وجلى لعباده أمره ليكون الناس منه على حذر .
وذكر الله سبحانه وتعالى كما تعلمون في القرآن الكريم وفي مطلع سورة البقرة أربعَ آياتٍ تتعلق بالمؤمنين .
فتحدثَ عنهم في ثلاث عشرة آية لخطورتهم ولاستشراء النِفاق في صفوف المؤمنين .
لذلك المؤمن القضية سهلة مؤمن مستقيم عقيدته صحيحة
مخلص مقبل منيب محب ورع .
والكافر لا يستحي بكفره من كلامه من تعبيراته من حركاته من سكناته .
فأنتَ تعرف المؤمن وتعرف الكافر ولكن هذا الشخص الثالث الذي يظهر لكَ من الإيمان
ما فيه الكفاية وهو منافق قال : هذا النوع الثالث هو النوع الخطر .
الله سبحانه وتعالى خصه بثلاث عشرة آية لكثرتهم لكثرة المنافقين ولِعموم الابتلاء بهم وشِدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بهم والذي يقوله الناس دائما أخشى ما نخشاه على الإسلام لا من أعدائه بل من أدعيائه المنافقين لأن هؤلاء المنافقين يفجرونه من داخله إذا هاجمه أعداء الدين أخذ المؤمنون الحيطة ولكن المنافقين في صفوف المؤمنين بينهم في مساجدهم معهم في أعمالهم .
فكم من معقلٍ للإسلام قد هدموه؟ وكم من حِصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من علم قد طمسوه؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟ وكم ضربوا أساسه بالمعاول فهدموه؟ يأكل الرِبا ويوكِله هذا هو النِفاق لعلكَ تراه يصلي لعلكَ تراه يصوم لا قيمة لهذه الصلاة ولا لهذا الصيام .
اتخذوا هذا القرآن مهجورا ما هجر تِلاوته ولكن هجر تطبيق أحكامه ما جعله في حياته جعله وراء ظهره جعله خارج اهتمامه فالإنسان الذي لا يعبأ بكلام الله ولا يتخذه دستورا ولا ينطلق في حياته من أحكامه فهذا منافق منافق منافق لا صيا م له ولا صلاه له ولا قيام له .. فرب صائم لا ينال من صيامه الا الجوع والعطش ..
من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعب الله بشيء من عمله
وركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط
نسأل الله تعالى أن يجنبنا مساوئ الأخلاق والأفعال والأقوال وأن يطهر قلوبنا من النفاق
وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
الدرس الحادي عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
---------------------------------
الدرس الحادي عشر : صوم بلا أخلاص كمسافر يملأ جرابه رملا يثقله و لا ينفعه:
=============================================
ان الصوم ينمي في النفوس رعاية الأمانة والإخلاص في العمل وألا يراعى فيه غير وجه الله تعالى وهذه فضيلة عظمى تقضي على رذائل المداهنة والرياء والنفاق. والصوم من أكبر الحوافز لتحقيق التقوى وأحسن الطرق الموصلة إليها ولهذا السر ختمت آيات الصومِ بقوله تعالى لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
فعلى المسلم الصائم أن يختبر نفسه وهو يؤدي هذه الفريضة العظيمة هل اكتسب من صومه تقوى ربه فحافظ على طاعته بفعل ما أمره به وترك ما نهاه عنه؟ فإن وجد نفسه كذلك فليحمد الله وليستمر في سيره إلى ربه جادا في طلب رضاه عنه.
وإن وجد غير ذلك فليراجع نفسه ويجاهدها على تحقيق ما شرع الصوم من أجله وهو تقوى الله التي لا يهتدي بالقرآن أصلا إلا أهلها.
لا بد لكل عمل ليكون مقبولا بإذن الله أن يتوفر فيه شرطان:
الأول: أن يكون خالصاً لله تعالى، وصدق الله العظيم *مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.*
الثاني: أن يكون صوابا على وفق ما شرعه الرسول ﷺ القائل
(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)(رواه مسلم.
وقال صلي الله عليه وسلم (ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا واصوبا) ...
اي خالصا لله لا شبهه رياء فيه واصوبا علي شرع الله وسنه المصطفي صلي الله عليه وسلم.
والناس اليوم على وجه الأرض على اختلاف عقائدهم ودياناتهم وتعدد رغباتهم يقومون بأعمال وتصرفات كثيرة ظانين أن فيها السعادة ونسوا أو تناسوا أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم وموافقا لشرعه الحكيم .
لا شك أن من أجل وأعظم العبادات التي تربي في نفوسنا حسن القصد لله و التوجه الكامل إليه و تصحيح النية و إخلاصها لله تعالى إنما هو الصيام حيث إن حال الممسك عن الطعام شبعا مثل حال الممسك عن الطعام تقربا إلى الله تعالى في الصورة الظاهرة وبالتالي لا يكون بينهما فارق إلا بالنية .
ولذلك يقول القرطبي
لما كانت الأعمال يدخلها الرياء والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في هذا الحديث يدع شهوته من أجلي .
وقال ابن الجوزي
جميع العبادات تظهر بفعلها وقل أن يسلم ما يظهر من شوب بخلاف الصوم.
وقال الإمام أحمد:
لا رياء في الصوم فلا يدخله الرياء في فعله من صفى صفى له ومن كدر كدر عليه
ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره
كوفئ في ليله وإنما يكال للعبد كما كال.
ما أجمل العبادات عندما نريد بها وجه الله تعالى !!!!
و ما أجمل الصيام حين نجني من ثمراته الإخلاص !!!!!
نعم إنه الإخلاص الذي نبحث عنه في كل أعمالنا فلا نكاد نجده !!!!!
الإخلاص الذي نعاني من فقدانه في معظم عباداتنا !!!!!
الإخلاص الذي هو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه
أو شيطان فيفسده ولا هوى فيميله!!!!!
وما أجمل قول الحسن البصري عندما كان يعاتب نفسه و يوبخها بقوله
تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين وتفعلين فعل الفاسقين المرائين
والله ما هذه صفات المخلصين.
فعلى المسلم أن يستحضر النية ولابد له في جميع العبادات من ثلاثة أشياء:
1_ نية العبادة.
2_ أن تكون لله.
3_ أنه قام بها امتثالاً لأمر الله.
وعلى المسلم أن يعلم أن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
والعمل إذا كان لله تعالى قبل أما ما كان لغير الله لا يحبط فحسب بل إن صاحبه
يلقى مصيرا مشينا لأنه اتخذ مع الله شريكا وهذا ما يوضحه الحديث الذي رواه
ضمرة عن أبي حبيب قال قال رسول الله ﷺ
إن الملائكة يرفعون عمل عبد من عباد الله فيستكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله تعالى إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاكتبوه في سجين ويصعدون بعمل عبد فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين.
وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم وإن قلت فهذا القليل يضاعفه الله تعالى بفضله.
قال تعالى .*وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً *. ويرد الأعمال التي لا يبتغي بها وجهه
وإن كثرت..
فيأتي الصيام فينمي فينا حب الإخلاص ويكون سببا لخلاصنا وطهارتنا من الرياء
فعن ابن شهاب عن النبي ﷺ قال
ليس في الصيامِ رياء رواه البيهقي وقال هكذا روي بهذا الإسناد منقطعا .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
..يترك طعامه وشرابه وشهوته من اجلي الصيام لي وانا اجزي به .
قال الفلاس سمعت ابن أبي عدي يقول صام داود بن أبي هند أربعين سنة
لا يعلم به أهله كان خزازا يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق.
ويحكى أن ملكا من الملوك أراد أن يبني مسجدا في مدينته وأمر أن لا يشارك
أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد
هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك .
وفعلا تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك
في المنام كأن ملكا من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد
وكتب اسم امرأة فلما استيقظ الملك من النوم استيقظ مفزوعا وأرسل جنوده
ينظرون هل اسمه مازال على المسجد فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك
مازال موجودا ومكتوبا على المسجد وقال له حاشيته هذه أضغاث أحلام .
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا رأى ملكا من الملائكة ينزل من السماء فيمسح
اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة على المسجد وفي الصباح استيقظ الملك
وأرسل جنوده يتأكدون هل مازال اسمه موجودا على المسجد فذهبوا ورجعوا
وأخبروه أن اسمه مازال هو الموجود على المسجد !
تعجب الملك وغضب فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما قام الملك من النوم
قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد فأمر بإحضارها
فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة فوقفت بين يديه ترتعد فرائصها
فسألها هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى ؟
قالت يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن
وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه .
فلا يمكنني أن أعصيك . فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد ؟
قالت والله ما عملت شيئا قط في بناء هذا المسجد إلا ...
فقاطعها الملك قائلا : نعم إلا ماذا ؟
فقالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب
التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض
وبالقرب منه سطل به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب
فلا يستطيع بسبب الحبل . والعطش بلغ منه مبلغا شديدا
فقمت وقربت سطل الماء إليه فشرب من الماء .
هذا والله الذي صنعته . فقال الملك نعم عملت هذا لوجه الله فقبل الله منك
وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك ! فلم يقبل الله مني
فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد .
وحقيقه نري في شهر الصيام الناس تتصدق علي الفقراء وتتغني باسماء الفقراء
ويقول انا ارسلت الي فلان وفلان وفلان وكأن الرزق من عنده نسي ان الرزاق هو الله .
تجد الناس في مقبل شهر رمضان يلبسون الجلباب الابيض وفي اخر ايام شهر شعبان
يتوجهون الي المساجد حتي لا يقال عليهم لم يظهروا الا في رمضان ...
والله الذي لا اله غيره سمعتها بأذني من اناس يصلون كان لايظهرون
في المساجد قبل رمضان فقال انا اذهب في اواخر شعبان حتي يدخل علي رمضان
فلا يقال عني صلي في رمضان فقط . وتجد في يده المسبحه والجلباب الابيض
فاذا ما انتهي رمضان انتهت الصلاه وانتهي الذهاب الي المساجد وخلعنا الجلباب الابيض
..سبحان الله وكأن رب رمضان ليس له هو رب باقي الشهور
اسأل الله لهم الهدايه والثبات علي الايمان .
فافعل اليوم عملا لا يعلمه أحد إلا الله و لا تحدث به نفسك بعد ذلك ولا أحدا من الناس بل اجعله بينك وبين ربك ..وداوم على عمل السر لأنك ستحتاجه بعد ذلك في مواجهة عقبات الحياة .
فالإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين وجه لله ووجه لشركائه ولا أن تنقسم حياته إلى شطرين شطر لله وشطر للطاغوت الإسلام يرفض الثنائية المقيتة والازدواجية البغيضة التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم فنجد الرجل مسلما في المسجد أو في شهر رمضان ثم هو في حياته أو في معاملاته أو في مواقفه إنسان آخر إن الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم ويجعلها كلها لله كما يجعله كله لله فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين.
قال تعالي ..
قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين
الدرس الثاني عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :
===================
الدرس الثاني عشر : لا صيام لمن سب دين الله :
===========================
عجبت لقوم يتمنعون عن الطعام والشراب وعن شهوه فرجه ولا يتمنعون عن سب دين الله بحجه الحر الشديد والجوع القاتل وطول اليوم ...
حقا انها لمأساه من شباب المسلمين ومأساه أكثر من كبار السن ...والله ان العين لتدمع وان القلب ليتقطع وان الكلمات لتتواري علي خجل واستحياء بل وبكاء وعويل عندما تجد
طائفه من الناس تراهم بعينك كل يوم يتشاجرون من أجل جنيه ثم يرفعون اصواتهم علي بعض في نهار رمضان بالقاب بذيئه وسب وشتم وياليتها تنتهي علي ذلك ولكن للأسف الشديد يتجرأ كل منهم علي الله ويسبوا دين الله عيانا بيانا ... الله الله فيمن سب دين الله ... قال تعالي قال سبحانه*
ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون*
قد أجمع أهل العلم على أن سب الدين كفر بالله عز وجل وإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام عياذا بالله من ذلك.
وقد نزلت هذه الآيات في أناس لم يعلنوا سب الدين صراحة ولكنهم طعنوا في حملته ونقلته فكيف بمن تجرأ وسب الدين رأسا! نعوذ بالله من الخذلان.
يقول بعد سب دين الله ويفيق الي عقله ويرجع الي رشده يقول اصل الجو حر وهو نرفزني وانا صائم ..ألم تستحي من ربك وانت تقول أنا صائم ماذا فعل بك الصيام أهذا أخلاقك !! أم أساء خلقك .
أخي الحبيب والله ان الصيام ما جعل الا ليهذب النفس ويربيها ويزكيها ..فقال تعالي
ياأيها الذين اّمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون ...
فأين التقوي ؟
من وقع منه السب في نهار رمضان وهو صائم فقد فسد صومه ذلك اليوم ويلزمه التوبة والقضاء فلا يصح صوم الكافر أصليا كان أو مرتدا ولو ناسيا للصوم.
قال في الشرح: أي ارتد وهو ناس للصوم فيبطل بها.
فان سب الله او دين الله والعياذ بالله او الرسول فقد بطل صومه لأنه ارتد عن الاسلام فعليه ان يبادر بالتوبه أولا ثم عليه قضاء هذا اليوم ويكثر من الاستغفار.. فان التوبه تغفر الذنوب صغيرها وكبيرها قال تعالي قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم .
قال ابن قدامة في المغني . ومن ارتد عن الإسلام فقد أفطر لا نعلم بين أهل العلم خلافا في أن من ارتد عن الإسلام في أثناء الصوم أنه يفسد صومه وعليه قضاء ذلك اليوم إذا عاد إلى الإسلام سواء أسلم في أثناء اليوم أو بعد انقضائه وسواء كانت ردته باعتقاده ما يكفر به أو شكه فيما يكفر بالشك فيه أو بالنطق بكلمة الكفر مستهزئا أو غير مستهزئ وذلك لأن الصوم عبادة من شرطها النية فأبطلتها الردة كالصلاة والحج ولأنه عبادة محضة فنافاها الكفر كالصلاة.
وأحيانا تجد شابا غضب غضبا شديدا لا يعرف السماء من الارض فسب دين الله وهو صائم فهذا لا يخرج من المله ولا نسميه مرتد قال تعالي
لا يواخذكم الله باللغوا في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان ..
فإن الإنسان إذا تاب من أي ذنب ولو كان ذلك سب الدين فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفرا وردة ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره فان سب الدين في حال غضب و غضب شديدا بحيث لا يدري ماذا يقول ولا تدري حينئذ أهو في سماء أم في أرض وتكلم بكلام لا يستحضره ولا يعرفه فإن هذا الكلام لا حكم له ولا يحكم عليك بالردة لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به
يقول الله تعالى في الأيمان: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان. فإذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضب شديد لا يدري ما يقول ولا يعلم ماذا خرج منه فإنه لا حكم لكلامه ولا يحكم بردته حينئذ وإذا لم يحكم بالردة ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب بما أوصى به النبي ﷺ حين سأله رجل فقال له: يا رسول الله أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب
فليحكم الضبط على نفسه وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وإذا كان قائما فليجلس وإذا كان جالسا فليضطجع وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ فإن هذه الأمور تذهب غضبه وما أكثر الذين ندموا ندما عظيما على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم ولكن بعد فوات الأوان.
اخي الحبيب هذه وصيتي اليك يا من تتجرأ علي دين الله في رمضان أو غير رمضان تب الي الله قبل فوات الاأوان .
وعود لسانك في هذا الشهر الكريم علي الحلم والاخلاق النبيله ودائم اذا سبك احد او شتمك احد او قذفك أحد فقل اي امرؤ صائم .
عود لسانك علي ذلك من الان حتي تخرج في نهايه شهرك مجبور الخاطر مغفور ذنبك وتكون من عتقائه من النار .. فيا حسره علي عبد يمر عليه هذا الشهر الذي وصفه الله ورسوله بالعفور والمغفره والرحمه والعتق من النار ولم يكن له نصيب او حظ منه ...
فخاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ..
انا اعلم بعد هذا الدرس تقول لي ما هي شروط التوبه حتي ارجع الي الله ..
الشرط الأول: الإخلاص لله بتوبته بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة أو خوفا من مخلوق أو رجاء لأمر يناله من الدنيا فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه فقد أخلص لله تعالى فيها.
الشرط الثاني: أن يندم على ما فعل من الذنب بحيث يجد في نفسه حسرة وحزنا على ما مضى ويراه أمرا كبيرا يجب عليه أن يتخلص منه.
الشرط الثالث: أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه فإن كان ذنبه ترك واجب قام بفعله وتداركه إن أمكن وإن كان ذنبه بإتيان محرم أقلع عنه وابتعد عنه ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.
- الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود في المستقبل بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.
- الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت القبول فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل وفوات وقت القبول عام وخاص:
* أما العام فإنه طلوع الشمس من مغربها فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل لقول الله تعالى: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
* وأما الخاص فهو حضور الأجل فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع لقول الله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.
فاللهم ارزقنا قبل الموت توبه وعند الموت شهاده وبعد الموت جنه ونعيما .
الدرس الثالث عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
==================
الدرس الثالث عشر : صائم يسب ويشتم الناس :
============================
كثيرا ما نجد طائفه من المسلمين يتشاجرون ويسبون بعضهم بأقبح الالفاظ وخاصه مع بعض السائقين فاذا تشاجروا مع بعضهم البعض سمعت العجب العجاب .الفاظ بذيئه وقبيحه تخرج من أفواهم وسبحان الله وهو صائم لربه ...فهل منعه الصيام عن السب والشتم واللعن ؟ أبدا والله !! ما منعه وما قدره رغم قول الحبيب صلي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .
ولقوله ﷺ الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم..
فأين هذه الخلق ؟ اين هذه الاداب التي يعلمها لنا الحبيب صلي الله عليه وسلم ؟ اين هذه التربيه التي يربينا عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
فالسب والشتم لا يفطر الصائم وغيره وهي تجرح الصوم وتنقص الأجر وتكاد ان تضيع الاجر كله فأنت يوم القيامه تبحث عن حسنه فرب حسنه تدلك الجنه وترفعك درجه وتحط عنك خطيئه ..فاعمل اخي واغتنم هذا الشهر في الحسنات فلا تضيعه بالسب والشتم فاذا سبك احد لو شتمك قل اني صائم .
وتوضأ وصلي ركعتين يذهب عنك ذلك كله وتزداد بالحسنات ..
فالأقوال المحرمة والأفعال المحرمة لا تبطل الصوم ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل كما قال تعالى
فبيَّن الله الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عز وجل وقال النبي ﷺ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعام وشرابه.
بل أمر النبي ﷺ الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول إني امرؤ صائم حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزًا عنه ولكن ورعًا وتقوى لله عز وجل لأنه صائم، والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أن رجلا قال يا رسول الله أوصني قال:لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب وما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئا كان بسبب غضبه ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.
فقال النبي صلي الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
فهل تتصور أولئك الذين يطلقون ألسنتهم سبا وشتما وانتهاكا لأعراض المسلمين أنهم يكونون بذلك فساقا خارجين عن طاعة الله ورسوله ؟! ألا فليتق الله أناس تركوا العنان لألسنتهم حتى أوردتهم موارد الهلكة ومراتع الحسرات،
قال النبي سباب المسلم كالمشرف على الهلكة..
فمقصد رسالة الإسلام تهذيب الأخلاق وتزكية النفوس وتنقية المشاعر ونشر المحبة والألفة وروح التعاون والإخاء بين المسلمين..
قال النبي إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
فهذه الآفة العظيمة التي انتشرت بين جميع فئات المجتمع على اختلاف مراحلهم العمرية وطبقاتهم الثقافية..فهي آفة عظيمة نشأ عليها الصغير ودرج عليها الكبير وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء الرجال والنساء الشباب والفتيات.. آفة عظيمة تولدت منها الأحقاد وثارت الضغائن وهاجت بسبها رياح العداوة والبغضاء.
آفة عظيمة تغضب الرب جل وعلا وتخرج العبد من ديوان الصالحين وتدخله في زمرة العصاة الفاسقين.. إنها السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. فتجد الوالد يسب أبناءه ويلعنهم والأم كذلك تفعل مثله ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام.
وتجد الصديق يسب ويلعن صديقه فيرد عليه بسب أمه وأبيه. حتى الطفل الصغير تجده قد تعود كيل السباب واللعائن للآخرين، وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما ينظران إليه فرحين مسرورين.. إن الواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائما ولا يعوده السب واللعن حتى مع خادمه وولده الصغير بل ومع أي شيء من جماد أو حيوان فإنه لا يأمن إذا سب أحدا من الناس أو لعنه أن يقابله بمثل قوله أو يزيد عليه فيثور غضبه ويطغى ويقوده إلى ما لا تحمد عقباه وكم من جريمة وقعت كانت بدايتها لعنا وسبابا ومعظم النار من مستصغر الشرر.
وإذا سب الإنسان أو لعن مسلما فقد آذاه والله تعالى يقول
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا.
فاذا سبك احد دعه ليس ضعف فالبادىء بالسباب هو الذي يتحمل الإثم وحده إذا عفا عنه المسبوب أو انتصر بقدر مظلمته ولم يتجاوز ذلك إلى ما ظلم وتعد
قال الله تعالى *ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل *.
وقال تعالى: *والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون *.
ومع هذا فالصبر والعفو أفضل قال الله تعالى* ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور*
وللحديث المذكور بعد هذا وما زاد الله عبدا بعفوا إلا عزى واعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال سباب المسلم فسوق ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذبا أو قذفا أو سبا لأسلافه فمن صور المباح أن ينتصر بـ ( يا ظالم ) ( يا أحمق ) أو ( يا جافي ) أو نحو ذلك لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف.
قالوا: وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته وبرئ الأول من حقه وبقي عليه إثم الابتداء أو الإثم المستحق لله تعالى.
وإذا تعدى المسبوب وتجاوز الحد وقع الإثم عليهما فعن عياض بن حمار قال قلت:
يانبي الله الرجل يشتمني وهو دوني أعلي من بأس أن أنتصر منه؟ قال المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان.
واحذر أخي من أن تكون سببا في سب والديك فتكون كمن سبهما فقد قال النبي ﷺ
إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يارسول الله ! وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه .
ومن المؤسف أنه قد انتشر ذلك بين أبناء المسلمين وطلابهم وهذا والله دليل على انحطاط في التربية وتفريط من أولياء الأمور الذين لا ينشئون أبناءهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة والخصال الجميلة.
وهذا الوعيد فيمن كان سببا في سب أبيه وأمه دون أن يسبهما بنفسه فكيف حال من يقوم بسبهما بنفسه فيسب والديه ويلعنهما وهناك من يضربهما ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واللعن قد ورد فيه وعيد شديد وتهديد أكيد من النبي فقد قال النبي ﷺ
لعن المؤمن كقتله .
وتأمل أخي في جريمة قتل المؤمن وشدة قبحها وما رتب الله عليها من العذاب والنكال واللعنه والغضب في الدنيا والآخرة تعرف بذلك خطورة اللعن والتمادي فيه.
قال تعالى: *ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءوه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.
فهذا جزاء قاتل المؤمن الذي شبه النبي لاعنه به فأي جرم هذا الجرم؟ وأي خطيئة تلك الخطيئة؟! وبيّن النبي ﷺ أن المؤمن كامل الإيمان لا يكون لعانا أبدا فقال عليه الصلاة والسلام لا يكون المؤمن لعانا.
ولذلك نهى النبي عن التلاعن فقال عليه الصلاة والسلام لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار.
وأخبر عن تأخر منازل اللعانين يوم القيامه فقال لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .
قال النووي رحمه الله فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنه في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة وهي الإبعاد من رحمة الله فهو في نهاية المقاطعة والتدابر.
وأوصى النبي جرموذ الجهني فقال أوصيك ألا تكون لعانا .
وقال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا أنه أتى بابا من الكبائر.
هل تدري أيها اللعان أن لعنتك تصعد إلى السماء فيهرب أهل السماء منها خشية أن تصيبهم؟!
هل تدري أنها تهبط إلى الأرض بعد ذلك فتهرب الكائنات منها خشية أن تصيبهم؟!
هل تدري أنها تذهب بعد ذلك يمينا ويسارا حتى تصادف من يستحقها؟
ثم هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك؟
فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ
إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنه إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها .رواه أبو داود وحسنه الألباني لغيره.
فلماذا تحمل نفسك أخي هذا الذنب العظيم ولما تصر على هذا الجرم الكبير؟
ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلا من لعنهم والدعاء عليهم؟
ألا تخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة فتطرد من رحمة الله عز وجل وتكون من المبعدين المقبوحين؟
ألا تخشى أن تلقى الله عز وجل بلسان ولغ في أعراض المسلمين واستباح حرماتهم؟
ألا تخشى أن تتساوى حسناتك وسيئاتك فتأتي لعنتك فترجح ميزان سيئاتك فتدخل بها النار؟
فسبحان الله بعض الناس لم يسلم منه حتى الجماد والحيوان فتراه يسب ويلعن ويضرب كل شيء حوله ولذلك سد النبي كل منفذ يؤدي إلى السب واللعن فنهى عن سب أو لعن كل شيء لا يستحق اللعن حتى ولو كان حيوانا أو جمادا
فعن عمران بن حصين قال : بينما رسول الله ﷺ في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة .
قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد.
قال النووي رحمه الله: إنما قال هذا زجرا لها ولغيرها وكان قد سبق نهيها ونهي غيرها عن اللعن فعوقبت بإرسال الناقة. والمراد. النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق .
وقال النبي ﷺ لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة .
فإن عظمة الإسلام لتتجلى في هذه التوجيهات السامية والآداب الرفيعة التي حافظت على حق الحيوان البدني والمعنوي والتي حرمت كل أشكال الإيذاء بغير حق فيا ليت دعاة حقوق الحيوان يعرفوا للإسلام فضله في هذا السبيل ويعترفوا له بالسبق في هذا الميدان الذي يتفاخرون به ويحسبون أنهم أصحابه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا لعن الريح عند رسول الله فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه .
وعن جابر أن النبي ﷺ دخل على أم السائب فقال مالك تزفزين؟
قالت الحمى لا بارك الله فيها.
قال لاتسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير الخبث .
ومما سبق يتبين أن الإسلام حرص على أن يكون المؤمن طاهر اللسان حلو المنطق عذب الكلمات لا يشينه شيْ ولا يقدح في مروءته قادح.
ولاريب أن المؤمن المعين لا يجوز لعنه حيا أو ميتا للأدلة التي ذكرنا بعضها فيما سبق أما الكافر المعين فلا يجوز لعنه إذا لم يكن قد مات على الكفر لأنه لا يدري ما يختم له به وليس هناك مصلحة في الدعاء على أحد بالموت على الكفر
ويدل على ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال يوم أحد
اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أميه فنزلت الآية* ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون* فتاب عليهم كلهم .
فإذا كان لايجوز لعن الكافر المعين الذي لم يمت على الكفر فكذلك لا يجوز لعن الفاسق المعين أو الظالم المعين من باب أولى نعم يجوز ذلك بالأوصاف العامة كأن يقول لعنة الله على الزناة أو على الكاذبين ونحو ذلك .
فقد لعن النبي ﷺ أصنافا من العصاة بغير تعيين كالواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة وآكل الربا وموكله وشارب الخمر والمحلل والمحلل له وغيرهم كثير.
أما من تيقن موته على الكفر كفرعون وأبي جهل وغيرهما فإنه يجوز لعنه على أن المسلم
ينبغي عليه أن يطهر لسانه من السب واللعن إلا إذا كانت مصلحة راجحة.
أخي الحبيب كان سلف الأمة أحرص منا على الخير ولذلك كانوا يتحاشون السب واللعن ويطيبون ألسنتهم بذكر الله وشكره ودعائه والثناء عليه وتلاوة كتابه.
عن ابن مسعود قال إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه تقولون اللهم اخزه اللهم العنه ولكن سلوا الله العافية فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحدا شيئا حتى نعلم على ما يموت فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله.
وروي أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه فقال لهم أبو الدرداء أرأيتم لو وجدتموه في بئر ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أفلا نبغضه؟ قال: إنما أبغضه عمله فإذا تركه فهو أخي.
ولو أن المسلمين تعاملوا بهذه الأخلاق الكريمة والنفوس الصافية والصدور السليمة لتغير حالهم وعظم أثرهم في أنفسهم وفي غيرهم من غير المسلمين.. ألا فليرجع المسلمون إلى أخلاق النبوة وآداب الرسالة ليرجع إليهم تميزهم ويكونوا خير أمة أخرجت للناس كما كان أسلافهم.
الدرس الرابع عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
الدرس الرابع عشر : تعطر المرأه وخروجها من منزلها اثناء الصيام :
==================================
للأسف الشديد تجد طائفه من النساء تتزين وتتعطر وهي في شهر الصيام وتخرج من مزلها لقضاء ما يحتاجه البيت كالسوق مثلا وللأسف الشديد يشم منها من الروائح والبرفانات والعطر يفوح منها رائحه العطر ويستنشق منها كل بشر تمر عليه ..عنأبي موسى الأشعري قال قال رسول الله ﷺ إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا. رواه أبوداود. اتدرون مامعني كذا وكذا اي زانيه ..
فالتعطر نوع من النظافة التي ترتاح إليها النفوس ، وكلما تقبله النفوس على الفطرة النقية لا يتصادم مع الشرع.وكثير من الناس يظن أن التعطر للمرأة محرم شرعا على الإطلاق ولكن التحقيق أن العطر كغيره على الإباحة حتى يرد النصب التحريم.والوارد في النهي عن التعطر للنساء أن يشمه غير المحارم،ولكن لها أن يشممنها زوجها ومحارمها.
إن محظورات تطيب المرأة ثلاثة:
أولها : حضور صلاة الجماعة في المسجد وهي متطيبة.
ثانيها : خروجها من بيتها يفوح منها رائحة العطر.
ثالثها : التبرج وقصد استدعاء شهوة الرجال.
فإذا انتفت هذه المحظورات الثلاثة فلا حرج على المرأة في التزين بطيب ظهر لونه وخفي ريحه.
فوضع المرأة للعطر يكون للزوج وكذلك للمحارم عند أمن الفتنة وكذلك بين النساء أو في بيتها أما خروج المرأة بالعطر ليشمها الناس فهذا منهي عنه باتفاق العلماء.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه , وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه .
عن يحيى بن جعدة : أن عمر بن الخطاب خرجت امرأة في عهده متطيبة فوجد ريحها فعلاها بالدرة ثم قال : تخرجن متطيبات فيجد الرجال ريحكن , وإنما قلوب الرجال عند أنوفهم اخرجن تفلات .سنده صحيح(( تفلات) أي غير متطيبات))
عن عطاء قال : كان ينهى أن تطيب المرأة وتزين ثم تخرج .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال استقبلته امرأة يفوح طيبها لذيلها إعصار
فقال لها ياأمة الجبار أنّى جئت؟ قالت من المسجد قال آلله تطيبت ؟ قالت نعم قال :
فارجعي فإني سمعت حبيبي أبا القاسم ﷺ يقول
لايقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى تغتسل كغسلها من الجنابة . رواه ابن ماجه.
فكيف التي تتعطر لاماكن اخرى غير المسجد كالسوق وهي في شهر الصيام . شهر التقوي .ألا تتقين الله !!
عن عبيد بن بزيد بن سراقة : عن أمه أنها أرسلت إلى حفصة وهي أختها تسألها عن الطيب , وأرادت أن تخرج فقالت حفصة زوج النبي ﷺ إنما الطيب للفراش .
قال عبد الله بن مسعود : لأن أزاحم جملاً قد طلي قطراناأحب إلي من أن أزاحم امرأة متعطرة .
عن إبراهيم قال : طاف عمر بن الخطاب في صفوف النساء فوجد ريحا طيبة من رأس امرأة فقال : لو أعلم أيتكن هي لفعلت ولفعلت . لتطيب إحداكن لزوجها فإذاخرجت لبست أطمار وليدتها . قال : فبلغني أن المرأة التي كانت تطيب بالت في ثيابها من الفرق .
روى ابن حبان،والحاكم و النسائي في باب ما يكره للنساء من الطيب و البيهقي و أبو داود عن أبي موسى الأشعري مرفوعا: (أيما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية).
وأخرج الترمذي في باب ما جاء من كراهية خروج المرأة متعطرة من حديث أبي موسى الأشعري أيضا مرفوعا: (كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا) يعني زانية. ا.هـ.
لحديث عائشة الذي رواه أبو داود في سننه أنها قالت: ( كنّا نخرج مع النبي إلى مكة فنضمّخ جباهنا بالمسك المطيب للإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي فلا ينهاها).
والرسول ونساؤه كانوا يحرمون بذي الحليفة وهي على بضعة أميال من المدينة.
وفي حديث أبي هريرة الذي فيه أن رجلاًسأل رسول الله طيباً لابنته التي يزوّجها فلم يكن عند الرسول طيب غير أنه سلت له في قارورة عرقه فاتخذته ابنته طيباً تستعمله وكان يشم ريحها أهل المدينة فلم ينكر عليها أحد من الصحابة أن تخرج وريحها تفوح طيباً بحيث يجده أهل المدينة أبين البيان على جواز خرود المرأة متطيّبة بغير قصد التعرض للرجال
وقد ورد أيضا عن زينب الثقفية أنَّ النبي ﷺ قال:
إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب (ينفح) ولذيلها إعصار فقال: يا أمة الجبَّار، جئت من المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت؟ قالت: نعم قال: إني سمعت حبي أبا القاسم ﷺ يقول:لا تقبل صلاة لامرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة.
فلتنظر المسلمة بعين البصيرة إلى أن التطيب إذاكان محرما على مريدة المسجد
فكيف حكمه لمن تريد مجامع الرجال كالأسواق والمحلات التجارية ونحو ذلك؟
فمن الآداب الإسلامية التي انعكست في هذا الوقت إن المرأة إنما تلبس الملابس الطيّبة ملابس الزينة وإنما تتطيب وإنما تتعطر وإنما تحسن شعرهاوبشرتها كل ذلك لزوجها في بيتها.
هذا هو الهدي النبوي.
فإذا ما أرادت أن تخرج خرجت بملابس لا تلفت النظر في حسنها وجمالها ومستورة في عباءتها وكل ما يستر بدنها. ولا تلبس الضيق الذي يبين مفاصلها وعضلاتها. انعسكت القضية.
يروى أن أكثر النساء في الكماليات إنما تجمع للخروج: في مناسبات الزواج في أي مناسبة من المناسبات..
وفي بيتها كأنها في وقت الحِداد لا تلبس إلا الملابس الوسخة الضعيفةالرخيصة وكل غال وكل طيب وكل عطر إنما هو مهيأ لخروجها.
ما أسوأ الحال! وما أضعف الرجال! أين الغيرة من الرجال؟
يا سبحان الله! النساء لا يخرجن إلا من بيوت الرجال ولذلك العتاب على الرجال
لا على النساء الرجال الذين لهم القوامة الذين تخرج النساء من بيوتهم
كيف يَرضون هذا الوضع؟
فإذا انقلبت القضية عكس ما فطر الله عليه العباد صار الأمر
عقوق الوالدين من كبائر الذنوب والآثام والعاق معرض بعقوقه لسخط الله وغضبه .
جاء رجل إلَى النبي ﷺ فقال :
إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة، فقال رسول الله ﷺ: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء.
قال المنذري: رواه البزار بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان. انتهى.
وصححه الألباني. .
لا شك أن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى حب ورعاية الأولاد بل وإلى التضحية للأولاد بكل شيء حتى بالذات فكما تمتص النبتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات وكما يمتص الفرخ كل غذاء فى البيضة فإذا هي قشرة هشة فكذلك يمتص الأولاد كل رحيق وعافية واهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية ومع كل ذلك فهما سعيدان ولكن من الأولاد من ينسى هذا الحب والعطاء والحنان ويندفع في جحود وعصيان ونكران ليسيء إلى الوالدين بلا أدنى شفقة أو رحمة أو إحسان وتتوارى كل كلمات اللغة على خجل واستحياء بل وبكاء حينما تكتمل فصول المأساة ويبلغ العقوق الأسود منتهاه وحيننما تجد الولد يضرب أباه او امه ..
أيها الأبناء! يا أبناء الجامعات! أيها الأحباب الأعزاء! اعلموا بأن العقوق كبيرةٌ تلي كبيرة الشرك بالله. العقوق من أكبر الكبائر، ففي الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي ﷺ قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله! قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان المصطفى متكئا فجلس ثم قال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فمازال النبي يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي ﷺ قال من الكبائر شتم الرجل والديه لا أن يضرب الرجل والديه فقال الصحابة: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ الصحابة في مجتمع الطهر استغربوا أن يشتم الرجل والديه فقال المصطفى ﷺ: نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه
فيسب أمه إن شتمت أبا رجل شتم أباك فتكون قد شتمت أنت أباك
وإن شتمت أمه شتم الرجل أمك فتكون قد شتمت أمك فالعقوق من أكبر الكبائر والعياذ بالله!
أيها الأبناء! العقوق سبب للحرمان من الجنة وسبب للطرد من رحمة الله الذي
وسعت رحمته كل شيء.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال
ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة.
وتدبروا أيها الأبناء! وتدبروا أيها الآباء هذا الحديث العظيم فإن هؤلاء قد خابوا وخسروا والله وخسروا لأنهم طردوا من رحمة الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة قيل من هم يا رسول الله؟ قال: العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث والمرأة المترجلة أي المرأة المتشبهة بالرجال وكم من امرأة تنتسب إلى الإسلام تتشبه في زيها وفي مشيتها وفي كلامها وفي طريقة معاملتها بالرجال!
بل وهي تشعر بلذة حين تتشبه بالرجال، والديوث هو: الذي يقر الزنا والفسق في أهله والعياذ بالله!
وقال ﷺ ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان.
أيها الأبناء! أخاطبكم بكل قلبي وكياني أيها الأبناء! يا من من الله عليكم الآن بنعمة الأمهات والآباء!
وأنتم لا تدركون قدر هذه النعمة ولن تشعروا بها إلا إذا فقدتم الوالدين أسأل الله أن يبارك في أعمار
آبائنا وفي أعمار أمهاتنا وأن يختم لنا ولهم بصالح العمل إنه على كل شيء قدير.
أيها الأبناء! عقوق الوالدين لا ينفع معه أي عمل فإن صليت وصمت شهرك كله أو اجتهدت
وأنت عاق لوالديك فلن ينفع مع العقوق عمل فعن أبي أمامة أن النبي ﷺ
قال ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا أي لا فرضا ولا نفلا ولا عملا العاق لوالديه والمنان والمكذب بالقدر.
ان العقوق دين لابد من قضائه في الدنيا قبل الآخرة فكما تدين تدان فإن بذلت البر
لوالديك سخر الله أبناءك لبرك وإن عققت والديك سلط الله أبناءك لعقوقك وستجني
ثمرة العقوق في الدنيا قبل الآخرة فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي
ﷺ قال اثنان يعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين أي: الظلم فمهما كنت قادرا قويا واستخدمت وجاهتك أو منصبك
أو مالك في ظلم العباد فاعلم بأن الله سيسلط عليك من يظلمك
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
عقوق الوالدين يعجل الله لك بسببه عقوق أبنائك في الدنيا .
هذا ابن عاق يعيش معه والده في بيته، فكبر الوالد وانحنى ظهره وسال لعابه
واختلت أعصابه فاشمأزت زوجة الابن من والد زوجها وكم من أبناء يرضون الزوجات
على حساب طاعة الآباء والأمهات فاتق الله! وإياك أن تقدم امرأتك على أمك
أو أبيك فالمرأة لها حقوق والأم لها حقوق والأب له حقوق
فإياك وأن تقدم حق الزوجة على حق أبيك أو على حق أمك
فالحق الأول للأمهات والحق الثاني للآباء فلما اشمأزت هذه الزوجة من والد
زوجها بدأت تعلم الأبناء هذا الشعور من جدهم فأراد الولد أن يطرد أباه
من البيت فرق طفل صغير في البيت لجده فقال لأبيه لماذا تطرد جدنا
من بيتنا يا أبت؟! فقال حتى لا تتأففون منه فبكى الطفل لجده وقال:
حسنا يا أبت! سوف نصنع بك ذلك غداً إن شاء الله!! إنه دين والله! لابد من قضائه.
وهذا ابن آخر يقوم ويصفع والده على وجهه فيبكي الوالد ويرتفع بكاؤه
فيتألم الناس لبكاء هذا الشيخ الكبير وينقض مجموعة من الناس على
هذا الابن العاق ليضربوه فيشير إليهم الوالد ويقول لهم دعوه ثم بكى وقال والله!
إني منذ عشرين سنة وفي نفس هذا المكان صفعت أبي على وجهه!!
فالعقوق دين لابد من قضائه.
وهذا ابن ثالث يجر أباه من رجليه ليطرده خارج بيته وما أن وصل الولد بأبيه
حتى الباب وإذا بالوالد يبكي ويقول لولده كفى يا بني! كفى يا بني! إلى الباب فقط،
إلى الباب فقط فقال: لا بل إلى الشارع قال: والله! ما جررت أبي من رجليه
إلا إلى الباب فقط!! فكما تدين تدان. فالعقوق دين ولابد من قضائه .
أخي اختي احرصي علي والديك فوالله انهما لنعمه لا تعرفون قدرها الا بفقدهم ..
أسأل الله ان يبارك في ابائنا وامهاتنا وابنائنا وبناتنا واخواننا واواخواتنا يارب العالمين
الدرس السادس عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر:
====================
صائم قاطع للرحم :
-------------------
عجبا لطائفه من المسلمين يصلون ويصومون ويقومون ولكن للأسف شديد قاطع لرحمه
لا يصلهم ولا يتودد اليهم لهي نفسه في هموم الدنيا وتجميع المال من هنا وهناك
فليس لديه وقت ولو برفع سماعه هاتفه للاطمئنان عليهم رغم اننا في شهر مبارك
وها هي أيام هذه الشهر المبارك تمضي بنا سريعا ونسائم الرحمة والمغفرة والبركة
متواصلة في أيامه ولياليه وأبواب الخير فيه مشرعة وهي كثيرة ومتنوعة
ومن أعظمها مكانة وأجلها قدرا صلة الرحم .
وصلة الرحم خلق إسلامي رفيع دعا إليه الإسلام وحض عليه فهو يربي المسلم على الإحسان إلى الأقارب وصلتهم وإيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم يقول الله تعالى في ذلك
وأولى الأرحام بالصلة الوالدان ثم من يليهم من الأهل والقرابة.
وقد أعد الله تعالى الأجر الكبير والثواب الجزيل لمن يصل رحمه فإن من أعظم ما يجازي به الله تعالى واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر
قال عليه الصلاة والسلام مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .
أما قطيعة الرحم فهي كبيرة من كبائر الذنوب وقد رتب الله العقوبة والطرد من رحمته لمن قطع رحمه قال الله تعالى *فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ *
وقد قال علي بن الحسين لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا
في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
وليس أعظم من أن قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا قال رسول الله ﷺ قال* مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ *
أما في الآخرة فقد قال رسول الله ﷺ* لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ *.
وقد يتعذر البعض بأنه يصل رحمه وقرابته ولا يجد منهم مثيل صلة بل يجد من الجفوة والصدود ما يصرفه عن صلتهم فيقطع الصلة برحمه يقول نبي الرحمة ﷺ عن ذلك
وجاء في صحيح مسلم أن رجلا قال للنبي ﷺ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي ؟ فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك
ولا أفضل من شهر الرحمة من أن يتقرب المسلم فيه لربه بصلة رحمه ابتغاء لمرضاته
وعظيم ثوابه وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء فالمبادرة بالزيارة والصلة
وإن كانت شاقة على النفس ولكنها عظيمة القدر عند الله.
فحري بنا أن نتفقد أرحامنا في هذا الشهر المبارك بالزيارة والصلة والسؤال والصدقة
وإصلاح ذات البين ولا يتعذر أحد بانشغاله فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة
تزيل ما علق في النفس وتدحر الشيطان وتفتح أبواب الخير فرمضان
وكأنه يقول لرب العالمين انت لك النهار بالصيام ولي الليل بالمعاصي .
تجرء علي ربه .
ولم يخاف الله .
ولم يخش الله ..
ألم يعلم ان هذا المال الذي ساقه الله اليه رزقه والذي رزقه هو الله .
فقادر علي ان يمنع عنك الرزق ..
يأكل من رزقه ويعصيه ..
بصومون النهار وبمجرد ان يأذن لصلاه المغرب انتهي الصيام انتهت الطاعات وخرجوا الي الحانات والكابيرهات ليعصو الله بكأسهم ملئ بالخمر ويمتعون انظارهم بنساء عراه .
ويقولون ماذا فعلنا نحن نروح عن انفسنا ليلا . حتي السحور فيأخذون لقيمات وينامون طوال نهارهم حتي يأتي عليهم الليل فيمارسون كالعاده ...!!
حقيقه والله ليس ادعاء أو خيال فهناك ابتلي بعض الناس ببعض الخبائث كشرب الخمر أو تعاطي المخدرات فإذا أفطروا في المغرب انتظموا في تناولها حتى منتصف الليل ثم ينامون ليتناولوا السحور في آخر الليل
ويواصلوا صومهم. صاموا نهارهم وادمنو ليلهم ..
بشرب كأسهم ...
لا حول ولا قوه الا بالله .متعوا امعائهم بالخمر ومتعوا انظارهم بالنساء العراه التي تميل يمينا وشمالا وهو يميل بقلبه وعقله معهم .
ادمنوا الكأس وأدمنوا النساء في الحرام .. ليقضو بهم ليل رمضان !!!!
لا اقول الا قولا واحدا هداهم الله الي كل خير ورشاد هداهم الله للايمان وزينه في قلوبهم وكره اليهم الفسق والفجور ...
وفي النهايه يقولن نحن صائمون !!!!!
أين الصيام .؟
ألم يعبمك شيئا ؟
ألم يعلمك تقوي الله ؟
فالغايه من خلق المخلوقات هي العباده والغايه من العباده هي تقوي الله .!!!
فأين تقوي الله ؟
صيامهم صحيح ولكنه يؤسفنا جدا أن يقع منهم هذا الأمر وهم مسلمون ويعلمون أن الخمر أم الخبائث ومفتاح كل شر وأنها محرمة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين فنصيحتي لهؤلاء
أن يتقوا الله عز وجل وأن يخشوا عقابه وأن يقلعوا عن هذا الأمر المحرم ومن تاب تاب الله عليه وباب التوبة مفتوح ورمضان فرصة مباركة للإقلاع عن هذه المحرمات والتوبة منها
قال رسول الله ﷺ ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير
قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
أخي الصائم يا من منعت نفسك عن الطعام والشراب والشهوه في نهار رمضان .
كيف تضيع اجرك بشرب الخمر في ليل رمضان ..
الليل جعل للعباده والتقرب الي الله ... وليس للبعد عن الله .يا حسره عليك ..
يا أسفي عليك تعصي الله جهارا .
ورب قارئ يقول . كفي لا اصلي ولا اصوم طالما انه لا يقبل مني صلاه ولا صيام ..
فأقول لك
لا يقبل منك الصلاة ولا الصيام من شارب الخمر ولا شك أنه يجب عليه أن يؤدي الصلاة في أوقاتها وأن يصوم رمضان ولو أخل بشيء من صلاته أو صيامه لكان مرتكبا لكبيرة عظيمة
هي أشد من ارتكابه لجريمة شرب الخمر فلو أنه
شرب الخمر في نهار رمضان لكان قد عصى الله بمعصيتين كبيرتين الأولى الإفطار في نهار رمضان الثانية شرب الخمر .
وليعلم أن وقوع المسلم في معصية وعجزه عن التوبة منها لضعف إيمانه لا ينبغي أن يسوغ له استمراء المعاصي
وإدمانها أو ترك الطاعات والتفريط فيها بل يجب عليه أن يقوم بما يستطيعه من الطاعات ويجتهد في ترك ما يقترفه من الكبائر والموبقات
نسأل الله أن يجنبنا الذنوب صغيرها وكبيرها إنه سميع قريب.
قال صلي الله عليه وسلم ثلاثه لا يدخلون الجنه عاق لوالديه ومدمن خمر ومنان بما اعطي ...
يالله يحرم عليك الجنه يا شارب الخمر ...
جنه عرضها السماوات والارض ولا تملك فيها شبرا .
يا حسره عليك .
وتسقي من نهر الخبال في جهنم العياذ بالله
روي عن النبي ﷺ في حق من تكرر منه شرب الخمر مرارا أنه يسقى من نهر الخبال في جهنم .وهو نهر من صديد
وهو قيح ودم أهل النار .
وهذه عقوبة خاصة يتوعد بها من لم يتب من شرب الخمر حتى مات .
فيامن تصوم النهار اتق الله في ليلك .
واقضه مع الله فكل يوم ينادي عليك الملك
ويقول لك انا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب اليه من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ...
اللهم اغفر لنا الذنوب واستر لنا العيوب وبلغنا ليله القدر .
الدرس الثامن عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
الدرس الثامن عشر : الصيام والخلوات
=======================
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح والعز والفلاح أطلق لحيته ورفع ثوبه فوق كعبه وتمسك بسنة حبيبه ﷺ فيما يرى الناس فعرف بينهم بجميل أدبه وحسن سمته ...اختار من الجلساء أحسنهم وغشى مجالس أفضلِهم وبيده كتاب الله ولسانه يتكلم بكل جميل ولا يترك الجماعه مع المصلين ويصوم في زمره الصائمين ويتصدق ويتسمي من المتصدقين ولباسه الابيض الجميل يفوح بعطره النبيل ومسبحته التي تضيئ النوريسبح عليها بكل ذكر مذكور وان فقدت مسبحته وجدت انامله تقول سبحانك ربي سبحانك قدمه الي الخير تجري طوال نهاره يكتبون فيه القصص والعبارات وكأنه الفاروق أو الصديق مصلح بين الناس طواف بين الناس بالخير فاعل لا مقصر . الظاهر جميل مدحوه بأحلي الأشعار اثنوا عليه بأجمل العبارات ... إلخ ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته ..
أقول هذا لأن هناك من الشباب العبرات منه تسابق العبارات قد تكدر خاطره وضاق صدره يشكو ذنوبا اقترفها ومعاص قد ألفها إذا غابت عنه أعين البشر قنوات فضائية سلبت منهم الألباب ومواقع إباحية كانت عن طاعة الله أعظم حجاب ومشافهات إلكترونية اختبأوا معها خلف أسماء مستعارة فاجترأوا على المحرمات وتعدوا على الخصوصيات ولربما اعتدوا على محارم الآخرين
وأعراضهم.أغلقوا عليهم الابواب واختفوا عن اعين الناس وبدأو يبحثوا عن انجس الافعال وأقبح العبارات وفتشوا في كل موقع غير متاح وعلي الشات تكلموا بكل وقاحه بلا حساب .وظلوا مع العاهرات حتي قال المؤذن الله اكبر .. الله اكبر .. الصلاه خير من النوم . وذهبوا بيقال عليهم هؤلاء اهل الفجر .. بل هم اهل الليل والظلام .يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله جل وعلا ويستحي من الخلق ولا يستحي من الخالق وإذا خلا بمحارم الله انتهكها لجدير بالانتكاس والحرمان من حسن الخاتمة وذلك بسبب ما في قلبه من ألوان النفاق والرياء والخبث والحقد والغل وضعف الايمان .انه في هذه الأيام والليالي المباركة تشرئب النفوس وتلهج ألسن الناس سرا وجهرا أن يبلغها ربها ليله القدر التي أودع فيها من الخيرات والبركات والرحمات ما لم يودعه في غيرها .
نحن في شهر القرآن والفرقان وباب الريان و شهر ضياء المساجد والذكر والمحامد فهو شهر التوبة والأوبة والقنوط فقد هبت نسائم هذا الشهر في الأفق وهى تحمل في طياتها عبقا نشم نفحاته مقبلة تزف البشرى لأهل الصيام والقيام والصدقة إنه عبير شهر رمضان المبارك .فشهر رمضان عبير يبهج النفوس التي أزكمتها ذنوب الخلوات والتفريط في جنب الله في الجلوات إنه عبير ينسخ روائح القسوة والدعة والأثرة والجفاف شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر مبارك لا يخلف موعده الذي ارتسمه الله له ولكن الناس هم الذين يخلفون اللحاق بالركب الكرام في رحابه إذ يصوم الناس فيه عن المفطرات والغيبة والنميمة وقول الزور والكبر والأثرة في حين إن آخرين ليس لهم حظ من صيامه إلا الجوع والعطش.
وماتدري أين تموت ومتي تموت وكيف يختم لك ايختم لك بخاتمه السعاده ام هاته السوء يا صاحب الخلوات .إن خبثت طوية الإنسان يحول بينه وبين الفلاح وحسن الخاتمة ولذلك يقول ﷺ إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة.فإياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك تخالف أوامره وتستجيب للشيطان وداعيه يقول سحنون رحمه الله إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر... إن هذا الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم المهلكات ومحرقةٌ للحسنات جاء عنه ﷺ أنه قال لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صِفهم لنا جلّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها !!فهو فيما يبدو للناس يعمل بعمل أهل الجنة أما فيما يخفى على الناس ففي قلبه سريرة خبيثة أودت به وأهلكته
ولهذا فأنا أحث دائما أن يحرر الإنسان قلبه ويراقب قلبه فأعمال الجوارح بمنزلة الماء تسقى به الشجرة لكن الأصل هو القلب وكثير من الناس يحرص ألا يخطئ في العمل الظاهر وقلبه مليء بالحقد على المسلمين وعلمائهم وعلى أهل الخير وهذا يختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله لأن القلب إذا كان فيه سريرة خبيثة فإنها تهوي بصاحبه في مكان سحيق.فعلي الانسان الالتزام بتقوى الله في السر والعلن وخشيته في الغيب والشهادة وألا يجعل العبد ربه أهون الناظرين إليه وليس المقصود به دعوة الناس إلى المجاهرة بالمعصية بدلا من الاستتار بها فإن من تغلبه نفسه وشيطانه فيضعف أمام المعصية لكنه يستتر بها عن أعين الناس حياء وخجلا
فهذا لا شك أن حاله أهون من حال من ألقى جلباب الحياء وزال من قلبه استقباح المعاصي فصار يجاهر بها ولا يبالي فالمجاهر يأثم من أجل المعصية في ذاتها ومن أجل المجاهرة والاستهانة بها.أترضى يا صائم النهار !أترضي لنفسك يارعاك الله أن تكون واحدا من هؤلاء المحرومين الذين كان حظهم من أعمالهم التعب والمشقة والآخرون في فضائل الله يتقلبون ومن عظيم ما أعده ينهلون
*إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور *
إذا أغلقت دونك الباب وأستدلت على نافذتك الستار وغابتك عنك أعين البشر فتذكر من لا تخفى عليه خافية تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء جل شأنه وتقدس سلطانه أخشى بارك الله فيك أن تزل بك القدم بعد ثوبتها وأن تنحرف عن الطريق بعد أن ذقت حلاوته واشرأب قلبك بلذته يقول ابن القيم رحمه الله تعالى أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات
* فهل يفرط موفق بصيد اقتنصه وكنز نادر حَصَّله ؟
احذر سلمك الله فقد تكون تلك الهفوات المخفية سببا لتعلق القلب بها حتى لا يقوى على مفارقتها فيختم له بها فيندم ولات ساعة مندم يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس . فالله الله بإصلاح الخلوات والصدق مع رب البريات لنجد بذلك اللذة في المناجاة والإجابة للدعوات .
قال ﷺ: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
وقال رسول الله -ﷺ ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله تعالى في السر والعلانية وأما الكفارات فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.
فالشاهد ثلاث منجيات خشيه الله في السر والعلن .
فمن يبتعد عن المعصية ويتظاهر بالصلاح مراعاة للناس وأمام أعينهم وبمجرد أن يخلو بنفسه ويغيب عن أعين الناس سرعان ما ينتهك حرمات الله فهذا قد جعل الله سبحانه أهون الناظرين إليه، فلم يراقب ربه ولم يخش خالقه، كما راقب الناس وخشيهم أما من يجاهد لترك المعاصي ولكن قد يضعف أحيانا من غير مداومة على مواقعة المحرمات ولا إصرار عليها فيرجى ألا يكون داخلاً في ذلك.
انظر عندما تخلو في خلوتك وتغلق عليك الابواب وتنظر وتشاهد ما حرم الله وفجأه تجد ولد ينادي عليك أبي افتح الباب فتقوم مسرعا مرتبكا حتي تطفئ ما تشاهده ثم تفتح الباب علي عجل !! اخشيت ولدك ولم تخشي الله أستحييت من ولدك ولم تستحي من الله ...ياالله لا تجعلوا الله أهون الناظرين اليكم .
لنتق الله عزوجل في خلواتنا وفي سرنا وجهرنا وفي صيامنا .. ولانكن كالذي اذا خلى بمحارم الله انتهكها تخيل يا من تعصي الله عزوجل في خلواتك لو كان أخيك الصغير معك هل كنت ستفعل المعصية .. أبدا .. لأنه كما قيل المعصية هي ماحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس .. اذا كيف وأنت تعلم الله عزوجل يراك ومطلع عليك .. كيف تعصيه وأنت تعلم بلا شك وكلك يقين بأن الله عزوجل لايخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء ..؟ عبد الله لاتكن ممن قال الله عزوجل في وصفهم , وما أذله وما أبشعه وما أقبحه من أمر.
يستترون من الناس خوفا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه وهو عز شأنه معهم بعلمه مطلع عليهم حين يدبرون ليلا ما لا يرضى من القول وكان الله تعالى محيطا بجميع أقوالهم وأفعالهم لا يخفى عليه منها شيء.
اتق الله عزوجل واخش عقابه وخف من عذابه وتذكر يوم الوعيد ويوم الحساب .
ويوم تعرض الأعمال ويوم تنشر الصحف فهل ستكون ممن يأخذ كتابه بيمينه أم ممن يأخذ كتابه بشماله وتعسا له والله.
اخي الصائم اياك والخلوات فاحذر منها فانها مهلكه للحسنات فانه ينبغي علي العبد المؤمن أن يحذر من الذنوب والمعاصي والكبائر والآثام التي تحبط الأعمال و تفسد الطاعات و تضيع ثمرة العبادات فالمعاصي تخرب الديار العامرة وتسلب النعم الباطنة والظاهرة و لها من العقوبات والعواقب الوخيمة و من الآثار والأوصاف الذميمة ما لا يعلمه إلا الله
فكما روي عن أبي العالية قال كان أصحاب رسول الله ﷺ يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل صالح فأنزل الله عز وجل * يا أيُها الذين آمنُوا أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول ولا تُبْطلُوا أعْمالكُم*
فخافوا الكبائر والذنوب أن تحبط الأعمال وانتم لا تدرون وخاصه في شهر فضيل يأتي علينا كل عام مره .
فالصيام عبادة من أجلِّ العبادات وقربة من أعظم القربات وهو دأب الصالحين وشعار المتقين
يزكي النفس ويهذب الخلق وهو مدرسة التقوى ودار الهدى من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة وكان من الناجين في الدنيا والآخرة وعليه فلا غرو أن ترد في فضله
نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره وما أعده الله لأهله وتحث المسلم على الاستكثار منه
وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.
فاجعل جلواتك مثل خلواتك الصوم جنة يستجن بها العبد من النار.
الدرس التاسع عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر
سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :
===================
الدرس التاسع عشر : الصيام والغش
====================
يا أيها الإنسان بادِر إلى التقى وسارِع إلى الخيرات ما دمت ممهل
فما أحسن التقوى وأهدى سبيلها بها يرفع الإنسان ما كان يعمل
بين صروف الدهر وتقلبات الأيام يأتلِق شهر الخير والبركة شهر الصيام والقيام .. فها هو شهر رمضان المبارك قد غمر الكون بضيائه وعمر القلوب ببهائه وسنائه.
شهر جرت بالطاعات أنهاره .. وتفتقت عن أكمام الخير أزهاره .. واسمع المسلمون في لهيف شوق لمقاصِده وأسراره.
فالصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن.
فالصيام عبادة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات وهو دأب الصالحين وشعار المتقين يزكي النفس ويهذب الخلق وهو مدرسة التقوى ودار الهدى من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة وكان من الناجين في الدنيا والآخرة وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره وما أعده الله لأهله وتحث المسلم على الاستكثار منه وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.
وفي النهايه تجداناس كثيرين يغشون ويخدعون الناس بسلعتهم المباعه التي يمر عليها الكبير والصغير .
وخاصه تجار الخضار يضعون في امتعتهم البضاعه وعلي وجه البضاعه انظف الاشياء والارقي السلع ذو الجوده العاليه هذا علي الظاهر اما الباطن فلا حول ولا قوه الا بالله .وبالرغم من ذلك يقول يا اخي لا تضع يدك علي سلعتي اني صائم .
ويضع هو في موازينه وسبحان الله بمجرد ان تصل الي البيت تلقي البضاعه في القمامه لا حول ولا قوه الا بالله .. رغم ان الحبيب صلي الله عليه وسلم قال من غشنا فليس منا . في رمضان او غير رمضان فهذه طبيعه المؤمن عدم الغش وعدم الخداع .. فهذا صائم ولكن ضيع أجره بغشه للناس .
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني .
وفي رواية أخرى من غشنا فليس منا .
فالغش أصبح ظاهرة اجتماعيّة خطيرة يقوم فيها الكذب مكان الصدق والخيانة مكان الأمانة والهوى مقام الرشد نظرا لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة وتزيين الباطل ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلب غلب عليه الهوى والانحراف عن المنهج الرباني.
ومظاهر الغش والخداع كثيرة جاء أحدها في موقف سجله لنا التاريخ وفيه أنه النبي صلى الله
عليه وسلم كانت له زيارة إلى السوق ليشتري ما يحتاجه فاستوقفه منظر كومة
من طعام جاء في المستدرك أنها من الحنطة وقد عرضها صاحبها للبيع.
ومن النظرة الأولى أعجب النبي ﷺ بالطعام فهو يبدو فائق الجودة والنضارة لكن الفحص الدقيق يظهر ما كان خافيا فقد أدخل النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة إلى تلك الكومة فإذا بها مبتلة على نحوٍ يوحي بقرب فسادها.
استدار النبي ﷺ إلى الرجل وألقى إليه بنظرةِ لائم وأتبعها بسؤال المعاتب
ما هذا يا صاحب الطعام؟ فأطرق الرجل رأسه في خجل وقال
أصابته السماء يا رسول الله اي اصابه المطر وكأنه يريد أن يعتذر عن فعلته
ولكن بما لا يعتذر به وأن يبرر موقفه ولو بأقبح التبريرات كل ذلك محاولة منه
في تخفيف غضب النبي عليه الصلاة والسلام وعتابه.
لكنه رسول الله ومعلم البشريّة ومتمّم الأخلاق ما كان له أن يتغاضى عن موقفٍ كهذا
وليس الموقف موقف مجاملات أو صفحٍ عن خطأ فردي ولكنه أوان ترسيخ مبدأ عظيم
يحفظ حقوق الناس ويصونها من العبث والتدليس أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟
من غش فليس مني.
فبعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيعه الفاكهة أوراقا كثيرة ثم يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص وبذلك يكون قد خدع المشتري وغشه من جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره، ومن جهة أنه يظن أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه.
ولكن للأسف الشديد اليوم في مجتمعنا اصبح الغش عاده اعتاد عليها الناس في كل شئ في الاسواق في العمل في الامتحانات في الصيام غش في كل شئ ..وللأسف الشديد لم يمنعه صومه ولم يمنعه خوفه من الله وولم يستحي من الله .
صام عن الطعام والشراب والشهوه ولكن لم تصوم اخلاقه ولا ضميره ولا قلبه عن ايذاء الناس بالغش .
وحقيقة الغش هو تقديم الباطل في ثوب الحق الأمر الذي ينافي الصدق المأمور به والنصح المندوب إليه وقد صح الحديث عن النبي ﷺ أنه قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . ومن هذا المنطلق جاء تحريم الغش حتى يعامل كل فرد من أفراد المجتمع غيره بما يحب أن يُعاملوه به فكما لا يرضى الخديعة والاحتيال على نفسه فكيف يرضاه على الآخرين؟
ومن العار على الشرفاء أن يرضوا على أنفسهم بمثل هذه الدناءة الخلقية فعلاوة على كونها معصية صريحة لله ورسوله وأكلا لأموال الناس بغير حق فهي كذلك سبب في ضياع الذمم وانعدام الثقة وإشاعة البغضاء وقد أوضح النبي ﷺ ذلك بقوله بيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما ..
وإذا نظرنا إلى صور الغش في البيع فهي كثيرة جدا ومن ذلك التطفيف في المكيال وعدم إيفاء الوزن حقه بما يتنافى مع قوله تعالى وزنوا بالقسطاس المستقيم.
ومن ذلك بيع التصرية وهو ترك حلب الناقة مدة قبل بيعها لإيهام المشتري بكثرة لبنها ومن صورها إطعام النحل للسكر حتى تكثر نتاجها وخلط الماء باللبن حتى يكثر وبيع البضائع المقلدة على أنها أصلية ومنع المشتري من فحص السلعة أو تجريبها قبل شرائها وكل يوم يبتكرون صور جديده للغش في المعاملات والتجاره .
ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
ولن يكون علاج مثل هذا الداء العضال إلا بإيقاظ الضمائر وإحياء جانب المراقبة عند الأفراد فيعلم كل فرد أن الله مطلع على أعماله وسوف يحاسبه ويتزامن ذلك مع إيجاد عقوبات رادعة تُعاقب كل من سولت له نفسه خيانة الأمانة وبذلك يتحقق الأمن وتنتشر الأمانة ويسود الإخاء في أرجاء الأمة.
عن أبي شيبة و صححه الخاطب عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ قال بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول غاد الى المسجد فيظل بها معه حتى يرجع الى منزله وبلغني أن الشيطان يغدو برايته مع أول غاد الى السوق فيظل بها معه حتى يرجع الى منزله.
حتي الغش في الرعيه التي انت ترعاها في بيتك فعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة.
وقاال ابن القيم وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
وقال ابن عثيمين السبب التاسع من الأسباب التي يستحق فاعلها دخول النار دون الخلود فيها الغش للرعية وعدم النصح لهم بحيث يتصرف تصرفا ليس في مصلحتهم ولا مصلحة العمل لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال
سمعت النبي ﷺ يقول ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت
وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
وهذا يعم رعاية الرجل في أهله والسلطان في سلطانه وغيرهم لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي ﷺ يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته.
فيامن صمت شهرك وقمت ليلك لا تضيع صيامك بسبب عرض زائل ودنيا فانيه فالبقاء لك هو عملك احسن في عملك ورزقك اّتيك .
قال تعالي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما أريد منهم من رزق
وما أريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوه المتين ..
أسأل الله ان يبارك لنا في أرزاقنا واعمالنا ويرزقنا الحلال ويبارك لنا فيه
كثير ما يكون بين الناس منازعات وخصومات وذلك نتيجة لاختلاف الأهواء والرغبات والاتجاهات ومن ثم فإن المنازعات والخصومات تسبب البغضاء والعداوات وتفرق بين المسلمين والقرابات ومطلوب منا أن نسعى إلى الإصلاح بكل الوسائل والإمكانات قال الله تعالى إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون .
والمجتمع المسلم مجتمع متآلف تشيع فيه روح المحبة والوئام وقد حث الرسول ﷺ على كل ما يقوي روح الإخاء بين المسلمين ونهاهم عن كل ما ينتقص أو يؤثر سلبا في هذه الروح ومن جملة الأخلاق السلبية التي نهى عنها الشحناء والهجر بين المسلمين وبين لنا أن الشيطان أعد مصيدة الشحناء بين أهل الإيمان ليصل إلى إفساد قلوبهم وإيمانهم ذلك أن أعظم أهداف الشيطان أن يفرق بين المؤمنين والتحريش بينهم
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول
إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
وقد روى أبو سفيان عن جابر أن رسول الله ﷺ قال إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت قال الأعمش أراه قال فيلتزمه.
ولقد أرسل الله تعالى نبيه محمدا رحمة للعالمين ليجمع على الإيمان قلوب المؤمنين ويزيل من قلوبهم كل أسباب الشحناء ويطهر نفوسهم من كل أسباب البغضاء ليكونوا إخوانا متحابين فإذا وجد بين بعضهم خصومة وشحناء ونزاع وبغضاء أمروا أن يتقوا الله وأن يصلحوا ذات بينهم وعلى المسلمين أن يسعوا في الإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رد الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن.
وقد قال تعالى وأصلحوا ذات بينكم أي أصلحوا ما بينكم من أحوال الشقاق والافتراق حتى تكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق ليكون المسلمان المتشاحنان متعرضين لمغفرة الله والجنة.
وخاصه نحن في شهر الرحمه والمغفره والعتق من النيران قال صلي الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
وفي رواية تعرض الأعمال في كل يوم خميس وإثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا .
وأول موجبات المغفرة في رمضان أن نستقبل هذا الشهر ونودع هذا الشهر بقلوب صافية مملوءة بالحب لله ولرسوله وللمؤمنين وحب الخير لهم من غير شحناء ولا بغضاء
يروى عن أحد السلف يسأله ولده يا أبت كيف كنتم تستقبلون رمضان؟ فيقول له:
يا بني كنا إذا هل هلال شعبان فتشنا في قلوبنا عن أحد من المسلمين نحمل له
شحناء أو ضغناء فنسارع ونسامحه ويعفو بعضنا عن بعض ويقول سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. فالغافرون يغفر لهم الغفار واغفروا لمن في الأرض يغفر لكم من في السماء.
وليس أمامك إلا أن تصالح أخاك وأن تخلي قلبك من كل شحناء وبمثل هذه القلوب الخالية
من البغض ومن الشحناء ومن الحقد نستقبل رمضان ويحق لنا بمثل هذه القلوب أن نسأل الله
أن يغفر لنا في رمضان وهذا هو الموجب الأول من موجبات المغفرة في رمضان واسأل نفسك:
إن كنت لا تغفر لأخيك فكيف تريد أن يغفر لك الله؟ وفكر في خطيئة أخيك في حقك أهي أكبر
أم خطيئتك في حق الله؟ وكيف نصوم رمضان ونصلي ونقرأ القرآن وندعو الله أن يغفر لنا وقلوبنا امتلأت حقدا وبغضا لمسلم كائنا من كان؟
ولا يجوز أن يشتغل المسلم بالصلاة والصيام ويغفل عن قلبه وتنقيته مما به من فساد أو غش لأحد من المسلمين فقد حذرنا نبينا ﷺ بأن هذه هي الكارثة التي تودي بالدين حيث يقول
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين.
واهتم الإسلام بإصلاح ذات البين حفاظا على وحدة المسلمين وسلامة قلوبهم وإن الإصلاح يعتبر من أعظم وأجل الطاعات وأفضل الصدقات فالمصلح بين الناس له أجر عظيم وثواب كريم إذا كان يبتغي بذلك مرضاة الله تعالى فأجره يفوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخاصة نفسه
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة.ومعنى الحالقة أي تحلق الدين.
والإصلاح بين الناس تفضل فيه النجوى وهي السر ودون الجهر والعلانية ذلك أنه كلما ضاق نطاق الخلاف كان من السهل القضاء عليه لأن الإنسان يتأذى من نشر مشاكله أمام الناس فالسعي في الإصلاح يحتاج إلى حكمة وإلا فإن الساعي أحيانا قد يزيد من شقة الخلاف وحدته قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما.
ولأهمية الإصلاح بين الناس رخص فيه الكذب وذلك إذا كان سبيلا للإصلاح ولا سبيل سواه عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا.
قوله ينمي خيرا. أي ينقل الحديث على وجه الإصلاح وفي صحيح مسلم:
قال ابن شهاب رحمه الله ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها فأما الكذب في الحرب فإن الحرب خدعة ومن ثم فإن الأمر يستدعي التمويه على الأعداء ويتحدث بما يقوي به أصحابه
ويكيد به عدوه مثل أن يقول جيش المسلمين كبير وجاءهم مدد كثير.
وأما الكذب في الإصلاح بين الناس فمثل أن يحاول المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب ويزيل أسباب الشقاق والخلاف وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة
فيما بينهما وينسب إلى كل منهما من الأقوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول
فلان يسلم عليك ويحبك وما يقول فيك إلا خيرا ونحو ذلك وأما الكذب بين الزوجين
فقد قال ابن حجر رحمه الله المراد بالكذب في حق المرأة والرجل إنما هو فيما لا يسقط حقا
عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها وذلك أن الكذب بينهما قد يحتاج إليه أحيانا بحيث يخفي
كل واحد منهما عن الآخر ما من شأنه أن يوغر الصدور أو يولد النفور أو يثير النزاع والفتن
ويزرع الشقاق والإحن فمثلا لكل واحد منهما أن يخاطب الآخر بمعسول القول ما يزيد الحب
ويسر النفس ويجمل الحياة يبنهما وإن كان ما يقال كذبا قال الخطابي رحمه الله كذب الرجل
على زوجته مثل أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه ليستديم
بذلك صحبتها ويصلح بها خلقها.
ويعلمنا رسولنا الكريم ﷺ أن هجر المسلم يعد كبيرة إذا دام فوق ثلاث لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا المعنى
ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه .
بل إن الرسول ﷺ رفع الأمر إلى اعتبار هجر المسلم بمثابة سفك دمه
فعن أبي خراش السلمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول
من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه.
وروى أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
ولا ينظر إلى ما كان من العداوة وهذه من حكمة الله بعباده لأنه لا أحد يملك نفسه ألا يغضب وربما يوقع الشيطان النفوس بعضها ببعض ولذلك أعطى الله النفس ما يكفيها حتى تنطفئ سورة الغضب والهجر ثلاثة أيام لأنه ما من نفس إلا وتغضب ويوقع الشيطان في النفوس ما الله به عليم ولا يحل الهجر بعد الثلاثة أيام ثم قال ﷺ وخيرهما الذي يبدأ بالسلام لأنه أولا كظم غيظه فهو ممن مدحهم الله في كتابه فقال وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ.
ولأنه ثانيا بادر إلى أخيه وابتدره بالسلام لينهي القطيعة ويوقف الهجر المنهي عنه
قال صلي الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنه حتي تؤمنوا ولا تؤمنوا حتي تحابوا ألا أدلكم علي شئ اذا فعلتموه تحاببتم قالو بلي يا رسول الله قال أفشو السلام بينكم تحابو .
وقال رسول الله ﷺ من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء
وإن أطيب حياة يعيشها المؤمن والمؤمنة في هذه الدنيا هي حينما يكون مراقبا لله حسن الطوية لعباد الله فأصلح أيها المسلم ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس واحذر أسباب الشحناء والبغضاء وإذا جاء إليك أخوك معتذرا فأقبل معذرته ببشر وطلاقة بل ينبغي أن تسعى أنت إلى إنهاء الشحناء وإن كان لك الحق قال عمر أعقل الناس أعذرهم لهم
وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر إلي في أذني الأخرى لقبلت عذره. وروي أن الحسين بن علي كان بينه وبين أخيه محمد بن الحنفية خصومة عليهم رضوان الله وبعد أيام كتب محمد بن الحنفية رسالة ضمنها اعتذاره منه فما إن وصل الكتاب إلى الحسن حتى قام لساعته وذهب إلى أخيه محمد فالتقا به في منتصف الطريق فتعانقا وبكيا وتصالحا.
وأما هجر ذوي الأرحام فيعتبر من جملة الكبائر حتى وإن لم تبلغ المدة ثلاثة أيام لأن الهجر هنا أضيفت إليه قطيعة الرحم والرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله وقد أمر سبحانه بوصلها فقال واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وليس الواصل بالمكافئ والرحم توصل بالهدية والزيارة والسلام والمراسلة فإن لم يستطع الإنسان صورة من صور الصلة عمل بالأخرى أو بما يقدر عليه منها إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
ولما هم البعض بقطع ذوي الرحم استبطاء لإيمانهم نزل النهي عن ذلك *لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ*
وقد أمر سبحانه بصلة الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف حتى وإن ظلما وكانا مشركين قال تعالى
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فلقد كان يسعى بنفسه للصلح بين المتشاحنين مؤكدا بذلك أهمية الإصلاح بين الإخوة المؤمنين
فعن سهل بن سعد أن ناسا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج إليهم النبي في أناس من أصحابه يصلح بينهم. حتى أوشك أن تفوته صلاة الجماعة وفي رواية قال اذهبوا بنا نصلح بينهم.
بل إن الله تعالى ليصلح بين عباده يوم القيامة قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى وأصلحوا ذات بينكم
قال ولنذكر هاهنا حديثا أورده أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أنس قال بينما رسول الله جالس إذا رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من أخي. قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته. قال يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى الطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا؟ لأي صديق هذا؟ لأي شهيد هذا؟ قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه؟ قال أنت تملكه قال: ماذا يا رب؟ قال تعفو عن أخيك قال يا رب قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
وصدق رسولنا ﷺ إذ يقول تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا.
وليس أروح للمرء ولا أطرد لهمومه ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب مبرأ من وساوس الضغائن ونيران الأحقاد وليس أمرض للقلب ولا أتلف للأعصاب ولا أوجع للروح من أن يمتلئ القلب حقداً والنفس كرهاً والروح نفرة وشحناء .
فيكون شرط قبول الأعمال إن كان صياما أو قياما أو صلاة أو حجا أو أي عمل أن يكون قلب المسلم سليما من العلل والأمراض النفسية والحظوظ والأهواء الشيطانية التي تباعد بينه وبين إخوانه المسلمين. يجب أن تكون بينه وبين المسلمين ألفة ومودّة ورحمة وحب وهذا المبدأ العام الذي يجب أن يكون عليه المسلم على الدوام
قال ﷺ إِن اللهَ يحب العبد التقي الغني الخفي.
وفي رواية أخرى عندما سئل النبي ﷺ أي الناسِ أفضل؟ قال كل مخموم القلب صدوق اللسان قَالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد.
والله ما أعظمها من فاجعة يغفر الله لجميع المسلمين.. وينظر المتشاحنون..!! تخيل نفسك أيها المشاحن وانت صائم قائم لربك وانت في جمع من الناس تنتظر عطاء أو قضاء حاجة في يوم الاثنين فتقضى حوائج الحضور ويقال لك راجعنا يوم الخميس.. وهكذا كلما حضرت لحاجتك تؤجل بين اثنين وخميس وإذا تم عام وجاءت الهبات الكبيرة والأعطيات الجزلة ليلة النصف من شعبان ثم شهر رمضان ثم ليله القدر قيل لك راجعنا العام القادم.. وهكذا حالك مرتين بالأسبوع ومرة كل عام تغدو وتروح دون أن تحقق مصلحتك التي تريد..!! كم من المسلمين اليوم مع الأسف هذه حالهم في كل مجتمعاتهم..
فيا من يروم مغفرة الله ورضوانه والدخول لجنته أخرج الشحناء والعداوة الآن من قلبك.. الآن قبل أن ينتهي عليك شهر رمضان ويودعك رمضان وتودعك رحمه ربك ومغفرته ويقال لك انظرا حتي يصطلحا .
ولك أن ندعو الله الآن أن يسل سخيمة قلبك ويزيل عنه الشحناء واعزم على حل مشكلتك وتنازل عن حقك الذي تراه أو بعضه في سبيل مغفرة ذنبك.. ألا تحب أن يغفر الله لك.. هيا بادر الآن لا تؤجل لا تتردد.. والله إني لك من الناصحين.. ادعوا الله الآن بقلوب صادقة راغبة راهبة اللهم اسلل سخيمة قلوبنا اللهم طهر قلوبنا من الحقد والغل والشحناء والبغضاء.
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.