• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.

الأسئلة والأجوبة في العقيدة ... الشيخ صالح الأطرم رحمه الله

السليماني

مشرف المنتديات الإسلامية
سجل
2 يوليو 2023
المشاركات
204
التفاعل
128
الإقامة
السعودية
الجنس
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

وبعد:

فهذه أجوبة عن أسئلة في العقيدة، التي لا يستغني عنها أحد من المسلمين أرجو من العلي القدير أن أكون قد وفقت للجواب عنها، وأن ينفع الله بها قارئها، وأن يجزي الله خيراً من نبهني على ما قصر جوابه من تلك الأسئلة أو نبى الفهم عنه.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

صالح بن عبد الرحمن الأطرم

* * *

س1/ عرف العقيدة والمعتقد ولم سميت بذلك؟!

الجواب: العقيدة مأخوذة من الاعتقاد الذي معناه التصديق مطلقاً، فالعقيدة إذا أطلقت فالمراد بها ما صدق به القلب، فالمعتقد معناه: التصديق الجازم فيما يجب لله من الوحدانية والربوبية والإفراد بالعبادة والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.

ومن هنا سُمّيت الكتب التي تبحث في وحدانية الله كتب الاعتقاد.

كما قال الطحاوي: فنقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له.
وسميت بهذا الاسم لاحتياجها إلى اعتقاد جازم ويقين صادق لأن ما شد عقده يصعب حله
ولهذا قال الله ـ تعالى ـ:

{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}.


وقال ابن تيمية: أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة.

* * *

س2/ هل يوجد إنسان بلا معتقد؟

الجواب: لا يوجد إنسان بلا معتقد: إما حق وإما باطل، قال ـ تعالى ـ: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}..

* * *

س3/ ما المعتقد الحق مع ذكر بعض المعتقدات الباطلة وما علاماتها؟

الجواب:
المعتقد الحق: توحيد الله بأفعاله وبأفعال عباده وبأسمائه وصفاته كما يليق بجلاله وعظمته وما عداه باطل باختلاف درجاته كاعتقاد الملاحدة والدهريين، وهو جحد لربوبيته.


واعتقاد المشركين وهو: صرفهم شيئاً من العبادة التي لله إلى غيره.

واعتقاد تشبيه أسمائه وصفاته بخلقه.
أو تعطيله منها أو تحريفها أو تكييفها فيما لا يصل علمه إليه وهذا يوصف بالابتداع على اختلاف مراتبه وفرقه، وأكبر علامة لهم وأمارة اعتمادهم في الأسماء والصفات على العقل وتأويلهم النصوص، أو إعراضهم عنها كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
وما شابهها وإن تعددت التسميات، ومن عرف الحق عرف ضده واجتنبه ومن لم يجتنب ما هو ضد الحق فلا تفيده معرفة الحق.


* * *

س4/ ما التوحيد؟

الجواب: التوحيد هو: اعتقاد إفراد الله ـ سبحانه ـ بما تفرد به وبما أمر أن يفرد به.

* * *

س5/ كم نوعاً للتوحيد؟ وما هي؟

الجواب: أنواعه ثلاثة:

1- توحيد الألوهية ـ وهو استحقاقه ـ سبحانه وتعالى ـ أن يعبد وحده لا شريك له.

2-توحيد الربوبية وهو: اعتقاد إفراد الله ـ سبحانه ـ بأفعاله.

3- توحيد الأسماء والصفات: إفراده ـ سبحانه ـ بأسمائه وصفاته.

* * *
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مجموعة هامة وقيمة من اسئلة العقيدة
أسأل الله أن لا يحرمك أجرها
وأن يرحم فضيلة الشيخ الأطرم
ويجعل مأواه الفردوس الأعلى
جزاك الله خيرا . نقل موفق
 
الله يجزاك كل خير على هذه المشاركة الطيبة والمفيدة والله يعطيك العافية.

مشاركاتك الجديدة بكل ماهو جديد ومفيد تسرنا دائما.

يامرحبابك وحياك الله............
 

س5/ كم نوعاً للتوحيد؟ وما هي؟

الجواب: أنواعه ثلاثة:

1- توحيد الألوهية ـ وهو استحقاقه ـ سبحانه وتعالى ـ أن يعبد وحده لا شريك له.

2-توحيد الربوبية وهو: اعتقاد إفراد الله ـ سبحانه ـ بأفعاله.

3- توحيد الأسماء والصفات: إفراده ـ سبحانه ـ بأسمائه وصفاته.

* * *

س6/ ما أول واجب على المكلف؟

الجواب: أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم. بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد أول ما يدخل في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال، ﷺ: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فهو أول واجب وآخر واجب.

* * *

س7/ ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ مع ذكر الدليل.

الجواب: معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، والإله معناه المعبود المتأله إليه. ففيها نفي جميع المعبودات من وثن أو قبر أو شجر أو حجر أو ولي أو هوى، وفي قوله إلا الله إثبات العبادة لله وحده ومن عبده وحده اقتضى ذلك طاعة الله في جميع أوامره واجتناب منهياته، وهناك النصوص العديدة التي تفسرها من الكتاب والسنة: فمن الكتاب قوله ـ تعالى ـ: }شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ وقوله ـ تعالى ـ: }وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{.

وأدلة شهادة أن محمداً رسول الله قوله ـ تعالى ـ: }لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{.

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، فهذا مقتضى الشهادة بالرسالة وهذا مقتضى تواطؤ اللسان مع القلب.

* * *

س8/ ما المقصود بتوحيد الربوبية؟

الجواب: المقصود بتوحيد الربوبية: الاعتقاد والاعتراف والإقرار الجازم بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الكائنات قال ـ تعالى ـ: }وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ{ الآية، وقال ـ سبحانه ـ: }وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ{ فهو المالك المتصرف، وهذا يستلزم قبول أمره واجتناب نهيه }أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{ والنصوص في هذا كثيرة.


* * *
 
بارك الله فيك على هده المشاركة الطيبة
 
بارك الله فيكم
 
س9/ ما المراد بالخلق؟

الجواب: المقصود بالخلق: إيجاد الأشياء بعد أن لم تكن موجودة وبدعها على ما لم يسبق لها نظير }بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ{ أي بدأها }الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ{ }فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ وكل شيء خلقه الله فهو مبتدئه على غير مثال سبق إليه }أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{ ويأتي الخلق بمعنى التقدير ومنه قوله ـ تعالى ـ: }تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{ أي المقدرين، وقوله ـ تعالى ـ }وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا{ أي تقدرون كذباً.

* * *

س10/ ما المراد بالملك؟

الجواب: المراد بالملك: السلطان والعز والعظمة فالرب هو المالك قال ـ تعالى ـ: }مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{ وقال: }قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ{ وأما قوله ـ سبحانه ـ: }مَلِكِ النَّاسِ{ أي أفضل الملوك وأقواهم وأعزهم وأشملهم ملكاً. فالملك من الناس ملكاً نسبياً، ووصف الرب بالملك ملكاً مطلقاً تاماً فهو ملك الملوك.

* * *

س11/ ما المقصود بالتدبير؟

الجواب: المقصود بالتدبير إنفاذ الأمر وإبرامه فهو يعلم عواقب الأمور وما تؤول إليه، قال ـ تعالى ـ: }يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ{.

* * *
 
س12/ لماذا نعت أهل الجاهلية بالشرك مع أنهم مقرون بتوحيد الربوبية؟

الجواب: نعت الجاهليون بالشرك مع أنهم مقرون بتوحيد الربوبية لأنهم صرفوا حق الله من أعمالهم لغيره، والمطلوب من الخلق أن يعبدوا الله وحده لا شريك له: وهذا معنى لا إله إلا الله فصرفهم ما كان لله لغيره كأنهم شركاء لله في ذلك والأمر ليس كذلك، وإقرارهم بتوحيد الربوبية يلزمهم بأن يصرفوا أفعالهم له وحده. وصرفها لغيره شرك به. قال ـ تعالى ـ: }وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{ وقال ـ تعالى ـ: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ{ فبدأ الآية بأمرهم بالعبادة ثم ألزمهم بها وذلك بتذكيرهم بأفعاله ثم ختم الآية بقوله: }فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ{.

* * *

س13/ ما المقصود بتوحيد الألوهية مع الدليل؟

الجواب: المقصود بتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة قال ـ تعالى ـ: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ وعبادة الله وحده هي الغرض من إرسال الرسل، قال ـ تعالى ـ: }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ{ وقال ـ تعالى ـ: }وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا{ وحديث معاذ: «أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً».

وقوله ـ تعالى ـ: }وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ{.

ومعنى الألوهية: العبودية على خلقه أجمعين مأخوذة من تأله القلب وهو أقوى درجات المحبة والرغبة، فلهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أفضل الكلمات على الإطلاق وهي أول كلمة بدأ بها الرسول، ﷺ، دعوته. انظر س15 الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية في الأوراق التالية:

س13/ ما المقصود بتوحيد الألوهية مع الدليل؟

الجواب: المقصود بتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة قال ـ تعالى ـ: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ وعبادة الله وحده هي الغرض من إرسال الرسل، قال ـ تعالى ـ: }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ{ وقال ـ تعالى ـ: }وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا{ وحديث معاذ: «أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً».

وقوله ـ تعالى ـ: }وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ{.

ومعنى الألوهية: العبودية على خلقه أجمعين مأخوذة من تأله القلب وهو أقوى درجات المحبة والرغبة، فلهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أفضل الكلمات على الإطلاق وهي أول كلمة بدأ بها الرسول، ﷺ، دعوته. انظر س15 الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية في الأوراق التالية:

* * *

س14/ ما مفهوم العبادة في الإسلام؟

الجواب: مفهوم العبادة: الذل والخضوع وتجريد العبادة من شوائب الشرك ويستلزم ذلك الانقياد له بطاعته وطاعة نبيه فهذا مفهوم العبادة، فالله هو المدعو والمرجو والمستعان والمختص بالركوع والسجود له، والذبح له، فهذا ما دعت إليه الرسل وآمنت به وقال الله لأمة محمد، ﷺ: }فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ{ وصبغة الله دينه، فحياة المؤمن ولحمه وعروقه كلها لله }قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ{ وقال الله ـ تعالى ـ فيمن عاند في صرف العبادة لغير الله: }قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ{.
 

الجواب: الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية فأقول وبالله التوفيق هذه مسألة عظيمة لا يستغني عن معرفتها والعلم بها واحد من المسلمين لأنها مبنى الدين وأساسه ومنطلق الرسالات. فتوحيد الربوبية: الإقرار بأن الله الخالق الرازق المدبر لجميع الكائنات. أما توحيد الألوهية فمعناه إفراد الله بالعبادة واجتناب الشرك به والكفر بما يعبد من دون الله وهذا معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وهذا المعنى هو ما تبينه الآيات الكثيرة في

(1/15)


القرآن فمنها ما جاء على وجه التفسير لها كقوله ـ تعالى ـ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} ومنها ما جاء على وجه الأمر بعبادة الله وحده ونفي العبادة عما سواه وجاء ذلك على لسان جميع الرسل من نوح إلى محمد، عليهم الصلاة والسلام، كل واحد منهم يقول لقومه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ومن الآيات ما وردت على بيان وجه الغرض من إرسال الرسل كقوله ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وكقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} فكلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله هي مفتاح دار السلام وهي أول واجب على الإنسان وآخر ما يخرج بها من الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام في أول دعوته: «أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» وفي الحديث الآخر: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين أن يختم لنا بها. ومن الفروق أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يدخل في الإسلام لما يأتي من الأدلة كقوله ـ تعالى آمراً نبيه محمداً، ﷺ، بأن يسأل قومه لما أبوا النطق بلا إله إلا الله من المالك

(1/16)


الخالق الرازق فيجيبون بأنه الله فهم يعترفون بوجوده وإيجاده للخلق والرزق ويقرون بقدرته على التصرف لكنهم لما أمروا بأن يصرفوا أفعالهم له أبوا وامتنعوا وقالوا: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فلما أنكروا العبودية لم يدخلوا في الإسلام بإضافة أفعال الله له لأن أفعال الله لا مدخل لهم فيها وإنما المطلوب والغرض أن يؤدوا ما خلقهم الله من أجله، لأن الله جعل لهم في أفعالهم مشيئة واختياراً بعد مشيئة الله فأما خلق الكائنات فلا مجال لإنكاره وحتى خلقهم مسيرين لا مخيرين قال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فأسند الفعل الأول له وطلب الفعل الثاني منهم وهو عبادته كما أمر الله بها في عدة آيات، فعبادة الله امتثال لأمره وترك العبادة معصية لخالقهم فمن هذه العجالة يتضح معنى لا إله إلا الله بأنه لا معبود بحق إلا الله وهذا أوضح تفسير لها فتقييد العبادة "بحق" ليبطل ما يصدر من العبادات الباطلة لسائر ما يتأله من دون الله. ومن الفروق: لو كان توحيد الربوبية يدخل في الإسلام ما قاتل الرسول، ﷺ، كفار قريش لاعترافهم بقدرة الله وإيجاده للخلق قال ـ تعالى ـ: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ

(1/17)


فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} وقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} فما هذا التذكر والتقوى التي طلبت منهم ووبخوا بالانصراف عنها ما هي إلا إفراد الله بالعبادة فلو كان الإقرار بقدرة الله هو الإسلام لكانوا متقين ومتذكرين وما استحقوا التوبيخ لعدم التقوى والتذكر ولما وصفوا بالإفك في قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} ولما طلبت منهم التقوى وقد أقروا بأنه الرازق المحيي المميت المدبر في قوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}. ومن الفروق أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية بمعنى أن من أقر بقدرة الله تلزمه طاعته وأجل الطاعات إفراده بالعبادة والملزوم قد يحصل ممن لزمه وقد لا يحصل لما اتضح لنا من صنيع كفار قريش، وأما توحيد الألوهية أي من قال لاإله الله محمد رسول الله فأفرد الله بالعبادة على ما شرعه رسول الله، ﷺ، فهو متضمن لتوحيد الربوبية بمعنى أن العبادة لا تصدر من عاقل لمعدوم إذًا من عبد الله فإنه لم يعبده إلا إقراراً بوجوده وقدرته وهكذا توحيد الأسماء والصفات فإن لله أسماء حسنى وصفات عليا فنصفه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، ﷺ، من غير تكييف ولا تمثيل كما قال ـ تعالى ـ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فإفراد الله بالعبادة يتضمن إفراده بالأسماء الحسنى والصفات العليا ومن اعترف بالأسماء والصفات وإنفراده بها لزمته عبادة الله، لكن قد يأتي الإنسان بما يلزمه وقد لا يأتي به. ومن خلال ما تقدم تتضح الحاجة إلى معرفة تقسيم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والذي دفعهم إلى هذا التقسيم هو توضيح الرد على الذين يقرون بتوحيد الربوبية ويجعلون أول واجب هو النظر والقصد إلى النظر في الكائنات وهذا خلاف ما ثبت بالأدلة من أن أول واجب الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله كما هو

(1/19)


واضح بالآيات وفي قول الرسول، ﷺ، لمعاذ لما بعثه إلى اليمن «إنك ستأتي أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» فلم يبدأ بشيء قبلها وفي هذه النصوص إبطال دعوى الذين يجعلون بينهم وبين الله وسائط فيعظمونهم لأجل الاستشفاع بهم عند الله فينذرون ويقصدون الصلاة عندهم تعظيماً لهم ليشفعوا لهم، فسبحان الله ما أعظم شأنه هذا عين صنيع كفار قريش فإنه لم يعرف عن واحد منهم أنه أشرك بتوحيد الربوبية بل صنيعهم ما حكى الله عنهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}. فتأمل يا أخي القارئ معنى لفظة التوحيد ودوافع تقسيم العلماء له إلى ثلاثة أقسام حتى يتبين لك الطريق ويتضح لك السبيل والفرق بين معاني لفظة التوحيد عند أهل السنة والجماعة وعند الكفار وعند بعض أهل البدع. * * *

الجواب: من ترك عبادة الله وعبد غير الله فلا يعتبر موحداً بل هو معاند جاحد كافر بالله، ولا ينفعه اعترافه بوجود الله وقدرته على الخلق والرزق قال ـ تعالى ـ: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا

(1/20)


أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}. وأشد الكفر كفر إبليس حيث أبى واستكبر عن أمر الله قال ـ تعالى ـ: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، فانظر هذا الوصف لإبليس حيث ترك عبادة الله ولم يعبد غيره، فمن عبد مع الله غيره فهو كافر مشرك، ومن أنكر عبادة الله ولم يعبد غيره أو جحد وجود الله فهو كافر ملحد. * * *
 
الله يجزاك كل خير أخي الكريم ..........
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
احسن الله إليك
 

س17/ ما الغاية من خلق البشر؟ مع الأدلة؟

الجواب: الغاية من خلق البشر: عبادة الله وحده قال ـ تعالى ـ: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{

فأخبر الله أولاً عن فعله وهو الخلق والإيجاد ليفعل المخلوقون.

الثاني وهو: عبادته وحده كما بين في الآيات الأخرى أن الغرض من إرسال الرسل دعوة أممهم إلى عبادة الله وحده

قال ـ تعالى ـ: }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ{

وقال ـ تعالى ـ: }وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ{

فكل رسول يبدأ دعوة قومه إلى عباد الله وحده لا شريك له قال ـ تعالى ـ: }وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ{ الآيات..
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى