• أعضاء وزوار منتديات المشاغب ، نود أن نعلمكم أن المنتدى سيشهد في الفترة القادمة الكثير من التغيرات سواءاً على المستوى الإداري او مستوى الاقسام، لذا نرجو منكم التعاون، وأي ملاحظات او استفسارات يرجى التواصل معنا عبر قسم الشكاوي و الإقتراحات ونشكركم على حسن تفهمكم وتعاونكم ،مع خالص الشكر والتقدير والاحترام من إدارة منتديات المشاغب.
اعلان اعلان 1 اعلان 2

|[ فَضْلُ التَّسْبيحِ ]|

أبوعائشة

عضو مشاغب
سجل
26 ديسمبر 2020
المشاركات
11,044
الحلول
8
التفاعل
6,904
الإقامة
دولة الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
التسبيحُ مَعناهُ: الثَّناءُ والتَّنْزيهُ، فَتَسْبِيحُ اللهِ تَعالى: الثناءُ عليهِ وتَنْزِيهُهُ عَنِ السُّوءِ والنَّقْصِ والشَّبِيهِ والْمـَثِيل، حاشاهُ جلَّ في عُلاه.

ونَجِدُ في كتابِ ربِّنا سبحانه أنَّهُ يُسبِّحُ نَفْسَه فيقولُ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ){الإسراء}، يقولُ الحافظُ ابنُ كثيرٍ: "يُمَجِّدُ تَعَالَى نَفْسَهُ، وَيُعَظِّمُ شَأْنَهُ، لِقُدْرَتِهِ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ سِوَاهُ، فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ"[تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 5/5].

وأَثْنى على ملائِكَتِهِ لِتَسْبِيحِهم فقال: (يُسَبِّحُونَ الليلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرونَ) {الأنبياء}، وامتدَحَ بِالتَّسْبِيحِ أنبياءَهُ؛ فوصَفَ يُونُسَ عليه السلام بِــ: (أنَّهُ كان مِنَ الـمُسَبِّحِين){الصافات}، وقال عن نَبِيِّهِ داودَ عليهِ السَّلامُ: (إنَّا سَخَّرْنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالعَشِيِّ والإشْراقِ){ص:18}، وأشادَ بِعِبادِهِ المؤمنين الْمـُسَبِّحين؛ فقالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ سُبحانَهُ: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ){السجدة}.
ولِعِلْمِ مُوسَى عليه السَّلامُ بِحُبِّهِ جَلَّ وعَلا لِلتَّسبِيحِ فَإِنَّهُ طَلَبَ مِن ربِّهُ أَنْ يَشدَّ أَزرَهُ بأَخِيهِ؛ لِيُكْثِرا مِنْ تَسْبِيحِ اللهِ وذِكْرِهِ؛ فقال: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كثيراً، ونَذْكُرَكَ كَثيراً).

وبيَّنَ سبحانَهُ أنَّ الإكثارَ مِنَ الذِّكْرَ والتَّسْبيحِ مِنْ سِماتِ أُولي النُّهَى والأَلْبابِ؛ الذينَ يَعرِفونَ ما فِيهِ فَلاحُهُم فَيَلْزَمُونَهُ ويَسْتَكْثِرونَ مِنْهُ، فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ){آل عمران}، وقال ﷻ: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ){النور}؛ فهم مُداوِمُونَ على ذِكْرِ اللهِ وتَسْبيحِهِ، لا تُشغِلُهُمُ الدُّنيا عن طاعَتِهِ، يخافونَ عِقابَهُ ويَرْجُونَ ثوابَهُ، فَجُوزوا بالثَّوابِ الجزيلِ والجزاءِ الحسَنِ، يقولُ سُبحانَهُ: (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ){النور}.

والتَّسْبيحُ من ذِكْرِ أهْلِ الجنَّةِ، فهُوَ مِنْ نَعِيمِها، يقولُ اللهُ سبحانَهُ: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ){يونس}، وقالَ ﷺ واصِفاً أهلَ الجنةِ: "يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ والتَّحْمِيدَ، كَما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ"[رواه مسلم]، وَما في الجَنَّةِ إلا النَّعِيمُ، فالتَّسْبِيحُ مِنْ النَّعِيمِ، واشْتِغالُ أَهْلِ الجَنَّةِ بالتَّسْبيحِ أَكْثرَ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الْمـَآكِلِ والْمـَشارِبِ والْمَناكِحِ دَلِيلٌ عَلى عِظَمِ تَلَذُّذِهِمْ بِالتَّسْبِيحِ وشِدَّةِ سُرُورِهِمْ بِهِ.

وأهلُ الإيمانِ الراسخِ واليَقِينِ الصادقِ يُكْثِرونَ مِنَ التَّسْبيحِ لما فِيهِ مِنْ إزالَةِ الهموم وتَفْريجِ الكُروب؛ لهذا أمرَ اللهُ نَبِيَّهُ ﷺ بالصَّبرِ والإكْثارِ مِنَ التَّسْبيحِ عِندَما آذاهُ الْمـُشْرِكونَ فقال: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى){طه}، ولَفْظَةُ (لَعَلَّ): إذا جاءتْ مِنَ اللهِ تَعالى فَهِيَ على سَبيلِ الوَعْدِ والتَّحْقيقِ.

وها هوَ نبيُّ اللهِ يونُسُ عليه السلام، حِينَ أَحاطَتْ بِهِ ظُلماتُ الكَرْبِ وهو في بَطْنِ الحُوتِ، لَجأَ إلى التَّسبِيحِ قالَ اللهُ جلَّ وعلا: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ){الصافات}، لقد كانَ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ){الأنبياء}؛ فكانتِ النَّتيجةُ استجابَةَ الله لدعائهِ وتَسْبيحهِ، وإغاثَتَهُ له مِنْ ذلكَ الكَرْبِ العَظِيم، كَما قالَ سُبحانه: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ){الأنبياء}، ويؤَكِّدُ هذا المعنى نَبِيُّنا ﷺ فَيَقُولُ: "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ؛ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ"[رواه الترمذي].​
 
سبحان الله دائما ابدا
هي كلمات خفيفة على اللسان
نسأل الله ان تكون جد ثقيلة في ميزان حسناتنا
يوم لا ينفع مال ولا بنون
سلمت يمناك على الطرح
 
بارك الله فيك أخي الكريم شكرا للمرور الطيب والتعقيب.

حياك الله.​
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي
حياك الله يا غالي
جميل مواضيعك يجبرني على الرد لا الصمت
 
بارك الله فيك...

ولذكر الله اكبر.. الذكر والمقاومة عليه

كما قال العلماء له لذة لا يجدها إلا
الذاكر لله المداوم على الذكر باستمرار

ويحفظك من الوقوع بالمعاصي.
فكيف
قع في المعصيه ولسانك ذاكر
لله.​
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي
بارك الله فيك أخي الكريم شكرا للمرور الطيب والتعقيب.

حياك الله.​
 
بارك الله فيك اخي الحبيب
 
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الاقتباس المخفي
بارك الله فيك أخي الكريم شكرا للمرور الطيب والتعقيب.

حياك الله.​
 
جزاك الله خيرا أخي ابا عائشة
تم الابقاء على هذا الموضوع
وارجاعه للقسم الاسلامي
وسيتم نقل القديم بارك الله فيك
 
بارك الله فيكم
 
المنتدى غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء.
فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق واعطاء معلومات موقعه.
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المشاغب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
عودة
أعلى