الحمد لله.
أولاً:
العبد مأمور شرعاً أن يشكر كل من صنع إليه معروفاً. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس” رواه أحمد (13/322)، (7939)، وأبو داود (4811)، والبخاري في الأدب المفرد (ص: 85)، وابن حبان (3398)، وصححه الألباني في “الصحيحة” (716).
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتّى تروا أنّكم قد كافأتموه) رواه أبو داود (1672)، والنسائي (2567)، وصححه الألباني في “الصحيحة” (254).
وعن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم«من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثّناء) رواه الترمذي (2035) وصححه الألباني.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قالت المهاجرون: يا رسول الله، ذهبت الأنصار بالأجر كله، ما رأينا قوماً أحسن بذْلاً لكثير، ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤنة؟ قال: «أليس تثنون عليهم به، وتدعون الله لهم؟» قالوا: بلى قال: «فذاك بذاك». وعند الترمذي”لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم”. رواه الترمذي (2487)، والنسائي (9938)، وصححه الترمذي، الألباني.
وينبغي أن تدعو لمن دعا لك أو قال: جزاك الله خيراً.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: “لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك، وفرعون قد مات”. رواه البخاري في الأدب المفرد (ص: 381)، وصححه الألباني (1113).
ثانياً:
الكمال أن يكون إسداء المعروف للناس خالصاً لله تعالى، ومن تمام الإخلاص ألا يطلب ممن أحسن إليهم دعاء ولا شكوراً، كما قال الله تعالى عن المتصدقين: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9]. رواه البخاري في “الأدب المفرد” (ص: 381)، وصححه الألباني (852/1113).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ، قَالَ: «أَقْسِمِيهَا»، قَالَ: فَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا رَجَعَ الْخَادِمُ قَالَتْ: مَا قَالُوا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، قَالَ: فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَفِيهِمْ بَارَكَ اللَّهُ، فَزِدْ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَبَقِيَ أَجْرُنَا لَنَا” رواه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (ص: 244)، وقال الألباني: “إسناده جيد” “تخريج الكلم الطيب” (ص: 175).
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} {إنما نطعمكم لوجه الله} الآية. ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية؛ فإن في الحديث الذي في سنن أبي داود {من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه}، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للرسول ﷺ: “اسمع ما دعوا به لنا؛ حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله”. وقال بعض السلف: “إذا أعطيت المسكين فقال: بارك الله عليك. فقل: بارك الله عليك”. أراد أنه إذا أثابك بالدعاء فادع له بمثل ذلك الدعاء حتى لا تكون اعتضت منه شيئًا. هذا والعطاء لم يطلب منهم. وقد قال النبي ﷺ {ما نفعني مال كمال أبي بكر}، أنفَقَه يبتغي به وجه الله، كما أخبر الله عنه لا يطلب الجزاء من مخلوق لا نبي ولا غيره، لا بدعاء ولا شفاعة”اهـ. “مجموع الفتاوى” (11/111).
وقال: “ومن طلب من العباد العِوَض ثناء أو دعاء، أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله”اهـ. “مجموع الفتاوى” (1/ 54).
ثالثاً:
قول القائل لمن شكره (الشكر لله) إن كان مراده بالشكر لله: هو عدم المنّة على غيره، والتواضع له، وإرجاع الفضل الأول لله عز وجل؛ لأنه تعالى هو المنعم علينا جميعاً، فهذا قصد حسن، وهو المفهوم من كلام العامة.
وإن كان المراد: هو أن ابن آدم لا يُشكر، ولا يُشرع شكره، وإنما الشكر لله وحده، فهذا مخالف للنصوص.. والمتأمل في كلام الناس يجد أنهم لا يقصدون هذا المعنى.
وعليه؛ فيجوز أن يقول الرجل لمن شكره: “الشكر لله”، “ولا حرج في ذلك .. والمستحب أن يشكر الله ويشكر من صنع إليه المعروف والإحسان” أفاد به: ا.د سامي الصقير (عضو هيئة كبار العلماء).
أولاً:
العبد مأمور شرعاً أن يشكر كل من صنع إليه معروفاً. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس” رواه أحمد (13/322)، (7939)، وأبو داود (4811)، والبخاري في الأدب المفرد (ص: 85)، وابن حبان (3398)، وصححه الألباني في “الصحيحة” (716).
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتّى تروا أنّكم قد كافأتموه) رواه أبو داود (1672)، والنسائي (2567)، وصححه الألباني في “الصحيحة” (254).
وعن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم«من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثّناء) رواه الترمذي (2035) وصححه الألباني.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قالت المهاجرون: يا رسول الله، ذهبت الأنصار بالأجر كله، ما رأينا قوماً أحسن بذْلاً لكثير، ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤنة؟ قال: «أليس تثنون عليهم به، وتدعون الله لهم؟» قالوا: بلى قال: «فذاك بذاك». وعند الترمذي”لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم”. رواه الترمذي (2487)، والنسائي (9938)، وصححه الترمذي، الألباني.
وينبغي أن تدعو لمن دعا لك أو قال: جزاك الله خيراً.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: “لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك، وفرعون قد مات”. رواه البخاري في الأدب المفرد (ص: 381)، وصححه الألباني (1113).
ثانياً:
الكمال أن يكون إسداء المعروف للناس خالصاً لله تعالى، ومن تمام الإخلاص ألا يطلب ممن أحسن إليهم دعاء ولا شكوراً، كما قال الله تعالى عن المتصدقين: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9]. رواه البخاري في “الأدب المفرد” (ص: 381)، وصححه الألباني (852/1113).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ، قَالَ: «أَقْسِمِيهَا»، قَالَ: فَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا رَجَعَ الْخَادِمُ قَالَتْ: مَا قَالُوا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، قَالَ: فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَفِيهِمْ بَارَكَ اللَّهُ، فَزِدْ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَبَقِيَ أَجْرُنَا لَنَا” رواه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (ص: 244)، وقال الألباني: “إسناده جيد” “تخريج الكلم الطيب” (ص: 175).
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} {إنما نطعمكم لوجه الله} الآية. ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية؛ فإن في الحديث الذي في سنن أبي داود {من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه}، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للرسول ﷺ: “اسمع ما دعوا به لنا؛ حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله”. وقال بعض السلف: “إذا أعطيت المسكين فقال: بارك الله عليك. فقل: بارك الله عليك”. أراد أنه إذا أثابك بالدعاء فادع له بمثل ذلك الدعاء حتى لا تكون اعتضت منه شيئًا. هذا والعطاء لم يطلب منهم. وقد قال النبي ﷺ {ما نفعني مال كمال أبي بكر}، أنفَقَه يبتغي به وجه الله، كما أخبر الله عنه لا يطلب الجزاء من مخلوق لا نبي ولا غيره، لا بدعاء ولا شفاعة”اهـ. “مجموع الفتاوى” (11/111).
وقال: “ومن طلب من العباد العِوَض ثناء أو دعاء، أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله”اهـ. “مجموع الفتاوى” (1/ 54).
ثالثاً:
قول القائل لمن شكره (الشكر لله) إن كان مراده بالشكر لله: هو عدم المنّة على غيره، والتواضع له، وإرجاع الفضل الأول لله عز وجل؛ لأنه تعالى هو المنعم علينا جميعاً، فهذا قصد حسن، وهو المفهوم من كلام العامة.
وإن كان المراد: هو أن ابن آدم لا يُشكر، ولا يُشرع شكره، وإنما الشكر لله وحده، فهذا مخالف للنصوص.. والمتأمل في كلام الناس يجد أنهم لا يقصدون هذا المعنى.
وعليه؛ فيجوز أن يقول الرجل لمن شكره: “الشكر لله”، “ولا حرج في ذلك .. والمستحب أن يشكر الله ويشكر من صنع إليه المعروف والإحسان” أفاد به: ا.د سامي الصقير (عضو هيئة كبار العلماء).