فائدة نفسية
📌 قال فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
أنبه على فائدةٍ مهمة جدا تتعلق بالسياق كله بدءً من قوله: {يا بني إسرائيل …} [البقرة:40] إلى قوله {يا بني إسرائيل …} [ البقرة:47] الآتية في تمام هذا السياق :
لو نلاحظ في هذه الوصايا لهؤلاء
جُمِع فيها بين أوامر ونواهي،
ولما تنظر في جُل هذه الوصايا تدرك أنها تختص بفئة من هؤلاء وهم مَن؟
الأحبار أهل العلم ؛
لأن العوام لا شأن لهم بلبس الحق بالباطل وكتمان الحق لأنهم ما عندهم علم أصلا فهم تبع لعلمائهم ؛ قوله {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} وقوله {أتأمرون الناس بالبر …} … ،
ولهذا لما تتأمل هذه الآيات تجد أنها كاشفة للعالم حقا من العالم بالدعوى ، والفقيه حقا من المتشبه بالفقهاء وليس منهم .
هذا معنى عظيم يستفاد من هذه الآيات،
• وقد أشار إلى هذه الفائدة العظيمة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسالة له عظيمة أسماها "الأصول الستة" .
وقصد بهذه "الأصول الستة" العظيمة تنبيه الناس على أأصول تضبط لهم دينهم ويسلمون بها من الزلل ؛
الأصل الرابع من هذه الأصول، قال - رحمه الله -:
" بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء وبيان من تشبه بهم وليس منهم".
وقد بين الله هذا الأصل في سورة البقرة في قوله {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم…} [البقرة:40] إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام قريب من آجر الجزء الأول فقال: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمتم عليكم … } [البقرة:122] كالآية الأولى .
فهذا السياق كله يكشف فيه المرء والمتدبر :
• بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء.
• وبيان من تشبه بهم - أي أهل العلم - وليس منهم.
- الآن من يكون من يحمل العلم يكتم العلم أو يلبس الحق بالباطل أو غير ذلك من الصفات التي نهى الله عنها هؤلاء هذا متشبه بالعلماء وليس منهم.
- لكن من كان ملتزما بهذا الذي أوصى الله به من إظهار الحق وبيانه ، والنصح للخلق ، وعدم كتمان الحق ، وسباقا إلى الخيرات ، ومقيما للصلاة ، مؤديا للزكاة ، مطيعا لله سبحانه وتعالى ،
من كانت فيه هذه الصفات وهو يحمل العلم فهو العالم،
ومن كان بخلاف هذه الصفات فهو متشبه بأهل العلم وليس منهم.
التفريغ قام به قناة العلم النافع
🔊 شرح تفسير السعدي الدرس رقم (46) تفسير سورة البقرة: من الآية (41) {وآمنوا بما أنـزلت
مصدقا لما معكم … }.
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح