من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قبيلة الكرب: تاريخ عريق من قلب الجزيرة العربية
تُعد قبيلة الكرب، أو الكربي، من القبائل العربية الأصيلة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتنتشر فروعها في عدة دول عربية. تتسم هذه القبيلة بثرائها التاريخي ونسجها الاجتماعي المتين، وقد تضاربت الروايات حول أصلها ونسبها، مما يعكس عمق هذا التاريخ وتشعباته. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز هذه الروايات، مع التركيز على النسب الهمداني الذي يربط الكرب ببطون بكيل، ودورها في مناطق انتشارها.
نسب قبيلة الكرب: روايات متعددة وأصول عريقة
اختلف النسابة والمؤرخون في تحديد النسب الدقيق لقبيلة الكرب، مما يعكس قدم هذه القبيلة وتعدد تفرعاتها. وعلى الأرجح فإن هناك رواية قوية، تُرجح أن الكرب من بطون بني ربيعة بن بكيل، وقد هاجروا قديمًا واستقروا في منطقة الصيعر. وفقًا لهذه الرواية، فإن نسبهم يتصل بـ الكرب بن زيد بن ربيعة بن بكيل. هذا النسب يربطهم مباشرة بقبيلة بكيل الهمدانية الكبرى، إحدى أعرق قبائل اليمن. هذا التفسير يدعم فكرة الانتشار الجغرافي لفروع همدان في أرجاء الجزيرة العربية.
فخوذ الكرب البارزة:
تتكون قبيلة الكرب من عدة فخوذ وبطون، تترأسها بيوت وشيوخ لهم مكانتهم:
آل مسفر: تعود زعامتهم إلى آل فرج، وتحديداً إلى الشيخ منصر بن ناصر العصيمي الكربي، وهو أيضًا مُعرف قبيلة الكرب في دولة الإمارات. ومن أشهر مشايخهم الشيخ عسكر بن سالم الكربي، الذي كان مُعرف الكرب في دولة قطر ولعب دورًا في تخطيط بلاد الكرب، وهو شيخ آل غالب من آل مسفر.
آل عويرة: تعود زعامتهم إلى ابن قطيان، وتحديداً إلى الشيخ عوض بن حمد بن بقصة الكربي، وهو من سلالة حكام شبوة القديمة ، كذلك الشيخ صالح بن حزيق ال عويره الكربي الذي رافق الملك عبدالعزيز إلى رحلة الحج والعمره وهو شيخ ال حمد بن لعسم.
آل جعيول: تعود زعامتهم إلى ابن زيد، وتحديداً الشيخ صالح بن سليمان بن زيد الكربي، وهو مرجع ومقرع الحق في القبيلة.
القعطة: تعود زعامتهم إلى مخيريان، وتحديداً إلى الشيخ علي بن مبخوت مخيريان الكربي.
آل با ثنية: ومنهم آل المكرمي، آل عوض آل راشد، وآل العرمي، وتعود زعامتهم إلى دار المكرمي.
المطاحلة: ومنهم آل غانم، اللقزع، آل منصور، وآل جميل.
الحولان: ومنهم آل دليع والأحمر.
يُشاع بين كبار وأعيان القبائل المجاورة أن شيخ الشمل هو ابن زيد، والبعض يعتبره مقرع حق لقبيلة الكرب.
علاقة الكرب بالقبائل المجاورة: الكرب والصيعر وبلعبيد
تُعرف قبيلة الكرب بعلاقتها الوطيدة مع جارتها الصيعر، حتى بات اسميهما غالبًا ما يُذكران مقرونين: "الكرب والصيعر"، مما يوحي بأنهما قبيلة واحدة للسامع.
ومن الجدير بالذكر أن الكرب تُعد فرعًا من قبيلة أكبر تُدعى باحيان، والتي هي بدورها فرع من قبيلة بلعبيد الكبرى التي تملأ حضرموت. يُنتسب آل بلعبيد إلى العبيد بن الأبرص بن عمرو بن أشجع بن سليح بن عمران بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن حمير. وتسكن بلعبيد وادي دهر ووادي عرماء وسوط بلعبيد وحنكة وادي رخيه ورملة السبعتين، وتنقسم إلى فرعين: باحيان وسلم. هذا يربط الكرب بشكل وثيق بالنسيج القبلي الحضرمي والقضاعي الحميري.
بلاد الكرب وانتشارهم الجغرافي:
تمتد بلاد الكرب في مناطق واسعة، وتشمل أراضيهم الرملية والجبلية الواسعة التي تُعد مراعي غنية عند هطول الأمطار، خاصة من الثنية إلى شبوة.
تتواجد قبيلة الكرب في:
اليمن: بشكل خاص في شبوة وحضرموت، وفي منطقة شرورة المتاخمة للحدود السعودية.
المملكة العربية السعودية: لهم تواجد كبير في شرورة، حيث تمتد أراضيهم شمال وشرق رملة السبعتين وحتى مدينة شرورة في الربع الخالي.
الإمارات العربية المتحدة.
دولة قطر.
سلطنة عمان.
هذا الانتشار الواسع يؤكد على تاريخ الكرب الموغل في القدم وقدرتها على البكيف والتأثير في مناطق واسعة من الجزيرة العربية.
خاتمة:
قبيلة الكرب، بكل فروعها وتاريخها المتشعب، تمثل جزءًا أصيلًا من فسيفساء القبائل العربية. سواء أرجع نسبها إلى حمير، أو كندة، أو سبيع، أو تحديدًا إلى بكيل همدان كما أشارت بعض الروايات، فإنها تحتفظ بمكانتها كقبيلة ذات عراقة وأصالة، حافظت على عاداتها وتقاليدها. العلاقة الوثيقة مع الصيعر وانتماؤهم لبلعبيد، يوضح مدى ترابط القبائل في هذه المنطقة. إن هذا التراث الغني يؤكد على أن الكرب لا تزال قبيلة حية وفاعلة، تحافظ على هويتها وتاريخها العريق في قلب الجزيرة العربية
تُعد قبيلة الكرب، أو الكربي، من القبائل العربية الأصيلة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتنتشر فروعها في عدة دول عربية. تتسم هذه القبيلة بثرائها التاريخي ونسجها الاجتماعي المتين، وقد تضاربت الروايات حول أصلها ونسبها، مما يعكس عمق هذا التاريخ وتشعباته. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز هذه الروايات، مع التركيز على النسب الهمداني الذي يربط الكرب ببطون بكيل، ودورها في مناطق انتشارها.
نسب قبيلة الكرب: روايات متعددة وأصول عريقة
اختلف النسابة والمؤرخون في تحديد النسب الدقيق لقبيلة الكرب، مما يعكس قدم هذه القبيلة وتعدد تفرعاتها. وعلى الأرجح فإن هناك رواية قوية، تُرجح أن الكرب من بطون بني ربيعة بن بكيل، وقد هاجروا قديمًا واستقروا في منطقة الصيعر. وفقًا لهذه الرواية، فإن نسبهم يتصل بـ الكرب بن زيد بن ربيعة بن بكيل. هذا النسب يربطهم مباشرة بقبيلة بكيل الهمدانية الكبرى، إحدى أعرق قبائل اليمن. هذا التفسير يدعم فكرة الانتشار الجغرافي لفروع همدان في أرجاء الجزيرة العربية.
فخوذ الكرب البارزة:
تتكون قبيلة الكرب من عدة فخوذ وبطون، تترأسها بيوت وشيوخ لهم مكانتهم:
آل مسفر: تعود زعامتهم إلى آل فرج، وتحديداً إلى الشيخ منصر بن ناصر العصيمي الكربي، وهو أيضًا مُعرف قبيلة الكرب في دولة الإمارات. ومن أشهر مشايخهم الشيخ عسكر بن سالم الكربي، الذي كان مُعرف الكرب في دولة قطر ولعب دورًا في تخطيط بلاد الكرب، وهو شيخ آل غالب من آل مسفر.
آل عويرة: تعود زعامتهم إلى ابن قطيان، وتحديداً إلى الشيخ عوض بن حمد بن بقصة الكربي، وهو من سلالة حكام شبوة القديمة ، كذلك الشيخ صالح بن حزيق ال عويره الكربي الذي رافق الملك عبدالعزيز إلى رحلة الحج والعمره وهو شيخ ال حمد بن لعسم.
آل جعيول: تعود زعامتهم إلى ابن زيد، وتحديداً الشيخ صالح بن سليمان بن زيد الكربي، وهو مرجع ومقرع الحق في القبيلة.
القعطة: تعود زعامتهم إلى مخيريان، وتحديداً إلى الشيخ علي بن مبخوت مخيريان الكربي.
آل با ثنية: ومنهم آل المكرمي، آل عوض آل راشد، وآل العرمي، وتعود زعامتهم إلى دار المكرمي.
المطاحلة: ومنهم آل غانم، اللقزع، آل منصور، وآل جميل.
الحولان: ومنهم آل دليع والأحمر.
يُشاع بين كبار وأعيان القبائل المجاورة أن شيخ الشمل هو ابن زيد، والبعض يعتبره مقرع حق لقبيلة الكرب.
علاقة الكرب بالقبائل المجاورة: الكرب والصيعر وبلعبيد
تُعرف قبيلة الكرب بعلاقتها الوطيدة مع جارتها الصيعر، حتى بات اسميهما غالبًا ما يُذكران مقرونين: "الكرب والصيعر"، مما يوحي بأنهما قبيلة واحدة للسامع.
ومن الجدير بالذكر أن الكرب تُعد فرعًا من قبيلة أكبر تُدعى باحيان، والتي هي بدورها فرع من قبيلة بلعبيد الكبرى التي تملأ حضرموت. يُنتسب آل بلعبيد إلى العبيد بن الأبرص بن عمرو بن أشجع بن سليح بن عمران بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن حمير. وتسكن بلعبيد وادي دهر ووادي عرماء وسوط بلعبيد وحنكة وادي رخيه ورملة السبعتين، وتنقسم إلى فرعين: باحيان وسلم. هذا يربط الكرب بشكل وثيق بالنسيج القبلي الحضرمي والقضاعي الحميري.
بلاد الكرب وانتشارهم الجغرافي:
تمتد بلاد الكرب في مناطق واسعة، وتشمل أراضيهم الرملية والجبلية الواسعة التي تُعد مراعي غنية عند هطول الأمطار، خاصة من الثنية إلى شبوة.
تتواجد قبيلة الكرب في:
اليمن: بشكل خاص في شبوة وحضرموت، وفي منطقة شرورة المتاخمة للحدود السعودية.
المملكة العربية السعودية: لهم تواجد كبير في شرورة، حيث تمتد أراضيهم شمال وشرق رملة السبعتين وحتى مدينة شرورة في الربع الخالي.
الإمارات العربية المتحدة.
دولة قطر.
سلطنة عمان.
هذا الانتشار الواسع يؤكد على تاريخ الكرب الموغل في القدم وقدرتها على البكيف والتأثير في مناطق واسعة من الجزيرة العربية.
خاتمة:
قبيلة الكرب، بكل فروعها وتاريخها المتشعب، تمثل جزءًا أصيلًا من فسيفساء القبائل العربية. سواء أرجع نسبها إلى حمير، أو كندة، أو سبيع، أو تحديدًا إلى بكيل همدان كما أشارت بعض الروايات، فإنها تحتفظ بمكانتها كقبيلة ذات عراقة وأصالة، حافظت على عاداتها وتقاليدها. العلاقة الوثيقة مع الصيعر وانتماؤهم لبلعبيد، يوضح مدى ترابط القبائل في هذه المنطقة. إن هذا التراث الغني يؤكد على أن الكرب لا تزال قبيلة حية وفاعلة، تحافظ على هويتها وتاريخها العريق في قلب الجزيرة العربية