خطب يا بني أقم الصلاة


فزاععضوية موثوقة

مشرف أخبار التكنولوجيا والتقنيات
فريق الإشراف
LV
0
 
إنضم
16 سبتمبر 2024
المشاركات
944
  • الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أنار بالصلاة قلوب العابدين، وجعلها سبيل فلاح المؤمنين، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال جل في علاه: ﴿وأن أقيموا الصلاة واتقوه﴾.

أيها المؤمنون: خطبتنا اليوم؛ عن غرة العبادات، ورأس الطاعات، وصفوة القربات، إنها الصلاة، تلكم الفريضة العظمى، التي ورد ذكرها في نحو سبعين موضعا من القرآن، وجاء الأمر بها صريحا من ربنا الرحمن: ﴿وأقيموا الصلاة﴾ وحرص الأنبياء على أدائها، وتضرعوا إلى الله أن يوفق ذرياتهم لإقامتها، فها هو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، يدعو ربه قائلا: ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي﴾، وها هو سيدنا إسماعيل عليه السلام كان ﴿يأمر أهله بالصلاة﴾، ولقد جاءكم من نبإ لقمان الحكيم، ووصيته العظيمة لابنه: ﴿يا بني أقم الصلاة﴾ وها هو الأمر الإلهي، والتوجيه الرباني، ينزل إلى نبينا ﷺ من فوق سبع سماوات، فيقول له: ﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها﴾ فما زال ﷺ ممتثلا هذا الأمر الإلهي، متمسكا به طوال حياته، حتى كان مسك الختام؛ من وصاياه عليه الصلاة والسلام: «‌الصلاة، ‌الصلاة»، يرددها في آخر لحظات حياته، وهو يجود بنفسه وروحه. فأي حرص أعظم من حرص الأنبياء والحكماء؛ على وصيتهم أولادهم بالصلاة! أفلست تبلغ ذروة سعادتك أيها الأب؛ حين ترى ولدك واقفا بين يدي ربه مصليا، للقرآن تاليا، ولربه مناجيا، ساجدا راكعا، خاشعا خاضعا، كم تقر بهذا عينك، ويسر فؤادك، أذلك خير أم ولد تجده عن الصلاة منشغلا، وفي حقها متهاونا؟ ﴿هل يستويان مثلا﴾؟

ألا فاغرسوا يا عباد الله في أبنائكم محبة الصلاة، ليستشعروا لذة الوقوف بين يدي الله، ويتدبروا قول رسول الله ﷺ: «‌وجعلت ‌قرة ‌عيني ‌في ‌الصلاة»، مدركين أن الصلاة ليست مجرد حركات يؤدونها بأبدانهم، ولا عبئا يطرحونه عن كواهلهم، بل هي حبل صلتهم بربهم، وسبيل طمأنينة قلوبهم، وأنس أرواحهم، وراحة نفوسهم، ألم تسمعوا قول نبيكم ﷺ لمؤذنه بلال: «يا بلال، ‌أقم ‌الصلاة، ‌أرحنا ‌بها».

وليست الصلاة راحة للروح فحسب؛ بل إنها تغرس في أبنائنا قيم النظافة والإنصات، والتعلق بالمساجد والمساواة، وحسن التفكير في المآل، مع ما تبثه فيهم من نشاط وانضباط ومسؤولية، ومثابرة وجدية، وتنأى بهم عن التفريط والإهمال والغفلة، وذلك بالتزامهم بأدائها في أوقاتها، وتحريهم مواعيدها، عملا بقول الله تعالى: ﴿‌إن ‌الصلاة ‌كانت ‌على ‌المؤمنين ‌كتابا موقوتا﴾، وحين تتعلق قلوب أولادنا بصلاتهم، وتمتزج بها أرواحهم؛ تصير نبضا لحياتهم، يرتبون أعمالهم على مواعيدها، لا يسوفونها ولا يؤخرونها؛ وهنا يتجلى أثرها في سلوكهم ومجتمعهم، فحضورهم الصلاة يعلمهم الاتحاد على الخير، والتعاون على البر، ويحيي بينهم روابط المودة، حتى تصبح الصلاة لهم مفتاح الفلاح، فإذا ارتفع النداء: حي على الفلاح؛ أجابوه مسارعين، استجابة لأمر رب العالمين: ﴿حافظوا على الصلوات﴾.

﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد؛ فيا أيها المصلون:
إن الصلاة تعزز في الطلاب القيم الراقية، والأخلاق السامية، وبها يستعيدون نشاطهم، وتعتاد على التركيز أذهانهم، وتتمتع بالهدوء نفوسهم، ويزيدهم الله علما وفلاحا، وتوفيقا ونجاحا، قال سبحانه: ﴿قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾.

وقد حرصت وزارة التربية والتعليم، على تعزيز مكانة الصلاة في نفوس أولادنا، فخصصت وقتا لأداء صلاة الظهر في مصليات المدارس.

فيا أيها المعلمون: شجعوا الطلاب على الاستفادة القصوى من هذه المبادرة الوطنية الرائدة، علموهم أن يسبغوا وضوءهم، ويخشعوا في صلواتهم، ويحافظوا عليها في سائر أوقاتهم، فذلك خير لهم في دنياهم وآخرتهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن أهم أمركم عندي الصلاة، من حفظها وحافظ عليها، حفظ دينه، ومن ضيعها، ‌فهو ‌لما ‌سواها ‌أضيع وعلموهم مقاصد الصلاة ومكانتها، وفوائدها وأحكامها، وأن يكثروا من الدعاء فيها، لأنفسهم وأهليهم، ووطنهم وقيادتهم.

هذا وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين
 
جزاك الله خيراً
 

أحسنت وبارك الله فيك يالغالي

موضوع جدا هادف ومهم
 
عودة
أعلى أسفل